الجزيرة:
2024-09-10@08:59:57 GMT

هل تَعقّد مسار ترامب نحو البيت الأبيض؟

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

هل تَعقّد مسار ترامب نحو البيت الأبيض؟

واشنطن- بعد مرحلة من الطمأنينة غلفت حملة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بدأ القلق والتوتر يعرف طريقه إليه وإلى مستشاريه مع إدراك الجانب الجمهوري صعوبة السباق الانتخابي بعد انسحاب الرئيس جو بايدن قبل أكثر من أسبوعين.

واستمتع ترامب بحالة اتحاد وزخم وحماس نادرة بين قواعد حزبه بعد نجاته من محاولة الاغتيال في ولاية بنسلفانيا، وما أعقبها من توهجه خلال مؤتمر الحزب في ولاية ويسكونسن، كما ظهر في استطلاعات الرأي وفي حجم تدفقات حملته المالية.

إلا أن الصورة تغيرت وانتقل الزخم للجانب الديمقراطي ولحملة مرشحته كامالا هاريس منذ إعلان انسحاب بايدن، والتي دعمها اختيارها لتيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، نائبا لها على بطاقة الحزب الديمقراطي.

أسباب القلق

وفي محاولة لمواجهة حماس الديمقراطيين، عقد ترامب مؤتمرا صحفيا في منتجع مارا لاغو بولاية فلوريدا، أمس الخميس، ولم تظهر علامات السعادة عليه، ولم يَبد أنه نجح في وقف أو إبطاء هذه الحالة وسط الدوائر الديمقراطية. وحاول استعادة الزخم في وقت يدرك فيه أن زخم هاريس قد يزداد عقب عقد مؤتمر حزبها القومي من 19 إلى 22 من الشهر الجاري في شيكاغو بولاية إلينوي.

وليس من المعتاد أن يشعر ترامب بالاضطرار إلى التنافس من أجل خطف الأضواء، خاصة في وسط الحملات الانتخابية. لكن التغيير على الجانب الديمقراطي كان دراماتيكيا وجديرا بالتغطية الإخبارية ودفعه بعيدا عن أضواء الإعلام والاهتمام، وهو ما لم يعتد عليه ترامب الذي صُدم لكون غالبية التغطية الإعلامية لهاريس جاءت إيجابية.

ينصح مارك لوتر، الخبير الإستراتيجي الجمهوري، ترامب بالعمل على استعادة الانتباه من خلال التركيز على مواقف هاريس "المهزوزة" تجاه الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية، بدلا من تكرار مقولاته التي يصف فيها منافسته بأنها "متطرفة وليبرالية واشتراكية.

يتطلع ترامب إلى المناظرات الرئاسية كوسيلة لإعادة تثبيت نفسه كمرشح قادر على الظفر بالبيت الأبيض. وأعلن أنه وافق على المشاركة في مناظرة تديرها شبكة "إيه بي سي" يوم العاشر من سبتمبر/أيلول المقبل، ووافقت عليها هاريس كذلك.

وقال المرشح الجمهوري -أيضا- إنه يرغب في إجراء مناظرتين أخريين، ويعكس ذلك ثقته في مخرجاتها بعد أدائه الجيد أمام بايدن في مناظرة يونيو/حزيران الماضي.

إستراتيجية الجمهوريين

كما يتبنى ترامب وفريقه إستراتيجية ثلاثية للهجوم على هاريس تقوم على أساس ربطها بسجل إدارة بايدن السيئ اقتصاديا كما تظهره نسب التضخم، والتي سيشعر بها أغلب الأميركيين، إضافة إلى فشلها في مواجهة قضية الهجرة غير النظامية في الولايات المتحدة، وربطها بفشل إدارة بايدن خارجيا مثلما ظهر في الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وحرب روسيا على أوكرانيا، وعملية "طوفان الأقصى" كمظهر من مظاهر ضعف الإدارة الأميركية.

ويدعي ترامب أنه لم يغير هذه الإستراتيجية إثر خروج بايدن من السباق. وقال إن هاريس تتبنى "السياسات نفسها؛ حدود مفتوحة، ضعيفة في مكافحة الجريمة. أعتقد أنها أسوأ من بايدن".

 هاريس والهجوم الترامبي

تُركز حملة هاريس الرئاسية على استغلال حالة الزخم الحالية لجمع المزيد من الأموال، وأفادت بأنها جمعت 36 مليون دولار في 24 ساعة بعد أن أعلنت تيم والز نائبا لها، و310 ملايين دولار في يوليو/تموز الماضي، أي أكثر من ضعف المبلغ الذي قال ترامب إنه جمعه خلال الشهر نفسه.

