علماء يحققون رقماً قياسياً بحفر أعمق حفرة في وشاح الأرض تحت المحيط الأطلسي
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
تمكن فريق من العلماء من تحقيق إنجاز غير مسبوق عبر حفر أعمق حفرة في صخور وشاح الأرض تحت قاع المحيط الأطلسي، حيث توغلوا إلى عمق 1268 متراً باستخدام سفينة حفر متخصصة. حصل الباحثون على عينة كبيرة من الصخور تقدم أدلة قيمة حول تركيب الجزء العلوي من الوشاح والعمليات الكيميائية التي تحدث عندما يتفاعل هذا الصخر مع مياه البحر في درجات حرارة متنوعة.
أشار العلماء إلى أن مثل هذه العمليات قد تكون أساسية لبدء الحياة على الأرض منذ مليارات السنين. يشكل الوشاح أكثر من 80% من حجم الكوكب، ويتكون من طبقة من الصخور السيليكاتية تقع بين القشرة الخارجية للأرض ونواة شديدة الحرارة. عادة ما يكون من الصعب الوصول إلى صخور الوشاح، إلا في مواقع محددة على قاع البحر، مثل كتلة أتلانتس الصخرية التي تقع في منتصف المحيط الأطلسي.
باستخدام معدات متطورة على متن السفينة "جوديز ريزليوشن"، قام الباحثون بالحفر في صخور الوشاح واستخراج عينة أسطوانية بقطر 6.5 سنتيمتر وطول 886 متراً. وتُظهر العينة كيف يتفاعل الزبرجد في الوشاح مع مياه البحر عند درجات حرارة مختلفة، مما يؤدي إلى إطلاق الهيدروجين وتشكيل مركبات تدعم حياة الكائنات الدقيقة. يعتقد العلماء أن هذه البيئة قد تكون مشابهة للظروف التي أدت إلى نشوء الحياة على الأرض.
ولا تزال العينة التي تم استخراجها قيد التحليل، ويأمل الباحثون في الحصول على معلومات أعمق حول تركيبها وتاريخ انصهار الصخور، وربط هذه المعلومات بالملاحظات البيولوجية حول الأحياء الدقيقة الموجودة في الصخور. يمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لتكوين كوكب الأرض وأصل الحياة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
“مصائد موت” في أعماق البحر الأحمر تثير دهشة العلماء
يمن مونيتور/قسم الأخبار
عثر فريق من علماء المحيطات على برك شديدة الملوحة في أعماق البحر الأحمر، تشكّل بيئة قاتلة للكائنات البحرية التي تدخلها.
وجد العلماء هذه البرك على عمق 4000 قدم تقريبا (1219.2 متر) في قاع خليج العقبة، حيث تنعدم فيها مستويات الأكسجين وتكون أكثر ملوحة بعشر مرات من مياه البحر العادية، ما يجعلها مكانا غير صالح للحياة باستثناء بعض الميكروبات القادرة على العيش في الظروف القاسية.
ونظرا لكثافة المحلول الملحي العالية، فإنه يستقر في قاع المحيط دون أن يختلط بسهولة بالمياه المحيطة. وفي المناطق التي تتسرب منها هذه المياه المالحة من قاع البحر، تتشكل برك وبحيرات غامضة تحت الماء.
وتعد برك المياه المالحة ظاهرة نادرة في العالم، إذ لم يكتشف منها سوى 40 بركة فقط، موزعة بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وخليج المكسيك. ويشير العلماء إلى أن هذه البرك تعمل كـ “كبسولات زمنية”، تحفظ سجلات جيولوجية دقيقة للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي التي وقعت في المنطقة على مدار آلاف السنين.
وتوصل فريق البحث من جامعة ميامي إلى هذا الاكتشاف خلال بعثة استكشافية استمرت 6 أسابيع، استخدم خلالها مركبة تعمل عن بُعد لاستكشاف قاع البحر. وجاء الاكتشاف المفاجئ في الدقائق الأخيرة من إحدى الغطسات، عندما كشفت المركبة عن قاع بحر مهجور مغطى بطبقات كثيفة من الطين، قادتهم إلى هذه البرك الغامضة.
وعلى الرغم من الظروف القاسية لهذه البرك، فقد اكتشف العلماء أن بعض الميكروبات المتطرفة، مثل البكتيريا التي تختزل الكبريتات، تزدهر في هذه البيئة.
وتلعب هذه الكائنات دورا في تغيير التركيب الكيميائي للمياه، ما قد يساعد العلماء في فهم كيفية نشوء الحياة في بيئات مشابهة على الأرض وربما في عوالم أخرى خارج كوكبنا.
ويرى العلماء أن دراسة هذه البرك قد تقدم أدلة على إمكانية وجود حياة في البيئات القاسية على كواكب أخرى، حيث توفر الظروف الموجودة في هذه البرك نموذجا يشبه البيئات التي يعتقد أنها كانت موجودة في بدايات تشكّل الأرض، ما قد يساعد في توجيه البحث عن الحياة خارج كوكبنا.
وأظهرت تحليلات الرواسب المأخوذة من البرك أن المنطقة تعرضت لفيضانات كبرى كل 25 عاما تقريبا، في حين شهدت موجات تسونامي كبرى بمعدل مرة كل 100 عام. ويسعى الفريق إلى الاستفادة من هذه البيانات لفهم تغير المناخ والتأثيرات الجيولوجية العميقة على البيئة البحرية.
المصدر: ديلي ميل