جنوب لبنان- في الطريق إلى جنوب لبنان، كان سائق سيارة الأجرة يبتعد عن كل السيارات المغلقة ويقول "الله يستر، ابعد عن الشر وغنيلو".  كرر السائق العبارة أكثر من مرة ، وكان يصر على ترك مسافة على الطريق مع هذا النوع من السيارات. يقول سائق سيارة الأجرة، أبو مصطفى، إن القيادة قرب "الرابيد" (نوع من السيارات المغلقة)  خطير، وضرب من الجنون.

وليس فقط في جنوب لبنان بل أيضا في محافظة جبل لبنان يسيطر الخوف على سائقي سيارات وحافلات الأجرة الذين يقضون يومهم على الطرقات. ترى ما السبب؟

"الرابيد والاغتيالات"

يروي أبو مصطفى أنه كان متوجها إلى إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، حين وصوله إلى بلدة مريمين، سمع هدير طائرة مسيرة وبعد دقائق معدودات، أطلقت صاروخا استهدف سيارة رابيد وكان قريبا من مكان اغتيال أحد الأشخاص، ومن يومها وهو حريص على الابتعاد عن السيارات المغلقة.

وعملية الاغتيال هذه، كانت -بحسب الجيش الإسرائيلي- لعنصر في وحدة الهندسة التابعة لحزب الله يدعى حسن مهنا والذي نعاه الحزب في 18 يوليو/تموز الماضي.

ويظهر، حسب مراجعة لعمليات الاغتيال الإسرائيلية، أن عشرات الاستهدافات لهذا النوع من السيارات أسفرت عن مقتل عدد من قادة وعناصر من حزب الله وغيرها من حركات المقاومة.

سألنا سائق حافلة، خط سيرها يبدأ من بلدة كيفون في محافظة جبل لبنان ويصل إلى بيروت، إذا كان لديه نفس المخاوف من استهداف السيارات المغلقة كزميله أبو مصطفى في الجنوب، يجيب "بالتأكيد أقل من طريق الجنوب ولكن نحن نتعامل مع عدو غدار ولا يحترم أي قواعد اشتباك وقد ينفذ عملية اغتيال في أي زمان ومكان وما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت أكبر دليل".

بجنوب لبنان يكتب الأفراد والشركات  على سياراتهم لتمييزها (الجزيرة) حذر أكبر

 في أحد مراكز إيواء النازحين في جنوب لبنان، التقينا أبا محمد الذي كان قد اشترى سيارة من نوع رابيد منذ 3 سنوات ويستخدمها في نقل السلع الغذائية والتموينية، ويقول إنه لا يشعر بأي خوف "الحافظ هو الله".

وتابع أن سيارته تحفظ  كرامته وكرامة عائلته وبها يجني قوت يومه "أصبحتْ جزءًا من عائلتي ولن أتخلى عنها"، و بعد سلسلة الاغتيالات لقادة وعناصر من المقاومة، لم يغير أبو محمد شيئا ولكن، يستطرد "طبيعي أن أخاف وأكون حذرا أكثر من قبل".

يقول معين تاجر سيارات، إن "الطلب على هذا النوع من السيارات لم يتأثر لأنها عملية وتستخدم في مئات المهن ولا تستهلك الكثير من الوقود وتستطيع أن تنقل كمية كبيرة من الأغراض".

وكشف أن "الشركات والأفراد يحاولون تمييز سياراتهم عبر كتابة اسم الشركة أو المحل عليها في محاولة منهم لتجنب الأخطار، والاستهدافات الإسرائيلية".

