ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: سألت أحد المفتين عن مسأله، فأجابني، ولكن صديقي قال لي: إن المسألة خلافية بين الفقهاء، وإنه قد سمع أحد العلماء يقول: "إنه ينبغي للفقيه والمفتي أن يترك للمستفتي حرية اختيار أحد الأقوال في المسألة المختلف فيها"؛ فهل هذا صحيح؟ 
 

دار الإفتاء توجه نصيحه للأزواج: إفشاء الأسرار يهدم جدار الثقة حكم تأخير توزيع الترِكة بعد الموت.

. دار الإفتاء تُصحح المفاهيم  حكم اختيار المستفتي لأحد الأقوال في المسألة المختلف فيها

 

قالت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 8353 لفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علان أنه عندما يتكرار سؤال الشخص لأكثر من مفتٍ ممن توفرت فيه شروط الإفتاء وضوابطها، فله أن يتخير ويعمل بقول من شاء منهم.

وتابع علام أن حالة اختلاف الفتوى بتعدد المفتين ممن هم أهل للفتوى في مسألة ما أمر جائز، ويصير المستفتي مخيرًا في العمل بقول من شاء منهم؛ وذلك لأن المفتين إذا تساووا في العلم والورع فقول أحدهم يساوي في القوة قول الآخرين، والقول بترجيح أحدهم بدون مرجح تحكم بغير وجه، وفرض المستفتي هو الاستفتاء إذا وقعت له حادثة؛ ليتسنى له معرفة حكم الشرع فيها، وقد حصل، فجاز له اختيار أي الأقوال شاء.

وهو مفهوم ما نصت عليه المادة (43) من مشروع "الميثاق العالمي للفتوى" الصادر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن: [اختلاف الفتوى بين أهل الفتوى المعتمَدين فيها هو بالنسبة لغير المتخصصين اختلاف تنوع مبناه على الرحمة والسعة لا على الفُرقة والشقاق، وما دام الاختلاف في إطار المرجعية الدينية الصحيحة فالأمر واسع في العمل] اهـ. أي: فله أن يختار أحد الأمرين.

وانتهى علام إلى أنه على المستفتي الرجوع في جميع مسائله ووقائعه إلى أهل الفتوى المُجاز لهم بالإفتاء؛ لاختصاصهم ولكثرة ممارستهم ومزاولتهم للعمل الإفتائي، ولا ينبغي في هذه الحالة عرض الأقوال الفقهية على المستفتي دون اختيار، بل يفتيه بما يناسب حاله، حتى يحصل المقصود من الفتوى، وأن يُبَصِّر المستفتي ويوجهه إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، ويقدم النصح له.

وأكد على على أنه للمستفتي عند تعدد أقوال المفتين المؤهلين للإفتاء في مسألته أن يتخير ويعمل بأيها شاء، ما دام اختياره لا يخالف قانونًا أو عرفًا وليس مؤدِّيًا إلى فسادٍ خاصٍّ أو عامٍّ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء دار الافتاء المصرية المفتي فقيه حرية اختيار دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

الوجوه المتعددة لآبي أحمد.. صديق للجميع غير مخلص لأحد

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الضوء على رحلة صعود رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى سدة الحكم، وملامح شخصيته التي رسمت له الطريق في السابق، وتشكل السياسة في البلاد حاليا.

وتقرير المجلة، الذي استندت فيه إلى كتاب "مشروع آبي: الله والسلطة والحرب في إثيوبيا الجديدة"، ذكر أنه لآبي أحمد وجوه متعددة، إذ أن زعيم إثيوبيا مسيحاني وميكافيلي في الوقت نفسه، وشوهت حرب تيغراي الوحشية سمعته كصانع سلام حائز على جائزة نوبل للسلام.

وتحدثت المجلة عن بداية آبي أحمد، قائلة إنه عندما كان ضابطا شابا من الأورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، والتي كانت ممثلة تاريخيًا بشكل أقل في الحكومة، نجح من خلال إجادته للغة الإنجليزية  في التقرب من أحد كبار القادة العسكريين آنذاك، وهو جنرال تكليبرهان وولديريغاي، الذي كان رئيس قسم المعلومات التكنولوجية في الاستخبارات العسكرية، والذي كان من التيغراي، المجموعة العرقية التي سيطرت لفترة طويلة على المراتب العليا في الدولة الإثيوبية.

وذكرت المجلة أن آبي أحمد، الذي أُرسل مع خمسة زملاء لدراسة التشفير في جنوب أفريقيا لمدة ستة أشهر بين عامي 2002 و2003، ترأس قسم ضمان أمن المعلومات في وكالة أمن شبكات المعلومات الاستخباراتية.

وخلال السنوات الأربع الأولى من عمله في المعهد الوطني للأمن الإلكتروني، كانت المهمة الأساسية لآبي أحمد هي المساعدة في حماية الحكومة والوكالات العسكرية من القرصنة الإلكترونية.

