السودان: قتلى وجرحى جراء احتدام المعارك وتحذير من تفشي الأمراض
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
أفادت وسائل إعلام سودانية بمقتل ما لا يقل عن 20 مدنيًا، الثلاثاء، خلال احتدام المعارك في الخرطوم وأم درمان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي حين حذّرت منظمة (إغاثة) لخطر تفشّي الأمراض؛ نتيجة تحلّل الجثث في شوارع العاصمة.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية، أن أشخاصًا عدة أصيبوا أيضًا، إثر الهجمات في مدينة أم درمان المتاخمة للعاصمة الخرطوم، وفق ما نقل موقع (الجزيرة نت).
بدورها، وجّهت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان نداء وصفته بالعاجل بوجود "حاجة عاجلة جدًا" إلى فرق جراحية، وإلى التبرع بالدم من كل الفصائل في مستشفى النو بحي الثورة الحارة الثامنة، شمالي مدينة أم درمان.
وقالت اللجنة في بيان على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إن "المستشفى تحتاج إلى إسطوانات أكسجين، ومحاليل وريدية".
ونبّهتْ إلى أن أحياء مدينة أم درمان القديمة الواقعة وسط القديمة تتعرّض لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، نتج عنه العديد من الإصابات والوفيات، حسب البيان.
وبحسب وسائل إعلام، فإن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني قصفت مواقع الدعم السريع حول المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم.
وذكرت أن الجيش السوداني يوجّه قصفًا مدفعيًا متتاليًا يستهدف مواقع الدعم السريع بأحياء بري والمنشية والمعمورة والرياض شرقي الخرطوم.
وشهدت أحياء مايو والأزهري والسلمة وجبرة والصحافة جنوب الخرطوم، اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، ما أدّى إلى سقوط قذائف على منازل المواطنين.
كما شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم، اشتباكات عنيفة خاصة في أحياء كافوري والكدرو والحلفايا وشمبات، ما أدّى إلى تضرر منازل مدنيين إثر قصف عشوائي، وفق (الجزيرة نت)
وفي ظل استمرار المعارك، فرّ آلاف المدنيين في أم درمان نحو المناطق الآمنة شمالي الخرطوم، وأُجليتْ أعداد من الجرحى إلى مستشفى النو شمالي أم درمان.
في سياق متصل، حذّرت منظمة (أنقذوا الأطفال) الإغاثية، الثلاثاء، من خطر تفشّي الأمراض؛ نتيجة تحلّل جثث القتلى في شوارع الخرطوم، التي مزّقتها حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرة منذ أربعة أشهر.
وأفادت المنظمة، في بيان لها، بأن آلاف الجثث تتحلّل في شوارع الخرطوم، مشيرة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد.
وحذّرت من أن ذلك قد يعرّض العائلات والأطفال لخطر متزايد من الأمراض، ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها "لم يتبقّ أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها".
وأكدت المنظمة أن هذا المزيج المرعب من أعداد الجثث المتزايدة، ونقص المياه الحاد، وتعطّل خدمات النظافة والصرف الصحي، يثير مخاوف من تفشي وباء (الكوليرا) في المدينة.
وفي وقت سابق، حذرت منظمات إغاثة دولية من أن موسم الأمطار في السودان، الذي بدأ في حزيران/ يونيو الماضي، يمكن أن يتسبّب في انتشار أوبئة؛ مثل: الحصبة والكوليرا، خاصة في ظلّ توقّف نشاطات التلقيح ضد الأمراض، وخروج معظم المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة.
المصدر: دنيا الوطن
كلمات دلالية: الدعم السریع أم درمان
إقرأ أيضاً:
«الدعم السريع» تسيطر على مدينة مدينة النهود الاستراتيجية في ولاية غرب كردفان.. قصفت القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى
نيروبي: الشرق الأوسط: أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، سيطرتها على مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له، فيما قصفت قواتها القصر الرئاسي في وسط العاصمة الخرطوم، وقال المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع»، الفاتح قرشي، وهو محاط بقواته من أمام مقر مباني الحكومة المحلية: «تمكنت قواتنا من تحقيق النصر والاستيلاء على مدينة النهود الاستراتيجية» بعد فرار ما تبقى من قوات الجيش في الاتجاه الشرقي.
