بالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أن تبدو بضع دقائق دون وجود هاتف بالقرب منهم وكأنها عمر كامل، وإذا أصبح إدمانك على الهاتف أكثر من اللازم، فثمة أخبار جيدة، إذ تم ابتكار حل في متناول اليد، وتم الكشف عن أول “حزام عفة للهاتف” في العالم، والذي يعد بالحماية من الإغراءات الرقمية المنبعثة من الهاتف.

ووفق “دايلي ميل” فالجهاز الغريب من بنات أفكار تطبيق The Coach، الذي من المقرر أن يتم طرحه للبيع مقابل 100 دولار أمريكي، وأوضحت المتحدثة باسم  The Coach، ليندسي ستيفنز، أن الفكرة تقوم على قفل الهاتف بالأداة المخصصة ومنح المفتاح لشخص تثق به، وقال: “إنه يحميك من الإغراء، ولقد قمنا بتصنيع إصدارات من تصاميم مناسبة لكل من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والمكتبية، إلى جانب الإصدار الخاص بالهواتف الذكية”.

وأحزمة العفة هي أدوات كانت ترتديها النساء في العصور الوسطى لمنع الاعتداء، أو التعرض للإغراء الجسدي، واستوحى التطبيق الفكرة منها، بلمسة عصرياً، فيتم قفل حزام العفة الجديد في وجه الهاتف، وعلى عكس حافظات الهاتف التقليدية التي تأتي بأحجام مختلفة لتناسب موديلات مختلفة، ويتميز حزام العفة الجديد بأشرطة جلدية يمكن تعديلها.
ويأتي إطلاق التطبيق بعد وقت قصير من كشف استطلاع للرأي، أظهر أن البالغين البريطانيين مدمنون على استخدام هواتفهم أكثر من أقرانهم في فرنسا وألمانيا وأمريكا.
ويشير استطلاع شمل 8000 شخص إلى أن 44 % من البالغين في المملكة المتحدة ينظرون إلى هواتفهم كل ساعة، مقارنة بـ 29% في فرنسا، و25% في ألمانيا، و41% في أمريكا، ووجدت الدراسة، التي أجراها مركز أبحاث More In Common، أن 14% من البريطانيين البالغين لا يمضون أكثر من 15 دقيقة دون التحقق من هواتفهم.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

“نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي

” #نظام_التفاهة “: قراءة في #ملامح #الانحدار_الثقافي والسياسي
د #امل_نصير

يتناول كتاب “نظام التفاهة” للمفكر الكندي(آلان دونو) بنية المجتمعات الحديثة، وآليات عملها في ظل سيطرة منظومة التافهين على مفاصل الحياة السياسية، والثقافية، وهو عمل فكري جريء، مثير للجدل .
صدر الكتاب أول مرة باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم إلى العربية، ليحظى بانتشار واسع في العالم العربي، اذ أثار كثيرا من النقاشات حول مفهوم التفاهة، وأثره على المجتمعات.
يرى مؤلف الكتاب أن النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي في العالم يشجع التفاهة، ويمنحها الأفضلية، حيث يتم تصعيد الأشخاص الأقل كفاءة، والأقل التزامًا بالقيم الأخلاقية والمهنية إلى مواقع السلطة والتأثير، فتصبح الجودة والاستحقاق في هذا النظام أمورًا ثانوية، بينما يتم تهميش الأفراد الذين يسعون لتحقيق الإبداع والجودة.
يشير المؤلف إلى أن النظام الرأسمالي الحديث يُكرّس “التفاهة” عبر آليات عدة، منها تهميش القيم الفكرية العميقة، وتقليص دور المثقفين والمبدعين الحقيقيين، وتحويل النجاح إلى مسألة تتعلق بالاتساق مع المعايير التجارية والاستهلاكية بدلاً من الإنجاز الحقيقي.
ولعل من اهم ملامح التفاهة كما يقدمها الكتاب سيطرة الرداءة على المجالات المهنية، ففي النظام التافه، لا يتم اختيار الأفراد بناءً على كفاءتهم أو قدرتهم، بل بناءً على قدرتهم على التماهي مع النظام القائم، بغض النظر عن قيمتهم الحقيقية، وتصبح المؤسسات خالية من العمق الفكري والمبادئ، فيسود من يفضلون إرضاء رؤسائهم بدلاً من تحديهم أو تقديم أفكار جديدة.
من ملامح التفاهة ايضا تهميش الثقافة والفكر اذ يوضح دونو أن الأنظمة الحديثة تعزز الإنتاج الثقافي السطحي الموجه للاستهلاك السريع، مع تهميش الإنتاج الثقافي العميق، فتصبح الثقافة مجرد أداة للتسلية بدلاً من أن تكون وسيلة لفهم العالم أو تغييره.
ومن ملامح التفاهة تحول القيم الإنسانية إلى سلع اذ يتم تسليع كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، فتصبح المعايير الأخلاقية والتفكير النقدي غير ذات قيمة إذا لم تترجم إلى ربح أو نفوذ.
ومن ملامحها ايضا صعود التافهين، فيقدم (دونو) مفهومًا صارخًا لصعود “التافهين”، وهم الأفراد الذين لا يتمتعون بأي مؤهلات حقيقية، لكنهم يتسلقون السلم الاجتماعي بسبب مهارتهم في مجاراة النظام القائم.
تكمن اهمية الكتاب في تشخيص الواقع المعاصر، فيقدم تشخيصًا دقيقًا للعديد من الظواهر التي نعاني منها اليوم، مثل انخفاض مستوى الحوار العام، وانتشار الأخبار المزيفة، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
يعد كتاب نظام التفاهة دعوة للتغيير، فرغم سوداوية الطرح، يحمل الكتاب دعوة ضمنية لإعادة النظر في قيمنا المجتمعية ومؤسساتنا، والعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي تجعل المجتمعات أكثر عدالة وكفاءة.
الكتاب مرآة للمجتمعات العربية أيضا اذ وجد صدى واسعًا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أنه يعكس واقعًا مألوفًا في العديد من الدول التي تعاني من تهميش الكفاءات وسيطرة الفساد والمحسوبية.
“لقد أصبحت التفاهة نظامًا عالميًا يستبعد الجودة والكفاءة، ويعلي من شأن الرداءة.
على الرغم من شعبية الكتاب، إلا أنه تعرض للنقد من بعض القراء والمفكرين، فراى هؤلاء أن (دونو ) قدم نظرة متشائمة دون تقديم حلول عملية لتجاوز “نظام التفاهة”. كما أن بعض النقاد رأوا أن الكتاب يفتقر إلى أدلة علمية واضحة تدعم أطروحاته، وانه يعتمد بشكل كبير على أسلوب الإنشاء الفكري.
“نظام التفاهة” ليس مجرد كتاب فكري، بل هو صرخة تحذير من أن النظام العالمي الحالي قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية الحقيقية لصالح تفاهة تملأ الفراغ. إنه دعوة لإعادة التفكير في مسار المجتمعات واستعادة المبادئ التي تجعل العالم مكانًا أفضل للعيش.
وأخيرا يبرز السؤال الآتي في ظل الانتشار الواسع للكتاب في العالم العربي: هل يمكن أن نواجه “نظام التفاهة” أم أننا سنظل عالقين فيه؟

مقالات مشابهة

  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • سلسلة Xiaomi 15 تصل إلى العراق وتعيد تعريف التصوير الفوتوغرافي بالهواتف الذكية!
  • حزام ملاكمة ومواجهة نارية.. هدية غير تقليدية لرئيس هذه الدولة| ما القصة؟
  • “تعليم الرياض” يستقبل أكثر من 1.6 مليون طالب وطالبة
  • أكثر من 12 ألف زائر في ختام مهرجان “منتجات المواشي الثاني” بمحافظة غامد الزناد
  • “نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي
  • “المنافذ الجمركية” تسجل أكثر من 1350 حالة ضبط خلال أسبوع
  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض
  • هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”