أميركا تنفذ ضربات استباقية ضد الحوثيين
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
استهدفت سلسلة هجمات يُعتقد أنها حوثية، ناقلة نفط في جنوب البحر الأحمر، يومي الخميس والجمعة، دون أضرار أو إصابات، في وقت أكد فيه الجيش الأميركي تنفيذ ضربات استباقية دمرت قدرات عسكرية للجماعة المدعومة من إيران، في سياق سعي واشنطن للحد من الهجمات ضد السفن.
وفي حين أكدت تقارير أمن بحري بريطانية أن ناقلة النفط التي تعرضت للهجمات في طريقها إلى ميناء التوقف التالي، كان زعيم الحوثيين تبنى في خطبة، الخميس، مهاجمة 177 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأوضحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الجمعة، أن ناقلة النفط الخام «دلتا بلو» أبلغت عن تعرضها لأربعة هجمات يومي الخميس والجمعة قبالة ميناء المخا اليمني على البحر الأحمر، وأن الطاقم بخير والسفينة تتجه إلى ميناء التوقف التالي.
ووفقاً للهيئة البريطانية، فإن هجومي الجمعة، كان أحدهما بزورق مسيّر مفخخ، والآخر بصاروخ سقط في الجوار، في حين أفادت وكالة «أمبري» للأمن البحري من جهتها، بأن الزورق المفخخ تم تفجيره من قبل حراس الناقلة قبل اصطدامه بها.
وكان ربان السفينة التي ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة مقرها في اليونان، أبلغ الخميس أن زورقين صغيرين أطلقا قذيفة صاروخية انفجرت قرب الناقلة على بعد نحو 45 ميلاً بحرياً جنوب ميناء المخا.
وطبقاً لهيئة عمليات التجارة البريطانية، كان على متن الزورقين ثمانية أشخاص، قبل أن ينفجر صاروخ آخر بعد ساعات بالقرب من الناقلة، في حين لم يتبنَّ الحوثيون الهجمات على الفور.
وتشنّ الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.
كما تدّعي القيام بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران في المنطقة.
وبينما تبنت الجماعة العشرات من الهجمات ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد، لم يسجل أي تأثير يُذكر لهذه العمليات، باستثناء هجوم المسيّرة على تل أبيب في 19 يوليو (تموز) والذي أدى إلى مقتل شخص، وردت عليه إسرائيل بقصف ميناء الحديدة.
ضربات وقائية
واصل الجيش الأميركي ضرباته الاستباقية الوقائية والدفاعية للحد من هجمات الحوثيين للسفن، وأقرت الجماعة بتلقي خمس غارات استهدفت غارتان منها، الخميس، منطقة الجبانة في مدينة الحديدة، في حين ضربت ثلاث غارات مواقع في منطقة ميناء رأس عيسى شمال المدينة، حيث يوجد ميناء نفطي.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، بخصوص تطورات العمليات، في 8 أغسطس (آب)، أن قواتها دمرت بنجاح صاروخين مجنحين مضادين للسفن تابعين للحوثيين المدعومين من إيران، ومحطة تحكم أرضية في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، إضافة إلى تدمير زورق مسيّر في البحر الأحمر.
وذكر البيان أن هذه الأسلحة شكلت تهديداً واضحاً ومباشراً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأن السلوك المتهور والخطير من جانب الحوثيين «مستمر في تهديد الاستقرار والأمن الإقليميين».
وكان الجيش الأميركي أعلن امس، الخميس، أن قواته دمرت بنجاح طائرتين من دون طيار تابعتين للحوثيين، ومحطة تحكم أرضية، وثلاثة صواريخ «كروز» مضادة للسفن في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
وأقرّت الجماعة الحوثية حتى الآن بتلقّي نحو 600 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً جرّاء الضربات التي تشنّها واشنطن تحت ما سمّته تحالُف «حارس الازدهار».
ويرى مراقبون يمنيون أن الضربات الاستباقية الأميركية المتلاحقة أدت إلى تراجع هجمات الجماعة الحوثية، خصوصاً أنها استهدفت كثيراً من الرادارات التي توجه الهجمات ومنصات الإطلاق خلال الآونة الأخيرة.