وأضاف قرشي: «نعمل خلال الساعات المقبلة على إحكام السيطرة الكاملة على المدينة».
وتعد محلية (بمثابة محافظة) «النهود» آخر محافظة كبرى في الولاية، كان يسيطر عليها الجيش.
والسيطرة على المدينة تمكن «قوات الدعم السريع» من تأمين وقطع كل الطرق أمام الجيش للتحرك لفك الحصار على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي الوقت نفسه تضع مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان تحت حصار محكم.
وأفادت مصادر محلية في «النهود»، كانت تتحدث لــ«الشرق الأوسط» قبل دقائق من انقطاع الاتصالات، بأن معارك ضارية تدور في أطراف المدينة، وسط تبادل مكثف للقصف المدفعي بين الجيش السوداني و«الدعم السريع». وقالت المصادر المحلية إن «الدعم السريع» اجتاحت المدينة من عدة جهات، ودارت معارك ضارية مع الجيش السوداني قبل سحب قواته وتحصنه بمقر فرقته العسكرية.
قصف القصر الرئاسي
كذلك استهدفت «الدعم السريع» القصر الجمهوري في وسط العاصمة، الخرطوم، بقصف مدفعي بعيد المدى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري قوله إن القصف انطلق من منطقة الصالحة، جنوب أم درمان، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية بالعاصمة.
وقال سكان في أحياء شرق الخرطوم لـ«الشرق الأوسط»، إنهم شاهدوا ألسنة الدخان السوداء تتصاعد بكثافة من محيط القصر الرئاسي، وأضافوا: «هذه هي المرة الثانية التي يتعرض لها القصر الجمهوري ومقر قيادة الجيش لقصف مدفعي منذ سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم».
وأطلق الجيش في مارس (آذار) الماضي عمليةً واسعةً من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومواقع حيوية أخرى انتهت بإعلان قائد الجيش «الخرطوم حرة».
وما زالت «الدعم السريع» تحتفظ بمعاقلها في جنوب أم درمان وغربيها التي تنطلق منها هجماتها الأخيرة على الجيش.
من جهة أخرى، قال مواطنون في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض إن سرباً من الطائرات المسيرة هاجمت في الساعات الأولى من صباح الخميس مقر الفرقة 18 التابعة للجيش السوداني، وأضافوا: «هذا هو الهجوم الثاني على قيادة الجيش في المنطقة خلال 24 ساعة».
ووفق ما يُتداول، فإن «الدعم السريع» تستخدم مسيرات استراتيجية متطورة في الهجمات التي تشنها على مواقع عسكرية ومدنية في مناطق مختلفة بالبلاد. وتجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح من جهة، و«الدعم السريع» من جهة أخرى في مدينة الفاشر، وفق ما أفادت به «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر».
وقالت «التنسيقية»، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن «الدعم السريع» تواصل قصف الأحياء السكنية المدنية، ما أدى إلى قتلى وجرحى وسط المدنيين. وفي جنيف، أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان، الخميس، إن 542 مدنياً على الأقل قتلوا في ولاية شمال دارفور السودانية منذ ثلاثة أسابيع. وقال تورك في بيان: «يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير».
وأشار في تعليقه حول الوضع في السودان، حيث تتواجه «الدعم السريع» مع الجيش في حرب مستمرّة منذ سنتين إلى أن «المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود».
وأضاف أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، شنّت «الدعم السريع» هجمات منسّقة من عدّة محاور على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً. وعبّر تورك عن قلقه إزاء تحذير «الدعم السريع» من «حمام دم» قبل معارك وشيكة مع الجيش السوداني.
وأضاف أن التقارير عن عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في ولاية الخرطوم «مقلقة للغاية». ومن جهة ثانية قال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، رمطان لعمامرة، إنه ناقش مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، آخر المستجدات في السودان والجهود الجارية لإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني. وأضاف في تدوينة على منصة «إكس»: «توافقنا في الرأي بأنه لا يوجد حل عسكري لذلك الصراع، وأن هناك حاجة للمضي في مسار سياسي يشمل الجميع بما يحقق استعادة السلام في البلاد، ويحفظ وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيه».