سودانايل:
2024-09-10@09:25:36 GMT

القمح ،، والبارود

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

لا أعرف أحداً من أبناء بلدي السودان يشك لحظة في أن سياسيينا و قادتنا الذين تشربوا الفشل جيدا ,ثم أدمنوه , هم سبب كل مصيبة حاقت بنا و كل بلوة أصابتنا و كل كبوة أعاقت مسيرتنا نحو النهضة و التقدم و الازدهار . و هذه التهمة التي ظلت تطاردهم , هي تهمة بائنة لا تحتاج الي جهد لكي يحقق ثبوتها و لا تنتطح في برهان صدقيتها عنزتان.



كما أنه لا يساورني أدني شك في أن قادة دولتنا و من قبل الاستقلال الي يوم الناس هذا , يفضلون الاحتراب و التجاذب التي تقود الي القتل و السحل و جزء الروؤس و تقليم الرقاب, أكثر من حبهم و سعيهم لبناء مشفي أو تأسيس مدرسه أو زراعة حقل أو تشييد جسر أو حفر بئر ليعملوا علي إعمار البلاد و إسعاد العباد و لينتشلوها البلاد من وهدتها و ينقلوها من حالة العيش في خصام و كراهية الي فضاءات النهضة والتطور و الحداثة .

و غني السودان بموارده من أراض و أمطار وأنهار و معادن وغابات و حيوانات لهو من المعروف الذي لا يحتاج الي اثبات و لا الي تذكرة , فهو موثوق في مخيلة ابنائه ومرصود في مدونات المنظمات و المؤسسات العالمية ولدي الدول و الشركات و رؤوس الأموال القريبة والبعيدة و يصبح التحدث به من جديد محض ثرثرة وباباً من ابواب التكرار الممل الذي ظللنا نمضغه في مجالس الأنس و صوالين الثقافة و مهرجانات السياسة . حتي صار ينطبق علينا قول الشاعر " كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** و الماء فوق ظهورها محمول "

بل أنني و في تتبعي لوصفة الكسل التي نسمعها من جيراننا , لا ترد الي العوامل الثقافية و الجغرافية و لون بشرتنا الأسمر أو الأسود أو ترجع الي حالة الطقس عندنا , بل لأن بلادنا في مخيلة الآخر أرض تتوافر فيها كل الامكانات و الموارد الطبيعية وتصعد فيها فرص الوفرة و الرخاء و مع ذلك يعيش انسانها حالة البؤس و الشقاء و يضطر ليهجرها , فتزداد بؤساً و فقراً مما يعظم من أسباب الصراع و الخصومة و الفتن التي تتعدي ذلك الي الاحتراب و الدمار الشامل .

و للفرد منا أن يتصور مألات أحوالنا لو أن قادتنا و سياسيينا غرسو شجرة أو رعوا حيوانا مكان كل قتيل أزهقت روحه و أهريق دمه في حروبنا المستدامة , أو زرعوا حبة قمح بدل كل رصاصة او عبوة بارود , , ليجعلوا من هذا البلد العظيم دولة وفرة , حديثة متطورة غنية بخيراتها , تعتمد علي نفسها و توفر احتياجات ابنائها و ينتفع بخيرها جيرانها بما يتوافر لها من مقومات و موارد متنوعة. ان خيرات بلادنا الوفيرة تحتاج الي الاستقلال الأمثل بما يعمل علي زيادة الانتاج الزراعي و الحيواني و ترشيد انتاج البلاد من المعادن و كل الثروات الطبيعية التي تتمتع بها .

ان الحروب التي ظلت تدور في بلادنا لا تقوم الا بسبب عجز الساسة عن استقلال الموارد لينعم الشعب بالاستقرار و الرفاه و لتنتفي اسباب التنازع و تزهر في ربوعه القناديل و يبتسم في حقوله النوار و تنبت بدل كل رصاصة حبة قمح , فتنتج كل حبة سنبلة و في كل سنبلة مائة حبه يضاعفها الله ما يشاء بفضل حقن الدماء و اشاعة السلام و تكريس المحبة والوئام .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

(حصيلة مؤقتة)..11 حالة وفاة وتسعة مفقودين جراء التساقطات المطرية القوية التي عرفتها مجموعة من أقاليم المملكة

 

على إثر التساقطات المطرية الرعدية جد القوية التي عرفتها سبعة عشر عمالة وإقليم بالمملكة، تخبر وزارة الداخلية، في حصيلة مؤقتة، تسجيل 11 وفاة بكل من أقاليم طاطا (سبعة أشخاص)، وتزنيت (شخصان) والراشيدية (شخصان أحدهما من جنسية أجنبية).

وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، رشيد الخلفي، في تصريح للصحافة الأحد بالرباط، أن هاته التساقطات أسفرت أيضا عن تسجيل تسعة أشخاص في عداد المفقودين بكل من أقاليم طاطا والراشيدية وتارودانت.

وأضاف أن هاته التساقطات المهمة المسجلة في اليومين الفارطين تمثل ما يناهز نصف مقدار التساقطات التي تعرفها المنطقة على مدار السنة. بل وتتجاوز أحيانا، ببعض المناطق، المقدار السنوي المعتاد، حيث س جلت 250 ملم بطاطا، و 203 ملم بتنغير، و 114 ملم بفكيك، و 82 ملم بورزازات.

أما فيما يتعلق بالخسائر المادية، فقد عرفت المناطق المتضررة، حسب الناطق الرسمي، تسجيل الحصيلة المؤقتة التالية :

– انهيار 40 مسكنا، منها 24 مسكنا عرف انهيارا كليا.

– انهيار كلي أو جزئي لأربع منشآت فنية متوسطة.

– تضرر 93 مقطعا طرقيا ما بين طرق وطنية وجهوية وإقليمية، وانقطاع حركة السير بها، حيث تمكنت السلطات العمومية لحد الساعة من إعادة حركة السير بـ 53 مقطعا منها.

– إلحاق أضرار بشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب والشبكات الهاتفية.

وأكد رشيد الخلفي أن السلطات المحلية وكافة المتدخلين، من قوات مسلحة ملكية ودرك ملكي وأمن وطني وقوات مساعدة ووقاية مدنية وكذا الإدارات التقنية المعنية، عملت على الرفع من منسوب التعبئة منذ اللحظات الأولى وتجنيد كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم اللازم للساكنة.

وأبرز أن جهود جميع المتدخلين تستمر لحدود الساعة من أجل فك العزلة عن المناطق المتضررة وإعادة تشغيل شبكات الربط الطرقي وشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب وخدمات الاتصالات.

وأشار السيد الخلفي إلى أن الجهود المبذولة تندرج ضمن نسق شامل عماده المقاربة الاستباقية التي اعتمدتها السلطات العمومية من أجل مواجهة تداعيات هذه الوضعية الاستثنائية منذ 29 غشت 2024، عبر تفعيل عمل لجان اليقظة وتحسيس الساكنة المحلية وتعبئة كافة الوسائل الضرورية بالمناطق المحتمل تضررها.

وخلص إلى أن وزارة الداخلية تهيب بالساكنة المحلية وزوار المناطق المعنية باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وتجنب أي سلوك قد يعرض حياتهم للخطر، لاسيما وأن الحالة الجوية مازالت غير مستقرة، مع الالتزام التام بتوجيهات وإرشادات السلطات حفاظا على سلامتهم.

مقالات مشابهة

  • الطقس.. تفاصيل الموجة الحارة التي تضرب البلاد لمدة 96 ساعة وموعد ذروتها
  • الأرصاد تكشف سبب الموجة الحارة التي تشهدها البلاد وموعد إنتهاءها (فيديو)
  • لبنان بلد عجوز..الخطر يدق ابواب الوطن فهل من يبعده؟
  • من طراز شاهدد..لاتفيا: الطائرة الروسية التي تحطمت في بلادنا إيرانية
  • 11 حالة وفاة و9 مفقودين جراء التساقطات المطرية القوية التي تعرفها عدة أقاليم بالمغرب
  • (حصيلة مؤقتة)..11 حالة وفاة وتسعة مفقودين جراء التساقطات المطرية القوية التي عرفتها مجموعة من أقاليم المملكة
  • ظاهرة جوية تسيطر على البلاد.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الإثنين 9 سبتمبر 2024
  • «الأرصاد»: موجة حارة تضرب البلاد في هذا الموعد
  • حالة الجو.. طقس حار على أغلب الأنحاء واستمرار التحسن
  • «الخدمات الطارئة» بالشرقية يقدم الخدمة لأكثر من 6 آلاف مريض خلال 5 أسابيع