سودانايل:
2025-01-23@17:41:53 GMT

الدول العربية ومشكلة التنمية المستدامة

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بروفيسور حسن بشير محمد نور - القاهرة

تشهد الدول العربية منذ عقود محاولات مستمرة لتحقيق التنمية الاقتصادية. لكن على الرغم من الجهود المبذولة، فإن النتائج غالباً ما تكون دون الطموحات. فما الذي يعوق تحقيق التنمية المستدامة في العالم العربي؟ وكيف يمكن تجاوز هذه التحديات؟

من الأهمية بمكان أن نفهم أن التنمية الاقتصادية ليست مجرد أرقام نمو على الورق.

إنها عملية شاملة تستهدف تحسين كفاءة ادارة الموارد وصيانتها وجودة الحياة للمواطنين، وتوسيع فرص العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ولكن، عندما ننظر إلى المؤشرات الاقتصادية في العديد من الدول العربية، نجد أن النمو الاقتصادي لا ينعكس دائماً على مستوى معيشة المواطنين ولا يتناسب مع الموارد البشرية والطبيعية المتوفرة لديها.

تشير الإحصائيات إلى أن معدلات الفقر والبطالة لا تزال مرتفعة في العديد من الدول العربية، مما يعكس خللاً في سياسات التوزيع وعدم تكافؤ الفرص. هذا الوضع يثير التساؤلات حول فعالية السياسات الاقتصادية المتبعة ومدى ملاءمتها للواقع الاجتماعي والاقتصادي في هذه الدول.

إضافةً إلى ذلك، تعاني العديد من الدول العربية من مشاكل هيكلية في اقتصاداتها، مثل الاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز. هذا الاعتماد يجعل هذه الدول عرضة لتقلبات الأسواق العالمية ويضعها في مواجهة تحديات كبيرة في حال حدوث أي انخفاض في أسعار هذه الموارد. علاوة على ذلك، فإن التنوع الاقتصادي في معظم الدول العربية لا يزال ضعيفاً، مما يعيق خلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية المستدامة. كما ان عوامل عدم الاستقرار السياسي والنازعات المزمنة في المنطقة تشكل خطرا كبيرا علي التنمية المستدامة ومستوى رفاهبة الاجيال المقبلة اضافة لاستنزافها للموارد المادية والبشرية ودفع العديد من الكفاءات الشابة الي الهجرة.

من ناحية أخرى، فإن قضايا الحوكمة والفساد تلعب دوراً رئيسياً في تعطيل جهود التنمية. فبدون إدارة فعالة وشفافة للموارد، تصبح خطط التنمية مجرد أوراق نظرية لا تحقق أهدافها على أرض الواقع. لذلك، يجب على الدول العربية تعزيز نظم الحوكمة وتحسين الشفافية والمساءلة لضمان توجيه الموارد بشكل صحيح. ويمكن تطوير التمام بين الجامعات والمراكز البحثية لتطوير المناهج واساليب التعليم والتعليم والبحث العلمي وترقية جودة مؤسسات التعليم والبحث العلمي.

إن تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة يتطلب من الدول العربية تبني سياسات اقتصادية متكاملة، تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. وهذا يتطلب إصلاحات هيكلية عميقة تشمل تحسين جودة التعليم، وتعزيز الابتكار، وتطوير البنية التحتية، ودعم القطاع الخاص. اضافة لتطوير اليات مشتركة وفعالة التعامل مع الازمات المزمنة وفض النزاعات التي تجتاح المنطقة.

في الختام، لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية الحقيقية دون إشراك المجتمع في صنع القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية واتاحة الحريات والتقدير النقدي، ومن خلال تبني نهج شامل يركز على الإنسان يمكن للدول العربية أن تحقق التنمية المستدامة وتضمن مستقبلًا أفضل لأجيالها القادمة.

mnhassanb8@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التنمیة الاقتصادیة التنمیة المستدامة من الدول العربیة العدید من

إقرأ أيضاً:

وفد "القومي لحقوق الإنسان" يلتقي محافظ الدقهلية لمتابعة جهود التنمية المستدامة

التقى وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة عبد الجواد أحمد، عضو المجلس، اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية بمكتبه بديوان المحافظة، يأتى ذلك في إطار جهود المجلس القومي لمتابعة جهود الدولة في مجال التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي وحمايه البئية.

شارك فى اللقاء، الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ واللواء  أبو كريشة سكرتير عام المحافظه ولفيف من القيادات التنفيذية بالمحافظة ووكيلة مديرية  التضامن الإجتماعى بالدقهلية والقيادات الدينية من الأوقاف والكنيسة.

وثمن محافظ الدقهلية جهود المجلس القومى لحقوق الإنسان في تعزيز واحترام حقوق الإنسان وخصوص تركيز جهودهم علي أولوية وعي المواطن بحقوقه وتمكينه منها باعتبار أن الإنسان هو أولوية اهتمام الدولة المصرية ممثله في الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يؤكد في كافة  توجيهاته ومبادرته علي أن المواطن هو الهدف الرئيسي في كافة المشروعات القومية والتنموية ومنها حياة كريمة ومائة مليون صحة وبداية.

وأضاف محافظ الدقهلية أن جهود الرئيس السيسي واضحة منذ مبادرته وإنشائه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وتوجيه بوضع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ومتابعة تنفيذها.

واستعرض المحافظ جهود محافظة الدقهلية في مشروعات تنموية منها مشروع تطوير مدينه جمصة وكذا مشروع الاهتمام بنظافة الدقهلية وتحويل وتدوير القمامة في أكبر مشروع علي مستوي الجمهورية والاهتمام بمشروعات الأسرة المنتجة ومشروعات تشغيل الشباب وتبطين الترع وتطوير كورنيش النيل وإنشاء ممشى أهل المنصورة.

ومن جانبه، استعرض عبدالجواد أحمد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان"، جهود المجلس القومي في تحقيق أهداف التنمية بجميع صورها وأبعادها وفي مجال العدالة المناخية والحد من آثارها السيئة علي البيئة، مؤكدا أن الهدف من الزيارات التفقدية نفاذا لولاية واختصاص ودور المجلس القومي لحقوق الإنسان ولجانه ومنها رصد وإبراز الجهود المبذولة علي نطاق محافظة الدقهلية في مجال المشروعات التنموية وحماية البئيه تمكينا لحق الانسان  بلا تميز بالدقهلية من حقوقه والوعي بواجباته.

مقالات مشابهة

  • «ڤودافون مصر» تحصد جائزة التميز في الأعمال تقديرًا لنموذجها الرائد في التنمية المستدامة
  • خبيرة إتيكيت: مفهوم الأنوثة يُفهم خطأ في العديد من الثقافات العربية (فيديو)
  • بروتوكول تعاون بين «القومي للبحوث» وجامعة مصر للعلوم لدعم التنمية المستدامة
  • “وزير الموارد البشرية” يلتقي المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة
  • لتعزيز التنمية المستدامة.. إتفاقية تعاون بين غرفة طرابلس الكبرى وحراس المدينة
  • اقتصادية النواب: التعاون مع فولفو نقلة نوعية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة
  • وفد "القومي لحقوق الإنسان" يلتقي محافظ الدقهلية لمتابعة جهود التنمية المستدامة
  • التعليم الفني ودورة في  التنمية المستدامة
  • وزير الصحة: رأس المال البشري حجر الزاوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • «التوطين»: 12.7% نسبة الوظائف الخضراء في الإمارات