رصاصة أطلقها الفاسدون في قلوب العشاق
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
#رصاصة أطلقها #الفاسدون في قلوب العشاق
#الصحفي_احمد_ايهاب_سلامة
كنت دوماً أكتب شعوري الذي لم أعرف كيف أُعبّر عنه إلا برؤية تلك الفاتنة الغائبة الحاضرة في قلبي، ربما الفراق جعلني أُفرغ اشتياقي لها في كتابات، وهي كلما راودتها الذكريات زاد تفكيرها بي لتعذبني أكثر.
محبوبتي كانت تختلف عن الأخريات، في عمرها وفي جنسها، كانت تعشق الشعر والكتابة، تستمع لأغانٍ قديمة وتحب السيارات الكلاسيكية، وتستمتع بكوب قهوة في الصباح وسماع فيروز وقراءة قصيدة عن الحب والفراق
نعم ربما تبدو دقة قديمة لكني اجزم
انها اتت من عصرٍ لم يأتِ بعد .
وجهها لا ينتمي لعصر معين، بل هو خليط من قرون عديدة، نادر وفاتن وعتيق كالرواية والأغنية النادرة.
محبوبتي لم تنتخب يوماً، لكنها تقرأ وتطلع على السياسة ولا تفهم شيئاً، كانت تسأل عن الفقر والجوع في البلاد، ولماذا السياسة تشغل بالي، فأخبرتها: أنني لم أدرك حجم الفقر والفاسدين
إلا بعد أن عرفتُها.
اجيبها، أني أرى شوارع بلادي في عينيكِ، ووجهكِ الملائكي في شوارع عمان، بل في وجه كل فتاة اراها على هيئتكِ أنتِ ..
اجيبها أيضا، معرفتي بكِ علمتني أن العاشقين في بلدي يتحولون لشعراء بسبب الفقر، وعشاقٌ بحبهم للأردن وفلسطين وغزة ومقاومتها ..
أصبح الفقر سبباً في فراق العشاق
وهو أيضا الذي حرمني ومنعني من
الزواج بكِ.
كنت أعتقد أن الجوع هو الامتناع عن الطعام فقط، لكنني علمت أن الجوع هو عدم القدرة على تسديد فواتير تثقل كاهلك، علمت أن الفاسدين هم السبب في فراق العشاق، الفقر حال بيني وبين الزواج بكِ، كما حدث مع مجنون ليلى “قيس”.. وحبيب عبلة (عنترة) وجميل عاشق (بثينة) الذي رفضوه أهلها بسبب عدم قدرته على تأمين حياة كريمة لها..
لقد علمت بعد التعرف عليكِ أن الفقر والحرمان يمكن أن يحرم الإنسان من أبسط حقوقه ويذله، كأن يمد يديه لثري أو لشخص آخر، علمت أن هناك من لم يخلصوا للوطن واغتنوا بأموالنا وهاجروا بها إلى لندن وروما ليقضوا أعمارهم في الاستجمام هناك .
فراقنا كان بسبب الفقر والحرمان، لأنني لم أكن أملك ما يتيح لنا، لأن نبني حياة مشتركة، ولو حتى كوخاً أو خيمة
ربما، في يوم ما، سنلتقي في عالم آخر، حيث لا مكان للفقر ولا للفاسدين الذين توغلوا في هذه الحياة، ولا للظروف التي تفصل بين الأحبة، ونبني معاً حياة كما حلمنا، بعيدة عن كل العوائق التي كانت تحول بيننا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الفاسدون
إقرأ أيضاً:
«سنةٌ أُخرى فقط ..»
ـ بين العام الذي ودعنا بكل أفراحه وأتراحه.. بين منغصاته وأحلامه التي وُلدت والتي لم يكتب لها الحياة والعام الجديد المُعلّقة أيامه على جبين الغيب خيط رفيع.. رفيع للغاية.
ـ فكرة وضع خريطة طريق لما نريد أن نكونه أو أن يكون لدينا أو نتمنى أن يتحقق في العام الجديد فكرة جوهرية يجب أن تكون أولوية؛ فالتخطيط المُسبق هو أساس أي عمل ناجح، أما أن يكون ما سيأتي رهن المصادفة فهو تخبط مردوده لا ريب كارثي.
ـ ونحن نرتب أهداف عامنا الجديد لن نغفل بطبيعة الحال عن كل ما يمُت بصِلة إلى استقرارنا المالي وما يدور في فَلكه كبدء مشروع صغير يدرُّ دخلًا إضافيًّا أو أن نتخلّص من تبِعات قرض استهلاكي مُرهق أو نقوم بشراء سيارة سعرها لن يتسبب لنا في إشكال مادي، لكننا ربما نغفل عن إدراج هدف مهم ضمن الأجندة وهو إعادة ترتيب نفسياتنا المُتعبة.. لن يحظى هذا الجانب ولو ببعض اهتمامنا، بل سيجد نفسه خارج أسوار الاهتمام.
ـ ألا يتذكر الإنسان أن يُعيد تشكيل علاقته بخالِقه وأن يُرمم الصدوع التي آذته.. ألَّا يكون هذا الهدف رئيسيًّا يعني أنه يواصل المُضي في طريق المجهول ولن يهتدي إلى طريق الخلاص أبدًا.. فلأنه خطّاء لم يغادره عامه دون أن تتضرر هذه العلاقة وسط عالم تحاصره المُغريات من كل اتجاه.
ـ قبل أن يرتب أولويات عامه الجديد قرّر أن يتوقف طويلًا عند أيام وأشهر العام الذاهب إلى غير رجعة، تلك التي انفلتت من بين يديه دون أن يشعر.. تساءل: أي مبرر يدفع بالإنسان إلى تقطيع وشائج رائعة مع أُناس أحبهم يومًا من الأيام طالما أن الإنسان مجبول على ارتكاب الهفوات؟ قرّر وهو يستشرف العام الجديد أن يُعيد بناء ما انهدم من علاقات ويرمم ما هو آيل للسقوط قبل أن يصحو من خدره يومًا وقد اختفى أحبابه للأبد.
ـ وأنت تضع الخطوة الأولى على طريق عامك الجديد تذكر أن تعيش متصالحًا مع نفسك راضيًا بما تملك.. ارسم أهدافك بواقعية ولا تشطُط فكل ما تملكه أُعطيته مُمتحَنًا وكل ما حُجب عنك مُنعتهُ خِيرة ومحبة.. في العام الجديد لك الحق كل الحق أن تحلم وتحلم وتحلم لكن المنجزات لا تُبنى بالأحلام وحدها.
ـ يقول وعينه على العام الجديد.. سأُعيد الهدوء إلى روحي المُرهقة بعد معارك حياتية مضنية ربما لأنه لا شيء يستحق دخول المعارك وإن خرج الإنسان منتصرًا.. سأُذكِّر نفسي بين اللحظة والأخرى أنني لن أكون بحاجة إلى سنة تضج بالمناكفات، بل إلى عام من السلام الداخلي والحب والرضا.
النقطة الأخيرة..
«أصدقائي، لا تموتوا مثلما كنتم تموتونَ
رجاءً لا تموتوا، انتظروني سنةً أُخرى
سنة
سنةً أُخرى فقط.
ربما أُنهي حديثًا قد بَدأ
ورحيلًا قد بدأْ
ربما نستبدلُ الأفكارَ بالمشي على
الشارعِ
أحرارًا من الساعة والرايات
هل خُنَّا أحدا
لنُسمّي كل أرضِ، خارج الجرح،
زبدْ ؟»
محمود درويش
عُمر العبري كاتب عُماني