شبكة انباء العراق:
2025-03-18@02:57:01 GMT

حوار مع الكاهن وجدي غنيم

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

بعد كل المجازر الصهيونية التي ارتكبها نتنياهو، وبن غفير، وسموتريش ضد اهلنا في غزة، وفي الضفة، وفي اماكن متفرقة من العالم، وبعد اعترافاتهم العلنية بنواياهم التوسعية والعدوانية ضد العرب والمسلمين، لابد ان نقول لك يا (وجدي غنيم) ان دفاعك المستميت عنهم يضعك في خانتهم، ويجعلك من ارخص خدامهم.

لانك حتى لو لم تدافع عنهم مباشرة فإن مجرد تحاملك على المقاومة، وبغضك لقادتها، وتعمدك شتمهم وتكفيرهم وتشويه سمعتهم، فأنت هنا تؤدي وظيفتك التي رسمها لك شيخك ومعلمك (افيخاي أدرعي)، ولأنك سرت على نهج رفيقك (عيدي كوهين). أنت تتكلم بنفس المنطق الذي يتكلمون به، على الرغم من انك تعلم علم اليقين انك اقتربت كثيرا من التدليس والتلفيق. وارتكبت من الآثام والحماقات ما لا يتصوره العقل. لا شك انك تحرص كل الحرص على إبداء فروض الولاء والطاعة لولي أمرك (السيسي)، لكن جهادك المستميت ضد فرسان المقاومة الفسطينية سوف يضعك في الدرك الاسفل من التقييم الانساني. اما محاولاتك خلط الأوراق الفقهية والمذهبية والطائفية والتاريخية فهذه لسنا بحاجة للرد عليها، وهي من سردياتكم المرفوضة انت والجوقة التي تضم هشام البيلي وسنان آل سنان وسالم الطويل ومن كان على شاكلتكم من الكهنة. .
جلب انتباهي حديثك (بالصوت والصورة) مع الشيخ المعتدل (سلامة عبدالقوي). قولك: ان شيعة العراق هم الذين تآمروا على صدام، وهم الذين اسقطوا نظامه، وهم الذين جيّشوا الجيوش ضده بناء على رغبات إيرانية. وكأنك لا تعلم ان الجيش المصري نفسه ومعه معظم الجيوش العربية كانوا في مقدمة جيوش النيتو التي هجمت على العراق، وانطلقت من القواعد الكويتية والسعودية والأردنية في حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)، وكانوا كلهم يقاتلون الجيش العراقي تحت قيادة (شوارسكوف)، وكانت طائراتهم تصب حممها على مدننا. .
وكأنك تجاهلت الدور الذي لعبه جيشكم المصري ومعه بعض الجيوش العربية في هجمات وغارات حرب الخليج الثالثة عام 2003، وكيف حاربوا العراق تحت قيادة (كولن باول) ومباركة الجامعة العربية ودعم منظمة المؤتمر الإسلامي. لم يكن معهم يمنيا ولا لبنانيا ولا سوريا ولا ايرانيا ولا أفغانيا ولا ليبيا ولا جزائريا ولا هنديا ولا روسيا ولا صينيا. .
هل تريدنا ان ننسى دورك الارهابي في استغفال الشباب وتجنيدهم للانضمام إلى صفوف منظمة (داعش). وانت تعلم انها منظمة صهيوأمريكية صنعتها هيلاري كلينتون باعتراف دونالد ترامب، ومع ذلك كنت تتقاضى الهبات والإكراميات مقابل دعمك للإرهاب، وتسببك بقتل الأبرياء في العراق، واتقانك لتشفير عقول الناس طائفيا، وهو التشفير الوحيد الذي تجيده وتحترفه. .
حتى الطوائف اليهودية المناوئة الصهيونية من أمثال (ناطوري كرتا) باتت اشرف منك وارقى منك، لأنك انت الذي اخترت الغوص في اوحال قذارات الخياليم. وبعت دينك وآخرتك بثمن بخس. .
أنا لا ادري حتى الآن لماذا لا تعترف بانتماءك إلى الحريديم ؟. ولماذا تزعم انك من المسلمين في الوقت الذي تسير فيه خلف قافلة السفارديم. .
اغلب الظن سوف تستمر بقذف حممك ضد المقاومة الفلسطينية، وضد الداعمين لها في كل مكان. ولا شك انك سوف تكون من ضمن المرشحين لنيل جائزة النجمة السداسية الزرقاء من المحافل الماسونية التي تنتمي اليها. .
كلمة اخيرة: نحن بحاجة إلى خيط من حذاء طفلة فلسطينية لنخيط به أفواهاً نجسة، تنافق أمريكا وتغازل إسرائيل. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

د.مظهر محمد صالح: ميشيل فوكو…حوارٌ لا ينقطع!

