وتنقسم محافظة حضرموت إداريا إلى ثلاثين مديرية، قسمتها الأراضي الشاسعة بها إلى قسمين (حضرموت الساحل)، و (حضرموت الوادي والصحراء)، ويتكون ساحل وهضبة حضرموت من 12 مديرية تعتبر مسرحا للنفوذ الإماراتي منذ أبريل/نيسان 2016، عقب انسحاب مسلحي تنظيم القاعدة من مدينة المكلا عاصمة المحافظة والمديريات المجاورة لها، بعد أن ظل مسيطرا عليها لمدة عام واحد.

فيما تتكون مديريات حضرموت الوادي والصحراء من 18 مديرية وعاصمتها "سيؤون" التي تعد العاصمة الثانية للمحافظة ويسيطر على معظم مديريات الوادي والصحراء قوات موالية لدول العدوان السعودي وتظهر بهذه المديريات ما بين الحين والاخر عمليات لتنظيم القاعدة الذي يعلن مسؤوليته عنها تحت مبرر رفض القوات الأجنبية الأمريكية التي تنتشر في بعض ما يسمى بألوية حضرموت الوادي في إطار قواعد عسكرية تتبع تحالف دول العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي على اليمن. 

وتحتل محافظة حضرموت أهمية كبيرة، من كافة الجوانب والمجالات التنموية والاستراتيجية، حيث توجد فيها أغلب الشركات النفطية العاملة باليمن، ومطار الريان الدولي ومطار سيؤون الدولي وشريط ساحلي يضم مينائي المكلا والشحر فضلا عن ميناء الضبة النفطي، وشريط حدودي مع السعودية وما يسمى بألوية المنطقة الأولى والثانية

كما تمتلك مديريات المحافظة أيضا أهمية كبيرة زراعية واقتصادية وسياسية واستراتيجية، كل هذه المقومات الطبيعية والجغرافية والجيوسياسية والنفطية تجعل من "حضرموت" محطة يسيل لها لعاب دول العدوان على اليمن، أبرزها السعودية والإمارات، ومن ورائهما أميركا وبريطانيا، وحلفائهما الصهاينة، وهذا ما يفسر الحرب الباردة بين "الإمارات" و"السعودية" عبر خطواتهما المتوالية، وخاصة الزيارة الأخيرة لرشاد العليمي - رئيس ما يسمى بمجلس القيادة وهي الزيارة التي سبقتها - بحسب تقارير خارجية - زيارات لقيادات امريكية وبريطانية في مقدمتها السفير الأمريكي لليمن وقيادات وضباط امريكيين وبريطانيين.

وقريب من ذلك ترمي السعودية إلى تنفيذ مشروعها الكبير وحلمها القديم الجديد المتمثل بمد أنبوب لتصدير النفط عبر حضرموت الى البحر العربي بدلا من التصدير عبر البحر الأحمر وهو الأمر الذي إذا ما تحقق فسيوفر للسعودية مليارات الريالات سنويا، من جانبها تحرص دويلة العدوان الأخرى "الإمارات" لاستمرار وأد موانئ الشحر والمكلا والضبة على غرار وأد موانئ عدن والمخا وشقرة بهدف انعاش ميناء دبي على حساب ركود هذه الموانئ، بالإضافة إلى ذلك ثمة مطامع نشتركة لكلى دويلتي العدوان على اليمن (السعودية، والإمارات).

وعلى ضوء تلك المطامع والأجندات تتقاسم السعودية والإمارات النفوذ في محافظة حضرموت، بعد تكشف حقيقة أهداف التدخل في اليمن والعدوان عليه وما ترتب على هذا العدوان الغاشم من تجويع وحصار لليمنيين تسبب - بحسب تقارير أممية - بحدوث أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ووفقا لما يتم الإعلان عنه وما كشفته مصادر إعلامية خارجية: فتارة يظهر الخلاف بين دول العدوان السعودية والإمارات على حضرموت وينكشف للعلن كما أعلن في مؤتمر ما يسمى بالانتقالي وقبائل حلف حضرموت وبقية الأدوات التابعة لكلى دويلتي العدوان( السعودية والإمارات)، وتارة يظل الأمر سرا في خلافهما ولكن تحدث تسريبات له كما حدث في الخلاف الأخير الذي اضطر رشاد العليمي - وفق تسريبات إعلامية - للذهاب وزيارة حضرموت بنفسه لمحاولة تقريب وجهات النظر بين دول العدوان في تقاسم كعكة "حضرموت".

