البهرة الداودية قسم من طائفة البهرة التابعة للإسماعيليين، نشأت عام 999 هجرية، وعرفت بالبهرة الداودية نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، الذي انتخبه أتباع الطائفة داعية مطلقا لهم. يؤمنون بمعتقدات خاصة بهم، ويتمحور دينهم حول الأئمة والدعاة، ويخالفون عامة المسلمين في عباداتهم. تعدّ الهند مركزهم الرئيسي ويتوزعون في دول مختلفة حول العالم وتقدر أعدادهم بمئات الآلاف.

 

التسمية

البهرة كلمة هندية تعني "التجار" باللغة الكجراتية، وهي مشتقة من عبارة "بوه راه"، أي "الطريق السوي"، وكذلك "بهو راه" وهي الطرق الكثيرة، وتشير بعض الدراسات إلى أنها مشتقة من "بهر" وهي "الصفوف الأولى"، أو "بهراج" وهو "البصير بعواقب الأمور".

وتشير الباحثة فرح ضياء مبارك إلى أن الكلمة قد تكون ذات أصول عربية، وربما أخذت من كلمة "بهراء"، وهو اسم قبيلة تسكن نواحي المدينة المنورة واليمامة، وأكدت الباحثة أن بعض العائلات التي تسكن كجرات تدّعي "أن أصولها تعود إلى المدينة المنورة والطائف".

وتشير كلمة "البهرة" في معجم لسان العرب إلى "الأرض السهلة، وما اتسع من الأرض، وبهرة كل شيء وسطه"، ووردت "بهراء" في المعجم الوسيط بمعنى "اسم قبيلة، والنسب إليها بهراني وبهراوي".

وورد في كتاب "مجموع بلدان اليمن وقبائلها" أن بهراء "قبيلة من اليمن" يرجع نسبهم إلى "بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة" والنسبة إليهم "بهراني".

البهرة الداودية قسم من البهرة نشأت في الهند عام 999هـ (الفرنسية)

وتعرف "الموسوعة الميسّرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة" البهرة بأنهم: فرقة إسماعيلية مستعلية يعترفون بالإمام "المستعلي"، ومن بعده الإمام "الآمر"، ثم ابنه "الطيب"، ويسمون كذلك بالطيبية، وهم إسماعيلية اليمن ومن ثم الهند؛ تركوا السياسة وعملوا بالتجارة فوصلوا إلى سواحل الهند واختلط بهم الهندوس فأسلموا وعُرفوا باسم "البهرة". وتقسم البهرة إلى قسمين: بهرة سليمانية، وبهرة داودية.

البهرة الداودية

وهم قسم من البهرة عاشوا في الهند وباكستان، وسموا بالداودية نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه.

تاريخ البهرة الداودية

بعد أن وصلت الإسماعيلية إلى الهند وبدؤوا بالانتشار فيها، كانت الرئاسة الدينية للفرقة لا تزال في اليمن، لكن عام 999هـ توفي "الداعي المطلق" الـ26 في سلسلة دعاة الحركة؛ حينها انتخب بهرة ولاية غوجارات "داود برهان الدين بن قطب شاه" رئيسا للفرقة، وأصبح "الداعي المطلق" الـ27 للمستعلية، وأطلق على أتباعه اسم "الداودية".

وبقيت رئاسة البهرة الداودية في الهند، واستأثر بها أتباع الطائفة فيها، وورّثوها لأبنائهم.

أعدادهم

يقدّر بعض الباحثين أعداد البهرة الداودية بنحو 300 ألف نسمة، منهم 200 ألف في الهند والبقية منتشرون حول العالم، وفق ما نشر في عدة كتب.

أتباع الطائفة يقصدون الإمام والدعاة للتبرك بهم ويسجدون لهم (الفرنسية) أماكن انتشارهم

يتوزع البهرة الداودية حول العالم في عدد من الدول، وهي:

شبه القارة الهندية: وهي أكثر المناطق التي ينتشر بها البهرة الداودية، ويكثر وجودهم في دولة الهند، إذ يسكنون نحو 500 مدينة وقرية؛ إلا أن تمركزهم الأكبر في مومباي وغوجارات، كما تسكن أعداد منهم في باكستان وبنغلاديش. اليمن: يسكن عدد من البهرة الداودية في مدن عدة في اليمن، ويتمركزون في مدينة حراز الواقعة على بُعد 110 كيلومترات غرب صنعاء، وكذلك يسكن عدد منهم في حسن طيبة وبني مكرم وبني مونس شمال العاصمة، ولهم وجود ملحوظ في صنعاء وعدن والحديدة وتعز وجبلة وزبيد وحوث وغيرها. مصر: يتمركز البهرة الداودية في العاصمة المصرية القاهرة على وجه التحديد، ويتوزعون فيها بأحياء: الحسين والجمالية والمهندسين، وبعضهم في منطقة جامع الحاكم بأمر الله، كما يسكن أحد سلاطينهم في مصر بمنطقة الدقي ويلتقي أتباعه هناك، وقد بدأ البهرة الداودية بالانتقال إلى مصر عام 1915م. دول الخليج: ينتشر عدد من البهرة في دول الخليج، وخاصة الكويت والبحرين، ولهم نشاط تجاري في أسواق الذهب بالإمارات العربية المتحدة، وتتراوح أعدادهم في تلك المناطق بين المئات والآلاف. سوريا والعراق: توجد قلة قليلة من البهرة الداودية في سوريا والعراق ولهم أماكن تجمع خاصة. الدول الأفريقية: ينتشر قسم من البهرة الداودية في تنزانيا ومدغشقر وكينيا ويقدر عددهم هناك بعدة آلاف. بقية دول العالم: تذكر بعض المصادر انتشار البهرة الداودية في دول مختلفة عبر بقية العالم كبريطانيا وسيلان وغيرهما، وذلك بسبب المهنة التي يزاولونها والتي تستدعي الانتشار في البلدان التجارية. البهرة الداودية يعتقدون أن النبوة مكتسبة ويمكن لأي مدع الوصول إليها إذا تحلى بخصال وضعوها شروطا للنبوة (الفرنسية) عقيدتهم

تتشابه عقيدة البهرة الداودية مع عقيدة الإسماعيلية نظرا لأنها امتداد لها، ومن أهم الأمور التي يؤمنون بها:

عقيدتهم في الإله

تبنى عقيدتهم عن الإله على مبدأ "التنزيه والتجريد"، أي أنه مجرد عن كل حقيقة وكل وصف، ووصفوه في كتبهم بأنه "لا هو موجود ولا لا موجود ولا عالم ولا جاهل ولا عاجز ولا قادر".

عقيدتهم في النبوة

يؤمنون أن النبوة مرت بـ6 أدوار عظمى، وهي أدوار آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ويؤمنون أن الدور السابع بدأ بظهور محمد بن إسماعيل، الذي يسمونه الناطق السابع. ويعتقدون أنه "خاتم الرسل"، وأنه أتى بنسخ الشرائع كلها.

كما أنهم يعتقدون أن النبوة مكتسبة ويمكن لأي مدّع لها الوصول إليها إذا جاهد نفسه وتحلى بالخصال التي وضعوها شروطا للنبوة، كما أنهم ينكرون معجزات الأنبياء.

عقيدتهم في الإمامة

يشرك أتباع الطائفة أولياءهم ودعاتهم بالعبادة مع الله فيسجدون لهم، ويتبركون بهم ويقصدون الإمام أو "الدعاة المطلقين" بعبادتهم. ويرون أن رتبة الإمام أعظم قدرا من رتبة النبوة.

دين الداودية يدور حول أئمتهم والولاء المطلق لهم ويؤمنون أن أئمتهم معصومون عن الخطأ (الفرنسية)

والإمامة عندهم هي الركن الأعظم من أركان الدين، وهي المحور التي ترتكز عليه معتقداتهم. فلا بد عندهم من وجود إمام معصوم منصوص عليه من نسل علي بن أبي طالب ظاهرا أو مستورا يرجع إليه في التأويل وحل الإشكالات.

كما زعموا أن خلق الأئمة عندهم لا يشبه خلق البشر وأنهم مخلوقون من نور الله ومعصومون عن الخطأ ويعلمون الغيب.

