لمياء الهرمودي (أبوظبي) 
تسعى دولة الإمارات إلى ترسيخ مكانتها العالمية من خلال تمكين أبنائها، وحفظ كافة حقوقهم وحقوق أطفالهم، ومن خلال رؤية قيادتها الرشيدة حرصت على أن تكون من أكثر بلدان العالم أماناً في كل المجالات، وهي سبّاقة في توفير أقصى درجات الحماية للأطفال في العالمين الحقيقي والرقمي، وذلك بتعزيز شراكاتها العالمية وتقديم الدعم لجميع المنظمات الدولية العاملة في مجالات حماية الطفولة.


وتعتبر الإمارات من الدول الرائدة في العالم عندما يتعلق الأمر بالالتزام بحقوق الطفل والعمل على حمايتها وتعزيزها، وتأتي هذه الجهود تجسيداً للالتزام الثابت للإمارات بتحقيق التنمية المستدامة وضمان توفير بيئة مستدامة وصحية للأجيال القادمة، حيث حرصت حكومتها على إصدار سلسلة من القوانين والتشريعات المحدّثة التي تهدف إلى تحقيق أقصى درجات الحماية للأطفال، إذ تغطي تلك القوانين مجموعة شاملة ومتنوعة من المجالات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، وحقوق الأطفال أصحاب الهمم، وهي تهدف بشكل أساسي إلى وضع الاستراتيجيات والخطط والمبادرات الوطنية لضمان توفير البيئة الملائمة لتنمية الأطفال بشكل صحي ومستدام.

أخبار ذات صلة سالم بن عبدالرحمن القاسمي يشهد حفل «الاجتماعي السوداني» في الشارقة نظام إلكتروني لمراقبة انبعاثات 500 مدخنة في أبوظبي

مدينة صديقة للأطفال واليافعين
وقالت الدكتورة حصة الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، في حوار مع «الاتحاد»: تهدف الشارقة إلى أن تصبح نموذجاً يلهم المدن العربية الأخرى لتبني نهجها وسياساتها الصديقة للأطفال واليافعين، وهذا النجاح ليس منجزاً فردياً، وإنما جهد جماعي لكل المؤسسات والأفراد المشاركة في المشروع، وسيساعد تعاوننا على تعزيز مكانة الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين، ومنارة للمعرفة، والثقافة، والإبداع، مؤكدة على أن المكتب شهد خلال السنوات العشر الماضية إطلاق عدد من الحملات والمبادرات التفاعلية لإشراك المجتمع في دعم حقوق الأطفال واليافعين، وفقاً لأرقى المعايير العالمية.
كما حققت إمارة الشارقة أولوية ونجاحاً ملموساً على مدى أكثر من عشر أعوام في تطوير مشروع الشارقة صديقة للطفل والعائلة، والذي أعلن عنه في مارس 2023 من قبل مكتب الشارقة صديقة للطفل التابع لهيئة الشارقة الصحية، ومن خلال الأماكن الصديقة للطفل والعائلة والتي وضعت معايير أكثر شمولية لتلبي احتياجات العائلة بأكملها، وتكرس سياسات مستدامة لتمكين الوالدين والعائلات ومقدمي الرعاية في تعزيز وحماية ودعم الطفولة من كافة الجوانب.
وأضافت: لقد أصبح الانطباع السائد عن الشارقة أنها المدينة الملائمة لتكوين الأسرة والحياة العائلية وتنشئة الأطفال في مناخ يحتضن احتياجات جميع الأفراد الطبيعي، ونحن في الشارقة تحضر للأذهان الفضاءات الاجتماعية بمختلف تخصصاتها من الثقافة للمرح والترفيه، والتفاعل وبناء الصداقات بين الأسر والأفراد، وهذا يعدّ إنجازاً استثنائياً في زمن شكل فيه التواصل الحقيقي تحدياً كبيراً في مواجهة التواصل الافتراضي، وأنماط الحياة السريعة التي تترك وقتاً للعيش الطبيعي، ونحن ندشن عشر سنوات قادمة من عمل المكتب، نسعى إلى مضاعفة الجهود خلال الشهور المقبلة، لنعلن قريباً إنجازاً جديداً يمثل مكسباً إضافياً للأطفال واليافعين والأسر في الإمارة. 

المبادرات المجتمعية 
وقالت المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل: لقد تم إطلاق حملة الشارقة صديقة للطفل في عام 2011 بمرسوم أميري وبدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبرعاية كريمة من قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالإمارة. وقد نجح المشروع في تنفيذ كافة المبادرات المجتمعية، بما في ذلك بيئات العمل والمؤسسات المرافق الصحية الصديقة للطفل، استناداً إلى المبادرة العالمية للمستشفيات الصديقة للطفل المؤسسات الصديقة للطفل.
وأضافت: يضم مشروع الشارقة صديقة للطفل تحت مظلته ثلاثة مشاريع رئيسية وهي: دعم الرضاعة الطبيعية، دعم المؤسسات لتكون بيئات داعمة للطفل، ودعم حقوق الطفل في المجتمع. وبناء على ذلك ونتائج الدراسات، تم تسريع إطلاق الاعتماد الوطني للمرافق من قبل وزارة الصحة لما يقارب 22 مركزاً من المراكز الصحية الأولية و4 مستشفيات حكومية و3 مستشفيات.
وأوضحت الغزال: لقد حصد مكتب الشارقة صديقة للطفل عند مشاركته في الدورة الأولى من جائزة اليونيسيف للمدن الصديقة للأطفال واليافعين في عام 2019، جائزة فئة «الخدمات الاجتماعية الصديقة للطفل» عن مشروع «الشارقة صديقة للطفل» الذي دعم الرضاعة الطبيعية. وفي شهادة عالمية لجهود الشارقة في دعم حقوق الأطفال وتشجيع السياسيات الصديقة لهم، اعتمدت منظمة «يونيسف» في مايو 2018 إمارة الشارقة مدينةً صديقةً للأطفال واليافعين، ومنحت المنظمة إمارة الشارقة في أكتوبر 2019 جائزة «المدن الصديقة للطفل».
وتثميناً للاحترافية العالية التي يلتزم بها في مختلف أنشطته ومبادراته ومشاريعه، حصل المكتب في فبراير 2020، على الاعتماد العالمي لمعايير الآيزو، وحقق إنجازاً إضافياً في نوفمبر 2019، بتسجيل رقم عالمي جديد، عبر الدخول في قائمة «غينيس للأرقام القياسية» بأكبر إطار مقصوص يضمّ وجوه الأطفال بأيقونات تمثل حقوق الطفل. 

التعاون الدولي
وقالت المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل: للمرة الثانية على التوالي، فازت إمارة الشارقة بجائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» للمدن الصديقة للطفل، التي تُعد أعلى جائزة عالمية تمنح لتكريم المبادرات الرائدة المقدمة من المدن الصديقة للطفل، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام، لتعزيز التعاون الدولي في مجال تعزيز رفاهية الطفل، وذلك في 2021. 
وتتوزع الجائزة على 6 فئات مختلفة، حيث جاء فوز الشارقة، عن مشروع «الشارقة صديقة للأطفال واليافعين»، الذي يتولى مهامه «مكتب الشارقة صديقة للطفل»، وانطلق في عام 2016 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لحماية وتعزيز حقوق الأطفال واليافعين من جميع الفئات العمرية والجنسيات في إمارة الشارقة، بما يشمل الأطفال ذوي الإعاقات، وإعداد الخطط والاستراتيجيات التي تحقق هذا الهدف، بالتعاون مع أكثر من 30 مؤسسة معنية بهذا المجال.
وتستمد الأهداف الاستراتيجية لمشروع الشارقة صديقة للأطفال واليافعين رؤيتها من خمسة أهداف رئيسة لمبادرات المدن الصديقة للأطفال واليافعين التابعة لـ «اليونيسيف»، هي تقدير واحترام كل طفل ويافع ومعاملتهم باحترام وإنصاف داخل مجتمعاتهم ومن قبل السلطات المحلية، وأن تسمع أصواتهم وتؤخذ احتياجاتهم في الاعتبار، وضمان وصولهم إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية ذات الجودة العالية، وأن يعيشوا في بيئة آمنة ونظيفة، وأن يحصلوا على فرصة الاستمتاع بالحياة الأسرية واللعب والترفيه. 

ثمرة رؤية 
وأكدت الغزال على أن الجائزة هي ثمرة لرؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لتعزيز مبادراتها الصديقة للأطفال واليافعين ضمن خطة أطلقتها في عام 2018 على مدار أربعة أعوام بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، مشيرة إلى أن عدداً من الجلسات النقاشية مع الأطفال واليافعين أسفرت عن النجاح بتنفيذ سلسلة من المبادرات، أبرزها «التخطيط العمراني الصديق للطفل»، و«مدارس وحضانات صديقة للطفل»، و«إعلام صديق للطفل»، و«مهرجانات صديقة للأطفال واليافعين»، و«تعميم التوعية بحقوق الطفل». 

حقوق الطفل
كما أطلق مكتب الشارقة صديقة للطفل «أكاديمية الشارقة صديقة للطفل»، بهدف تعزيز حقوق الطفل، ونشر الثقافة الصديقة للطفل والعائلة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات.
وتحرص الأكاديمية على توفير المواد التعليمية، والموارد المعرفية، وتوزيعها، بالإضافة إلى إطلاق الحملات التوعوية، لتشجيع القطاعات المؤسسية والمجتمعية على تبني الممارسات الصديقة للطفل والعائلة، وتعزيزها، فضلاً عن حماية حقوق الطفل وتنمية مهاراته، كما تنظم مجموعة من ورش عمل التدريبية المعتمدة ذات الجودة العالية والجلسات المخصصة للكوادر المهنية المختصة وأفراد المجتمع بشكل عام.
وتوفر الأكاديمية كافة الموارد المعلوماتية على منصات التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، و«فيسبوك»، و«تويتر» و«واتسآب بيزنس»، و«إنستغرام» (@SCFOAcademy). 

الهيكل العمراني
وحول مبادرة التخطيط العمراني الصديق للطفل، التي أطلقها كلٌّ من مكتب الشارقة صديقة للطفل ومجلس الشارقة للتخطيط العمراني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في عام 2017، أشارت الدكتورة قائلة: تدعو هذه المبادرة إلى إدراج التجارب اليومية الآمنة والمرحة والمحفزة في تخطيط وتصميم وإدارة المشاريع في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال واليافعين من خلال المناقشات الهادفة على تقديم أفكار وحلول للتحديات القائمة في الهيكل العمراني لمدينة الشارقة، ولعبت المبادرة دوراً في إطلاق «مبادئ الشارقة التوجيهية للتخطيط العمراني الصديق للطفل» التي شكلت معياراً عالمياً في تطبيق أفضل ممارسات التخطيط العمراني الصديق للطفل.

دليل شامل 
قالت حصة الغزال: تم إطلاق أيضاً مبادرة مدارس وحضانات صديقة للطفل والتي أطلقها مكتب الشارقة صديقة للطفل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومجلس الشارقة للتعليم سابقا في عام 2019، وقدمت المبادرة دليلاً شاملاً باللغتين العربية والإنجليزية لتطوير نظام شامل يسهم بتعزيز حقوق الأطفال في المدارس ودور الحضانة، بالإضافة إلى مواصلة تطوير استراتيجيات التعلم واللعب، وتوفير بيئة داعمة ومحفزة للأطفال. 

المبادئ الأخلاقية
وأوضحت الغزال أنه تم إطلاق مبادرة إعلام صديق للطفل، وهي مبادرة تترجم التزام الشارقة بتطبيق المعايير العالمية في مجال حقوق الطفل في جميع أنحاء الإمارة، وتهدف إلى تعزيز وعي الكوادر الإعلامية بحقوق الطفل، وتثقيفهم حول المبادئ الأخلاقية والمهنية التي يجب اتباعها عند التغطية الإعلامية للقضايا التي تخص الأطفال. بالإضافة إلى كرنفال الشارقة للأطفال واليافعين، إذ أطلق مكتب الشارقة صديقة للطفل كرنفال الشارقة للأطفال واليافعين في عام 2018، في شهر نوفمبر الذي يحتفل العالم فيه باليوم العالمي للطفل، وذلك احتفاءً بمنح منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» للإمارة لقب «الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين»، وتوسع نطاق الكرنفال ليثقف آلاف الأطفال واليافعين وعائلاتهم من مختلف الجنسيات والثقافات. 

