سودانايل:
2025-05-02@09:33:26 GMT

الدول العربية ومشكلة التنمية المستدامة

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بروفيسور حسن بشير محمد نور - القاهرة

تشهد الدول العربية منذ عقود محاولات مستمرة لتحقيق التنمية الاقتصادية. لكن على الرغم من الجهود المبذولة، فإن النتائج غالباً ما تكون دون الطموحات. فما الذي يعوق تحقيق التنمية المستدامة في العالم العربي؟ وكيف يمكن تجاوز هذه التحديات؟

من الأهمية بمكان أن نفهم أن التنمية الاقتصادية ليست مجرد أرقام نمو على الورق.

إنها عملية شاملة تستهدف تحسين كفاءة ادارة الموارد وصيانتها وجودة الحياة للمواطنين، وتوسيع فرص العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ولكن، عندما ننظر إلى المؤشرات الاقتصادية في العديد من الدول العربية، نجد أن النمو الاقتصادي لا ينعكس دائماً على مستوى معيشة المواطنين ولا يتناسب مع الموارد البشرية والطبيعية المتوفرة لديها.

تشير الإحصائيات إلى أن معدلات الفقر والبطالة لا تزال مرتفعة في العديد من الدول العربية، مما يعكس خللاً في سياسات التوزيع وعدم تكافؤ الفرص. هذا الوضع يثير التساؤلات حول فعالية السياسات الاقتصادية المتبعة ومدى ملاءمتها للواقع الاجتماعي والاقتصادي في هذه الدول.

إضافةً إلى ذلك، تعاني العديد من الدول العربية من مشاكل هيكلية في اقتصاداتها، مثل الاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز. هذا الاعتماد يجعل هذه الدول عرضة لتقلبات الأسواق العالمية ويضعها في مواجهة تحديات كبيرة في حال حدوث أي انخفاض في أسعار هذه الموارد. علاوة على ذلك، فإن التنوع الاقتصادي في معظم الدول العربية لا يزال ضعيفاً، مما يعيق خلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة. كما ان عوامل عدم الاستقرار السياسي والنازعات المزمنة في المنطقة تشكل خطرا كبيرا علي التنمية المستدامة ومستوى رفاهبة الاجيال المقبلة اضافة لاستنزافها للموارد المادية والبشرية ودفع العديد من الكفاءات الشابة الي الهجرة.

من ناحية أخرى، فإن قضايا الحوكمة والفساد تلعب دوراً رئيسياً في تعطيل جهود التنمية. فبدون إدارة فعالة وشفافة للموارد، تصبح خطط التنمية مجرد أوراق نظرية لا تحقق أهدافها على أرض الواقع. لذلك، يجب على الدول العربية تعزيز نظم الحوكمة وتحسين الشفافية والمساءلة لضمان توجيه الموارد بشكل صحيح. ويمكن تطوير التمام بين الجامعات والمراكز البحثية لتطوير المناهج واساليب التعليم والتعليم والبحث العلمي وترقية جودة مؤسسات التعليم والبحث العلمي.

إن تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة يتطلب من الدول العربية تبني سياسات اقتصادية متكاملة، تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. وهذا يتطلب إصلاحات هيكلية عميقة تشمل تحسين جودة التعليم، وتعزيز الابتكار، وتطوير البنية التحتية، ودعم القطاع الخاص. اضافة لتطوير اليات مشتركة وفعالة التعامل مع الازمات المزمنة وفض النزاعات التي تجتاح المنطقة.

في الختام، لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية الحقيقية دون إشراك المجتمع في صنع القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية واتاحة الحريات والتقدير النقدي، ومن خلال تبني نهج شامل يركز على الإنسان يمكن للدول العربية أن تحقق التنمية المستدامة وتضمن مستقبلًا أفضل لأجيالها القادمة.

mnhassanb8@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التنمیة الاقتصادیة التنمیة المستدامة من الدول العربیة العدید من