ووفقا للمجلة، كان آبي أحمد من بين مجموعة صغيرة من الأورومو في قيادة كانت، مثل قيادة الجيش، لا تزال تهيمن عليها بوضوح قبائل التيغراي وحزبهم، جبهة تحرير شعب تيغراي، التي شكلت العنصر الأكثر نفوذاً في الجبهة الثورية للشعب الإثيوبي. وأوضح أحد رؤسائه من التيغراي أن "آبي أحمد كان سريع التواصل، وباعتباره شابًا وأوروموًا تم اختياره لهذا المنصب. وكانت موهبته الرئيسية هي التواصل مع الناس".

كما جعله العمل، بحسب المجلة، على اتصال أوثق بالمسؤولين الأميركيين، ما سمح له بقضاء بعض الوقت في برامج التدريب الأميركية وزراعة بعض الروابط الأجنبية القيمة في السنوات التي سبقت توليه منصب رئيس الوزراء. "كنت الشخص الذي يرسل معلومات استخباراتية من هذا الجزء من العالم إلى وكالة الأمن القومي، حول السودان واليمن والصومال"، كما تفاخر لاحقًا لمجلة "نيويوركر". وأضاف: "وكالة الأمن القومي تعرفني. سأقاتل وأموت من أجل أميركا".

وبالفعل، بعد خمسة عشر عامًا، أصبح أآي أحمد قائدًا للبلاد، بحسب المجلة.

وذكرت الصحيفة أنه بداخل آبي أحمد العديد من الشخصيات المتناقضة. وأحدهم إمبراطور طموح يتوق إلى الماضي المجيد، حيث أنه في عام 2022، كان يبني قصرًا لنفسه في التلال فوق العاصمة، وكان فخمًا لدرجة أنه قيل إنه تكلف ما لا يقل عن 10 مليارات دولار، دفعت الإمارات جزءًا منه، ويغطي مساحة أكبر من وندسور والبيت الأبيض والكرملين.

أما الشخصية الأخرى بداخل آبي أحمد، بحسب المجلة، هي أنه محدث يتطلع إلى المستقبل. وفي عام 2022، كان ينهي أيضًا أول متحف علمي على الإطلاق في إثيوبيا، والذي يقدم رؤية حديثة للغاية للتقدم الوطني مبنية على الاكتشاف العلمي والذكاء الاصطناعي. وترى المجلة أنه هذه هي إثيوبيا الجديدة التي سعى آبي إلى بنائها، وهي دولة "المدن الذكية"، ورجال الشرطة الآليين، وبطاقات الهوية البيومترية، ومحاكاة الواقع الافتراضي، والمراقبة المتطورة. وأوضحت أنه شبهه البعض برجل التكنولوجيا في وادي السيليكون.

وأشارت إلى أن آبي أحمد يجمع بين هاتين الشخصيتين المتناقضتين، فهو مسيحي متحمس، لكنه في الوقت نفسه قادر على التحلي بالبراغماتية. وفي بعض الأحيان يبدو وكأنه عبقري ميكافيلي، يقضي بلا رحمة على أعدائه ويتفوق على منافسيه. وقد اعترف أحد زملائه في وقت لاحق بأن "كل شيء بالنسبة لآبي أحمد مؤامرة". وقال آخر: "لا أعتقد أن أي شخص في إثيوبيا يتمتع بمهارة لعب الشطرنج مثله. لكنه أيضاً مقامر، يرى أن الفوضى فرصة يمكن تحويلها إلى نعمة".

وفي عالم التاريخ الإثيوبي، أوضحت المجلة أن آبي أحمد يعتبر شخصية مألوفة للغاية وجديدة تماماً في الوقت نفسه. فهو قومي مسيحي على غرار الإمبراطور تيودروس الثاني في القرن التاسع عشر، لكن المختلف أنه يعتبر مثل الرئيس التنفيذي لشركة ويستخدم التفكير الإيجابي والمصطلحات الخاصة بمساعدة الذات لتعزيز إنتاجية موظفيه.

وفي وقت الاضطرابات الدولية، ومع ظهور عالم دونالد ترامب، وشي جين بينغ، وفلاديمير بوتن، ذكرت المجلة أن آبي أحمد يطبق تقنيات القرن الحادي والعشرين للدعاية عبر الإنترنت والتضليل، تماما كما يحيي السياسة البلاطية لإثيوبيا الإمبراطورية. ومع انقسام النظام العالمي وتفكك التحالفات التقليدية، يريد آبي أحمد أن يكون "صديقا للجميع لكنه غير مخلص لأحد،" حسب المجلة.

وأشارت إلى أن صقل نهجه في السياسة مرتبط ارتباطا وثيقا بسنوات عمله داخل أجهزة الاستخبارات في إثيوبيا، حيث أنه من خلال الصعود السريع عبر صفوف وكالة الاستخبارات الوطنية الإثيوبية، بنى آبي أحمد الشبكات الاجتماعية التي سهلت مسيرته السياسية واكتسب الأصدقاء الذين أصبحوا حلفاءه الأكثر ثقة من كبار الجنرالات والسياسيين ورجال الأعمال من بين المقربين منه.

