موقع النيلين:
2024-09-10@08:18:00 GMT

راشد عبد الرحيم: معركة المفاوضات

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

التحركات الواسعة لعقد جولة مفاوضات بين السودان والتمرد هي التي تكسبها صفة المعركة لا سيما وأننا سنواجه فيها مختلف المطامع والاهداف .

فرضت علينا الحرب فدخلناها بإجماع كلمة وتمكنا بذلك من تحقيق الكثير .
إذا فرضت علينا المفاوضات فلدينا القوة والعزيمة التي تجعلنا علي ثقة من كسب معركة التفاوض كما كسبنا في معارك الحرب .

علي وفدنا ان يقبل عليها وهو علي يقين انه يمثل السودان كله في مقابل وفد يمثل قوة عسكرية مارقة شكلتها قبيلة وجلست علي قيادتها اسرة .

علي وفدنا ان يدير التفاوض مؤكدا علي ان الحرب التي يسعي الجميع لوقفها هي حرب ضد الشعب السوداني وليس الجيش وأن العدوان وقع علي المدنيين وممتلكاتهم .

تشكيلة الوفد الحكومي تمثل كل السودان واطرافه ومؤسساته وهو يجلس امام وفد قيادته مجهولة وحواضنه مشتتة والغة في القتال مشاركة فيه فعلا و قبولا بالمسروقات من المواطنين .

نعلم يقينا ان الاطراف الدولية ليست امينة علي التفاوض وعلي راسها من تحركه اهدافه الداخلية وإنتخاباته وليس قيمه الإنسانية .

المنظمات الدولية والمفترض ان تصون السلام مختلة ويتحكم فيها اصحاب القوة وليس اصحاب المصلحة ولا قيم العدالة .

الوعود الدولية هي ادوات تخدير ونهايتها النكران والزوغان ولنا في سلام الجنوب تجربة .
المعونات الدولية والعون بعد الإتفاق ما هو غير شريان إمداد للتمرد ولنا في الجنوب وشريان الحياة تجربة .

كل هذا دليل وحجة ولكن ينبغي الا يمنعنا من الإقبال علي التفاوض بقلب مفتوح فإن تحقق به سلام فهو خير لنا اهل السودان جميعا .
إن فشل الحوار لتعنت التمرد فمرحبا بالقتال وقد علموا منا الإرادة والقوة والقدرة .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حول توصـيات لجنة تقصي الحقائق بحثاً عن حل سياسي للأزمة السودانية

الواثق البرير

خلص تقرير اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان إلى أن طرفي الحرب القوات المسلحة والمتحالفين معها، وقوات الدعم السريع والمتحالفين معها؛ ارتكبوا انتهاكات واسعة ضد المدنيين السودانيين وفق القانون الدولي الإنساني ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بناءً على ذلك قدم التقرير جملة توصيات هي دعم جهود وقف القتال، وجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات، والحث على التوصل لاتفاق سلام، ونشر قوة مستقلة ومحايدة لحماية المدنيين، وتوسيع نطاق منع الأسلحة، وزيادة دعم اللاجئين، وتمكين النساء والشباب من المشاركة في المفاوضات أو مبادرات سلام، وعدم الإفلات من العقاب، وتوسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وتبني نهج للعدالة الانتقالية عبر حوار شامل ومشاورات حقيقية وإنشاء آلية قضائية دولية منفصلة وجبر الضرر وتعويض الضحايا.

حول هذه التوصيات أقول: 