ويدور دينهم حول تركيز الولاء المطلق للإمام صاحب الزمان، ويؤولون العبادات بما يتناسب مع هذه العقيدة، فيتوجهون في صلاتهم إلى قبر الداعي الـ51 "طاهر سيف الدين" في مدينة مومباي بالهند، ويحجون هناك أيضا.

عقيدتهم في الآخرة

لا يؤمن أتباع البهرة الداودية بالبعث الجسماني في الآخرة، بل يؤمنون أن الإنسان بعد موته يتحول إلى تراب وتتنقل روحه إلى الملأ الأعلى فإن كان مؤمنا بالإمام فيحشر مع الصالحين، وإن كان عاصيا حشر مع الأبالسة والشياطين أعداء الإمام.

عقيدتهم في الصحابة

يعتقد البهرة الدادوية أن أبا بكر الصديق  وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم، أخذوا الخلافة من علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، كما أنهم يشتمون الصحابة ويكفرونهم.

البهرة الداوديون يصلون 3 مرات باليوم في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم فقط (الفرنسية) شعائرهم الدينية

يؤدي أتباع البهرة الداودية شعائرهم الدينية بطريقتهم وفق التالي:

الصلاة

يصلي البهرة الداوديون 3 مرات باليوم في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم فقط، ولهم مكان مخصص للعبادة يسمونه بـ"الجامع خانة"، وتكون قبلتهم إلى قبر "طاهر سيف الدين"، ومن لا يذهب إلى مكان العبادة في هذه الأيام يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان.

ويصلون ركعتين عند غروب شمس يوم 18 ذي الحجة، ولا يصلون الجمعة، ويصلون العيد قبل عامة المسلمين بيوم أو يومين، ويجب على كل فرد منهم شراء تذكرة خاصة بصلاة العيد من المكتب الخاص للداعي المطلق، وتختلف قيمة التذكرة بحسب القرب والبعد عن الداعي المطلق.

الزكاة

كل من يتبع دين البهرة الداودية عليه أن يدفع مبلغ 20% من كسبه الشهري لعامل الداعي المطلق الموجود في بلده، وتشمل هذه الزكاة كل ما يدخل الفرد عينا أو نقدا، وهي ما تسمى عندهم بـ"الخمس للإمام".

إضافة إلى ضريبة سنوية تفرض على أتباع الطائفة، وضريبة الدخول إلى أماكن العبادة، وضريبة الحج والسفر وضريبة التبرك بالأضرحة وضريبة السلام على الداعي، وضريبة حضور مجالس الحسينيات وضريبة دفن الموتى والضرائب الاجتماعية المتعلقة بالزواج والحمل والولادة وغيرها، ومن يتخلف عن دفع الضرائب يعاقب بالنفي والحرمان.

البهرة الداوديون لا يدفنون موتاهم في مقابر المسلمين، ويشيعونهم بالغناء (الفرنسية) الصوم

يصوم البهرة الداوديون في شهر رمضان إلا أنهم يخالفون عامة المسلمين في بدء الشهر ونهايته.

الحج

يحج أتباع الطائفة إلى مكة المكرمة مع المسلمين ويخالفونهم في وقفة عرفات والمبيت في مزدلفة، كما يحجون إلى مزاراتهم الخاصة وهي:

قبر طاهر سيف الدين في الهند ويطوفون حول ضريحه في أيام 19 و20 و21 من رجب. مزار الداعي حاتم بن إبراهيم الحامدي في قرية الحطيب في مديرية حراز باليمن. ضريح حسن بن نوح في اليمن. ضريح الملكة أروى في اليمن. ضريح هاشم بن عبد مناف في فلسطين.

ويشاركون عموم الشيعة في الحج إلى ضريح علي بن أبي طالب في النجف وضريح الحسين بن علي في كربلاء وضريح السيدة زينب في مصر.

طقوس خاصة بالموتى

للبهرة الداوديين طقوس خاصة بشأن موتاهم منها: أنهم لا يدفنون جثة الميت إلا بعد استئذان الداعي أو نائبه، ويشيعون موتاهم بالغناء، ولا يدفنونهم في مقابر المسلمين.