صديقة للعائلة
أكدت الدكتورة حصة الغزال أنه مؤخراً بدأت الزيارات التجريبية لمشروع «الشارقة صديقة للعائلة»، وصرحت: تشمل الزيارات7 وجهات في الإمارة يجري الإعداد لاعتمادها صديقة للعائلة، بعد الإعلان عن 10 مبادئ توجيهية للتخطيط العمراني الصديق للطفل، تشمل التوزيع الجغرافي العادل والنسبي، وتصميم عالمي ومساحات آمنة، وتعزيز النهج التشاركي، والتجاوب مع المناخ، والتصميم على المستوى البشري، والتخطيط للعب، والتشجيع على رياضة المشي وركوب الدراجة، وتعزيز الأنماط الصحية، والدمج بين الثقافة والتاريخ والتراث، والتخطيط للصيانة والاستدامة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الشارقة حماية الأطفال حقوق الأطفال منظمة الأمم المتحدة للطفولة الأطفال والیافعین المجلس الأعلى إمارة الشارقة الصدیقة للطفل صدیقة للطفل محمد القاسمی حقوق الأطفال بالإضافة إلى بالتعاون مع حقوق الطفل من خلال فی عام

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُطعّم أكثر من 460 ألف ضد شلل الأطفال في غزة

أعلنت دولة الإمارات الانتهاء من تطعيم أكثر من 460 ألف طفل للوقاية من مرض شلل الأطفال، بعد 8 أيام من انطلاق حملة تطعيم طارئة في قطاع غزة، تستهدف أكثر من 640 ألف طفل.

وتأتي هذه الحملة تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وكانت قد انطلقت، الأحد الماضي، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"اليونيسف" و"الأنروا"، في 150 نقطة ومركز تطعيم بغزة، بتنظيم متطوعي عملية "الفارس الشهم 3"، ومساعدة الطواقم الطبية، مما ساهم بشكل كبير في تسهيل عمليات التطعيم على الأسر والأطفال.
وأعرب أهالي الأطفال المستفيدون من حملة التطعيم عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات على دعمها المتواصل لسكان غزة، وخاصة الأطفال، والوقوف الى جانبهم لتخفيف المعاناة عنهم، في ظل الحرب على القطاع.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في أغسطس (آب) الماضي تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال في القطاع منذ 25 عامًا، مما جعل من هذه الحملة تدخلًا حاسمًا لحماية أطفال غزة.
ويشارك في الحملة أكثر من 2100 عامل صحي، بما في ذلك فرق صحية متنقلة، لضمان وصول اللقاح إلى جميع الأطفال المستهدفين خلال فترات الهدنة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • «فام القابضة» تُسلم مشروع «آرت تاور» في الشارقة
  • أكثر خطورة للأطفال والمسنين.. كيف يحدث الجفاف وما طرق علاجه؟
  • بالتعاون مع شركة ميم عين للتعليم الوقفية.. البنك الأهلي السعودي يطلق مبادرة” مالي”لتعزيز الثقافة المالية للأطفال
  • أمير حائل يستقبل المدير التنفيذي لشركة باكستيج لتنظيم المعارض وصناعة الفعاليات والاستثمار السياحي
  • مذكرة تفاهم بين جامعة الشارقة ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات
  • الإمارات تُطعّم 460 ألفاً ضد شلل الأطفال في غزة
  • الإمارات تُطعّم أكثر من 460 ألف ضد شلل الأطفال في غزة
  • انتخاب نورة الجسمي عضواً بالمكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي
  • انتخاب نورة الجسمي عضوا بالمكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي
  • عقوبة يسنها القانون على تصوير الأطفال المتهمين في قضايا.. تفاصيل