ورد سؤال إلى فضيلة الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية و مدير مكتب الإرشاد الزواجي يقول: "أنا برجع  لدار الإفتاء في المسائل التي أحتاج فيها إلى فتوى، ولكن صديقي قال لي حديث استفتِ قلبك، وبصراحة احترت بين متى أتبع قول :فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ، ومتى أتبع قول: استفتِ قلبك، وليه بقى يكون فيه مفتين؟".

الورداني: التصوف علم وسلوك وطرقه مسندة إلى النبي محمد الورداني: زيارة الأولياء من أفضل القُربات إلى الله وتتنزل فيها الرحمات طلب الفتوى بين استفتِ قلبك وفَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

أكد الورداني على أهمية السؤال المطروح وأننا نحتاج للعودة إلى حياة الصحابة مع حضرة النبي صلى الله عليه وسلم للإجابة عن هذا التشابك، ونفهم الفرق بشكل صحيح.

 

وقال الورادني أن الصحابة عليهم السلام قد خرجوا إلى غزوة، وهناك أُصيب أحد الصحابة في رأسة، ثم احتلم فصار على جنابة، فقال له بعض الصحابة دون استفتاء رسول الله: لا نرى لك رخصة وانت تقدر على الماء فاغتسل، فاغتسل فمات، وعندما وصل الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ.

 

قتلوه قتلهم الله 


ووضح الورداني أن سبب موت الصحابي، أن الصحابة رضوان الله عليهم في هذا الموقف تصروفوا حسب الانطباع ولم يتبعوا العلم، فلم يسألوا الفتوى من أهلها، بل تعاملوا مع الأمر وقف وجهة نظرهم الخاصة، وكان يجب أن يستمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما شفاء العي السؤال"، فمن لا يعرف شفائه أن يسأل.


أدلة الأحكام في الشريعة

وتابع الورداني، وهنا يأتي قول الله تعالى :"فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"، وهناك دائرة كبيرة للشريعة تحتوى على أولًا دائرة الأدله وبها 6236 آية، وأدلة الأحكام تحتوى من 300 إلى 500 آية، وهناك من 60 إلى 100 ألف حديث صحيح على منهج الإمام البخاري و الإمام ابن حبان، ويمكن أن نأخذ منهم 1800 حديث المتواجدين في بلوغ المرام، فتظل نسبة أدلة الأحكام لا تزيد عن 7% ، و93% المتبقية نأخذها من الأخلاق المتعلقة بالعقيدة، وهنا يأتي استفتاء القلب ولكن بعد تزكية النفس وتعزيز الضمير، يمكن هنا أن نرجع لقلوبنا في طريق وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".

وأضاف الورداني أن بعد تزكية النفس تترقى من النفس الأمارة إلى النفس اللوامة، وحين توجد النفس اللوامة يتواجد الضمير، وعندما يتواجد الضمير في نفوسنا، نستفتي قلوبنا في أمور مثل: “اسامح فلان ولا لأ، ارجع اكلم فلان بعد ما أذاني ولا بلاش"، وهنا يأتي دور هذا الحديث.

ويختم أمين الفتوى حديثة موضحًا أن آية "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ"، تأتي في الأحكام الشرعية، ولا يجوز لأحد أن يتكلم الأحكام الشرعية بغير علم، حتى لا يقع تحت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم  قتلوه قتلهم الله، ومع النفس نلتزم بالأخلاق، فيحركنا الضمير اتجاة الأخلاق وحينها نستفتي قلوبنا.
 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عمرو الورداني الورداني استفت قلبك طلب الفتوى أمين الفتوى دار الافتاء المصرية الدكتور عمرو الورداني صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

كيف نفتح صفحة جديدة مع الله ؟.. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه علينا أن نبدأ صفحةً جديدة مع الله تعالى ولو مائة مرة في اليوم.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن سيد المرسلين ﷺ، الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورفعه الله مقامًا عليًا، قال: (إِنَّهُ لَيُغَان عَلى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ), استغفارهُ من جنسٍ آخر غير استغفارنا، لكنه يعلمنا الاستغفار الذي يتواءم ويتناسب مع طبيعتنا ورتبتنا؛ فالقلب له بابان: بابٌ مفتوح على الخلق، وبابٌ مفتوح على الحق –سبحانه وتعالى–.

