" الابواب الاخيرة".. ديوان جديد للشاعر عياد الحيان
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
سام برس
أتحف الشاعر عياد الحيان المكتبة الأمازيغية ، بديوان جديد تحت عنوان "الأبواب الأخيرة لـ"درارازاد""، من منشورات منظمة أيت ملول.
يتكون الديوان من 78 صفحة من القطع المتوسط ، ويضم خمسة أجزاء/ أبواب يجمع فيها الشاعر بين النثر والشعر في تداخل أجناسي بديع.
يُذكر أن الدكتور عياد الحيان قد نشر من قبل دواوين عديدة بالأمازيغية والفرنسية ، وحصل على جوائز عديدة ، منها جائزة المغرب للكتاب وجائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وهو أستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة ابن زهر.
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
ملهمات
ملهمات
حبايبنا
منى عبد الرحيم
حسن الجزولي
----------------------------------------
عندما انفتح ستار المسرح على مصراعيه، أطلت لنا الدرامية القديرة منى عبد الرحيم في مقدمة خشبة المسرح، بينما كانت البلابل في خلفية المسرح، يترنمن بأغنية " حبايبنا" من كلمات الشاعر التيجاني حاج موسى وألحان الموسيقار بشير عباس الذي فاجأ الشاعر حين عودته لتوه من زيارة مدينة مريدي بالجنوب بأنه استطاع وهو هناك الانفعال بنص القصيدة ليضع لها لحنا مناسبا، وقد أحيل اللحن فيما بعد إلى البلابل اللاتي ادينه كأغنية مكتملة جاذبة لاذن المعجبين بهن في أوساط المستمعين . ويكاد هذا العمل أن يكتب ويلحن ويقدم كاغنية مكتملة خلال ١٠ ايام فقط، كما توضح لنا الدرامية الصديقة منى عبد الرحيم .
وكنا قد بذلنا جهدا في تجميع عناصر بداية قصة هذه الأغنية، عند هيام إحدى الشخصيات الفنية المرموقة بالممثلة الواعدة وقتها منى عبد الرحيم وهي تخطو في أول عتبات مسيرتها الدرامية، وذلك عندما التقاها ضمن أول دفعة دارسية بمعهد الموسيقى والمسرح وقتها عام ١٩٦٩.
الدرامية منى عبد الرحيم قدمت عدة أعمال مسرحية، وكانت بداياتها عندما اختارها المخرج عوض محمد عوض مع عمالقة مسرحيين كعوض صديق وعبد الهادي الصديق في أول عمل درامي لها وهي مسرحية " الزوبعة" وفيما بعد اشركها في المسرحية الشهيرة " مدير ليوم واحد" مع عبد الهادي الصديق والتي كتبها السر قدور.
وضمن اهتمامات ملهمتنا منى أنها كاتبة صحفية تعاونت مع عدة صحف ومجلات، وتقول انها كونت ارشيفا ضخما جمع كل مقالاتها وكتاباتها، وتتأسف أنه ضاع عنها مع السرقة والنهب الذي تم لمنزلهم بحي الركابية بام درمان خلال هذا الحرب اللعينة، وهي لم تأسف لكل ما ضاع من أثاث ومتاع وممتلكات تعرضت للنهب، بمثل ما تأسفت لضياع ذاك الارشيف.
و عودة لقصة الأغنية فقد حدث وأن دب خلاف تسبب فيه المحب دون قصد أدى لجفوة من جانب المحبوبة، ما قاد إلى قطيعة افترقا بعدها وسار كل في طريقه، ولكن جرح الفراق ظل غائرا في قلب المحب، لفترة طالت.
وبحكم علاقة الشاعر تيجاني حاج موسى بكليهما والصداقة التي ربطته بهما، فقد حاول اصلاح ذات البين ولكنه فشل تماما، وقد انطبعت التجربة الفاشلة بين صديقيه عميقا داخل إحساسه المرهف كشاعر، فكتب قصيدة حبايبنا من وحي الخصام الذي وقع بين صديقه وصديقته .
وفي إفادته لي حول قصة القصيدة، إبان لي الصديق تيجاني بأن بعض المواقف الحياتية تجبر الشاعر احيانا على تبن مشاعر الآخر كصديق وتدفعه للتعبير عنها شعرا. وهكذا ولدت قصيدة "حبايبنا" لتصير اغنية ذائعة الصيت .
تقول منى أن الشاعر التيجاني كان قريبا منها وقد ربطت بينهما علاقة اخوية وهو بمثابة صديق خلال حياتها، درجة أن " عيالها" كانوا يعتقدون أنه شقيقها أما وابا، وتشير إلى أنها هي من عرفت زوجها الموسيقار الراحل محمد سراج الدين بالشاعر التيجاني حيث كونوا مع بعض الأصدقاء شلة ربطتهم علاقات حميمة وراسخة أنتجت اغنية " والله ايام يا زمان" التي كتبها تيجاني من وحي ذكريات ورحلات شهيرة قامت بها الشلة إلى نيالا وجبل مرة ومناطق أخرى وغناها الفنان الراحل مصطفى سيداحمد الذي زاملهم في تلك الرحلات.د
وتقول منى إن زوجها الذي ارتبطت به فيما بعد كان يعلم بالعلاقة العاطفية التي أنتجت اغنية حبايبنا بحكم علاقته الوطيدة بينها وبين الحبيب السابق.
الجدير بالذكر أن هناك عدة أغنيات عاطفية أخرى شهيرة كتبت فيها كملهمة لتلك الاغنيات، ومع أنها قد سمتها لنا ولكنها طلبت الا تتم الإشارة لها ضمن هذا التوثيق، مشيرة إلى أن أنجالها يعلمون بتفاصيل تلك الأغنيات العاطفية.
علما أنها أنجبت من زوجها الراحل محمد سراج الدين بتاتا وبنين، وقد حمل جلهم جينات ابداع الأسرة، فإلى جانب كل من " رحيق الكبرى كطبيبة بيطرية والمتخصصة في مجال سباقات الخيول وقدرتها على التحمل نجد رامز المتخصص في إدارة الأعمال إلى جانب تركيزه على الجانب الموسيقي ثم وضاح مهندس الاتصالات ومغني الراب والتأليف الموسيقي واخيرا رؤى خريجة علوم الكمبيوتر والعاملة في مجال التصميم "، مما يشير إلى أن ملهمتنا منى عبد الرحيم تنتمي بأنجالها لأسرة مبدعة، حيث شقيقها هو الجيتاريست المعروف شاكر عبد الرحيم ثم السينمائي الموهوب صلاح عبد الرحيم،
تختتم لنا منى افاداتها حول شخصيتها كملهمة بأن كل ذلك جرى فترة الشباب، وذهب كل لحال سبيله، أسسوا الاسر والعوائل وانجبوا الصبيان والصبايا وقد صاروا رجالا ونساء، وقد كان كل ذلك بمثابة ماضي جميل، ولكل ماضيه.