في الوقت الحالي، تتمتع هاريس باهتمام وسائل الإعلام، وترغب في أن تكون هي محور التغطية الإعلامية ومصدر الحماس للقواعد الديمقراطية. ويرجَّح أن يزيد الزخم أثناء مؤتمر حزبها المنتظر. لكن الكل يدرك أنه بعد ذلك بأيام، لن تكون هاريس محل الاهتمام الحالي.

وتعول هاريس على انعكاس زخم الاهتمام بها حاليا وبحملتها الانتخابية على استطلاعات الرأي الإيجابية. وحققت تقدما بفارق 4% على ترامب بين الناخبين الأميركيين وفقا لاستطلاع أجرته كلية ماركيت للقانون.

وشمل الاستطلاع، الذي أُجري في الفترة من 24 يوليو/تموز الماضي إلى الأول من أغسطس/آب الحالي، 879 ناخبا مسجلا من جميع أنحاء البلاد. ووجد أن هاريس وسّعت تقدمها بين الناخبين المحتملين، حيث تخلف ترامب 6 نقاط ليسجل 47% مقابل 53% لهاريس.

سيناريوهات متوقعة

من جانب آخر، تترك تحركات ترامب حملة هاريس راضية عما يتفوه به من مقولات تنفّر منه الكثير من الأميركيين المستقلين، فمثلا، قال ترامب، أمس الخميس، إن "الأميركيين لديهم الملايين من القتلى، وأشخاص يموتون ماليا لأنهم لا يستطيعون شراء اللحم الرخيص، ولا يمكنهم شراء الطعام والبقالة، ولا فعل أي شيء".

قبل 3 أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية، وفي ظل استمرار حالة الاستقطاب، يرى أغلب المعلقين أن الأميركيين أمام انتخابات متقاربة للغاية بين مرشحين غير تقليديين، رئيس سابق يخوض السباق للمرة الثالثة، وسيدة وصلت لبطاقة الحزب الديمقراطي بعد تطورات مثيرة انتهت بانسحاب الرئيس بايدن.

في حديث للجزيرة نت، قالت كانديس توريتو، مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ماريلاند، إن حالة الزخم قد تؤدي إلى تغيير مزاج الناخبين المستقلين، ليس فقط بسبب وجود امرأة ملونة (سوداء) على البطاقة الديمقراطية، أو لأن هاريس ملهمة بشكل خاص في شخصها أو ما يمثله سجلها السياسي، ولكن -ببساطة- لأن انتخابات 2024 لم تعد خيارا بين مرشحين غير محبوبين.

وتختم توريتو "علينا فقط أن نرى إلى متى يمكن لهاريس الحفاظ على هذه الموجة والزخم الديمقراطي، وألا تورط نفسها فيما يجعل الناخبين يكرهون خياراتهم مرة أخرى".

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

لدعم حظوظ هاريس وتفادي الكارثة..إدارة بايدن تسابق الزمن لوقف إطلاق النار في غزة

قبل 4 أشهر من نهاية ولايته، تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التوصل إلى اتفاق في غزة، رغم أسابيع من التعثر والانتكاسات.

ولا شك أن تحقيق اختراق في المحادثات سيمثل دفعة كبيرة لحظوظ المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض. ويرى خبراء، أن واشنطن لا خيار أمامها سوى الاستمرار في المحاولة.

ومنذ إعلان إسرائيل في 1 سبتمبر(أيلول) استعادة 6 رهائن قالت إن حماس قتلتهم في جنوب غزة، أحدهم  أمريكي، شددت إدارة بايدن على ضرورة التوصل إلى هدنة، رغم إصرار بنيامين نتانياهو على رفض أي تنازلات ورغم احتجاجات الإسرائيليين الذين يؤيدون التوصل إلى اتفاق.

وحضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، إسرائيل وحركة حماس على إبرام اتفاق قال مسؤولون أمريكيون إنّه أنجز بنسبة 90%. وأكد أن "من واجب الطرفين التوصل لاتفاق على القضايا العالقة".

وأقر الوزير بإن الاتفاق قيد التفاوض، لوضع حد لأحد عشر شهراً من إراقة الدماء، قد ينهار في أي لحظة. وقال  إن كل يوم قد يجلب "حدثاً فاصلاً يتسبب ببساطة في إبطاء الأمور ويخاطر بإفشالها نظراً لحساسية الوضع".

