علوم الفضاء بأكاديمية الشارقة يسعى لتعزيز البحث العلمي ونقل المعرفة للجمهور
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
تساهم أبحاث مختبر قسم علوم الفضاء بأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة في تعزيز المعرفة العلمية ضمن مجال علم الفضاء والفلك، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات الفلكية، ما يؤدي إلى تسريع عملية فرز البيانات وتنقيحها بشكل تلقائي.
وينظم القسم العديد من المحاضرات وورش العمل العلمية والثقافية والدورات التدريبية للمهندسين وطلبة الجامعات المحلية والدولية حيث يضم العديد من المختبرات العلمية بهدف تحقيق المخرجات البحثية المرجوة في المجالات التخصصية، منها مركز النيازك، ومختبر الأقمار الصناعية المكعبة، ومختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة، ومختبر الطقس الفضائي والأيونوسفير، بالإضافة إلى مختبر الذكاء الاصطناعي.
ويضم المركز “مجموعة النيازك” التي تشكل قرابة ثمانية آلاف قطعة من النيازك والتيكتايت من مختلف المناطق والأنواع، بما في ذلك النيازك الحجرية والحديدية والقمرية والمريخية.
وتمثل هذه المجموعة الفريدة فرصة مميزة لدراسة العوامل الفيزيائية والكيميائية التي طرأت عليها خلال تكوين النظام الشمسي.
ويتكون المركز من وحدتين رئيسيتين، وحدة تحليل النيازك، والتي تختص بدراسة النيازك لتمييزها من الصخور الأرضية باستخدام المعدات والأجهزة المتطورة لمعرفة تركيبها الكيميائي والمعدني، ما يسهم في إثراء الأبحاث العلمية التي تعزز من فهم النيازك ونشأة وتطور النظام الشمسي.
والوحدة الثانية هي وحدة رصد وتحليل الشهب من خلال شبكة الإمارات لرصد الشهب، التي تتكون من ثلاث أبراج رصد موزعة في ثلاث مناطق من الدولة (الشارقة، اليحر، ليوا) حيث يتم تزويد كل برج بكاميرات رصد موجهة للسماء تعمل بشكل تلقائي من غروب الشمس حتى شروقها.
ويعمل مختبر الأقمار الصناعية المكعبة على إجراء البحوث المختصة بالأقمار الصناعية المكعبة، بدءا من مرحلة التصميم المبدئي والتحليل الأولي، حتى اكتمال تطوير المشروع واختباره وإطلاقه، إضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالبيانات التي يتم الحصول عليها من الأقمار الصناعية المكعبة.
ويقوم المختبر بتدريب الكوادر الشابة لتصميم الأقمار الصناعية المكعبة، والعمل على مشاريع تخدم المجتمع المحلي وتواكب رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير برنامج الفضاء الوطني الطموح، حيث تعمل الأكاديمية على إطلاق سلسة من الأقمار الصناعية المكعبة تحت مسمى “الشارقة-سات”، وذلك بإطلاقها لأول قمر صناعي مكعب لها وهو الشارقة-سات-1 في عام 2023.
ويتم حاليا العمل على تطوير الشارقة-سات-2 بالتعاون مع عدة جهات محلية، لتطوير مشاريع الإمارة من خلال تزويد الجهات بالصور الملتقطة ذات دقة عالية.
وتم تجهيز المختبر بالأجهزة والمعدات الأساسية لتصميم مشاريع الأقمار الصناعية، وإنشاء الغرفة النظيفة للحفاظ على أنظمة القمر الصناعي من الغبار والأتربة والعوامل المؤثرة على كفاءتها، وبناء المحطات الأرضية مختلفة الترددات لتدعم التواصل مع القمر الصناعي بعد إطلاقه في مداره الخارجي.
ويعد مختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة، هو المختبر العلمي المعني بدراسة الأنظمة النجمية والمجرّية، التي تشع في النطاق عالي الطاقة.
