سودانايل:
2024-09-10@09:22:23 GMT

الجنوح إلى السلم الكيزاني

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

في إجابة لمسئولة في: تنظيم الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني و سلطة نظام الإنقاذ المنحل (جماعة الإخوان المسلمين السودانية/الكيزان) على سؤال المذيع/المحاور في قناة الجزيرة مباشر القطرية فيما يخص الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان و إمكانية الجلوس و التفاوض مع حِمِيدتِي قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) الذي تمرد على حكومة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) مارست المسئولة الطريقة الكيزانية المعهودة في الردود و الكتابة و الخطابة التي تعتمد على الكذب و الخداع و التدليس فردت قآئلة في ثقةٍ و تعالٍ:
(.

.. نِحنَا في حِتَات معينة نَصِّيُّون... و إن جنحوا للسلم فاجنح لها... و إن جنحوا للسلم فما الذي يمنع أن نجلس معهم...)
ثم أضافت المسئولة من بعد أن أصلحت من جلستها لتأكيد النبرة/اللهجة السلطوية:
(... نَحنُ ملزمون... ملزمون نَصّاً... و إن جنحوا للسلم فاجنح لها... و الآن نِحنَا نتحرك بِنَّصّ...)
و هكذا و ببساطة وضعت المسئولة الجماعة (الكيزان) في جانب الفريق المُحِق الوصي الحآدب على مصلحة البلاد و العباد و جعلت الآخرين في خانة الخآئنين المعتدين ، فنحنا/نحن المقصود بها الجماعة المتأسلمة (الحركة الإسلامية/الكيزان) ، و النَّصُّ المعني هنا هو النَّصُّ القرءاني ، و ضمير الجمع في (إن جنحوا) يعود إلى مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة ، أما السلم فيعني حسب النص الكيزاني: المفاوضات التي تضمن إحكام سيطرة الجماعة على الحكم و السلطات و جميع مفاصل الدولة من جديد و إعادة ما ضاع من أصول و ممتلكات و عدم تعرض عضوية الجماعة إلى المسآءلة و المحاسبة و العقاب على ما إرتكبته من التجاوزات و الفساد و الجرآئم...
و الملفت للنظر و الإنتباه في ذلك الحوار المثير كثير لكن مختصره في: الصلف و إدعآء المعرفة و إمتلاك/إحتكار كل الحقيقة و الأحقية في الحكم و خلافة الله في الأرض و الوصاية و الإستعلآء و الكذب و النفاق المتسربلين بالغطآء الديني و لوي عنق الحقيقة و التنصل من المواقف السابقة و نفي الآخر المعارض و المخالف للرأي و التقليل من شأنه و تكفيره و تصنيفه ”شرعياً“ و بما يروق للجماعة ، و لكن ما جذب الإنتباه قولان:
نِحنَا في حِتَات معينة نَصِّيِّون...
و
و الآن نِحنَا نتحرك بِنَّصّ...
فهل هذا يعني أن الكيزان أفراداً و تنظيم (أحياناً) يتحركون بِنَّصّ و أنهم في ”حتات معينة“ يتجاهلون النَّصّ و يتحركون بدونه؟!!! ، و يبدوا أن الأمر هو كذلك ، فكل الشواهد و الوقآئع و الممارسات و النتآئج تدل على أن الجماعة تتعامل مع القرءان الكريم و النصوص و الدين عموماً بأخذ ما يخدم مصالحهم و ترك/تجاهل/تغافل كل ما يتعارض مع أهدافهم مع إيجاد المبررات و المسوغات ”الشرعية“ لما أقدموا عليه أو أحجموا عنه عن طريق القياس و الإجتهاد!!! ، و مرجعيتهم في ذلك هي كتاب الأمير!!!...
و القول بأن الجماعة ”نَصِّيَّة“ يثير العديد من التسآؤلات ، فأين كان الإلتزام بالنصوص خلال عقود حكم الجماعة لبلاد السودان؟ ، و أين سجل إنجازات الجماعة ”النَّصِّيَّة“ في: نشر و تبليغ الدين الصحيح و محاربة الفقر و الظلم و الفساد و في عمارة الأرض و بسط الأمن و ضمان السلم و الإستقرار و إحقاق العدل و السعي في خير العباد و تسهيل أمور حياتهم و معايشعم و في حفظ حقوقهم و إحترام إنسانيتهم و في صون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق؟ ، و أين؟... و أين؟... و أين؟...