وعند وضع الجثة في القبر يوجهونها إلى بيت المقدس ويربطون صك الغفران في إبط الذراع اليسرى للميت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من البهرة فی الیمن فی الهند قسم من فی دول عدد من

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء الهند: نواصل دعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، دعم بلاده لاستمرارالحلول السلمية للصراعات من خلال الحوار والدبلوماسية، معربا عن قلق بلاده إزاء اتساع الصراع في قطاع غزة وتأثيره على الاستقرار في المنطقة وكذلك الوضع الإنساني هناك.
وأكد "مودي" في لقاء أجرته معه وكالة الأنباء الكويتية اليوم /السبت/ بمناسبة زيارته إلى الكويت التي تعد الأولى لرئيس وزراء هندي إلى الكويت منذ 43 عاما - أن بلاده دعت لوقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن، وتواصل دعم حل الدولتين من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة داخل حدود آمنة ومعترف بها، وشدد أيضا على استعداد بلاده للمساعدة في دعم الجهود تجاه الصراعات المختلفة بما في ذلك الوضع في غزة وأوكرانيا.
وعلى الجانب الإنساني، أوضح رئيس الوزراء الهندي أن بلاده تواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، إذ أرسلت 70 طنا من المساعدات الإنسانية في وقت مبكر من الصراع وقدمت 65 طنا تقريبا من الأدوية في الشهر الماضي وساهمت بمبلغ 10 ملايين دولار على أمد العامين الماضيين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأضاف أن بلاده والكويت تتقاسمان روابط عميقة وتاريخية، منوها إلى أن الجالية الهندية أكبرالجاليات في الكويت، وتضم أكثر من مليون شخص في وقت تعتبر الهند من بين أكبر الشركاء التجاريين للكويت، كما تنفذ العديد من الشركات الهندية مشاريع في مجال البنية التحتية وتقدم خدمات في مجالات متعددة في الكويت.
وأشا إلى أن هناك إمكانات كبيرة لتوسيع التعاون بين نيودلهي والكويت في قطاعات الأدوية والصحة والتكنولوجيا والرقمنة والابتكار والمنسوجات.. ولتحقيق هذه الغاية يجب على غرف الأعمال والتجارة ورواد الأعمال والمبتكرين التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض بشكل أكبر.
ولفت إلى أن شركات هندية تشارك بالفعل في تنفيذ مشاريع البنية الأساسية في قطاعات مختلفة في الكويت، وفي المقابل هناك أيضا استثمارات من شركات كويتية في الهند، واصفا إياها بأنها شراكة مفيدة للطرفين، ومشددا على أن قطاع الطاقة يعد ركيزة مهمة للشراكة الثنائية بين الهند والكويت فقد تجاوزت التجارة في هذا القطاع بينهما العام الماضي 10 مليارات دولار.
وأوضح أن دولة الكويت تحتل حاليا المرتبة السادسة كأكبر مورد للنفط الخام للهند، والمرتبة الرابعة كأكبر مورد للغاز البترولي المسال لها.
وعن أهمية دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة للهند، قال "مودي" - إن مجلس التعاون الخليجي ككيان جماعي له أهمية حيوية بالنسبة للهند، ويفصل الجانبين فقط بحر العرب"، مضيفا أن العلاقة بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي ذات روابط تاريخية وثقافية وتجارية، وقيم مشتركة تعززت وتطورت إلى شراكة عبر مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • قبل صافرة البداية.. نشأت أكرم يحذر العراق من عناد اليمن
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
  • اليمن لن يتراجع
  • نشأت الديهي: جماعة الإخوان فشلت في كل شيء ولا تريد الاعتراف
  • الديهي لـ محمد ناصر : عليك التوقف عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • رئيس وزراء الهند: نواصل دعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة
  • جماعة نداء السلام تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • حدث ليلا | مديريات التعليم تعلن جدول امتحانات “ثالثة إعدادي”.. تاج الدين: لا إصابات بفيروسات غريبة.. وهجوم إسرائيلي جديد على اليمن
  • تعزيز التعايش السلمي .. مؤتمر بـ المغرب بحضور مدير مكتبة الإسكندرية