وتتميز هذه الأنظمة بديناميكية فيزيائية شديدة الكثافة وذات درجات حرارة مرتفعة جدا، تمكنها من الإشعاع في النطاق الكهرومغناطيسي عالي التردد والطاقة.
ويعمل الباحثون في المختبر على دراسة الأنظمة النجمية الثنائية التي تشع في نطاق الأشعة السينية عالية الطاقة.
وتتكون هذه الأنظمة من الأجسام الفلكية المضغوطة عالية الكثافة مثل الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية.
وباستخدام بيانات التلسكوبات الفضائية التي طورتها وكالات الفضاء الدولية، تتم دراسة هذه الأنظمة وبناء استنتاج حول طبيعة هذه الأنظمة وتطورها باستخدام برامج متخصصة في مجال تحليل هذه البيانات العلمية.
ويعمل مختبر الطقس الفضائي والغلاف الأيوني على دراسة ومتابعة حالة طبقة الايونوسفير في الدولة، والمساهمة في توفير بيانات ومعلومات حول الطقس الفضائي.
كما يقوم المختبر بإجراء العديد من التجارب لدراسة العمليات الفيزيائية التي تحدث داخل الغلاف الأيوني، وذلك لتعزيز المعرفة حول التفاعل بين الغلاف الأيوني والمجال المغناطيسي للأرض، وتأثيرهما على الأنظمة الفضائية والأرضية.
ويركز المختبر على إجراء البحوث العلمية لفهم أثر النشاط الشمسي على حالة الغلاف الأيوني، ومراقبة مدى استجابة طبقة الغلاف الأيوني لتأثير ظروف الطقس الفضائي المختلفة، التي تتمثل في حالة الشمس ونشاطها المتباين.
وتساهم دراسات المختبر في توسيع فهم ظروف الغلاف الأيوني في المنطقة، إضافة إلى قابلية تعرض التقنيات الفضائية والأرضية للتأثيرات السلبية الناجمة عن ظواهر الطقس الفضائي مثل الانفجارات الشمسية.
ويهدف مختبر الذكاء الاصطناعي الفضائي إلى تطوير أبحاث علمية في مجال الذكاء الاصطناعي وعلم الفلك، حيث يقوم ببناء وتطوير خوارزميات التعلم الآلي لتطبيقات متنوعة لمختلف المشاريع والمختبرات داخل الأكاديمية.
كما يهدف المختبر إلى توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الفلكية، وتعزيز المشاريع متعددة التخصصات التي تجمع بين علوم الحاسب الآلي والفضاء الفلك، إلى جانب تعزيز التعاون بين الباحثين والطلبة لدفع عجلة الابتكار والاكتشاف في مجال علوم الفضاء.
وتساهم أبحاث المختبر في تعزيز المعرفة العلمية ضمن مجال علم الفضاء والفلك، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات الفلكية، ما يؤدي إلى تسريع عملية فرز البيانات وتنقيحها بشكل تلقائي.
وتتمكن برمجيات الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بالأنماط والسلوكيات، وبعض الأحداث التي قد تحصل في المستقبل بناء على البيانات المتوفرة، كما تساعد هذه المشاريع في تحسين جودة وسهولة الوصول إلى البيانات، ما يؤدي إلى تحسين كفاءة ونسبة نجاح البرمجيات التي تخدم قطاع الفضاء والفلك بشكل عام.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مجالس البحث العلمي العربية يستعرض حصاد ندوة الابتكار الدولية بسلطنة عمان
نظم اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العمانية، وجامعة صحار الندوة الدولية حول "التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي والابتكار" بسلطنة عمان.
وذلك تحت رعاية محمد بن ثويني آل سعيد ، وبحضور الدكتورة رحمة بنت ابراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العمانية، وعدد من السفراء.
واستمرت فعاليات الندوة على مدار يومين واستضافتها جامعة صحار بسلطنة عمان.