و يبدوا أن المسئولة ، و التنظيم ، قد راق لهم تصنيف صنيعتهم المتمرد حِمِيدِتِي و مليشياته الباطشة في خانة الكفر بعد ”خروجه“ عليهم!!! ، فجملة (وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا) قد وردت في آية في سورة الأنفال في سياق قتال الكافرين أعدآء الله و أعدآء المؤمنين:
{ وَلَا یَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَبَقُوۤا۟ۚ إِنَّهُمۡ لَا یُعۡجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ (٦٠) وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٦١) وَإِن یُرِیدُوۤا۟ أَن یَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَیَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِینَ (٦٢) }
[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٥٩-٦٢]
و ليس بالغريب أو المستبعد على الجماعة المتأسلمة (الكيزان) الإتجار بالدين و إستغلاله و ممارسة الدجل الديني و الإختصار و الإبتسار و جعل القرءان عضين ، فالجماعة في تعاملها مع خصومها السياسيين قد درجت على الجنوح إلى إحتكار المعتقد/الإعتقاد و الإيمان و التسليم لله سبحانه و تعالى لأعضآءها و نفيها عن المعارضين و المخالفين لفكرهم و المنتقدين لأرآءهم و سلوكهم غير القويم ، و لذا تجد الكيزان يعتمدون/يتعمدون وضع و تصنيف المعارضين و المخالفين لهم في خانة الكفر و الإسراع في إصدار (نَجر) الفتاوى ، المسنودة بالنص القرءاني و السنة ، التي تبيح و تحلل اللجوء إلى العنف و إلحاق الأذى و التصفية الجسدية الشرعية للخصوم المعارضين كما يشهد لهم بذلك تأريخهم السياسي و الإجتماعي الزاخرين بالعنف و الأحداث الجسام...
و لقد شهدت الساحات السياسية و الإجتماعية في بلاد السودان ، مراراً و تكراراً ، إستدلال الكيزان بالآية رقم ستين (٦٠) من سورة الأنفال في أزمنة الصراعات السياسية إبان الحقب الدراسية المختلفة في المدارس الثانوية و المعاهد و الجامعات و في الصراعات على السيطرة على الإتحادات و النقابات و عند الإنتخابات و في محافل أخرى كثيرة ، و كيف أن الإستدلال كان طابعه الجهل بالمعاني و المقاصد و السياق ، و أنه قد صاحبه في كثير من الأحيان أحداث جسيمة و عواقب قاتلة و وخيمة ، ثم توالت الإستدلالات بذات الآية و آيات أخرى مماثلة و العنف المصاحب و لكن بصورة أكثر كثافةً و دموية خلال عقود حكم الجماعة (الكيزان) لبلاد السودان في عهد نظام الإنقاذ البآئد و إمتداده المتمثل في نظام اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة التي إستولت على السلطة و الحكم بقوة السلاح و فرضت نفسها على الواقع العسكري و الأمني و السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي في الوقت الحاضر...
و ربما تعلم المسئولة و جماعتها أن هنالك من آيات القرءان الكريم ما يناسب و يخاطب الوضع السياسي/العسكري/الأمني الحالي في بلاد السودان بصورة أكثر واقعية ، و ربما كان الأجدر بالمسئولة الإستدلال بها مثل:
{ وَإِن طَاۤىِٕفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُوا۟ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَاۤءَتۡ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوۤا۟ۖ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ (٩) إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٠) }
[سُورَةُ الحُجُرَاتِ: ٩-١٠]
و يلاحظ أن هذا النص القرءاني في إقتراحاته المتعددة للحل إبتدر الخيارات بخيار الصلح بين الطآئفتين المؤمنتين المتقاتلتين و لم ينصح باللجوء إلى القتال إلا في حالة البغي ، و حتى بعد اللجوء إلى قتال الطآئفة المؤمنة الباغية فقد أمر الله سبحانه وتعالى بإستخدام و إعمال أليات العدل و القسط إن فآءت الطآئفة الباغية...