ونقلت المجلة عن بعض المقربين من آبي أحمد، قولهم إنه استخدم منصبه في الاستخبارات الوطنية لبناء قاعدة سياسية وتعزيز مصالحه الخاصة، رغم أنه اكتسب سمعة سيئة في التنصت على المكالمات الهاتفية الخاصة. وتذكر البعض أنه لكسب ولاء زملائه، كان معروفًا بتقديم وعود سخية، بما في ذلك، من بين أمور أخرى، الوظائف والامتيازات في المستقبل.

وتولى آبي أحمد قيادة معهد البحوث الوطنية الإثيوبية في عام 2019 بدلا من مديره تكليبرهان الذي سافر لدراسة الماجيستير في بريطانيا. وزرع هذا العام بذور معارضة جبهة تحرير شعب تيغراي لرئاسته للوزراء، وساهم في نهاية المطاف في التداعيات الكارثية بين آبي والحزب المهيمن سابقًا والتي أدت إلى الحرب، وفقا للمجلة.

وكان جوهر الأمر، بحسب المجلة، هو طموح آبي أحمد السياسي القوي ومحاولاته الواضحة بشكل متزايد للاستفادة من منصبه في معهد البحوث الوطنية الإثيوبية لتحقيق ميزة مهنية.

وقال أحد الأصدقاء في معهد البحوث الوطنية الإثيوبية للمجلة: "لقد أصبح مشهورًا للغاية وجعل طموحه إلى السلطة علنيًا للغاية. وفي تقليد الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، كان هذا من المحرمات. لكن آبي أخبر الجميع أنه سيكون رئيسًا للوزراء، وأن الرب أخبره بذلك".

وفي عام 2010، عاد تكليبرهان من المملكة المتحدة وطرد آبي أحمد من معهد البحوث الوطنية الإثيوبية بعد اكتشافه ما حدث أثناء غيابه، بما في ذلك سوء إدارة المشاريع والفساد المزعوم. وعند رحيله، حذر آبي أحمد رئيس الوزراء المستقبلي زملاءه من أنه سيعود يومًا ما كرئيس لهم.

وبعد ثماني سنوات فقط، ذكرت المجلة أنه أثبت أنه على حق. بعد توليه منصبه على خلفية الاحتجاجات الجماهيرية في منطقته الأصلية، أوروميا، صور آبي أحمد نفسه على أنه صليبي شعبوي ضد الاستبداد والفساد والإحباط الاقتصادي. وبالفعل نجح في التفوق السياسي على زملائه من تيغراي داخل الائتلاف الحاكم، جبهة تحرير شعب تيغراي.

ووسط هتافات العديد من الإثيوبيين في الداخل والخارج، شرع رئيس الوزراء الجديد، آبي أحمد، بسرعة في العمل على تقليص وجودهم عبر مساحات واسعة من الدولة الإثيوبية. ولفترة من الوقت، أشاد الغرب بآبي باعتباره مصلحًا ليبراليًا.

وفي عام 2019، بعد عام من إبرامه اتفاق سلام تاريخي مع إريتريا، جارة إثيوبيا الأصغر التي انفصلت في عام 1993، حصل على جائزة نوبل للسلام.

لكن بحلول نوفمبر 2020، بعد عقد واحد فقط من رحيله المهين عن الجيش الوطني الإثيوبي، وبسبب عجرفته وخطابه الشعبوي، دخل آبي أحمد وجبهة تحرير تيغراي في حرب دموية تستمر آثارها حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • تشك في المحيطين بك دومًا ولا تطمئن لأحد؟ هكذا تعالج قلق العلاقات
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: الاحتفال بالمولد النبوي تعبير عن الفرح وليس بدعة
  • «الإفتاء» تصدر عددا جديدا من نشرة «جسور» حول المولد النبوي الشريف
  • المفتي: المؤشر العالمي للفتوى يقدِّم تحليلًا لـ 300 فتوى خاصة بالاحتفال بالمولد النبوي
  • بمناسبة ذكرى ميلاد النبي.. الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تصدر عددا جديدا من «جسور»
  • الإفتاء: إقامة المسابقات القرآنية ومنح الجوائز للمشاركين فيها جائز شرعًا
  • بعد الفتوى المثيرة للجدل لأستاذ بالأزهر.. «الإفتاء» توضح حكم سرقة المياه والكهرباء
  • أمينة الفتوى تكشف حكم ضرورة «محرم» في السفر للمرأة
  • الوجوه المتعددة لآبي أحمد.. صديق للجميع غير مخلص لأحد
  • مفتى الجمهورية لـ "الفجر": 240 لجنة للرد على فتاوى المواطنين