مزارعو التبغ في جنوب لبنان يخسرون مصدر عيشهم بفعل الحرب
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
كتبت" الشرق الاوسط": اثنان فقط من أصل 885 مزارعاً للتبغ في بلدة عيترون الحدودية في جنوب لبنان، تمكّنوا من زراعة أراضيهم هذا العام. حرم القصف الإسرائيلي، مئات المزارعين من زراعة حقولهم في قرى الشريط الحدودي. وحدها رميش، البلدة المسيحية المحيّدة نسبياً عن المعارك، لخلوها من عناصر «حزب الله»، تنشط فيها هذه الزراعة التي شملت معظم أراضيها، باستثناء الحقول البعيدة عن البلدة، والمتاخمة للحدود.
ويعتمد الجنوب تقليدياً على زراعة التبغ، وهي زراعة رائجة بسبب عدم حاجتها للمياه. ووفّر هذا النشاط على مدى العقود الماضية تمكيناً اقتصادياً للسكان، وحاز دعم إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الريجي).
وتنتشر زراعة التبغ في عدد من المناطق اللبنانية، فالشمال اللبناني ينتج ما يقارب مليوناً وأربعمائة ألف طن سنوياً، أما البقاع فكان ينتج سنوياً ما يقارب مليوناً وسبعمائة ألف طن، ولكن هذا الموسم تضرر ما يزيد على 60 في المائة من المحصول نتيجة موجة الحر الأخيرة، وفي الجنوب تراجع إنتاج التبغ من 5 ملايين طن عام 2019، إلى مليون وتسعمائة ألف طن في العام 2023، ومن المتوقع أن ينخفض إلى حدود مليون ومائتي طن هذا العام، وفق ما أفاد مدير الزراعة والمشتري في «الريجي» جعفر الحسيني لـ«الشرق الأوسط»، ما يعني أن المحصول سيتراجع في الجنوب بنسبة 80 في المائة عما كان عليه في 2019. ويشير الحسيني إلى أن «الريجي» تدخّلت منذ الأسبوع الأول للحرب مع المزارعين، وقامت باستئجار مستودعات للتخزين في مناطق آمنة؛ عوضاً عن تلك المنتشرة في قرى الشريط الحدودي، كما قامت بتقديم موعد تسلم المحاصيل كي يتمكن المزارعون من تسليم موسمهم قبل اشتداد المعارك والنزوح القصري. وللتعويض عن الخسائر جرّاء توقف الزراعة في الحافة الأمامية، قامت «الريجي» باستحداث مشاتل مجانية في قرى آمنة لمساعدة المزارعين وتحفيزهم على الاستثمار في زراعة الدخان.
ولا تقتصر الأضرار على انخفاض الإنتاج، بل طاول القصف الإسرائيلي بالقذائف الفسفورية حقولاً كانت تزرع بالتبغ في أطراف الظهيرة وسهل مرجعيون، ما حرم أصحابها من زراعتها في المستقبل القريب، كما أدى القصف الإسرائيلي على بلدة عدشيت بقضاء النبطية، إلى احتراق 2500 كيلو لأحد المزارعين في المنطقة.
رميش الحدودية، البلدة المسيحية، تعد ثالث أكبر القرى في زراعة التبغ، وتمكن أكثر من 700 مزارع من أبنائها زراعة ما يقارب 80 في المائة من أراضي البلدة هذا العام، أما الحقول التي تقع في مناطق تُعدّ «ساحة حرب» في قطمون وهرمون في خراج بلدة رميش، فقد تعذّر على المزارعين الوصول إليها..
في عيترون وعيتا الشعب الحدوديتين، 1673 مزارعاً؛ اثنان فقط تمكنا من زراعة التبغ في سهول عيترون، و13 مزارعاً منهم زرعوا في بلدات نزحوا إليها، أما العدد المتبقي من مزارعي البلدة، إضافة إلى مزارعي عيتا الشعب، فخسروا موردهم وباب رزقهم الوحيد.
إبراهيم عبد المنعم، مزارع من عيترون، رفض مغادرة بلدته التي تتعرض يومياً للقصف الإسرائيلي، وأصر على زراعة أرضه رغم المخاطر المحدقة به. يروي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» حكايته مع شتلة التبغ قائلاً: «أمي كانت مزارعة، وأنا مثلها. شتلة التبغ بالنسبة لمنطقتنا هي مصدر قوتنا حياتنا. زراعة التبغ ساعدتنا على تعليم مهندسين وأطباء...».
وعن المخاطر التي تواجهه، لا سيما أن البلدة محاطة مواقع إسرائيلية عدة، أبرزها المالكية وبياض بليدا وثكنة أفيفيم، يقول إبراهيم: « في النهاية نحن بشر، من يقرر العيش في هذه البلدة يمكن أن يكون الثمن حياته»..
بلدة مروحين نزح جميع سكانها، البالغ عددهم 1200 شخص، وكلّهم يعتمدون على الزراعة، وفق ما يقول محمد غنّام، رئيس البلدية لـ«الشرق الأوسط»، ويشير إلى أنه في البلدة ما يقارب الـ40 مزارع تبغ، لم يتمكن أحد منهم من زراعة أرضه، لا بل لحقه الضرر إلى السنوات المقبلة، جراء تعرض البلدة للقصف بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً.
يختلف واقع الزراعة في الخطوط الخلفية بين الخوف من استهداف إسرائيلي للمزارعين، كما حصل مع مزارعي الصعتر في شقرا، إذ قضت المواطنة غادة عبادي جرّاء استهداف مسيرة إسرائيلية لها أثناء قطافها المحصول..
في بلدة دير السريان، المجاورة لبلدة الطيبة التي تتعرض أطرافها للقصف، لم يمنع الخوف منى ناصر وإخوتها من زراعة أرضهم، تحت شعار «يلي ما زرع رح يندم». منى التي زرعت 7 دونمات فقط بسبب عدم توفر اليد العاملة، لا تخفي الخوف، ولكن تريد الاستمرار في العيش..
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: زراعة التبغ من زراعة التبغ فی ما یقارب
إقرأ أيضاً:
شهيد برصاص الاحتلال وجريح في غرب جنين وإحراق 4 مركبات
جنين - صفا
استُشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، في بلدة كفرذان غرب جنين، وأصيب آخر بجراح فيما أحرقت قوات الاحتلال أربع مركبات لمواطنين في ذات البلدة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن شاباً استُشهد خلال محاولة طاقم الإسعاف إنعاشه ونقله، عقب إصابته بالرصاص الاحتلال الحي في الصدر خلال المواجهات في كفرذان.
وأفادت مصادر عائلية أن الشهيد هو: قصي محمد فرحات (20عاماً) وهو من مخيم جنين.
كما أصب شابٌ أخر برصاص الاحتلال في الصدر، خلال المواجهات المستمرة في البلدة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن قوات الاحتلال احتجزت سيارة إسعاف تابعة لها في كفر دان، وأطلقت الرصاص الحي بكثافة قربها.
وكانت طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي قد قصفت مركبة في منطقة وادي حسن الواقع بين بلدتي اليامون وكفرذان غرب جنين، بالتزامن مع اقتحام بلدة كفرذان، فيما اندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة، وحاصرت منزلاً قريباً من موقع قصف المركبة، وأطلقت نحوه قذائف محمولة على الكتف.
وقبيل انسحاب القوات اضرت النيران في أربع مركبات في البلدة ومنعت أي من المواطنين من الاقتراب من المكان حتى أتت النيران عليها بالكامل.
وباستشهاد الشهيد فرحات يرتفع عدد شهداء محافظة جنين منذ العملية العسكرية التي يشها الاحتلال على المحافظة منذ فجر الثلاثاء إلى خمسة شهداء: ثلاثة من بلدة مثلث الشهداء وإثنان من الحي الشرقي من مدينة جنين السادس قصي فرحات من مخيم جنين.