استطالت معاناة الشعب السوداني خلال الـ 17 شهرا المتواصلة من الحرب، تشرد فيها الملايين داخل وخارج السودان فيما يعاني 25 مليوناً من السودانيين من درجات متفاوتة من الجوع، ومات كثيرون بالفعل، وسط انتشار الأوبئة والأمراض والاعتقالات والتضييق. أننا نرحب بأي جهود تضـع حداً لهذه المعاناة والمأساة الإنسانية الأخطر على مستوى العالم. وثق التقرير للانتهاكات الفظيعة التي ارتكبت، وكشف عن الفظائع والجرائم البشعة التي وقعت على الشعب السوداني جراء هذه الحرب، مما أعطى قضية الانتهاكات اهتماما متزايداً، ووضعها في إطارها الحقوقي والأخلاقي بعيداً عن الاستغلال السياسي والدعاية الحربية والانحياز لإدانة انتهاكات طرف دون الآخر. التوصية بنشر قوات دولية محايدة لحماية المدنيين يجب التعامل معها بحذر شديد لجهة أن هذه القوات، وفي ظل رفضها من أحد طرفي الحرب، يمكن أن تتحول إلى طرف ثالث في الحرب الحالية؛ الأمر الذي سيفاقم الصراع المسلح، هذا مع تأكيدنا على أن حماية المدنيين ووقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تمثل أولوية قصوى، تتطلب تعهدات واضحة من طرفي الحـرب والالتزام بإيصال المساعدات الإنسانية، والعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب، فليس هناك وصفة سحرية لحماية المدنيين وسط استمرار الاقتتال بمختلف أنواع الأسلحة والقصف العشوائي. إن الطريقة الأمثل التي يمكن أن يتم عبرها وقف الانتهاكات هو وقف وإنهاء القتال الدائر عبر عملية سياسية شاملة يشارك فيها جميع السودانيين عدا الإسلامويين الذين أشعلوا هذه الحرب ويعملون على استمرارها. ظل موقف حزب الأمة القومي على الدوام داعماً للتدخل الدولي الحميد ومحذرا من التدويل الخبيث للقضية السودانية، والذي يجعل من السودان ساحة لصراع المحاور الإقليمية وتنافس النفوذ الدولي. إننا نؤكد ضرورة التدخل الحميد القائم على وساطة تسهل الوصول إلى اتفاق سلام، وتراقب تنفيذه، وتنسق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بالسرعة المطلوبة، وتعمل على حماية المدنيين بالحد من العنف وانتشار الأسلحة، ودعم إغاثة وعودة النازحين واللاجئين، ومراقبة أوضاع حقوق الإنسان والحد من الانتهاكات، ودعم استعادة وتعزيز الحكم المدني الديمقراطي، ودعم برامج التنمية وإعادة الإعمار بموجب القانون الإنساني الدولي دون المساس بالسيادة الوطنية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول كمبادئ أساسية حاكمة. ما ذهب إليه تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أن الإفلات من العقاب هو أحد الأسباب الرئيسة لعقود من الانتهاكات المستمرة هو كبد الحقيقة، لكن توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية سيكون له تعقيدات سياسية، وقد يدفع جنرالات الحرب للتمسك باستمرارها ورهن مصير البلاد كلها بمصيرهم، عطفاً على أن عدم تنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي لم تتمكن بعد مضي قرابة عقدين من الزمان من القبض على المتهمين في جرائم دارفور على رأسهم الرئيس المعزول يشير إلى تطاول هذا المسار، لذلك فإن مسار إنشاء آلية قضائية لمحاكم هجين من شأنه أن يوفق ما بين تحقيق العدالة وعدم الإفلات من العقاب واستعادة الاستقرار، وهو مقترح تقدم به سابقا رئيس حزب الأمة القومي الراحل الإمام الصادق المهدي لتحقيق مقاصد العدالة وإنصاف الضحايا، وفي ذات الوقت يفتح الباب أمام المستقبل الوطني. في ذات الاتجاه، فإننا ندعم بقوة مقترح وضع مقاربة شاملة للعدالة الانتقالية بناء على حوار شامل ومشاورات حقيقية، ولا بد أن تنطلق هذه المقاربة من مبادئ وأسس الحقيقة والمصالحة والإنصاف وعدم الإفلات من العقاب وعدم تكرار الجرائم وجبر الضرر وتعويض الضحايا وفق آليات الدعم النفسي والمادي. تمديد أجل البعثة مهم للغاية وسط استمرار القتال والانتهاكات مع مواصلة الطرفين في القتال وفشل مفاوضات سويسرا في التوصل لإطلاق نار؛ بسبب رفض مشاركة الجيش فيها. خلاصة القول؛ لا مخرج من هذه الأزمة المعقدة بكل أبعادها الإنسانية والحقوقية والسياسية إلا عبر حل سياسي شامل يخاطب جذور الصراع وقضايا اليوم التالي للحرب، وبمشاركة القوى المدنية والقوى العسكرية في عملية سلام عادل وشامل تضمن خروج العسكريين من السياسة والاقتصاد، وتؤسس لجيش مهني قومي واحد، وترسخ لعملية إصلاح سياسي وإصلاح مؤسسي، وتحقق العدالة وتضمن كفالة حقوق الإنسان، وتعزز المواطنة المتساوية وإدارة التنوع، وبلا شك فإن دور المجتمع الإقليمي والدولي مطلوب وضروري في الضغط على المتحاربين لوقف الحرب، وإغاثة الشعب السوداني وحماية المدنيين، ودعم جهود وحدة الصوت المدني الديمقراطي. الوسومالواثق البرير

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: المفاوضات مع إسرائيل وصلت لحائط سد
  • حول توصـيات لجنة تقصي الحقائق بحثاً عن حل سياسي للأزمة السودانية
  • وزيرة الماء السابقة شرفات أفيلال : التجهيزات التي أنجزناها حمت ساكنة الجنوب الشرقي من الفيضانات
  • أخبار الأهلي.. حقيقة التفاوض مع يوسف ساليتش وموقف بن رمضان
  • معركة التفاوض مع العدو الصهيوني
  • شولتس يتجنّب سؤالاً محرجاً عن زيلينسكي
  • شولتس يعلن اتفاقه مع زيلينسكي على ضرورة مشاركة روسيا في مؤتمر السلام المقبل
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • خسرنا معركة لا الحرب!
  • راشد عبد الرحيم: ما بعد الصين