سودانايل:
2025-02-01@09:59:02 GMT

الجنوح إلى السلم الكيزاني

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

في إجابة لمسئولة في: تنظيم الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني و سلطة نظام الإنقاذ المنحل (جماعة الإخوان المسلمين السودانية/الكيزان) على سؤال المذيع/المحاور في قناة الجزيرة مباشر القطرية فيما يخص الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان و إمكانية الجلوس و التفاوض مع حِمِيدتِي قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) الذي تمرد على حكومة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) مارست المسئولة الطريقة الكيزانية المعهودة في الردود و الكتابة و الخطابة التي تعتمد على الكذب و الخداع و التدليس فردت قآئلة في ثقةٍ و تعالٍ:
(.

.. نِحنَا في حِتَات معينة نَصِّيُّون... و إن جنحوا للسلم فاجنح لها... و إن جنحوا للسلم فما الذي يمنع أن نجلس معهم...)
ثم أضافت المسئولة من بعد أن أصلحت من جلستها لتأكيد النبرة/اللهجة السلطوية:
(... نَحنُ ملزمون... ملزمون نَصّاً... و إن جنحوا للسلم فاجنح لها... و الآن نِحنَا نتحرك بِنَّصّ...)
و هكذا و ببساطة وضعت المسئولة الجماعة (الكيزان) في جانب الفريق المُحِق الوصي الحآدب على مصلحة البلاد و العباد و جعلت الآخرين في خانة الخآئنين المعتدين ، فنحنا/نحن المقصود بها الجماعة المتأسلمة (الحركة الإسلامية/الكيزان) ، و النَّصُّ المعني هنا هو النَّصُّ القرءاني ، و ضمير الجمع في (إن جنحوا) يعود إلى مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة ، أما السلم فيعني حسب النص الكيزاني: المفاوضات التي تضمن إحكام سيطرة الجماعة على الحكم و السلطات و جميع مفاصل الدولة من جديد و إعادة ما ضاع من أصول و ممتلكات و عدم تعرض عضوية الجماعة إلى المسآءلة و المحاسبة و العقاب على ما إرتكبته من التجاوزات و الفساد و الجرآئم...
و الملفت للنظر و الإنتباه في ذلك الحوار المثير كثير لكن مختصره في: الصلف و إدعآء المعرفة و إمتلاك/إحتكار كل الحقيقة و الأحقية في الحكم و خلافة الله في الأرض و الوصاية و الإستعلآء و الكذب و النفاق المتسربلين بالغطآء الديني و لوي عنق الحقيقة و التنصل من المواقف السابقة و نفي الآخر المعارض و المخالف للرأي و التقليل من شأنه و تكفيره و تصنيفه ”شرعياً“ و بما يروق للجماعة ، و لكن ما جذب الإنتباه قولان:
نِحنَا في حِتَات معينة نَصِّيِّون...
و
و الآن نِحنَا نتحرك بِنَّصّ...
فهل هذا يعني أن الكيزان أفراداً و تنظيم (أحياناً) يتحركون بِنَّصّ و أنهم في ”حتات معينة“ يتجاهلون النَّصّ و يتحركون بدونه؟!!! ، و يبدوا أن الأمر هو كذلك ، فكل الشواهد و الوقآئع و الممارسات و النتآئج تدل على أن الجماعة تتعامل مع القرءان الكريم و النصوص و الدين عموماً بأخذ ما يخدم مصالحهم و ترك/تجاهل/تغافل كل ما يتعارض مع أهدافهم مع إيجاد المبررات و المسوغات ”الشرعية“ لما أقدموا عليه أو أحجموا عنه عن طريق القياس و الإجتهاد!!! ، و مرجعيتهم في ذلك هي كتاب الأمير!!!...
و القول بأن الجماعة ”نَصِّيَّة“ يثير العديد من التسآؤلات ، فأين كان الإلتزام بالنصوص خلال عقود حكم الجماعة لبلاد السودان؟ ، و أين سجل إنجازات الجماعة ”النَّصِّيَّة“ في: نشر و تبليغ الدين الصحيح و محاربة الفقر و الظلم و الفساد و في عمارة الأرض و بسط الأمن و ضمان السلم و الإستقرار و إحقاق العدل و السعي في خير العباد و تسهيل أمور حياتهم و معايشعم و في حفظ حقوقهم و إحترام إنسانيتهم و في صون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق؟ ، و أين؟... و أين؟... و أين؟...
