ارتفعت أصول صناديق الثروة السيادية المملوكة لدول مجلس التعاون الخليجي في العامين الماضيين بمتوسط 20% عند 4 تريليونات دولار أمريكي،.

وبذلك تشكل قيمة أصول صناديق الخليج نحو 37% من أصول الصناديق السيادية العالمية، ويكاد حجمها يُعادل نظيرتها في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفق تقرير صادر عن "إس أند بي جلوبال.

"

واستفادت صناديق الثروة السيادية الخليجية من الفوائض الناتجة عن عائدات الطاقة المفاجئة في جميع أنحاء المنطقة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، بما دعم زيادة تواجدها عالمياً وتعميق دخولها إلى الأسواق العالمية من خلال عمليات شراء قطاعية متنوعة.

ورغم توقعات استمرار الاستثمارات في الاقتصادات المتقدمة الكبيرة والأسواق النائية بالسنوات المقبلة، إلا أن "إس أند بي جلوبال" تُرجح أن تعيد الصناديق الخليجية تدوير جزء من تدفقات النفط إلى الداخل في اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحتاج إلى تمويل خارجي مثل تركيا ومصر.

وعلى الرغم من ترجيحها تراجع فوائض الخليج على المدى القريب بضغط من أسعار النفط، إلا أنها ستواصل تحقيق الفوائض على مستوى الحساب الجاري المرجح وصوله إلى 8.6% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، على أن يتباطأ في العام المقبل عند 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي.

يُذكر أن ميزان الحساب الجاري لدول الخليج ارتفع في 2022 عند أعلى مستوى له في 10 سنواتً ليصل إلى 369 مليار دولار، بما يشكل 16.9% من الناتج المحلي الإجمالي، فرغم انخفاض أسعار الطاقة إلا أنها لا تزال مرتفعة مقارنة بـالمستويات التاريخية.

اقرأ أيضاً

تعرف على تفاصيل الموجة الجديدة لصفقات استحواذ صناديق الثروة الخليجية

ويُشير ذلك إلى أن الأموال ستستمر في التدفق إلى الصناديق السيادية؛ مما يوفر فرصاً استثمارية إضافية على الصعيدين المحلي والخارجي، مع استمرارها بالاستثمار في الأوقات الصعبة؛ إذ استثمروا نحو 83 مليار دولار في 2022.

ومن بين أكبر 10 صناديق سيادية في العالم خلال عام 2022، كانت 5 منها خليجية، توزعت الاستثمارات في العام الماضي بين 62% للإمارات العربية المتحدة، و28% المملكة العربية السعودية، و10% قطر، ولا تعتمد عمليات الشراء الاستراتيجية للصناديق الخليجية على ضخ رأس المال الحكومي فحسب، ولكن تعتمد أيضاً على مبيعات الأصول.

وتركز معظم الصناديق السيادية على الاستثمارات المحلية والأجنبية؛ إذ تُشير التقديرات إلى أن الأصول والأوراق المالية المحلية لصندوق الاستثمار العامة السعودي شكلت 71% من إجمالي محفظته نهاية 2022.

وإلى جانب استثمارات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، توسعت استثمارات الصندوق السعودي على الصعيد الدولي لتشمل أوروبا والأمريكيتين وآسيا وإفريقيا، كما تنوعت الاستثمارات حسب القطاعات مع التركيز على تكنولوجيا المعلومات والعقارات والبنية التحتية والرعاية الصحية والنقل وخدمات المستهلك وغيرها من الخدمات الاستراتيجية.

ويسعى الصندوق السعودي إلى أن تصل أصوله الخاضعة للإدارة بحلول نهاية 2025 إلى تريليون دولار، على أن تبلغ من تريليوني دولار إلى 3 تريليونات بحلول عام 2023.

اقرأ أيضاً

توقعات بتدفقات ضخمة للصناديق السيادية في الخليج

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهيئة أبوظبي للاستثمار ومؤسسة دبي للاستثمار الإماراتيتين، وهيئة الاستثمار العامة الكويتية، وجهاز قطر للاستثمار القطري أصولاً بـ3.3 تريليونات دولار.

يأتي ذلك في وقت ارتفعت استثمارات الصناديق السيادية الخليجية 27% خلال 2020 في بداية حائجة فيروس "كورونا" إلى 49 مليار دولار، إذ اقتنصت الأصول المتعثرة والحصص في الشركات والقطاعات المتضررة بشدة، إلا أن سجلت أعلى مستوى في العام الماضي البالغ 83 مليار دولار.

ويُشير ذلك إلى وجود قفزة في الإنفاق والاستثمار أكثر بنحو 4 مرات من المبلغ المعلن عنه في 2018، بما يبرهن قدرة تلك الصناديق الخليجية على الاستثمار في الأوقات الصعبة.