وجدير بالذكر ان الخلاف والسباق السعودي - الإماراتي على تقاسم "الكعكة" في اليمن لم يعد خافياً على المراقبين للمشهد السياسي اليمني، والذي تدرج بوضوحه للملأ بعد شهر واحد من انعقاد ما سُمي "اللقاء التشاوري" في عدن عندما أعلن من الرياض تشكيل ما سُمي "مجلس حضرموت الوطني" بهندسة سعودية واضحة.

وبعيداً من الصراع والسباق مع الإمارات، فإن السعودية وبحسب إعترافات مسؤولين سعوديين لديها نزعة توسعية تاريخية، ليس في اليمن فحسب، بل في كل الدول المحيطة بها أيضاً، وقد تأسست منذ اليوم الأول على هذه النزعة لتتحول من كيان زرعه المحتل البريطاني في نجد إلى أشبه بسرطان يتفشى على حساب إنهاك الاطراف الأخرى.

ويرى مراقبون أن الخصوصية الحدودية والجغرافية والتاريخية التي تربط حضرموت بالسعودية، بالإضافة إلى حسابات ومصالح الدويلتين ( الأمارات والسعودية) في حضرموت يجعل الأمر فيها مختلفا فيها عن المحافظات الأخرى التي احتلتها الامارات وبسطت نفوذها عليها بضوء أخضر من السعودية، على غرار ما حصل في عدن وسقطرى وابين وشبوة، ومن المرجح أن هناك سيناريو جديد قادم بحضرموت ربما يكشف عما تخطط له دويلتي العدوان قريبا.

ويجمع سياسيون وقيادات جنوبية، على وجود خلاف إماراتي سعودي يتنامى يوم بعد آخر في حضرموت شرقي اليمن، كما يجمعون أن تنامي هذا الخلاف بين دويلتي العدوان (السعودية، الإمارات) سيكون الصخرة التي تتكسر عليها مطامع المحتلين والغزاة، ذلك أن ابناء محافظة حضرموت بدأوا - وفق ما يؤكده سياسيون - يفطنون أكثر من اي وقت مضى لأجندات ومطامع دول العدوان التي اتضح مليا لأبناء المحافظات الجنوبية ولابناء حضرموت خاصة انها قدمت إلى اليمن لأجل مطامع وأجندات استعمارية بامتياز وليس كما ادعت دول العدوان تلك انها قدمت لأجل إعادة ما يسمى بالشرعية الزائفة أو لأجل رفاهية أبناء الشعب اليمني الذي بدأت المجاعة تتفشى فيه شيئا فشيئا.

ويرجح مهتمون بالشأن المحلي أن استمرار الصراع السعودي - الإماراتي على محافظة حضرموت وتفاقمه يفضح وبشكل اوضح المطامع السعودية - الإماراتية في اليمن وبالأخص في محافظة حضرموت وهو الأمر الذي إذا ما استمر في ظل تدهور الأوضاع وتدهور الإقتصاد سيعجل بزوال دول العدوان.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: محافظة حضرموت دول العدوان فی الیمن ما یسمى

إقرأ أيضاً:

جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 31 يناير

يمانيون/ تقارير في مثل هذا اليوم 31 يناير ارتكب العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، جرائم يندى لها جبين الإنسانية في عدد من المحافظات راح ضحيتها عدد من المدنيين بين نساء وأطفال.

ففي 31 يناير عام 2016، استشهدت ثلاث نساء وثلاثة أطفال من عائلة فواز العزكي وأصيب سبعة آخرين بينهم أطفال ونساء من عائلة نوفل جراء استهداف طيران العدوان منازل المواطنين في منطقة الرحبة بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة.

وشن الطيران غارات على حديقة فرح لاند بمنطقة عصر ما أدى إلى أضرار بليغة في عدد كبير من منازل المواطنين المجاورة، كما استهدف حديقة 21 سبتمبر في مديرية معين بعدة غارات نتج عنها تضرر عدد كبير من منازل المواطنين، وقصف مبنى جامعة الملكة أروى في شارع الستين وألحق دماراً كبيراً بالمبنى.

وشن طيران العدوان غارتين على محطة المخا البخارية لإنتاج الطاقة الكهربائية بمحافظة تعز ما أدى إلى تدمير خزانات الوقود الرئيسية في المحطة بشكل كامل، وتضرر العديد من منشآت المحطة التي كانت تعرضت سابقا لغارات أدت إلى توقفها عن العمل.

وشن الطيران المعادي أكثر من 20 غارة على مناطق مفرق الجوف والفرضة والخانق والطريق العام الرابط بين صنعاء ومأرب في محافظة مأرب، وأربع غارات على مديرية صرواح وأكثر من 100 غارة على مفرق الجوف في منطقة الجدعان.

طيران العدوان شن عدة غارات على مطار الحديدة الدولي، وغارة على نقيل بن غيلان في مديرية نهم وخمس غارات على قرية قرمان في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء أسفرت عن أضرار بليغة في الأراضي الزراعية ومراعي الأغنام.

وفي محافظة صعدة، شن الطيران المعادي ست غارات على مديرية باقم ومنطقة طخية مستهدفاً مزارع المواطنين وممتلكاتهم، وسلسلة غارات على مديرية الظاهر ومناطق متفرقة من مديرية رازح.

وفي 31 يناير عام 2017، استشهد مواطنان وأصيب عدد آخر في غارة شنها طيران العدوان على محل لبيع الحلوى بالسوق المركزي في مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز، واستهدف بثلاث غارات الجسر الرابط بين مديرية المخا ومحافظة الحديدة.

طيران العدوان استهدف جسر عرفان في مديرية المخا الساحلية بثلاث غارات أدت إلى تدميره بالكامل وانقطاع الطريق الرئيسية الرابطة بين مديرية المخا وتضرر العديد من السيارات والشاحنات التي تمر في الطريق العام.

وأصيب مواطنان جراء غارة شنها طيران العدوان على جسر جوبح في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، كما شن ثلاث غارات على محطة الإرسالات الإذاعية بمديرية المراوعة.

وشن طيران العدوان في محافظة مأرب غارة على وادي سريم بمديرية حريب القراميش وغارة على منطقة المحجزة وغارة على منطقة النجد بمديرية صرواح، في حين استهدف المرتزقة بقصف مدفعي مكثف، مناطق متفرقة في صرواح، أدى إلى أضرار بمنازل ومزارع المواطنين.

وألقى الطيران المعادي قنبلتين عنقوديتين على مزارع المواطنين ومنازلهم في منطقة العبدين بمديرية صعدة، وشن غارتين على وادي الدقيق بمديرية كتاف مستخدما القنابل العنقودية، واستهدف وحدة صحية في منطقة ابن هويدي، وشن غارة على منطقة أضيق بالمديرية.

واستهدف طيران العدوان بغارة منطقة حريب نهم في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وشن ثلاث غارات على الربوعة في عسير.

وفي 31 يناير عام 2018، استشهد 17 مواطناً وأصيب أكثر من 20 آخرين بغارتين شنهما طيران العدوان على جسر العبرات وسوق بمنطقة المفخاذ في مديرية قفلة عذر بمحافظة عمران.

وشن طيران العدوان غارتين على منطقة الشرية بمديرية بني حشيش في محافظة صنعاء خلفت أضراراً في ممتلكات المواطنين ومنازلهم، واستهدف بغارة مزرعة مواطن بمنطقة ضلاع ما أدى تضررها وتضرر عدد من المنازل المجاورة.

طيران العدوان استهدف بخمس غارات منطقة الحشيشية في مديرية شعوب بأمانة العاصمة خلفت خسائر كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم، وشن خمس غارات على مديريتي حرض وميدي في محافظة حجة، وغارتين على مديرية اللحية في محافظة الحديدة.

وفي 31 يناير عام 2019، استشهد طفلان وتضررت منازل ومزارع المواطنين جراء قصف صاروخي ومدفعي سعودي استهدف مديرية رازح بمحافظة صعدة.

وأصيب مواطن بغارة لطيران العدوان استهدفت سيارته في منطقة المناقع بمديرية مستبأ في محافظة حجة، بينما استشهد مواطن وأصيب آخر في سلسلة غارات على منطقة الغاوية بمديرية بلاد الطعام في محافظة ريمة.

واستشهد مواطن وأصيبت امرأتان بقصف للمرتزقة على منزلهم في قرية المنقم بمديرية الدريهمي محافظة الحديدة، وأطلقوا أكثر من 15 صاروخ كاتيوشا على قرية الزعفران ومحيطها في منطقة كيلو 16 بالمديرية نفسها.

