من يسبق من؟ هل الأهمية تسبق القائم بالفعل؛ أم العكس؟ هل الأهمية صناعة يوجدها الفعل المنجز أم أن الفعل هو الذي يعلي من شأن من قام به؛ فيصنع منه بطلا ذا أهمية ما؟ ما الفرق في الأهمية؛ بين النتيجة المتحصلة من عمل ما؛ وبين الذي أدى ذلك العمل فكانت نتيجته كما هي ماثلة على الواقع؟ من هم الذين يصنعون فوارق موضوعية لمحصلات هي في حكم المتحقق وفي عرف المجتمع: من المُقَدَّرْ الفاعل أو النتيجة المتحصلة من فعله؟ ولنضرب لذلك مثالا نعيشه جميعا: فالأب هو المنشئ للأسرة باتفاق الجميع؛ وهذا أمر مسلم به؛ ولكن ما مدى الأهمية التي يشكلها الأب في حاضنة الأسرة بعد نيف من الزمان؟ بمعنى هل سيحافظ الأب على أهميته مع تقدم العمر؟ ونعني بالأسرة هنا المجموعة التي تضم الزوج والزوجة والأولاد، مع الأخذ في الاعتبار أن الأولاد نتيجة لثنائية الزوج والزوجة لأن وجودهم في الحياة مرتبط بهذه العلاقة التي نشأت بوجود الزوجين، وكيف تقاس هذه الأهمية عندما نصل إلى موقفين؛ الأول: ابن/ ابنة؛ يسلم أباه/ أمه؛ إلى دار للعجزة، والثاني: ابن/ ابنة، يقارع أباه/ أمه؛ الحجة بالحجة أمام منصة المحكمة في شأن ما من شؤون الحياة؟ هذه المواقف هي نتيجة أيضا لعشرة امتدت زمنا، لعب فيه الوالدان أو أحدهما دورا مهما وبطوليا، شكل في لحظتها الزمنية أهمية كبرى، وكان بطلا في محيط الأسرة، ثم تراجعت هذه الأهمية حتى وصل الأمر كما هو المثال أعلاه، قد يقول قائل: هذه حالات استثنائية، وأتفق معه، ولكن هذا الأب، وهذه الأم، إن سلما من دور العجزة، ومن الوقوف أمامهما عند منصات المحاكم، فإنهما لن يسلم كلاهما أو أحدهما من أن تكون له/ لها غرفة جانبية في المنزل الكبير، وعلى زاوية لا تمثل أهمية ما كانا عليه؛ وقد تكون هذه الغرفة المتواضعة في المنزل الذي أنشآه كلاهما مع بداية الحياة الزوجية، هل هذا استثناء أيضا؟ في أكثر من مرة ذكر لي أحد ما: إنه التقى بـ «أفراد» كانوا في يوم من الأيام مسؤولين كبار في مستويات مختلفة، يتحدثون عن قطيعة غير معهودة، وغير متوقعة من زملاء لهم كانوا يستظلون بمظلة واحدة، ويتقاسمون الهم والسرور في لحظات استثنائية، هذه القطيعة هي أيضا نتيجة من مخلفات الأهمية التي يشكلها المنصب في زمن ما، وأفصحت عنها عدم الحاجة إلى الطرف الآخر في زمن متأخر، ولا تزال الأسئلة الحائرة، والضاربة بعمق الألم عن من يمثل الأهمية: الشخص الذي لعب دور الأب/ الأم، أو المفهوم الذي ينسل منه دور الأب/ الأم كفاعل في حضن التربية، أم هو الشخص الذي كان مسؤولا كبيرا، وأصبح مجردا من المسؤولية - بحكم سياق الحياة المعتاد - حيث عاد إلى حالته كفرد عادي بين أحضان المجتمع كغيره من البسطاء، أم مفهوم المسؤولية المنبثقة منها الهالة الإدارية المحيطة بهذا الشخص أو ذاك في زمن ما، وأصبح بخلاف ذلك؟ وهنا مقاربة بسيطة ربما تذهب إلى تقريب المعنى، وهي حالة السيف المستخدم في الحروب في زمن ما، أو الخنجر، أو الخيل، التي ذكرها أبو الطيب المتنبي مفتخرا بها، ومعتزا بدورها في تعضيد شجاعته: «الخيل والليل البيداء تعرفني؛ والسيف والرمح والقرطاس والقلم» هل هذه الأدوات كلها تمثل أهمية ما اليوم قياسا بالدور الذي كانت عليه في الأزمان المتقدمة؛ «قَبِّض السيفَ ضاربه»؟ ألم تصبح للزينة فقط؟ وحتى في الأزمنة المتقدمة هل تعود الأهمية إلى هذه الأدوات؛ أم إلى من يستخدمها وفق المعنى المطروح في هذه المناقشة؟
.المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی زمن
إقرأ أيضاً:
محسن جابر لـ «حبر سري»: طارق نور أشاد بقدراتي على التكيف مع تطورات صناعة الموسيقى
قال المنتج محسن جابر، إن الإعلامي الكبير طارق نور، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أشاد بقدرته على التكيف مع التغيرات التي شهدتها صناعة الموسيقى، مشيرًا إلى أنه كان المنتج الوحيد الذي نجح في تجاوز أزمة توقف شرائط الكاسيت، وذلك بفضل ابتكاره لخدمة «رينج تون»، والتي ساهمت في استمراريته في السوق.
وأوضح محسن جابر، خلال لقائه في برنامج حبر سري مع الإعلامية أسما إبراهيم، المُذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، أنه أطلق خدمات «رينج تون» للأغاني في المنطقة العربية، وكان السبّاق في توفير الأغاني للاستماع عبر الإنترنت، لافتا إلى أن طارق نور خلال احتفال خاص في مهرجان لتكريم أفضل الحملات الإعلانية، أكد أنه استطاع التأقلم مع التحولات الرقمية في وقت فشلت فيه العديد من شركات الإنتاج في مواجهة التغيرات التكنولوجية.
وتابع محسن جابر: الاستمرارية هي مفتاح النجاح في العمل، مشددًا على أن البقاء في الساحة يتطلب الابتكار والتطوير المستمر لمواجهة المنافسة، معبرًا عن فخره بقدرته على التواجد بقوة حتى اليوم في مجال الإنتاج الموسيقي.
اقرأ أيضاًحسن الرداد لـ«حبر سري»: إيمي سمير غانم أخفت حملها لفترة طويلة خوفًا من الحسد
حسن الرداد لـ«حبر سري»: سمير صبري رشحني لتجسيد محمد فوزي وتخوفت من التجربة
«صابرين» لـ حبر سري: مشهد شربي السجائر في مسلسل أفراح القبة جرئ ودخلت في مرحلة تمرد