و يبدوا أن الإشكالية تكمن في أن الكثيرين من المراقبين و المحايدين و الوسطآء المهتمين بالشأن السوداني يعلمون بواطن الأمور و يصنفون الجماعة (الكيزان) و لجنتهم الأمنية و حكومة الأمر الواقع في خانة الطآئفة الباغية و كذلك الحال مع مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع)!!! ، و قد دلت الشواهد على أن الكثير من الوسطآء قد سعوا حثيثاً في أمر وقف إطلاق النار و الحرب و تفعيل الصلح و بصورة جآدة و لكنهم جميعهم قد وُجِهُوا بالتعنت و الممانعات و العراقيل و العقبات العديدة ، فإحدى الطآئفتين المتقاتلتين تدعو إلى مواصلة الحرب و البَل و الجَغِم و المَتِك و الشَّفشَفَة مستعينة في ذلك بالأمن و الجن و قُوقُو و التكبير و سلاح الدعآء!!! ، بينما تدعي الأخرى حرصها على السلم و مدنية الدولة و في ذات الوقت تمارس الإغارات على المواطنين ”المدنيين“ العزل و التخريب و الإعتدآءات و الترويع و التقتيل و الشَّفشَفَة مستعينة بالأوامر الربانية و الرَّبَّاطَة و الغَنَّامَة من فصآئل الأشاوس و المرتزقة الذين يرطبون ألسنتهم بالتكبير و دمآء الضحايا!!!...
و يبدوا أن الإشكالية العظمى تكمن في تفعيل خيار (فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ) فالمراقبون و المحايدون و الوسطآء السودانيون يعلمون أن الطآئفتين باغيتان ، لكنهم لا يمتلكون أدوات القتل و لا المقدرة أو الرغبة في قتالهما ، كما أن ليس لديهم الأليات التي توقف الحرب و تفرض التفاوض و حل الأزمة و الصلح ، أما القوى الإقليمية و الدولية التي تمتلك الأليات و القوة و المقدرة على إيقاف القتال و فرض و تفعيل عمليات/طاولات المفاوضات و الصلح عن طريق الضغوطات و الإغرآءات أو عن طريق قوة السلاح و القتال فيبدوا أن الأزمة السودانية ليست في قآئمة أولوياتها و إهتماماتها و أن وقف القتال و الحرب ربما لا يخدم مصالحها في الوقت الحاضر ، كما أنه من العسير التأكد من حيادية تلك القوى و نفي الغرض و المصلحة عن مساعيها و تداخلاتها في الشأن السوداني ، و من الجانب الآخر فأنه من الصعب تصنيف بعض من تلك القوى في خانتي: الإخوة أو الإيمان إستناداً إلى النص الكيزاني!!!...
إحتمال تغلب أحد الطآئفتين الباغيتين على الأخرى في الحرب ضئيل و كذلك إحتمال الوصول إلى إعلان أو إتفاق لوقف القتال و الحرب و حل الأزمة عن طريق التفاوض المباشر أو من خلال الوسطآء ، و يبدوا أن الرهان الآن ينصب على الحل عن طريق الإرهاق الذي أصاب أو سوف يصيب الطآئفتين الباغيتين المتقاتلتين و من يساندهما/يسندهما و يقف من ورآءهما ، خصوصاً و أن هنالك الكثير من الإرهاصات و الشواهد و الدلآئل التي تشير إلى ذلك و إلى أن الكثيرين من المسيئين/المجرمين الوالغين في الشأن السوداني سوف يلوذون بالفرار ، بسبب العجز و الفشل و أن المسألة قد (وصلت حدها) و تحاشياً للعقاب الذي سوف يطال الرقاب (بالسكاكين المسنونة) و الإمتيازات و المصالح ، و إن حدث ذلك الفراغ فسوف تكون تلك فرصة عظيمة تتاح مرة أخرى لقطاعات عريضة من الشعوب السودانية ، من أصحاب المصلحة الحقيقية في إستمرار الثورة السودانية ، في العودة إلى الساحة السياسية و ملء الفراغ و فرض شروطهم و أجندتهم و (شرعيتهم الثورية) على الأوضاع السياسية و الدستورية و الإقتصادية و الإجتماعية و بما يخدم و يضمن إحداث التغيير المطلوب و تأسيس الدولة السودانية الجديدة التي ترتكز إلى القانون و العدل و المؤسسية...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عن طریق فی خانة