وظلت الاستثمارات الخضراء واستهداف الاستثمارات التي تطبق معايير صافي الانبعاث الصفري للكربون في مقدمة اهتمامات الصناديق الخليجية، فقد استثمر العديد منها في مصادر الطاقة المتجددة بالآونة الأخيرة.

ورغم توقعات استمرار تدفق العوائد على الصناديق الخليجية وتوسيع استثماراتها عالمياً إلا أنها ستقوم بضخ جزء من استثمارات في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها من الأسواق الناشئة؛ إذ تطلع قطر والإمارات والسعودية عن كثب إلى برنامج بيع الأصول المصري.

اقرأ أيضاً

90 مليار دولار في عام.. صناديق الخليج السيادية تغير استراتيجيتها في الاستثمار

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تدفقات النفط الصنادیق السیادیة ملیار دولار إلا أن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تشارك في الاجتماعات الوزارية الخليجية

العُمانية: شاركت سلطنة عُمان في أعمال الدورة الـ ١٦٣ للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.

ترأس وفد سلطنة عُمان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية.

تم خلال الاجتماع استعراض سبل تعزيز العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية.

كما أطلع المجلس الوزاري على الموضوعات المدرجة في جدول الأعمال وما تقدم به اللجان العاملة من جهود لتنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون، وما تم إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وتطرق إلى التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ، حيث دعا الوزراء إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين الفلسطينيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كما شاركت سلطنة عُمان في الاجتماع الوزاري المشترك بين أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي أسعد حسن الشيباني وزير الخارجية بالجمهورية العربية السورية، والذي عقد بمكة المكرمة.

تناول الاجتماع العلاقات الأخويّة بين الجانبين، وسبل تعزيزها عبر آليات مشتركة في مختلف المجالات، كما تم استعراض التطورات الإقليمية الراهنة وخاصة الأوضاع في سوريا ومنظور القيادة السورية للتعافي السياسي والاقتصادي والأمني لهذا البلد العربي الشقيق.

وأكد المجلس الوزاري على الموقف الثابت لدول مجلس التعاون الداعم لاستقلال سوريا وسيادتها الكاملة على كامل أراضيها، مؤكدين على دعمهم لكافة الجهود الإقليمية والدولية الساعية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، وضمان تلبية تطلعات أبنائها في بناء مستقبل مزدهر.

وشاركت سلطنة عُمان في الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعالي ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج بالمملكة المغربية، والذي عقد بمكة المكرمة.

بحث الاجتماع أوجه التعاون القائم بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والثقافية، والتأكيد المشترك على مواصلة تطويرها نحو آفاق أوسع انطلاقًا من علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة بين الجانبين.

كما تم بحث ومناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل وجهات النظر حيالها.

كما شاركت سلطنة عُمان في الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعالي أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية، والذي عقد بمكة المكرمة.

تم خلال الاجتماع تناول العلاقات المتينة والاستراتيجية التي تربط دول مجلس التعاون والمملكة الأردنية الهاشمية، وأطر تعزيز التعاون المشترك وتعميق التنسيق القائم بينها في مختلف المجالات.

كما تم بحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حيال الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال ، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز التنسيق المشترك، بما يحقق الأمن والسلم الدوليين.

ترأس وفد سلطنة عُمان في الاجتماعات معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية.

كما ترأس الاجتماعات الوزارية الخليجية معالي عبدالله بن علي اليحيا وزير خارجية دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بحضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون.

حضر الاجتماعات سعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجوار الإقليمي، والوزير المفوض سالم بن محمد البوسعيدي القنصل العام لسلطنة عُمان في جدة، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية.

مقالات مشابهة

  • فرنسا ستوجه فوائد أصول روسية مجمدة لتمويل تسليح أوكرانيا
  • ارتفاع جنوني في الأسعار في غزة.. القطاع بين الحصار الإسرائيلي والاحتكار المحلي
  • فشل صفقات بـ 51 مليار دولار.. أسباب توقف بيع أصول تركية للإمارات
  • اليوم ..ارتفاع في أسعار صرف الدولار
  • ​ارتفاع طفيف بأسعار الدولار مقابل الدينار في أسواق بغداد
  • ارتفاع طفيف بأسعار الدولار مقابل الدينار في بغداد
  • “السيادي السعودي” يخطط للاستثمار في “إير آسيا”
  • سلطنة عُمان تشارك في الاجتماعات الوزارية الخليجية
  • بالرغم من تراجعها خلال تعاملات اليوم.. الذهب يتجه لتسجيل ارتفاع أسبوعي
  • الذهب يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية