تتداول المجموعات القبلية في سيناء صوراً ومقاطع فيديو لأطفال يحملون أنواع الأسلحة المختلفة، خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية المتواصلة في سيناء المصرية، في مواجهة عناصر تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ما تسبب في إصابة عدد من هؤلاء الأطفال، أو قتلهم.

وظهرت عشرات الأطفال المسلحين بجانب أفراد الجيش في مقاطع مصورة، بعض منها كان بثاً مباشراً عبر موقع التواصل الاجتماعي، لقيادات وعناصر في "اتحاد قبائل سيناء" الذي يعمل تحت إمرة أجهزة الاستخبارات المصرية، في تأكيد على التعاون الميداني المباشر واليومي، مع تبرير مقتل بعضهم، أو إصابة آخرين، بأنه مدعاة للتفاخر باعتبارهم مقاتلين ضد تنظيم "ولاية سيناء"، التي تعتبره السلطات إرهابيا.

ووفق مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان (مستقلة ومقرها بريطانيا)، فإن بين عامي 2013 و2022 جُنِّد أطفالٌ لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، وشارك البعض دون سن 18 عاماً مباشرةً في الأعمال العدائية.

ووفق المنظمة، فإن هذا التجنيد يتم تحت إشراف السلطات المصرية، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تشدد على حماية حقوق الأطفال، خصوصاً أثناء النزاعات المسلحة.

ووجدت المؤسسة في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنَّ آخرين كُلِفوا بالتجسس وعمليات التمشيط وإيصال الطعام إلى نقاط التفتيش العسكرية والكمائن والبحث عن المتفجرات وتفكيكها.

تقرير جديد لمؤسسة سيناء يكشف عن قصص غير مروية لأطفال جرى تجنيدهم في شمال سيناء، مصر.

يقدم التقرير أدلة دامغة تثبت قيام السلطات المصرية والمجموعات القبلية المواليه لها بتجنيد أطفال دون الثامنة عشر، للقيام بمهام عرّضتهم للخطر في مواجهة عناصر تنظيم ولاية سيناء، ما أدى الى مقتل… pic.twitter.com/RtXPLggooR

— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) August 8, 2023

اقرأ أيضاً

تقرير حقوقي يرصد تنكيلا أمنيا بنساء سيناء.. ومقاطع فيديو تظهر إعدام أطفال ومدنيين

 

واستند التقرير، الذي استمر شهوراً، جزئياً إلى شهادات أقارب الأطفال وأعضاء القبائل الموالية للحكومة، وطفل يُزعُم أنَّ القوات المسلحة جنّدته.

وحسب التقرير، فقد قتلت "ولاية سيناء" بعض هؤلاء الأطفال، وكان من بينهم شاب يبلغ من العمر 17 عاماً قُتِل أمام والده بمشرط، ثم تُرِك رأسه عند معبر للسكك الحديدية في قريته.

وتلفت المؤسسة إلى أنَّ آخرين أصيبوا بجروح خطيرة أثناء عملهم، من بينهم عدة جرحى إثر انطلاق متفجرات.

في بعض الحالات التي عرضها التقرير الحقوقي، وعد الجيش والمليشيات الأطفال بالوقود والطعام، أو بإمكانية العودة إلى القرى التي نزحوا منها لاحقا.

واستخدم الجيش والمليشيات هذه الاستراتيجية، لا سيما مع الأطفال المنحدرين من عائلات مهمشة لفترة طويلة لا تنتمي إلى أي من قبائل سيناء، بحسب التقرير.

ووُعد طفلان ببطاقات عضوية في جمعية مقاتلي سيناء، والتي قال أحد السكان للمنظمة الحقوقية من المفهوم أنها تجلب "نوعًا من الإفلات من العقاب والسلطة".

واعتبرت المنظمة الحقوقية أن "الأطفال وجدوا في تعاونهم مع الجيش فرصة للحصول على السلطة والامتيازات من خلال الاقتراب من ضباط الجيش".

اقرأ أيضاً

تهديد مستمر.. ماذا حقق الجيش المصري في حربه ضد تنظيم ولاية سيناء؟

ويُظهر مقطع فيديو، أحد هؤلاء الأطفال بعد تعافيه من إصابة ألمت به نتيجة انفجار عبوة ناسفة، ثم عودته مجدداً إلى ميدان القتال، وفي المقطع نوع من الفخر أو التباهي بشجاعة الطفل.

