انتقادات أميركية لاذعة لسموتريتش ودول تدعم بيان الوسطاء
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
وجهت واشنطن اليوم الجمعة انتقادات لاذعة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بعد انتقاده الشديد لدعوة الوسطاء الدوليين لاستئناف المفاوضات بين المقاومة وإسرائيل الخميس المقبل، في حين تواصل الترحيب الدولي بالخطوة.
ودعا قادة قطر ومصر والولايات المتحدة أمس الخميس في بيان مشترك، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يوم الخميس المقبل في الدوحة أو القاهرة.
وتساءل مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي عن السبب الذي جعل سموتريتش "يصدر بيانا شائنا وغير منطقي" في اليوم الذي أصدرت فيه الولايات المتحدة وقطر ومصر بيانا ثلاثيا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشدد كيربي على أن الدول التي تهتم بمواطنيها تعقد صفقات لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن سجناء، على عكس ما عبر عنه الوزير سموتريتش من تصريحات وصفها بالمضللة والخاطئة والسخيفة.
وقال إن الآراء التي تم التعبير عنها من قبل سموتريتش ستعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين والأميركيين للخطر، مؤكدا أن الوقت قد حان لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف كيربي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب بالبيان الثلاثي المشترك بين قطر ومصر والولايات المتحدة، ووجه فريقه للمشاركة بنقاشات الخميس المقبل.
وأكد مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجه لفعل كل ما يلزم للدفاع عن إسرائيل.
تصريحات سموتريتشوكان سموتريتش انتقد بشدة بيان الوسطاء، وقال في منشور على منصة "إكس" إن الاتفاق المعروض يمثل "ضغطا على إسرائيل لوقف الحرب والاستسلام وفقدان قوة ردعها".
وأضاف سموتريتش أنه يجب عدم الوقوع في "مصيدة الدول الوسيطة التي تحاول أن تملي على إسرائيل اتفاق استسلام يضيع الدماء الإسرائيلية التي أُزهقت في حرب عادلة"، وفق زعمه.
وطالب سموتريتش رئيس الوزراء بعدم الموافقة على الصفقة المطروحة وعدم التراجع عن الخطوط الحمراء التي وضعها بهذا الشأن، ورأى أنّ الحرب يجب ألا تتوقف قبل "إبادة حركة حماس".
وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن موافقة نتنياهو على استئناف المفاوضات لإنجاز صفقة التبادل سببُها ضغط أميركي على إسرائيل لعدم تأجيل إبرامها.
وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل سترسل فريق المفاوضات في الـ15 من الشهر الجاري إلى المكان الذي يتفق عليه الوسطاء، للمشاركة في تحديد بنود وإطار صفقة مع حركة (حماس).
ستذهب إلى أي مكانونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن تل أبيب ستذهب إلى أي مكان من أجل دعم مفاوضات صفقة التبادل.
كما قال مصدر مطلع لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن التخطيط جار لعقد اجتماع في الموعد الذي أعلنه بيان قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وأشار المصدر إلى أن الوسطاء الرئيسيين سيحضرون جولة المفاوضات المقبلة وأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز سيقود الوفد الأميركي.
وكشفت قناة "كان" الإسرائيلية أن مطالب حكومة نتنياهو في مفاوضات الصفقة تتمثل في السيطرة على محور فيلادلفيا ومنع مرور المسلحين إلى شمال القطاع وإمكانية اختيار أي أسير لدى المقاومة سيتم تحديده لإطلاق سراحه تحت بند "التحرير الإنساني".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن دبلوماسيين أميركيين قولهم إن المفاوضات بشأن صفقة التبادل كانت تقترب من تحقيق اختراق قبل وقت قصير من اغتيال إسرائيل كلا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
ترحيب دوليفي غضون ذلك، تواصل الترحيب الدولي ببيان الوسطاء، وأعلن وزير خارجية بريطانيا الدعم الكامل لدعوة قطر ومصر والولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات فورا بين حماس وإسرائيل.
كما عبرت كل من أستراليا وكندا وإسبانيا والسعودية والإمارات والأردن وسلطنة عمان والكويت ولبنان عن دعم بيان الوسطاء وأشادت بمضامينه.
وفي السياق، أعلن الديوان الأميري أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال الديوان الأميري إن أمير قطر والرئيس الفرنسي بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي وقت سابق، عبر ماكرون ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن دعمهما لبيان الوسطاء ومطالبتهما بضرورة وقف الحرب في غزة.
وتواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 شن حرب مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطر ومصر
إقرأ أيضاً:
رئيس الموساد في الدوحة لبحث ملف المفاوضات مع حماس
أفاد موقع "واللا" العبري بأن رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنياع من المقرر أن يلتقي، الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، رئيسَ الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث مفاوضات الصفقة، وذلك وفقاً لمصدر أمريكي مطّلع على تفاصيل اللقاء.
وبحسب الموقع، تُعدّ هذه الزيارة الأولى لبرنياع إلى قطر منذ توقيع اتفاق تبادل المحتجزين بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 17 كانون الثاني/يناير الماضي.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قرر، بعد أيام قليلة من إبرام الاتفاق المذكور، نقل إدارة المفاوضات بشأن المحتجزين من رئيس "الموساد" إلى الوزير رون ديرمر، الأمر الذي أدى إلى تراجع دور برنياع إلى حد كبير، واقتصر حضوره منذ ذلك الحين على تلقي التحديثات من ممثلي الجهاز ضمن فريق التفاوض.
والأسبوع الماضي رافق برنياع الوزير ديرمر إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقيا المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. ورغم أن المحادثات تركّزت بشكل أساسي على الملف الإيراني، إلا أن قضية الأسرى طُرحت ضمن النقاشات.
يُذكر أن رئيس الوزراء القطري كان قد أجرى هذا الأسبوع زيارة إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدداً من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، حيث شكّلت مساعي التوصّل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة إحدى القضايا الرئيسية على طاولة المباحثات.
وأوضح مصدر مطلع أن كلّاً من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي تعتقدان أن لرئيس الوزراء القطري نفوذاً كبيراً على قيادة "حماس"، ما يدفع الطرفين إلى محاولة جديدة لاختبار إمكانية إقناع الحركة بقبول صفقة جزئية.
ويذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين "حماس" والاحتلال والتي دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي قد انتهت في الأول من آذار/مارس الماضي.
إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو رفض المضي قُدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن وقف الحرب بشكل كامل والانسحاب من قطاع غزة، متمسكاً فقط بإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم أي تنازلات مقابلة.
ويرى محللون إسرائيليون أن رفض نتنياهو تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق مرتبط بمساعيه الداخلية لتأمين إقرار الميزانية العامة قبل نهاية آذار/مارس الماضي لتفادي سقوط حكومته تلقائياً، وهو ما دفعه إلى استئناف العدوان العسكري على غزة، وهو العدوان الذي مكّنه، من استعادة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى الائتلاف، وضمان دعم نواب حزبه اليميني المتطرف "القوة اليهودية" لمشروع الميزانية.