حسابات انتخابية 

وترى ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون في واشنطن أنه رغم الدبلوماسية الأميركية المكثفة، وارتفاع حصيلة القتلى، ومطالبة الشارع الإسرائيلي بالاتفاق، يعتقد نتانياهو وزعيم حماس يحيى السنوار أن بقاءهما السياسي على المحك، إذا قبلا الاتفاق.

وقالت: "بصراحة لا أتوقع أي تقدم كبير. وأعتقد أن نتانياهو خاصة يدرك تمام الإدراك الاستحقاقات السياسية الأمريكية والمكونات المحلية لديه".

ورغم دعمه الواسع انتقد بايدن إسرائيل أيضاً لأنها لم تبذل جهوداً لحماية المدنيين في حملتها العسكرية المتواصلة في غزة التي خلفت ما لا يقل عن 40939 قتيلاً على الأقل. لكن بايدن، باستثناء مرة واحدة، لم يلجأ لاستخدام ورقة الضغط الرئيسية وهي الحد من مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل - مما أثار غضب البعض في الجناح اليساري لحزبه.

بينما يؤيد الحزب الجمهوري إسرائيل بشكل ساحق.

وحسب المعهد العربي الأمريكي الذي يدعو إلى دعم أكبر للفلسطينيين، فإن استطلاعات الرأي التي أجراها أظهرت أن كامالا هاريس قد تكسب أكثر مما تخسر إذا اتخذت موقفاً أكثر صرامة من إسرائيل، في حين أن العكس صحيح لترامب.

Biden team keeps hope on Gaza truce despite setbacks

Breakthrough could offer a major boost to Kamala Harris in race against Trumphttps://t.co/Dskao7RgDj

— Gulf News (@gulf_news) September 8, 2024 محاولة  جديدة

ويتفق غيث العمري، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، على أن نتانياهو وحماس غير مهتمين بسد الفجوات، وأشار إلى صعوبة القضايا المتبقية. وقال: "مجرد أننا أنجزنا 90 % لا يعني أننا أقرب إلى التوصل إلى اتفاق".
وقال العمري الذي شغل سابقاً منصب مستشار للسلطة الفلسطينية: "لا أعتقد أن المفاوضين الأمريكيين ساذجون. فهم يدركون صعوبة الأمر. ولكني أعتقد أن ما نراه الآن هو محاولة من  الولايات المتحدة لإبقاء المفاوضات حية".
وقال بلينكن الخميس إنه يأمل إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية بايدن، آملا في تحفيز نتانياهو.
وقال: "أعتقد أنه إذا تمكنّا من التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضيّ قدماً على مسار التطبيع".

October surprise? Israel-Hamas Gaza ceasefire deal 90% done, says Biden team https://t.co/imx8qYgjhh pic.twitter.com/jeUWLBj5qi

— ????RSS NEWS UPDATE (@RSSNEWSUPDATE) September 8, 2024

ولكن حسب العمري فإن على واشنطن أيضا مواصلة الدفع لوقف لإطلاق النار لإعادة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومنع تصعيد النزاع في المنطقة، بما في ذلك اندلاع حرب بين اسرائيل ولبنان. وقال: "هذا  الشرق الأوسط. يمكن أن يزيد الأمر سوءاً دائما، وهذا ما يحدث عادة".

مقالات مشابهة

  • حماس ترد على البيت الأبيض بعد تصريحات حول تغيير شروطها في اتفاق وقف إطلاق النار
  • البيت الأبيض: حماس عدلت بعض شروط صفقة تبادل الرهائن والسجناء
  • رئيس تحرير «البيت الأبيض بالعربية»: الناخب الأمريكي يريد حلولا لـ«الاقتصاد والهجرة» (حوار)
  • عاجل - هاريس VS ترامب.. مناظرة 90 دقيقة دون جمهور تحدد هوية حاكم البيت الأبيض
  • موعد مناظرة هاريس وترامب .. 90 دقيقة دون جمهور تحدد هوية حاكم البيت الأبيض
  • WP: هل سينجح بايدن في وقف الحرب بغزة قبل مغادرته البيت الأبيض؟
  • لدعم حظوظ هاريس وتفادي الكارثة..إدارة بايدن تسابق الزمن لوقف إطلاق النار في غزة
  • سناريوهات العودة إلى البيت الأبيض.. نجاح «ترامب» يثير مخاوف أوروبا والناتو
  • البيت الأبيض يشكك في إنهاء حرب غزة قبل انتهاء ولاية بايدن
  • البيت الأبيض: بايدن يستضيف رئيس الوزراء البريطانى 13 سبتمبر الجاري