وقال أقارب الطفل جاسر الباطن، إنه تم تجنيده بشكل غير رسمي من قبل السلطات المصرية عندما كان في الـ12 من عمره.

وعلى مدى السنوات الأربع التالية، تم تكليفه بالتجسس في حيه في بلدة الشيخ زويد.

وفي سن الـ16، طلب منه الضباط القيام بتوصيل الطعام إلى المواقع العسكرية في سيارته الخاصة، مقابل "راتب رمزي" ووقود أو طعام له ولأسرته.

وحسب مؤسسة سيناء، فإن الفتى قتل بعبوة ناسفة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، زرعها مقاتلو تنظيم "ولاية سيناء" على الأرجح وفجرت سيارته.

وقال طفل آخر من قرية بئر العبد، إن عمه أقنعه بالبدء في العمل في الجيش المصري عام 2018.

وتم تكليف الفتى، الذي لم يتم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته، بإيصال الطعام إلى نقاط التفتيش الأمنية، لكن بعد عامين، قال عمه إنه يمكن أن "يشارك في الحرب".

وقال الفتى للمنظمة: "كنت خائفًا.. كان عمري 17 عامًا فقط، لكنّ عمي وضابطا درباني على إطلاق النار لمدة شهرين تقريبًا، ثم أردت المشاركة لذا تركت المدرسة".

اقرأ أيضاً

تنديد حقوقي بتجنيد أطفال سيناء ضمن مجموعات قبلية تدعم الجيش المصري

وبموجب القانون الدولي، الحكومات مُلزَمة بعدم تجنيد الأطفال دون سن 15 عاماً، أو إشراكهم في القتال.

ويصنف النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية هذا التجنيد سواء من الحكومة أو الجماعات المسلحة بأنه جريمة حرب.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشير مؤسسة سيناء إلى انتهاكات بحق الأطفال خلال القتال المتصاعد من 2013.

وسبق أن ذكرت أنَّ ما لا يقل عن 59 مدرسة قد هُدِّمَت أو تعرضت للهجوم، فيما تحولت 37 مدرسة إلى قواعد عسكرية؛ مما ترك جيلاً من التلاميذ خارج المدرسة.

والعام الماضي، زعمت الحكومة من قبل في وسائل إعلام محلية، أنها موَّلت بناء مدارس جديدة في شمال سيناء على مدى السنوات الماضية، لكن مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان تختلف مع هذه المزاعم، وتقول إن منطقة شمال سيناء فيها 96 مدرسة لم تُعدّ صالحة للاستخدام، وكثير من الأطفال المسجلين رسميًا في مدارس قد خرجوا من التعليم في واقع الأمر.

وقالت المؤسسة، إنَّ الوضع المتدهور في المنطقة، لا سيما تدهورها الاقتصادي، دفع الأطفال نحو التجنيد.

في إطار الهجمات المتفشية ضد التعليم في سيناء، قام عناصر من تنظيم داعش بتفجير مدرسة العوايضة الإعدادية صباح يوم الجمعة، 22 مايو 2015 بحجة أن استخدمها الجيش لفترة كنقطة ارتكاز ومراقبة. يذكر أن المدرسة خارج الخدمة من مايو 2015 حتى الآن. pic.twitter.com/EpClN1KboC

— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) March 26, 2023

اقرأ أيضاً

اعتقال أسرة مصرية في سيناء بعد هتاف طفلهم برحيل السيسي

وفي ختام تقريرها، دعت مؤسسة سيناء، الحكومة المصرية إلى "الوقف الفوري للتجنيد أو التطويع أو الاستخدام الذي يشمل الأطفال دون سن 18 للقتال أو في أدوار دعم عسكرية تعرضهم للخطر".

وأوصت أيضاً مجلس الأمن الدولي بإحالة النزاع في شمال سيناء إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب محتملة.

كما دعت المؤسسة، الحكومات الأخرى إلى "محاسبة مصر على التزاماتها الدولية المتعلقة بتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة".

ويقول التقرير: "يتعين على صانعي السياسة في الولايات المتحدة والعواصم الغربية الموازنة بين هذه الإجراءات والمساعدات الخارجية، ولا سيما المساعدات العسكرية؛ للتأكد من عدم تورط أموالهم في هذه الممارسات".