بقلم: د. مظهر محمد صالح ..

عُد التعذيب في السجون الاديولوجية من أكثر وسائل المواجهة عنفاً وبدائيةً،إذ يتهاوى المناخ الإنساني وتغُيب روابط المواطنة وتتقًطع العلاقات بين البشر.فالمعتقلون في نظر جلاديهم خونة سياسيون او كفرة لابد من استئصالهم او تعذيبهم او ترويعهم ليتاح إذابة ثوريتهم او إصلاح رجعيتهم! وهو النمط الاول الذي اطلق عليه فيلسوف النصف الأخير من القرن العشرين (ميشيل فوكو)1926-1984في كتابه الشهير( المراقبة والعقاب) الصادر في باريس في العام 1975والذي سماه (بالنمط الملوكي) في إستعمال تكنولوجيا العقاب .وينظر الى النمط الأول بكونه الأشد قمعا والأكثر وحشيةً والذي جرى من خلاله تشخيص تاريخ الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون.وعلى الرغم من ان التعذيب لدى علماء النفس،هو نوع من أنواع السادية التي تعظم الرغبة في إيذاء الآخرين لتحقيق النشوة،لكن (فوكو) قد صور جسد المعذب في كتابه (المراقبة والعقاب) ليمثل محور الخطاب ومفهومه في تشكيل فلسفته التي قدمت فحصاً متكاملاً للآليات الاجتماعية والنظريات التي كانت وراء الاختلاف الهائل بين نظم العقاب في العصر الحديث.فالتعذيب عند(فوكو) مراسم وطقوس وعملية تدوين لجسد المعذب ،بغية الحصول على الاعتراف بالجريمة.لذا فأن الاعتراف هو القطعة الأساسية من عملية التعذيب ومن اجلها يمارس التنكيل والتعذيب بمختلف إشكاله ولكونه يُؤمن اقتران البرهان المكتوب بالبرهان الشفوي في شكل اعتراف.فمسألة اعتقال الاخرين كخيار لدى القائمين على أجراءات العقاب ضمن اطار حركة واسعة ترمي الى مناؤة عالم السجن والاعتقال ولكن بدرجات متفاوتة تتراوح ما بين إنتقاد شروط السجن وانتهاءً بمواقف راديكالية تنتقد مبدأ السجن نفسه وتطالب بأغلاق السجون حسب ما يعتقده (ميشيل فوكو)!.بيد ان وقائع التعذيب تنطوي على اشكالية وحضور ملتبس:إذ كثير ما ينقلب مسرح التعذيب كما يقول( فوكو )من العبرة الى العاطفة ومن الانتقام الى التسامح مع السجين وخاصة عندما يعلم الرأي العام ان العقوبة جائرة وان الاحكام ظالمة.ولاشك ان فوكو هو اول الفلاسفة اللذين ناقشوا ظاهرة السجن ذاتها وقام بتحليلها في سياق تاريخها ،انطلاقاً من ولادتها وحتى مفاهيمها الحديثة وولوجها ساحة النقاش الفكري الفلسفي ولاسيما عند التطرق إلى مؤسسات الطب النفسي ومؤسسات العقاب بالسجن.فالسؤال الذي اجاب عليه(ميشيل فوكو) والذي خص جانب علم النفس والقائل:انه كلما تعاظم الاحتكاك بين الجلاد والمعتقلين،تراجعت قدرته النفسية على إلحاق الأذى و الاهانة.وعلى الرغم من ذلك ، لم تتاح لي فرصة التحدث والحوار المباشر مع (فوكو) كي يفسر لي ظاهرة مختلفة حدثت بين الضحية والجلاد في سجون القصر الملكي المرعب والمسمى( بقصر النهاية) ببغداد في العام 1971.فمساء كل يوم يتبادل الجلاد(فرحان) التحية الباهتة قبل الغروب مع معتقليه، ذلك عندما يقوم بفتح زنزاناتنا الواحدة بعد الأخرى بنفسه ،ثم يأخذ بين يديه طبلة خشبية صغيرة ضمت قطع من الحلوى وسجائر وغيرها من السلع الاستهلاكية الساذجة. هنا يمارس فرحان دور بائع المفرد ويتقن فن التسويق على المسجونين والتربح من كل درهم او دينار مازال في جيوبهم الخاوية.