وافتتحت الندوة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور عبد المجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، والدكتور حمدان بن سليمان الفزاري، رئيس جامعة صحار، والدكتور سليم خلبوص، المدير العام للوكالة الجامعية الفرنكوفونية، والدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس مدير مركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، وذلك بحضور عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وسفراء عدد من الدول.
وشارك في الندوة ممثلين من 16 دولة عربية (مصر ، والمملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية ، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان ، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق ، سلطنة عمان، دولة قطر ، دولة الكويت، دولة ليبيا، ، المملكة المغربية والجمهورية اليمنية) وبتمثيل لأكثر من 20 مؤسسة أبرزها، مركز اليونيسكو الاقليمي للجودة والتميز في التعليم، الوكالة الجامعية للفرانكفونية، اتحاد الجامعات العربية، منظمة الألكسو، المكتب الإقليمي للإيسيسكو إلى جانب ممثلين عن كبرى دور النشر الأكاديمية العربية والدولية مثل Elsevier، Clarivate وبنك المعرفة المصري وغيرها.
واشتملت الندوة التي استمرت لمدة يومين على أربع جلسات علمية رئيسة وجلستين حواريتين إلى جانب تقديم أكثر من 24 ورقة عمل تتناول مجالات متنوعة منها فرص وتحديات التعاون العلمي العربي، وجامعات الجيل الرابع والتقييم الأكاديمي، إلى جانب الإطار المرجعي لتطوير برامج التعليم الجامعي في الدول العربية وفق مهارات المهن، إضافة إلى مساهمات ومبادرات “رايكن” في العلوم والتقنية والابتكار، واستراتيجية سلطنة عُمان في البحث العلمي والابتكار 2040، وبرامج ومبادرات اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في مجال البحث العلمي والابتكار.
كما تناولت الندوة برنامج أفق أوروبا وفرص التعاون العلمي العربي الأوروبي، وبرامج الوكالة الجامعية للفرانكفونية وأفق التعاون مع المؤسسات العلمية العربية، والمنظومة العربية لتوثيق الشهادات الجامعية، وبرامج اتحاد الجامعات العربية لدعم المجلات العلمية والذكاء الاصطناعي في النشر العلمي، وأخلاقيات البحث العلمي، ودور بنك المعرفة المصري في توثيق ونشر المحتوى المعرفي العلمي والبحثي للجامعات والمراكز البحثية، فضلًا عن التصنيفات الدولية للجامعات والمراكز البحثية.
واستعرضت الندوة كذلك آفاق التعاون العربي والدولي من خلال تطوير تصميم أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة تحت كرسي السُّلطان قابوس لتكنولوجيا المعلومات في جامعة NED”، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون العربي والدولي في البحث العلمي.
وشهدت الجلسات تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث أسهمت الأسئلة والمداخلات المتنوعة في إثراء النقاش وتبادل الخبرات بين الخبراء والمتخصصين.
وعكست هذه التفاعلات اهتمام المشاركين العميق بالموضوعات المطروحة، مما ساهم في تعزيز تبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون البحثي العربي والدولي.
وتلخص البيان الختامي للندوة الدولية حول التعاون العلمي العربي والدولي في البحث العلمي والابتكار بالعديد من التوصيات من أهمها تفعيل فرص التعاون بين مؤسسات البحث والتطوير العربية مع نظرائهم من المؤسسات الدولية وتعزيز الشراكات التعليمية والبحثية بين الجامعات العربية والفرانكفونية والتوصية بمشاركة المؤسسات البحثية والباحثين من الدول العريبة في برامج ومبادرات اتحاد مجالس البحث العلمي العربية مثل مبادرة التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار والبرنامج العربي للابتكار الأخضر.
وشهدت الندوة نجاحًا على مستوى الحضور الدولي والمناقشات العلمية الثرية، واختتمت الندوة بتكريم المشاركين والمتحدثين الدوليين تقديرًا لمساهماتهم القيمة في إنجاح هذا الحدث الاكاديمي والعلمي الهام.