وتقاتل القوات المسلحة المصرية ولاية سيناء في شمال سيناء منذ 2013، التي هاجم خلالها التنظيم الإرهابي قوات الأمن والمدنيين.

وفي عام 2015، بدأت قوات موالية للحكومة، مكونة من قبائل من المنطقة، القتال لدعم السلطات المصرية.

وأثر الصراع بشدة في الجنود والمدنيين، على الرغم من صعوبة قياس الصورة الكاملة لأنَّ الصحفيين غالباً ما يُمنَعون من دخول المنطقة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنَّ الفترة بين 2013 و2020 شهدت نزوح أكثر من 100 ألف من سكان شمال سيناء البالغ عددهم 450 ألف نسمة، أو مغادرتهم المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، هُدِم ما لا يقل عن 12530 مبنى وأُغلِقَت أراضٍ زراعية بمساحة 6000 هكتار.

اقرأ أيضاً

منظمة حقوقية: الجيش المصري قتل 86 طفلا في سيناء خلال عامين

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أطفال سيناء تنديد حقوقي سيناء ولاية سيناء داعش الجيش المصري السلطات المصریة فی شمال سیناء الجیش المصری اقرأ أیضا فی سیناء

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يواصل تقدمه نحو ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة

أظهرت مقاطع مصورة -نشرها نشطاء سودانيون اليوم الخميس- جنودا من الجيش السوداني يعلنون سيطرتهم على مدينة الشبارقة الواقعة في ولاية الجزيرة وسط البلاد بعد يوم من السيطرة على مدينة الحاج عبد الله، في وقت يواصل فيه الجيش التقدم نحو "ود مدني" عاصمة الولاية الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وظهر الجنود في فيديو أمام مستشفى الشبارقة يدعون النازحين إلى العودة إلى منازلهم، كما أظهرتهم مقاطع أخرى يحتفلون مع مواطنين بسيطرتهم على المدينة.

وكان الجيش السوداني قد أعلن أمس استعادة السيطرة على مدينة "الحاج عبد الله" التي تبعد 58 كيلومترا جنوبي ود مدني، بعد معارك مع قوات الدعم السريع.

وقالت مصادر عسكرية للجزيرة إن الجيش السوداني أحرز تقدما من محاوره الشرقية في اتجاه ود مدني، وتمكن مع القوات المساندة له من استعادة السيطرة على قرية الشريف يعقوب وبلدة الشبارقة.

كما أكدت قوات درع السودان التي تقاتل إلى جانب الجيش أنها أحكمت حصارها على مدينة "أم القرى" شرقي الجزيرة من الناحيتين الشمالية والشرقية.

إطلاق مُسيرات

على صعيد آخر، قالت مصادر في الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع أطلقت صباح اليوم 8 مُسيرات على مدينة مروي الواقعة في الولاية الشمالية.

إعلان

وأضافت المصادر أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني في الولاية أسقطت سبعا منها.

بينما أفادت مصادر محلية للجزيرة بسقوط مسيرة في محيط محطة مدينة مَرَوي للكهرباء مما تسبب في اشعال حريق فيها، وانقطاع التيار الكهربائي في عدد من المواقع بين مدينتي مروي والدبة بالولاية الشمالية.

يشار إلى أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجددت بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرت الدعم السريع بقيادة كيكل على مدن عدة في الجزيرة، بينها ود مدني مركز الولاية.

وتسيطر الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع -منذ منتصف أبريل/نيسان 2023- حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما قدر بحث أنجزته جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • تداعيات تولي عبد القادر مؤمن زعامة تنظيم "داعش"؟
  • الجيش السوداني يسيطر على منطقة قرب عاصمة ولاية الجزيرة
  • بمناسبة يوم الثقافة المصرية احتفالية بقصر ثقافة شمال سيناء
  • مقتل نائب مساعد تنظيم «داعش» و6 من معاونيه في العراق
  • العراق .. مقتل 6 من عناصر تنظيم داعش
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه نحو ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة
  • وزير الدفاع الأمريكي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم "داعش"
  • وزير الدفاع الأمريكي: نحتاج إبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم الدولة
  • البنتاجون: مهمتنا في العراق وسوريا تهدف إلى منع عودة تنظيم داعش
  • حادث نيو أورليانز يكشف استمرار خطر تنظيم داعش الإرهابي