وشهدت هجمات الجماعة الحوثية تراجعاً في الآونة الأخيرة من حيث العدد والأثر، وخاصة عقب الضربات الإسرائيلية في 20 يوليو الماضي على مستودعات الوقود في ميناء الحديدة.
وأصابت الهجمات نحو 31 سفينة، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.
كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.
وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي ينتقد تصاعد تهديدات إيران.. دعا لخطوات استباقية
انتقد باحث إسرائيلي، تصاعد حدة التهديدات التي تطلقها إيران لتنفيذ هجمات جديدة ضد أهداف إسرائيلية، داعيا في الوقت ذاته إلى اتخاذ ما أسماها "خطوات استباقية".
وحذر الباحث الإسرائيلي في شؤون إيران بمعهد دراسات الأمن القومي بني سبتي، في مقابلة إذاعية أوردتها صحيفة "معاريف" العبرية، من تصاعد التهديدات الإيرانية على خلفية ذكرى احتلال السفارة الأمريكية، لكنه أكد على "نقاط ضعف إيران، ما يشير إلى الحاجة لاتخاذ خطوات استباقية".
وتحدث سبتي عن التهديدات الإيرانية بشأن هجوم محتمل على إسرائيل عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، موضحا أن "القول إنهم يلعبون الشطرنج ليس دقيقا تماما. فحتى عبر التاريخ، سواء في حرب إيران-العراق أو خلال الثورة، ارتكبوا الكثير من الأخطاء. نحن نميل للنظر إلى النجاحات المحدودة لهم ونخيف أنفسنا. يجب أن نأخذهم بتوازن؛ هذا الأمر يزعجني للغاية".
وتابع: "لا يزال هناك شخص أو شخصان في إيران يعترفون بأن القائد يقول إنهم مكشوفون بلا حماية. إسرائيل أضعفتهم وجعلتهم عاجزين دفاعيًا. الطائرات الإيرانية لن تستطيع الصمود أمام الطائرات الإسرائيلية. كل طيار إيراني يصعد إلى الجو لا يعرف إن كان سيهبط، بسبب تقادم الطائرات. لا داعي للحديث عن ذلك".
ولفت إلى أنه "في اليومين الماضيين تصاعدت حدة التهديدات، بسبب يوم 4 نوفمبر، ذكرى احتلال السفارة الأمريكية. صدرت تصريحات كثيرة متشددة من الإيرانيين، من قائد الحرس الثوري وعدد من المسؤولين الآخرين. أحد قادة الحرس الثوري قال إنهم على وشك معركة هرمجدون، يوم القيامة، وأنهم سيحضرون لقدوم المهدي - المنقذ. إنهم يقودون الأمور إلى مستوى خطير جدًا، إلى مكان عقائدي مسيحاني".
وتابع قائلاً: "تحدثتم عن الشطرنج؟ إنهم حتى لم يعودوا يلعبون الدما، عندما تدخل إلى بُعد عقائدي متطرف حيث يبدو أن كل شيء مسموح وأنت على حق. في يوم 7 أكتوبر، وفر لهم الكثير من الدعم لأوهام العظمة التي يعيشون فيها في السنوات الأخيرة. يومان إلى هنا أو إلى هناك لم يعد يهم".
وذكر أنه "يفضل ألا يُقال هذا على الهواء، لكن كانت هناك حالات كثيرة لم يقم الإيرانيون بما كان يجب عليهم فعله، وتركوا الجانب الآخر في موقف محرج من الانتظار دون تحقيق أهدافه. أتمنى أن يقوموا بخطوة أو أن نقوم نحن بهجوم استباقي آخر، لأن مستوى التهديدات يتصاعد إلى أماكن صعبة للغاية. اليوم، علقوا في إيران لافتة تقول: 'تلّوشيما'، كمزيج من تل أبيب وهيروشيما. انظروا إلى أين يتجهون. هذا المكان قد يصبح خطيرًا جدًا، ومن الأفضل أن نوقفه".