ما خيارات الاحتلال في مواجهة إيران وحزب الله؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
سرايا - وسط التصعيد المتدرج على جبهات متعددة والتوتر الأمني بالشرق الأوسط، وجدت إسرائيل ذاتها أمام 3 خيارات للرد على تهديدات تنفيذ إيران وحزب الله هجمات عليها، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي العسكري فؤاد شكر في بيروت.
ومع استمرار الترقب، وفي ظل الحرب النفسية التي تعيشها الجبهة الداخلية الإسرائيلية بظل تأخر الرد، والضبابية بشأن وجهة الصواريخ والمسيَّرات التي قد تنطلق من إيران ولبنان، وما إذا سيكون الرد مشتركا بين الجبهات المتعددة أو مقتصرا على حزب الله، تقف إسرائيل قبالة تحديات وتباين بالمواقف والإستراتيجيات بشأن نجاعة الحرب الشاملة.
وتناولت قراءات المحللين الإسرائيليين الخيارات الموجودة لمواجهة الهجمات وسبل الرد عليها، وسط إجماع التقديرات بأن التصعيد المتدرج والتهديد المتبادل بشن الهجمات -ولو كانت محدودة- ينذر بمواجهة شاملة حتى وإن تم ترحيلها بهذه المرحلة.
قدّرت قراءات لمحللين عسكريين وسياسيين وباحثين بالشؤون الإيرانية والشرق أوسطية، أن أمام إسرائيل 3 خيارات، الأول التوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار على جبهة غزة، الأمر الذي سيؤدي على الأرجح إلى وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية مع لبنان.
الثاني مواصلة حرب الاستنزاف مع حزب الله، التي لا تلوح نهايتها في الأفق، لكن دائرة المشاركين فيها تتسع بمرور الوقت، ووفقا للاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي "أمان"، فإن التنظيمات المسلحة الأخرى بالشرق الأوسط التي تحشد للمشاركة بالقتال على جبهات متعددة تستمد ذلك من حالة الفوضى والوضع الإستراتيجي السيئ لإسرائيل.
وأمام تعقيدات المشهد على الجبهة الشمالية مع لبنان، ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف الحرب على جبهة غزة، يبقى لإسرائيل الخيار الثالث بتوجيه ضربة استباقية لحزب الله، وهناك من يدفع أيضا نحو توجيه ضربة مماثلة لإيران بتدمير مشروعها النووي، وهو ما يعني حربا مدمرة.
وفي قراءة لهذه الخيارات يعتقد العقيد احتياط بالجيش الإسرائيلي: يوم طوف سامية، وهو القائد السابق لفرقة غزة وقائد القيادة الجنوبية، أنه "لا يوجد تفكير إستراتيجي بإسرائيل حول طبيعية الهجمات وحتى كيفية الرد عليها".
كما قلل من نجاعة الرد الإسرائيلي على أي هجمات مرتقبة من إيران أو حزب الله، قائلا في حديثه مع إذاعة "تل أبيب" إن "الأمر كله يبدأ بحقيقة أنه لا يوجد لإسرائيل أي إستراتيجية أمنية تجاه المنظمات المسلحة والدول المعادية".
ويعتقد أن ما تقوم به إسرائيل هو "أشبه بمن يعالج مرض السرطان بالمسكنات والضمادات، وهذا لا ينجح وغير ناجع"، قائلا إنه لا يمكن ردع التنظيمات والحركات المسلحة، "ومن يعرف أساسيات الجيش يعرف أن مفهوم ردع التنظيمات لا يظهر في المعجم العسكري".
ورجح أن إسرائيل ستجد نفسها مستقبلا قبالة حرب شاملة مع لبنان، إذا ما أرادت القضاء على التهديدات الإستراتيجية، قائلا إن "الدولة المرتدعة نعم لديها ما تخسره"، موضحا "في عام 2006 أعلنت إسرائيل الحرب ضد حزب الله، واليوم وبعد 10 أشهر من القتال مع حزب الله يتكرر السيناريو، هذا تكرار للخطأ، يجب إعلان الحرب على لبنان الذي يوجد لديها ما تخسره".
الطرح ذاته تبناه بيني سباتي الباحث في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، الذي استعرض في مقال له في صحيفة "معاريف" الهجوم المتوقع من قبل إيران وحزب الله، وطبيعة الرد الإسرائيلي عليه.
فمن وجهة نظر الباحث الإسرائيلي، فإن "إيران ليست التهديد الرئيسي لإسرائيل"، قائلا إن "الوحش الحقيقي هنا على الحدود الشمالية مع لبنان، فالإيرانيون استنفدوا الوقت، لقد كانت هناك جهود دبلوماسية وتهديدات ضمنية تجاههم، بينما تستعد إسرائيل بشكل أفضل، وبالتالي فإن التهديد الإيراني ليس بالقدر المعلن".
وفيما يتعلق بتهديد إسرائيل، قال سباتي، إن إيران هي الدولة البعيدة، وهي ليست التهديد الرئيسي، "إنه حزب الله بكمية صواريخه ومسيراته.. إسرائيل بحاجة للتفكير في كيفية القضاء نهائيا على هذه التهديدات في لبنان والقادمة من إيران، هذه التهديدات موجودة على الجبهة الشمالية منذ 45 عاما".
وتحت عنوان "بين غزة والنووي" كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، مقالا استعرض من خلاله التهديدات على إسرائيل مع قبل إيران وحزب الله، والهجمات المرتقبة وخيارات إسرائيل للرد عليها، مشيرا إلى وجود اعتبارات لجميع الأطراف باحتواء الهجمات المتبادلة لتجنب حرب شاملة.
ويقول المحلل العسكري إن الجمهور الإسرائيلي يأخذ على محمل الجدية تهديدات إيران وحزب الله بتنفيذ هجوم بالصواريخ والمسيرات على الجبهة الداخلية، ردا على عمليتي الاغتيال الأخيرتين في بيروت وطهران.
ويضيف هرئيل أنه "من الواضح أن خصوم إسرائيل ومع استمرار القتال يبذلون جهدا معينا لإعلان نياتهم وتهديداتهم بضرب أهداف في العمق الإسرائيلي، في مركز البلاد وشمالها ومنطقة تل أبيب الكبرى".
وحول طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجمات من إيران وحزب الله، يعتقد المحلل العسكري أن التحذيرات الإسرائيلية المضادة تعكس جاهزية سلاح الجو لقصف أهداف بعيدة، "وهو ما ينذر بحرب شاملة لا يوجد لأي طرف مصلحة باندلاعها، كل لاعتباراته ومصالحه وأهدافه".
ورجح هرئيل أن التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية، وما وصفه بـ"جهود التهدئة الأميركية" وتهديداتها المبطنة، يمكن أن تؤدي إلى قيام إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق بمحاولة تقليل الأضرار بالأهداف المدنية الإسرائيلية لتجنب مواجهة شاملة تخرج عن السيطرة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: إیران وحزب الله على الجبهة من إیران حزب الله مع لبنان
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل التقى وزيري الأشغال والزراعة ووفدين من القوات اللبنانية وحزب الله
استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة في بيروت اليوم، وزيري الأشغال العامة والنقل فايز الرسامني والزراعة نزار هاني، برفقة مساعدين لهما من الوزارتين بعد تعيينهما في الحكومة الجديدة، وجرى تناول المستجدات على الساحة اللبنانية وقضايا عامة، لا سيما منها البيان الوزاري الذي أقر أخيرا والذي ستنال على أساسه الحكومة الثقة. بحضور أعضاء من مجلس إدارة المجلس المذهبي ومن المجلس ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي.
وكان اللقاء مناسبة، تمنى خلالها شيخ العقل للوزيرين الرسامني وهاني "التوفيق في مهامهما الوزارية الجديدة، من خلال المسؤوليات الملقاة على عاتقهما في الفترة الدقيقة الراهنة، وآمال اللبنانيين المعقودة على المرحلة الجديدة من عمر الوطن، والتي بدأها العهد بخطوات إيجابية، من خلال تشكيل حكومة نتمنى ان تستجيب لتلك التطلعات، وقد عبّر بيانها الوزاري عن ذلك، بما يوحي بتحقيق الغايات المتوخاة للإنقاذ والإصلاح، متى حسنت النوايا وتوفرت إرادة العمل وتحقق التضامن الوزاري بين أعضائها". مؤكدا ان "الرهان الأول والأخير يبقى على قيام الدولة القادرة والعادلة، التي تشكّل الضمانة بجميع مؤسساتها لصون الوطن واستعادة ثقة ابنائها، وفقا للدستور ولوثيقة الوفاق الوطني التي أقرّت في الطائف".