إقرأ أيضاً:

الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها

الأستاذ فتحي الضو:

في ندوة بأيوا ستي عن الحرب ومآلاتها والسيناريوهات المحتملة

* في الندوة التي أقامتها الجمعية السودانية الأميريكية لخدمات المجتمع بأيوا سيتي أمس الأول تحدث الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرار الحرب .

قال إن الحرب هي إمتداد للسياسة بطريقة أو أخري,كما قال المفكر الألماني كارل كلاوزفيتز ولكن الحرب الدائرة الآن هي حرب الجنرالات , حرب تغبيش الوعي وإبعاد الناس المتضررين بالحرب عما يحدث فيها, قال إنها حرب من صنع الجبهة الإسلامية لأنها فقدت السلطة التي أدمنتها طوال الثلاثين سنة الماضية وما زالت تتربص بها , يقول البعض إن هذه الحرب قسمت المجتمع السواني, وهذا غير صحيح, فهي حرب الأغلبية الساحقة مقابل أقلية فلولية من بقايا النظام البائد عسكريين ومدنيين.
و كذلك هناك سؤال غبي يطرح دائما أنت مع الجيش أم الدعم السريع ؟ رد بقوله : أنا لم أستشر في هذه الحرب فلماذا استشار في تعريفها ، الثابت عندي انني ضد هذه الحرب . وقال الضو إن ثورة ديسمبر المجيدة ثورة سلمية شهد بها العالم اجمع وعلي النقيض منها جاءت الحرب, ولكن الثورة مازالت قائمة وجذوتها لم تنطفي وإن إستهدفت الحرب إستمراريتها.
ويجب أن لانغض الطرف عن الطرفين في هذه الحرب فهما شركاء في إشعالها بتقديرات نسبية في الانتهاكات التي حدثت وان ذلك حسابه آت لا ريب فيه وليس هناك تبرئة لاي كائن قبل ان تنصب موازيين العدالة والى حين ذلك قال إن , الطرفين سواء في جرم هذه الحرب العبثية برعاية الحركة الاسلامية حاملة الوزر الأكبر . * وتحدث فتحي الضو عن ان البلاد تتجاذبها ثلاثة كتل: الكتلة الظلامية وهي معروفة بكتلة أنصار النظام السابق . والكتلة الرمادية وقوامها القوات المسلحة وبعض القوي السياسية الخاملة. والكتلة البيضاء أوالكتلة العذراء ,وهي كتلة الشباب الذين فجروا ثورة ديسمبر المجيدة وهي التي ستقود البلاد مستقبلا طال الزمن او قصر , والتي نأمل فيها خيرا كثيرا . الواقع السـواني اليوم فيه فرز كبير للكيمان , الكتلة الظلامية هي التي أدخلـت الهوس الديني منذ 1983م, وهي التي تسعي للعودة للسلطة . أما الكتلة الرمادية فهي التي تطمح في السلطة دوما,بتغبيش الوعي وظلت تتخلي عن واجباتهاوأدعت إن لها الأحقية في السلطة . ومن الأسئلة التي تعمد لتغبيش الوعي السؤال القائل من الذي أطلق الرصاصة الأولي, وهو سؤال ليس له معني , الأثنان شاركا في ذات الجرم كما قلنا , هذه أسئلة تطرحها عناصر الجبهة الإسلامية ليدخلوا الناس في " حجوة أم ضبيبنة " !! وتطرق إلي الحروب التي خاضها السودان تاريخيا منذأمد بعيد وحتي عصرنا الحاضر من حـروب الممالك والسـلطنات وحرب الإبادة التي حدثت في العام 1885م وحروب دارفور الأخيرة والحرب التي فصلت الجنوب.. وتمني الضو أن تنتهي هذه الحرب وتخرج بمشروع وطني , والفشل في بناء مشـروع وطني يقـع علي عـاتق النخب التي فشلت في ذلك, ولم تحسـن إدارة التنوع الثقافي والعرقي .. فصار التنوع نقمة عوضا أن يكون نعمة .