البابُ المفتوح على الحق تُدخل منه الأنوارُ وتنكشف به الأسرارُ.

والبابُ المفتوح على الخلق يُستخدمه الإنسان في تعاملاته مع الناس في مصالح الدنيا ومشاغلها.

وسيدُ الخلق وإمامُ المرسلين ﷺ أُمر بتبليغِ الدعوةِ من ربه، وأرسله الله رحمةً للعالمين وللناس كافة؛ فهو مأمور بالتعامل مع الناس، فكانت الأنوارُ تدخلُ من شدة العبادة والتعلق بالله فتُغلِقُ بابَ الخلقِ، حيثُ يدخل ريحٌ من الأنوار فيُغلَقُ بابُ الخلقِ، فلا يريد أن يُرى أحدٌ، ويرغب في الاعتزال؛ لأن من يأنسُ بالله لا يطيقُ الناسَ، وهذا لا يجوز في حقِّهِ ﷺ، إذ أن هناك رسالةً لا بد أن يبلغها، فيستغفر الله –سبحانه وتعالى– لانغلاقِ بابِ الخلقِ عنده حتى يُفتح.

أما نحنُ، فإن غينَ الأغيارِ هي التي تغلقُ بابَ الحقِّ؛ فننشغل بالأشياءِ والأشخاصِ والأحوالِ والأحداثِ، وننهمكُ بكلِّ شيءٍ دونَ اللهِ عز وجل؛ فيجب أن نستغفر حتى تدخلَ الأنوارُ ويُفتحَ بابُ الحقِّ.

سيدنا أبو الحسن الشاذلي استشكل الحديث، فمعنى "يُغان" هو أن تأتي سحابةٌ أو شيءٌ من هذا القبيل، فقال: “كيف يُغان على قلبِ سيدنا رسول الله ﷺ إذا كنتُ أنا لا يُغان على قلبي؟”. 

فرأى النبي ﷺ في المنام وقال له: “يا عليّ، غينُ أنوارٍ لا غينَ أغيارٍ.”

غينُ أنوارٍ دخلت من بابِ الحقِّ فأغلقت بابَ الخلقِ. فالغَينُ نوعان: غينُ أغيارٍ، يغلقُ بابَ الحقِّ، وغينُ أنوارٍ، يغلقُ بابَ الخلقِ، وفي كليهما نستغفر ربنا، لأن إغلاقَ أيٍّ منهما يُعتَبَرُ نقصًا؛ ولذلك، فإن سيدنا النبي ﷺ، من اشتغاله بربه وشدة تعلقِ قلبه بالله تعالى، تغيبُ عنه الرسومُ (الأكوانُ).

سَهى في الصلاة – وهذا في الظاهر – حتى يعلمنا عندما نسهو في الصلاة ماذا نفعل؛ فقالوا: يَا سَائِلِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ سَهَا ... وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهِي قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِرُّهُ فَسَهَا ... عَمَّا سِوَى اللَّهِ ، فالتَّعْظِيمِ لِلَّهِ
أي أن سيدنا رسول الله ﷺ استغرق في معيةِ الله، حتى ظهر بمظهرِ النسيان أمامَ الخلق؛ إلا أن قلبه لم يغفل عن الله، بل غفل عن الرسومِ. 

أين هذا من نسياننا في الصلاة؟ نحنُ ننسى؛ لأننا منشغلون بالدنيا، وهو ﷺ ينسى؛ لأنه منشغلٌ بالله.

مقالات مشابهة

  • كيف نفتح صفحة جديدة مع الله ؟.. علي جمعة يوضح
  • إياك وفعل هذا الأمر حتى لا يفضحك الله في بيتك.. أمين الفتوى يوضحه
  • متخصص يوضح الفرق بين أنواع العود..فيديو
  • هل أترك تحية المسجد حال صعود خطيب الجمعة للمنبر.. أمين الفتوى يوضح
  • دعاء ثالث جمعة من شعبان.. كلمات تجبر بخاطرك وتريح قلبك وبالك
  • هل يجوز أداء الصلاة عن الوالدين المقصرين؟.. أمين الفتوى يجيب
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كتبت في عهد سيدنا النبي
  • الشيخ خالد الجندي يرد على شبهة أمية الصحابة
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح
  • الشيخ خالد الجندي يرد على شبهة «أمية الصحابة» (فيديو)