و يختلف المسرح التجاري وزبائنه داخل الزنزانات عند الجلاد( فرحان) في السلوك والعاطفة عن مسرح التعذيب وزبائنه الذين هم أنفسهم .فالعاطفة والود والتسامح التجاري ينقلب في ليلتها حالاً إلى سادية متوحشة وقدرة على التعذيب وازدواجية في التصرف وعلى نحو لاتجد له تفسيراً في اي فصل من فصول كتاب(فوكو) – المراقبة والعقاب. فالقطيعة الانسانية امست حاصلة لامحالة، والتبضع التجاري لايولد عاطفة كافية تسد ذريعة الجلاد(فرحان) بالامتناع عن ساديته تجاه استباحة اجساد زبائنه. فحالما تنتهي فصول المسرحية التسويقية في البيع والشراء والتعاطي التجاري مع المسجونين وتوقف دورة المراوغة ألسعريه غير المتكافئة ،يدخل السجناء من فورهم، وقبل ابتلاعهم قطعة الشكولاته، الى دوامة مسرح التعذيب الذي يمارسه بائع المفرد( فرحان) نفسه مستبيحاً اجساد زبائنه!.انها المفارقة في ازدواجية السلوك التي يعيشها شخوص النمط الملوكي في ممارسة تكنولوجيا التعذيب وهو النمط الاول الذي نوه عنه(فوكو) دون ان يدري مايحصل من ازدواجية خالية العاطفة في احد سجون شرق المتوسط – واقصد هنا قصر النهاية المرعب.فقد كان الجلاد (فرحان) انسان منفصم الشخصية،فهو وحش في السجن و انسان عادي في ممارسة التسويق التجاري على السجناء.كما ان انفصام شخصيته بدأت يوم كان حارساً في السجن ثم مشاهداً لحفلات التعذيب وانتهى مشاركاُ محترفاُ في فصول التعذيب من النمط الاول قبل ان يصبح بائع مفرد داخل محاجر السجن الرهيب.رحَل ميشيل فوكو في العام 1984 بعد ان حول فكرة السجن الى رهان فلسفي من اجل فرض العقاب.كما ان تطور نُظم العقاب عند فوكو ولدَت في العصر الحديث ما يسمى بالرؤية او النمط الثاني للعقاب وهو النمط التأديبي القائم على مبدأ ممارسة مفهوم:سلطة-معرفة…ذلك ابتداءً من السجن وانتهاءً بالمنزل المحمي اليوم بالكاميرات الالكترونية او حتى دور الشرطي او المعلم او المؤسسات التي تمارس جميعها دور الانضباط وفرض العقاب التأديبي على خروقات النظام العام و في حوار لم ينقطع .!!

*) باحث ومحلل إقتصادي ونائب محافظ البنك المركزي السابق

د.مظهر محمد صالح

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الكندي: على الولايات المتحدة وقف التحدث عن "الولاية الـ 51"
  • وزير الداخلية يعزي ذوي الشهداء الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الوطني
  • ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي خلال اتصال بينهما؟
  • حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر
  • د.مظهر محمد صالح: ميشيل فوكو…حوارٌ لا ينقطع!
  • كشافة الحرم.. أبطال التطوع الذين يسهلون رحلة المعتمرين بروح العطاء
  • الفياض:كل مسؤولي الحشد مليارديرية وبحله يرجع الجميع إلى الأرصفة التي جاءوا منها والحشد باقٍ تحت أمرة خامئني
  • رئيس الجمهورية يخالف الحقيقة التي تؤكد “إن إيران من قصفت حلبجة بالكيمياوي وليس العراق”
  • عاجل : إعلان رسمي بأعداد الضحايا الذين سقطوا خلال القصف الأميركي لعمارة سكنية في العاصمة صنعاء
  • محمد بن راشد: أطفالنا اليوم هو الرجال والنساء الذين سيحملون ويحمون ويبنون مستقبل بلادنا