* تحدث عن مبادرات السلام وإحتمالات التدخل الدولي, فقال هناك سيناريوهات عديدة وما يحدث الآن هو سناريو "الفناء الذاتي" أو محاولات توازن الضعف , وهو السيناريو المستمر الآن, وقد تأتي مرحلة يتغلب فيها أحدهم علي الآخر . * السيناريو الآخـر هو التدخل المباشـر, وإحتمالات توسع دائرة الحـرب دوليا وإقليميا خاصة وأن منطقة البحرالأحمر منطقة ملتهبة فحوالي 13 في المائة من التجارةالدولية تمر عبر البحر الأحمر . * أما السيناريو الذي أطلقت عليه " التدخـل الرشيد " فهو سيناريو الفصل السـابع الذي يمكن أن تعتمده الأمم المتحدة بمؤشرات بدأت من يوم امس , رغم أعتراض الصين وروسيا مع انه سيناريو مجرب في السودان رغم اعتراض البلدين المذكورين لان لغةٍ المصالح هي التي تسد. وقد تناولـته في كتابي (الطوطم) قبل الحرب حينما تساءلت هل تندلع الحرب الاهلية في السودان ونقلت ما قالته باربارا وولتر في كتابها عن الحروب الأهلية في العالم,قالت إن هناك "32"عامل من عوامل إشعال الحرب الأهلية في العالم, وجدت إن ثلثي ما قالت كان موجودا في السودان .
* فإذا ماصارت حرب السودان مهددة للمجتمع الدولي لن تشاور أحد في التدخل الدولي. المعترضون علي الفصل السابع تحت مزاعم السيادة الوطنية يقول الضو الحقيقة لا سيادة مع الدم المنهمر !! إذا لم يتم ذلك بإرادتك, سيتم جبرا . الأنحياز للفصل السابع يأتي في غياب المبادرات وخاصة الوطنية , الجهود السعودية الأميريكية ليست مبادرة مكتملة الأركان لمعالجة كارثة وطن يزحف نحو التلاشي.. , وأنعدام الجهود الوطنية وغياب الأحزاب السودانية حتي في أضعف الأيمان,مثل البيانات التي صارت شحيحة . وليست هناك جهود تبزل لوقف الحرب .
* تطرق الضو بعد ذلك للآثار السالبة للحرب علي البلاد وعلي الشخصية السودانية المتسامحة وقال اخشى ان تكون هذه الصفحة قد طويت!!. * أدار الندوة الأستاذ أسامة عبد الجليل , بينما رحب بالحضور الأستاذ محمد جورية رئيس الجالية , وشارك عدد كبير في الحوار الذي أعقب حديث الأستاذ فتحي الضو مع بروز أصوات من سدنة النظام السابق بصورة غوغائية تصدى لها بعض الحاضرين واستنكروها وتجاهلها المتحدث.  

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يسقطون طائرة أميركية في أجواء صعدة
  • تقدم تسعي للسلام عن طريق مفاوضات تقصي الجهة التي تحارب
  • أونروا: الظروف التي نعمل بها في غزة مليئة بالتحديات منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة
  • جماعة الإخوان المسلمين: دم الشهيد الجازي انتصار لغزة وفلسطين
  • المولد النبوي… موسمٌ سنوي لمزيد من ابتزاز المواطنين وإخضاعهم! (تقرير خاص)
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • الثامنة خلال أشهر.. أنصار الله تسقط مسيرة أمريكية من طراز MQ9
  • قراءة في فوز تبون المحتمل وتأثيره على علاقاته مع واشنطن
  • قحط الآن واقفة في منطقة هشاشة المنطق وخانة الضعف الكانوا واقفين فيها الكيزان