ونوّه الشيخ ابي المنى "بتضمين الوزيرين الرسامني وهاني البيان الوزاري أفكارا مهمة جدا، من اجل الحاضر والمستقبل، من شأنها ان تضيف مسحة تفاؤل اشاعتها المرحلة راهنا، أكان بالنسبة للخدمات في قطاع النقل وشبكة الطرق وتطوير مرفأي بيروت وطرابلس وتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وتوسعة وتطوير مطار رفيق الحريري الدولي، أو لجهة إعادة الاعتبار للقطاع الزراعي وللمزارعين، من خلال فتح مجالات الاستثمار والإنتاج ودعم وتشجيع القطاعات المنتجة وخلق فرص عمل جديدة للشباب وتطوير الزراعات المستدامة، وسوى ذلك من الأمور التي من شأنها مساعدة المواطن والعمل على تثبيته في أرضه".
"القوات اللبنانية"
والتقى الشيخ ابي المنى وفدا من "القوات اللبنانية" برئاسة نائب رئيس مجلس النواب السابق النائب غسان حاصباني، ضم النائبين بيار أبو عاصي ونزيه متى، ووفدا قياديا تألف من السادة: د. غسان يارد، أنطوان مراد، ايلي شربشي، ملحم الصيفي وطوني بدر، بحضور مشايخ ومسؤولين من المجلس المذهبي ومشيخة العقل والمستشارين.
ونقل الوفد لشيخ ابي المنى تحيات رئيس حزب القوات دكتور سمير جعجع ودعوة للإفطار السنوي الذي يقيمه حزب القوات في معراب غروب 6 آذار المقبل، وتخلل اللقاء البحث بالأوضاع والمستجدات العامة على الساحة اللبنانية، في ضوء انطلاقة المرحلة الجديدة وإنجاز البيان الوزاري.
وبعد اللقاء قال النائب حاصباني: "تشرفنا اليوم بزيارة هذه الدار الكريمة والتقينا سماحة شيخ العقل، لتوجيه دعوة لسماحته الى إفطار رمضان السنوي لعام 2025 في معراب، وكانت فرصة لتبادل الأفكار وتخللها جولة عامة في البلاد والنقاط المشتركة التي نتلاقى عليها والمتصلة بمستقبل هذا البلد ووحدته شعبه وارضه ومواطنيه. وكان لافتا من خلال الاحداث الراهنة التي هي محط اهتمام البيان الوزاري، الذي يعتبر من الإنجازات الكبرى التي حصلت، والتي كنا من المساهمين بها لحكومة جديدة، نتمنى لها كل التوفيق وخاصة لناحية تثبيت القضايا السيادية ومن خلال سيادة الدولة على كامل أراضيها، واحتكار حمل السلاح بيد الدولة ووجود الجميع في كنف الدولة".
أضاف: "البيان الوزاري واضح جدا في هذا الإطار وانطلاقة الحكومة موفقة، وإننا ننتظر الأسبوع القادم لتكون جلسة الثقة للحكومة ومناقشة البيان بشكل مفصّل، والانطلاقة الجديرة في المرحلة المقبلة، أولا، لإعادة اعمار لبنان، تثبيت سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر الدفاع عن لبنان بيد الدولة وقواها الشرعية، وهذه الانطلاقة لورشة إعادة الاعمار والتعافي التي طال انتظارها، ستكون إيجابية لأول حكومة في هذا العهد. اننا نتأمل خيرا وان شاء الله تبقى الإيجابية موجودة أينما كان وفي كل الاعمال التي نقوم بها وتقوم بها الحكومة مستقبلا".
