عصب الشارع
صفاء الفحل
حكاية أطفال الروضة
ماذا يحمل البرهان في جعبته وهو يقدم هذا الطلب الغريب بمقابلة وزير الخارجية الأمريكي في جدة قبل بدء المباحثات التي من المفترض أن تجرى في جنيف، في الرابع عشر من الشهر الجاري، والذي اعتبره الكثيرين (مراوغة) جديدة لإجهاض تلك المباحثات، بينما اعتبره البعض محاولة لترتيب أوراق الحكومة الانقلابية المبعثرة، بينما يرى البعض الآخر بأنها موافقة واضحة من الحكومة البرهانية للمشاركة مع البحث عن ضمانات لتداعيات ما بعد الاتفاق المتوقع في جنيف والتي لا يمكن طرحها خلال المباحثات.
المرونة التي إنتهجتها الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة تجاه حكومة بورتوكوز، لحثها على الدخول في مباحثات جادة لإيقاف الحرب، وموافقتها على بعض الطلبات التي قدمتها، مثل مخاطبة البرهان كرئيس مجلس السيادة والإستجابة لطلب إعلان الدعم السريع منظمة إرهابية، ولكن بطريقة مختلفة على اعتبار أن أمريكا لا يمكنها التفاوض مع المنظمات الإرهابية، والإعلان فقط بأن لا مكان لها في الحياة السياسية مستقبلا يبدو أنها فتحت شهية تلك المجموعة لطلب المزيد من التنازلات، ستحملها تلك المجموعة التي ستذهب لهذه المقابلة الاستثنائية في جدة خلال هذه الأيام.
والقضايا المقلقة للحكومة الانقلابية في حال إيقاف الحرب صارت واضحة، وأولها قضية محاسبة وتخفيف الضغط على رموز النظام المباد غير المدرجين في قائمة المحكمة الجنائية، وعدم العمل على إدراج أسماء جديدة، بالإضافة إلى إعطاء ضمانات بعدم محاسبة اللجنة الانقلابية والموالين لها خلال الفترة الماضية، وكلها أشياء من المتوقع أن توافق عليها الإدارة الأمريكية، على اعتبار أن عودة الحكومة المدنية هي من سيكون مسؤولا عن القضايا القانونية، وأن الأمر سابقا لأوانه، فالغرض الأساسي الذي يتم البحث عنه اليوم يتمحور حول إيقاف القتال وإيصال المساعدات للمتضررين وإعادة الحكومة المدنية.
حال الحكومة الانقلابية اليوم صار كحال طفل يدفع للذهاب للروضة لأول مرة، فيجد الفرصة للإكثار من الطلبات المعلقة القديمة، لعل أهله يعجزون عن الإيفاء بها أو يملون من ذلك التعنت، فيجد العذر بعدم الذهاب بالرغم من إنه على يقين رغم ذلك بأنه ذاهب لا محالة، وأن طلباته التي يتم تنفيذها اليوم ما هي إلا بداية لمشوار طويل من (التعليم)، فالخطوات الأولى غالباً ما تكون صعبة ولكن ليس أصعب مما هو آت، والحكومة البرهانية التي فتحت أمامها أبواب الدلال ليس أمامها إلا (الإلتزام) بمشوار التغيير الجذري بعد التوقيع على إيقاف الحرب وفتح المسارات لتوصيل المساعدات والالتزام بتسليم الدولة لحكومة مدنية وابتعاد الطرفين عن العمل السياسي وهنيئاً لها هذا (العجن والتمنع) الذي تمارسه خلال هذه الفترة، فمشوار التعليم أمامها طويل.
والكفاح ما زال مستمرا..
والقصاص لا يسقط بالتقادم..
والرحمة والخلود للشهداء..
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.
وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.
وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.
وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.
"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.
وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.
وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".
وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.
وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.
وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.