وشن طيران العدوان عشر غارات على مزارع المواطنين بمديرية الجراحي وقصف المرتزقة بالمدفعية والأسلحة الرشاشة باتجاه منطقة كيلو 7، وضواحي مدينة الحديدة.

وفي 31 يناير عام 2020، شن طيران العدوان غارة على منطقة عطان في مديرية السبعين بأمانة العاصمة، وغارة على مديرية أرحب وغارة أخرى على مديرية بني مطر وثماني غارات على مديرية نهم بمحافظة صنعاء.

طيران العدوان شن أربع غارات على مديرية مجزر بمحافظة مأرب، وسبع غارات على منطقة العقبة بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف، وغارتين على الربوعة ومجازة في عسير.

وفي محافظة الحديدة قصف المرتزقة بأكثر من 15 قذيفة مدفعية باتجاه حارة الضبياني وأحياء سكنية أخرى في شارع الـ50 بمدينة الحديدة، وبثلاثة صواريخ موجهة شرق حيس، واستحدثت جرافة عسكرية تابعة لهم تحصينات قرب نقطة الحاشدي في منطقة كيلو 16 بمديرية الدريهمي، فيما شن الطيران غارة على مديرية الضحي.

وفي 31 يناير 2021، شن طيران العدوان ست غارات على مديريات صرواح ومدغل ومجزر في محافظة مأرب، وشن الجيش السعودي قصفاً صاروخياً ومدفعياً استهدف قرى آهلة بالسكان بمديرية رازح الحدودية في محافظة صعدة.

وشن الطيران التجسسي ست غارات على شارع الـ50 بمدينة الحديدة ومنطقة كيلو 16 بمديرية الدريهمي ومنطقة الفازة ومدينة التحيتا، في حين استحدث المرتزقة تحصينات قتالية في كيلو16 وقصفوا بـ 424 قذيفة مدفعية وبالأعيرة النارية المختلفة مناطق عديدة.

وفي 31 يناير عام 2022 استشهد مواطن وأصيب آخر بقصف صاروخي ومدفعي سعودي على مديرية شدا الحدودية بمحافظة صعدة، فيما شن الطيران غارتين على مديرية كتاف.

وأصيبت فتاة بشظايا قذيفة هاون أطلقها مرتزقة العدوان في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا في محافظة الحديدة، كما قصفوا بـ 262 قذيفة مدفعية وبالأعيرة النارية المختلفة عدة مناطق، واستحدثوا تحصينات في مديرية حيس والجبلية، فيما شن الطيران التجسسي ثلاث غارات على حيس.

واستهدف طيران العدوان بثماني غارات منطقة العنين بمديرية جبل حبشي والكدحة في مديرية المعافر وبثلاث غارات منطقة تبيشعة في مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز، وشن غارة على مديرية رداع بمحافظة البيضاء، وغارة على شوابة بمديرية ذيبين في محافظة عمران.

طيران العدوان شن في محافظة مأرب ثماني غارات على مديرية الجوبة، وست غارات على البلق بمديرية الوادي، وثلاث غارات على مديرية حريب وثلاث غارات على مديرية رغوان وغارتين على مديرية مجزر.

واستهدف الطيران بخمس غارات منطقتي اليتمة والمهاشمة بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف.

وشن الطيران المعادي خمس غارات على الإذاعة القديمة في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة، وثلاث غارات بمحيط مبنى التلفزيون وغارتين على حي الصيانة السكني بمديرية الثورة.

وفي 31 يناير عام 2023، استحدث مرتزقة العدوان تحصينات قتالية بمديرية حيس في محافظة الحديدة، وقصفوا بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة مناطق متفرقة.

مقالات مشابهة

  • تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
  •  تواصل الجرعات السعرية غير المعلنة.. حضرموت ترفع الوقود  
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 1 فبراير
  • مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات
  • الصراع على النفوذ يتجدد في حضرموت شرقي اليمن
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 31 يناير
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • 30 يناير خلال 9 أعوام.. 30 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • لماذا السعودية والإمارات تغذيان الصراعات وجرائم القتل بين اليمنيين؟
  • السلطات السعودية تقبض على أثيوبيين لتهريبهما 140 كيلو جرام من نبات القات من اليمن