عملية اغتيال أخرى في مدينة الصور جنوب لبنان، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية

إعلام لبناني :الصاروخ الأوّل الذي أطلقته المسيّرة في صديقين لم يصب الرابيد وتمكن سائقها من القفز منها والركض نحو حقل مجاور، إلا أنّ المسيّرة عادت وأطلقت ثلاثة صواريخ بإتجاه الحقل وأصابته بجروح خطيرة pic.twitter.com/fFhTdwMZNL

— سيّدْ عبد الزهرة أَلذَبحْاوُيِ (@Althebhawy) July 18, 2024

فوبيا السيارات المغلقة

يقول الطبيب النفسي أحمد عياش عن ما بات يعرف بفوبيا السيارات المغلقة، إن "الحذر ردة فعل طبيعية وتجنب المفاجأة السيئة حالة دفاعية إلزامية بل عدم التنبّه والاندفاع في السقوط في دائرة الخطر مغامرة غير عادية وتهوّر لا يقدم عليه الشخص الطبيعي والمتزن".

وتابع، في حديث للجزيرة نت، أن أي شيء قد يشكل خطرا على الإنسان أو سمع عنه حتى ولو لم يختبره يتحول إلى رهاب يسعى لتجنبه.

 ولكن هذه "الفوبيا" لم تتحول إلى ظاهرة اجتماعية، لأن الأخيرة -بحسب علم الاجتماع- هي "نوع من السلوك تجاه قضية أو أمر معين، سواء كان ثابتًا أو متغيرًا، يؤثر على المجتمع بأكمله، وقد يكون مقيدًا لبعض الأفراد ويفرض عليهم دون موافقتهم".

وبينما نحن -في طريق العودة إلى بيروت- منشغلون بالحديث عن الاغتيالات والاستهدافات، سُمع دوي انفجار لم يكن بالقوي. وبحكم خبرته في الأصوات قال لنا سائق الأجرة إنها عملية اغتيال جديدة بمسيرة.

وبالفعل كان مكان الاغتيال قريبًا منا، فترجّلنا من السيارة ووجدنا السيارة المستهدفة تشتعل فيها النيران. سادت الفوضى في المكان المستهدف، وكان واضحا انتشال جثة لأحد الأشخاص، في حين كان الآخر لا يزال على قيد الحياة ولكن جراحه بليغة. وتحدثت معلومات إعلامية إسرائيلية أن الغارة استهدفت قياديين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من السیارات جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

أصيب قبل أسبوعين في لبنان.. وفاة جندي من قوات الاحتلال

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي متأثرا بإصابته في معارك جنوب لبنان قبل نحو أسبوعين.

وفي وقت سابق؛ أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل 5 جنود في معارك بجنوب لبنان.

 

كما أفادت وسائل إعلام لبنانية أيضا بأن حزب الله شن هجوما صاروخيا ضخما طال عدة مناطق تابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي .

وبحسب “ ليبانز نيوز 24 ” أطلق الحزب 10 صواريخ اتجاه نهاريا و10 صواريخ اتجاه عكا و5 صواريخ اتجاه حيفا و10 صواريخ اتجاه طبريا و30 صاروخ اتجاه الجليل.

كما قصف حزب الله اللبناني قاعدة تسرفين (التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية) بالقرب من مطار بن جوريون جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية، في إطار سلسلة عمليّات خيبر، ‏وبنداء "لبيك يا نصر الله".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل في 3 بلدات حدودية جنوبي لبنان
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف عددا من المناطق جنوب لبنان 
  • الاحتلال الإسرائيلي يفجر عدة منازل في بلدة مارون الراس جنوب لبنان
  • أصيب قبل أسبوعين في لبنان.. وفاة جندي من قوات الاحتلال
  • 5 قتلى و10 جرحى إسرائيليين في معارك جنوب لبنان
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: 33 عملية لحزب الله تجاه مواقع وأهداف إسرائيلية
  • حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجيش الاحتلال برشقة صاروخية جنوب لبنان
  • جنوب لبنان.. الاحتلال يدمر 37 بلدة وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية
  • في الجنوب والشرق.. غارات الاحتلال تستهدف عددًا من مناطق لبنان
  • Ynet: جيش الاحتلال سحب عدة ألوية من جنوب لبنان