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية

بمتابعة حثيثة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شاركت دولة الإمارات ممثلةً في الاتحاد النسائي العام في اجتماع رفيع المستوى للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية لمناقشة خطة الانطلاقة الرسمية لمشروع «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً»، الذي أقيم في مقر جامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار متابعة تنفيذ القرار الصادر عن الدورة (33) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية عام 2024، بشأن إقرار المبادرة التي تقدمت بها دولة الإمارات حول «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً».
وترأّست وفد دولة الإمارات في الاجتماع، الذي عُقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، سعادة نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ومشاركة المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام.
وشهد الاجتماع حضور معالي السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، وسعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة، وعدد من سفراء الدول العربية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار دعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل جامعة الدول العربية، بمشاركة فاعلة من الدول الأعضاء، على تفعيل الآليات الإقليمية التي تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وتعكس هذه المبادرة التزاماً جماعياً بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد العربي، من خلال مبادرات نوعية تُسهم في معالجة التحديات البنيوية، وتُرسّخ منظومات مستدامة تُعزّز مشاركة النساء في مسارات التنمية، بما يتوافق مع أولويات الأجندة التنموية العربية (2023-2028) وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي هذا الإطار، أوضحت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن المبادرة تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم ريادة المرأة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد، من خلال تأسيس منظومة إقليمية متكاملة تُسهم في توسيع فرص النمو والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية.
وقالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إنه انطلاقاً من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، والذي يُعتبر أساساً لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة في العالم العربي، جاءت مبادرة الإمارات بإطلاق مشروع رائد على مستوى المنطقة وهو «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» لإحداث نقلة نوعية في واقع المرأة العربية عبر تأسيس أول منظومة متكاملة لإشراك كافة الجهات ذات العلاقة بالدول العربية في دعم نمو الأعمال والاقتصاد للمرأة العربية.
وأوضحت سعادتها أنه تمت مناقشة هذه المبادرة خلال الدورة الثالثة والأربعين للجنة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، برئاسة سلطنة عمان، وتم إدراج المبادرة ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري لتلك الدورة، وقد أسفرت المناقشات عن صدور القرار رقم (18) من لجنة المرأة على المستوى الوزاري، والذي نصّ على الموافقة على مبادرة الإمارات وتوصية برفعها إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لاعتمادها رسمياً، وخلال قمة العرب في البحرين تم اعتماد إنشاء المرصد بتاريخ 16 مايو 2024.
من جانبها، استعرضت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الاستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، خلال الاجتماع، الرؤية الطموحة والأهداف الاستراتيجية لـ«المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً»، وطرحت توجهات التوسع المستقبلية وخطط الاستدامة لتعزيز دور المرصد إقليمياً.
كما تطرقت إلى إطار الحوكمة الشاملة، وآلية تشكيل اللجنة التنفيذية وفرق العمل الفرعية، مع تحديد واضح لمهامها وأدوارها، إلى جانب استعراض الخطة التنفيذية التي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في دعم وتمكين المرأة اقتصادياً في العالم العرب، ووضع خطط لضمان استدامة المشروع.
وفي الختام، تم فتح الباب لنقاش مفتوح مع سعادة السفراء المندوبين الدائمين، وعرض مخرجات الاجتماع.

 

 

أخبار ذات صلة أحمد الفلاسي: نجاح «الألعاب الجامعية» يعكس رؤية تطوير الرياضة الإماراتية محمد بن راشد: بتوجيهات محمد بن زايد.. الإمارات مستمرة في الاستثمار في تعزيز قدراتها الاقتصادية وإمكاناتها السياحية المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: وجود الشرع في القمة العربية مهم
  • كشف تفاصيل اتفاق بين الجامعة العربية والامم المتحدة حول السودان
  • الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية
  • تعيين المستشار ياسر البخشوان بمرتبة سفير بمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية
  • سويلم : جهود العاملين بالري تعد مثالاً للعمل الجاد والعطاء المتواصل لدعم مسيرة التنمية
  • مساعد رئيس حزب العدل: مصر تقود مشروعات التنمية المستدامة في القارة الأفريقية
  • بنك أبوظبي الأول مصر وجمعية الأورمان يوسعان شراكتهما ‏لتعزيز التنمية المستدامة بالبحيرة
  • موسم الحج.. العراق يسبق الدول العربية بخدمات غير مسبوقة
  • وزيرة التنمية المستدامة: 7 بالمائة من الشواطئ المغربية غير صالحة للسباحة ويجب بذل مجهودات أكبر
  • وزيرة التخطيط: قطاع السياحة كثيف العمالة ونعد ورقة شاملة للإصلاحات الاقتصادية