وردا على سؤال، قال حاصباني: "كان لنا امل تحوّل الى تفاؤل بحضور ومشاركة وازنة من عدة قدرات وكفاءات واحزاب سياسية داعمة لهذا المشوار الإيجابي في انطلاقة هذا العهد، نتمنى ان تبقى مستمرة. وإننا نرى إيجابية تتحول الى عمل فعلي، وروحية البيان الوزاري توحي بهذا الامر، اذ يعطي الامل بشكل أكبر للحلول المنتظرة. علينا تكريس ذلك بالأفعال، والبيان الوزاري يبقى بيانا وإعلان نوايا وخططا وأفكارا، باعتبار الأهم هو مواكبة البيان بأفعال وبترجمة عملانية على الأرض من قبل السلطة التنفيذية، وان يكون هناك حركة ولو استلحاقية بالسنة المتبقية من السلطة التشريعية للرقابة، وبالقدر الذي نستطيع عليه بانطلاقة هذا العهد".
"حزب الله"
كما استقبل شيخ العقل وفدا قياديا من حزب الله برئاسة الوزير السابق محمود قماطي، ضم اليه، عضو المجلس السياسي غالب أبو زينب، د. علي ظاهر، السيد ميسم القماطي، مسؤول قطاع الجبل في الحزب بلال داغر والشيخ سعيد ناصر الدين، ونقل الوفد للشيخ ابي المنى تحيات امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، وقدّم دعوة المشاركة في تشييع الامينين العامين السابقين للحزب السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في 23 الجاري في بيروت.
وكان اللقاء فرصة للتداول بالأوضاع والمستجدات العامة، في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من النقاط في لبنان، عدا موضوعي شبعا وكفرشوبا المحتلتين، واهمية مواجهة العدو بالتضامن الداخلي والوحدة الوطنية.
وبعد اللقاء قال قماطي: "تشرفنا بزيارة سماحة شيخ العقل ودعوناه للمشاركة في تشييع صاحبي السماحة السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين، وتوقفنا عند تلك الشخصية التاريخية التي تجاوزت الزمن والجغرافيا والحدود، فكانت فلسطين قضيته الأولى، الشخصية الوطنية التي كان لبنان أيضا في عقله وروحه، وبالتالي فان التشييع سيكون عالميا وإقليميا وعربيا واسلاميا ووطنيا بامتياز".
أضاف: " نفرح اليوم بتحرير الجنوب وانسحاب العدو الإسرائيلي تحت وطأة الوحدة الوطنية اللبنانية والمقاومة واستبسال وبطولة الشهداء، الذين صدّوا العدو وفرضوا عليه الهرع لوقف اطلاق النار، هذا اليوم الفرح بالتحرير يرافقه حزن بتشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، لكنه أيضا هو يوم وفاء وطني واقليمي ولفلسطين، حيث القضية للأمتين العربية والإسلامية ووفاء لجهاده وتضحياته، لتكون مسيرته نهجا لنا نسير عليه، لاستكمال تحقيق الأهداف في تحرير لبنان وفلسطين والمنطقة من الهيمنة الأميركية والإستكبارية التي تُفرض علينا. لذلك اليوم نحن في أجواء جيدة ومهمة وقوية، وقد توقفنا عند ضرورة الوحدة الوطنية، التي شدد عليها سماحته كما شددنا نحن على ضرورة العيش الواحد الروحي والاجتماعي والسياسي المشترك في لبنان والحفاظ على السلم الأهلي وتقوية الدولة، التي تخدم شعبها ومشروع الدولة لقيامها بواجباتها تجاه الوطن، وفي ان نكون جميعا متلاحمين ومتعاضدين، في سبيل تحقيق أهدافها في وجه الاخطار المحدقة التي تحيط بلبنان".
وختم: "توقفنا أيضا عند ما ورد في البيان الوزاري، الذي اعتمد خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية، بالنسبة لنا فان كل ما يؤدي الى الوحدة وتجاوز الإشكالات والتمسك بالثوابت الوطنية فنحن معه ونؤيده وندعمه، وندعم هذا التوافق الذي حصل، تمهيدا لمرحلة جديدة يخرج بها لبنان من أزمته ونفقه المظلم".