و يبدوا أن المسئولة ، و التنظيم ، قد راق لهم تصنيف صنيعتهم المتمرد حِمِيدِتِي و مليشياته الباطشة في خانة الكفر بعد ”خروجه“ عليهم!!! ، فجملة (وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا) قد وردت في آية في سورة الأنفال في سياق قتال الكافرين أعدآء الله و أعدآء المؤمنين:
{ وَلَا یَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَبَقُوۤا۟ۚ إِنَّهُمۡ لَا یُعۡجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ (٦٠) وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٦١) وَإِن یُرِیدُوۤا۟ أَن یَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَیَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِینَ (٦٢) }
[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٥٩-٦٢]
و ليس بالغريب أو المستبعد على الجماعة المتأسلمة (الكيزان) الإتجار بالدين و إستغلاله و ممارسة الدجل الديني و الإختصار و الإبتسار و جعل القرءان عضين ، فالجماعة في تعاملها مع خصومها السياسيين قد درجت على الجنوح إلى إحتكار المعتقد/الإعتقاد و الإيمان و التسليم لله سبحانه و تعالى لأعضآءها و نفيها عن المعارضين و المخالفين لفكرهم و المنتقدين لأرآءهم و سلوكهم غير القويم ، و لذا تجد الكيزان يعتمدون/يتعمدون وضع و تصنيف المعارضين و المخالفين لهم في خانة الكفر و الإسراع في إصدار (نَجر) الفتاوى ، المسنودة بالنص القرءاني و السنة ، التي تبيح و تحلل اللجوء إلى العنف و إلحاق الأذى و التصفية الجسدية الشرعية للخصوم المعارضين كما يشهد لهم بذلك تأريخهم السياسي و الإجتماعي الزاخرين بالعنف و الأحداث الجسام...
و لقد شهدت الساحات السياسية و الإجتماعية في بلاد السودان ، مراراً و تكراراً ، إستدلال الكيزان بالآية رقم ستين (٦٠) من سورة الأنفال في أزمنة الصراعات السياسية إبان الحقب الدراسية المختلفة في المدارس الثانوية و المعاهد و الجامعات و في الصراعات على السيطرة على الإتحادات و النقابات و عند الإنتخابات و في محافل أخرى كثيرة ، و كيف أن الإستدلال كان طابعه الجهل بالمعاني و المقاصد و السياق ، و أنه قد صاحبه في كثير من الأحيان أحداث جسيمة و عواقب قاتلة و وخيمة ، ثم توالت الإستدلالات بذات الآية و آيات أخرى مماثلة و العنف المصاحب و لكن بصورة أكثر كثافةً و دموية خلال عقود حكم الجماعة (الكيزان) لبلاد السودان في عهد نظام الإنقاذ البآئد و إمتداده المتمثل في نظام اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة التي إستولت على السلطة و الحكم بقوة السلاح و فرضت نفسها على الواقع العسكري و الأمني و السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي في الوقت الحاضر...
و ربما تعلم المسئولة و جماعتها أن هنالك من آيات القرءان الكريم ما يناسب و يخاطب الوضع السياسي/العسكري/الأمني الحالي في بلاد السودان بصورة أكثر واقعية ، و ربما كان الأجدر بالمسئولة الإستدلال بها مثل:
{ وَإِن طَاۤىِٕفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُوا۟ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَاۤءَتۡ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوۤا۟ۖ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ (٩) إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٠) }
[سُورَةُ الحُجُرَاتِ: ٩-١٠]
و يلاحظ أن هذا النص القرءاني في إقتراحاته المتعددة للحل إبتدر الخيارات بخيار الصلح بين الطآئفتين المؤمنتين المتقاتلتين و لم ينصح باللجوء إلى القتال إلا في حالة البغي ، و حتى بعد اللجوء إلى قتال الطآئفة المؤمنة الباغية فقد أمر الله سبحانه وتعالى بإستخدام و إعمال أليات العدل و القسط إن فآءت الطآئفة الباغية...
و يبدوا أن الإشكالية تكمن في أن الكثيرين من المراقبين و المحايدين و الوسطآء المهتمين بالشأن السوداني يعلمون بواطن الأمور و يصنفون الجماعة (الكيزان) و لجنتهم الأمنية و حكومة الأمر الواقع في خانة الطآئفة الباغية و كذلك الحال مع مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع)!!! ، و قد دلت الشواهد على أن الكثير من الوسطآء قد سعوا حثيثاً في أمر وقف إطلاق النار و الحرب و تفعيل الصلح و بصورة جآدة و لكنهم جميعهم قد وُجِهُوا بالتعنت و الممانعات و العراقيل و العقبات العديدة ، فإحدى الطآئفتين المتقاتلتين تدعو إلى مواصلة الحرب و البَل و الجَغِم و المَتِك و الشَّفشَفَة مستعينة في ذلك بالأمن و الجن و قُوقُو و التكبير و سلاح الدعآء!!! ، بينما تدعي الأخرى حرصها على السلم و مدنية الدولة و في ذات الوقت تمارس الإغارات على المواطنين ”المدنيين“ العزل و التخريب و الإعتدآءات و الترويع و التقتيل و الشَّفشَفَة مستعينة بالأوامر الربانية و الرَّبَّاطَة و الغَنَّامَة من فصآئل الأشاوس و المرتزقة الذين يرطبون ألسنتهم بالتكبير و دمآء الضحايا!!!...
و يبدوا أن الإشكالية العظمى تكمن في تفعيل خيار (فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ) فالمراقبون و المحايدون و الوسطآء السودانيون يعلمون أن الطآئفتين باغيتان ، لكنهم لا يمتلكون أدوات القتل و لا المقدرة أو الرغبة في قتالهما ، كما أن ليس لديهم الأليات التي توقف الحرب و تفرض التفاوض و حل الأزمة و الصلح ، أما القوى الإقليمية و الدولية التي تمتلك الأليات و القوة و المقدرة على إيقاف القتال و فرض و تفعيل عمليات/طاولات المفاوضات و الصلح عن طريق الضغوطات و الإغرآءات أو عن طريق قوة السلاح و القتال فيبدوا أن الأزمة السودانية ليست في قآئمة أولوياتها و إهتماماتها و أن وقف القتال و الحرب ربما لا يخدم مصالحها في الوقت الحاضر ، كما أنه من العسير التأكد من حيادية تلك القوى و نفي الغرض و المصلحة عن مساعيها و تداخلاتها في الشأن السوداني ، و من الجانب الآخر فأنه من الصعب تصنيف بعض من تلك القوى في خانتي: الإخوة أو الإيمان إستناداً إلى النص الكيزاني!!!...
إحتمال تغلب أحد الطآئفتين الباغيتين على الأخرى في الحرب ضئيل و كذلك إحتمال الوصول إلى إعلان أو إتفاق لوقف القتال و الحرب و حل الأزمة عن طريق التفاوض المباشر أو من خلال الوسطآء ، و يبدوا أن الرهان الآن ينصب على الحل عن طريق الإرهاق الذي أصاب أو سوف يصيب الطآئفتين الباغيتين المتقاتلتين و من يساندهما/يسندهما و يقف من ورآءهما ، خصوصاً و أن هنالك الكثير من الإرهاصات و الشواهد و الدلآئل التي تشير إلى ذلك و إلى أن الكثيرين من المسيئين/المجرمين الوالغين في الشأن السوداني سوف يلوذون بالفرار ، بسبب العجز و الفشل و أن المسألة قد (وصلت حدها) و تحاشياً للعقاب الذي سوف يطال الرقاب (بالسكاكين المسنونة) و الإمتيازات و المصالح ، و إن حدث ذلك الفراغ فسوف تكون تلك فرصة عظيمة تتاح مرة أخرى لقطاعات عريضة من الشعوب السودانية ، من أصحاب المصلحة الحقيقية في إستمرار الثورة السودانية ، في العودة إلى الساحة السياسية و ملء الفراغ و فرض شروطهم و أجندتهم و (شرعيتهم الثورية) على الأوضاع السياسية و الدستورية و الإقتصادية و الإجتماعية و بما يخدم و يضمن إحداث التغيير المطلوب و تأسيس الدولة السودانية الجديدة التي ترتكز إلى القانون و العدل و المؤسسية...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عن طریق فی خانة

إقرأ أيضاً:

أبواق المرجفين..!!

أحمد الفقيه

التاريخ الإسلامي حافل بالدروس والتجارب والعبر، خاصة في مجال الحرب النفسية، لأنها سلاح خطير فتاك قد يدمر شعوباً ودولاً، ويلعب دوراً مهماً ومفصلياً في مسار المعارك، وفي أمن واستقرار السيادة العليا..

فالتاريخ الإسلامي منذ الفتوحات الأولى مارس الحرب النفسية في شتى مناحي الحياة، وخاصة أثناء نشر الدعوة الإسلامية منذ بزوغها وربط الحرب النفسية بالجاهزية المعنوية والمادية والإعداد العالي دعوياً وعسكرياً مصداقاً لقوله عز وجل: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)..
فالترهيب والتخويف والتهديد والوعيد أسلحة فتاكة وقاصمة، ومدمرة لأنها تُهبط المعنويات، وتربك خطط العدو، وتجعله في حالة فزع وخوف وإرباك بصورة دائمة، ومن هنا تطفو الحرب الناعمة، وتحاول إمساك العصا من الوسط، وذلك بنشر الشائعات والأراجيف والدعايات المغرضة لخلخلة الجبهة الداخلية وهنا يأتي دور الطابور الخامس من العملاء والمرتزقة واللافتات المسمومة، مرة باسم الدين، ومرة باسم حقوق الإنسان تحت مسميات المنظمات الأممية الراعية لها، وتناسى هؤلاء الذين من أبناء جلدتنا والذين يرفعون شعار الإسلام تقية لتنفيذ مآربهم وأجندتهم الماورائية، وخدمة للعدو الخارجي، فقد توعدهم المولى القدير في قوله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).. لقد حثنا رسولنا الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام مخاطباً معاذ بن جبل آخذاً بلسانه قائلاً له” (كف عليك هذا) قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: “ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”.. فالإنسان مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم انكشف غطاء سره، وافتضح أمره، وقال عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- “والله الذي لا إله إلا هو ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان” فجوارح الإنسان مرتبطة باللسان في الاستقامة والإعوجاج.
لذا علينا أن نتقي آفات اللسان وزلاته والوقوع في المحظور.. فالحرب النفسية ليست قاصرة على زمن الحرب أو الأزمات بل في كل من حالتي الحرب والسلم، فهي جزء لا يتجزأ من مكونات حياة البشر في كل زمان ومكان، ولهذا وذاك ينبغي بل يجب على جهات الاختصاص ومسؤولي الأمن القومي والعام، وعلى وسائل الإعلام المختلفة مراقبة ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد أو بث الشائعات المغرضة أو إقلاق السكينة العامة أياً كان منصبه الاجتماعي أو القبلي أو السياسي.. فلا بد من تحصين الجبهة الداخلية من هواة المرجفين، وأدعياء الفرقة، والمأزومين نفسياً حفاظاً على صون أمن البلاد، وحقناً للدماء.. فالبلاد تمر بمنعطف خطير والعدو متربص بنا، ولا بد من الصحوة الإيمانية وربطها بالهوية القرآنية حتى لا تنحرف بوصلة الوطنية نحو أغراض سياسية أو حزبية أو مذهبية تهلك الحرث والنسل.
صفوة القول:
لا داعي لإيقاظ الفتن النائمة، ملعون من أيقظها، وصدق المولى القدير القائل في محكم تنزيله (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً).. فديننا الحنيف حذرنا من القيل والقال وكثرة السؤال، وخطورة وآثار الشائعات المغرضة والأقاويل المضللة، وكفى بالمرء كذباً أن تُعد معايبه بكل ما سُمع، وبما نُشر عبر المواقع المختلفة، ومدى خطورة تلك الشائعات المضللة التي تحمل في ظاهرها الرحمة، وفي باطنها العذاب الأليم الذي تنعكس آثاره على الوطن أرضاً وإنساناً، ففساد النفوس يورث ويخرب الديار العامرة، ويسلب النعم الباطنة والظاهرة، ويجلب على أصحابها العواقب الوخيمة.. فاتقوا آفات اللسان فمن كثر سقطه كثرت عيوبه، ومن كثرت ذنوبه فبئس المصير..
كلمات مضيئة:
“ونموت في “حتى”
وفي أنساب خيل الفاتحين
نتبادل الأدوار
نشتم بعضنا بعضا
ونستجدي على بوابة الليل الطويل
نبكي ولا نبكي
ونغرق في دموع الآخرين
متيمين وعاشقين
وهائمين وضائعين
نبني من الأوهام أهراماً
وسوراً لا يصد الطامعين
ونموت قبل الموت
في سوح المنون

عبد الوهاب البياتي

مقالات مشابهة

  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • قال لي.. يا مصطفى بقيت داعم الكيزان
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • أبواق المرجفين..!!
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • جماعة التبليغ والدعوة