يستهدفها الاحتلال.. فوبيا السيارات المغلقة بشوارع لبنان
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
جنوب لبنان- في الطريق إلى جنوب لبنان، كان سائق سيارة الأجرة يبتعد عن كل السيارات المغلقة ويقول "الله يستر، ابعد عن الشر وغنيلو". كرر السائق العبارة أكثر من مرة ، وكان يصر على ترك مسافة على الطريق مع هذا النوع من السيارات. يقول سائق سيارة الأجرة، أبو مصطفى، إن القيادة قرب "الرابيد" (نوع من السيارات المغلقة) خطير، وضرب من الجنون.
وليس فقط في جنوب لبنان بل أيضا في محافظة جبل لبنان يسيطر الخوف على سائقي سيارات وحافلات الأجرة الذين يقضون يومهم على الطرقات. ترى ما السبب؟
"الرابيد والاغتيالات"يروي أبو مصطفى أنه كان متوجها إلى إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، حين وصوله إلى بلدة مريمين، سمع هدير طائرة مسيرة وبعد دقائق معدودات، أطلقت صاروخا استهدف سيارة رابيد وكان قريبا من مكان اغتيال أحد الأشخاص، ومن يومها وهو حريص على الابتعاد عن السيارات المغلقة.
وعملية الاغتيال هذه، كانت -بحسب الجيش الإسرائيلي- لعنصر في وحدة الهندسة التابعة لحزب الله يدعى حسن مهنا والذي نعاه الحزب في 18 يوليو/تموز الماضي.
ويظهر، حسب مراجعة لعمليات الاغتيال الإسرائيلية، أن عشرات الاستهدافات لهذا النوع من السيارات أسفرت عن مقتل عدد من قادة وعناصر من حزب الله وغيرها من حركات المقاومة.
سألنا سائق حافلة، خط سيرها يبدأ من بلدة كيفون في محافظة جبل لبنان ويصل إلى بيروت، إذا كان لديه نفس المخاوف من استهداف السيارات المغلقة كزميله أبو مصطفى في الجنوب، يجيب "بالتأكيد أقل من طريق الجنوب ولكن نحن نتعامل مع عدو غدار ولا يحترم أي قواعد اشتباك وقد ينفذ عملية اغتيال في أي زمان ومكان وما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت أكبر دليل".
بجنوب لبنان يكتب الأفراد والشركات على سياراتهم لتمييزها (الجزيرة) حذر أكبرفي أحد مراكز إيواء النازحين في جنوب لبنان، التقينا أبا محمد الذي كان قد اشترى سيارة من نوع رابيد منذ 3 سنوات ويستخدمها في نقل السلع الغذائية والتموينية، ويقول إنه لا يشعر بأي خوف "الحافظ هو الله".
وتابع أن سيارته تحفظ كرامته وكرامة عائلته وبها يجني قوت يومه "أصبحتْ جزءًا من عائلتي ولن أتخلى عنها"، و بعد سلسلة الاغتيالات لقادة وعناصر من المقاومة، لم يغير أبو محمد شيئا ولكن، يستطرد "طبيعي أن أخاف وأكون حذرا أكثر من قبل".
يقول معين تاجر سيارات، إن "الطلب على هذا النوع من السيارات لم يتأثر لأنها عملية وتستخدم في مئات المهن ولا تستهلك الكثير من الوقود وتستطيع أن تنقل كمية كبيرة من الأغراض".
وكشف أن "الشركات والأفراد يحاولون تمييز سياراتهم عبر كتابة اسم الشركة أو المحل عليها في محاولة منهم لتجنب الأخطار، والاستهدافات الإسرائيلية".
عملية اغتيال أخرى في مدينة الصور جنوب لبنان، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية
إعلام لبناني :الصاروخ الأوّل الذي أطلقته المسيّرة في صديقين لم يصب الرابيد وتمكن سائقها من القفز منها والركض نحو حقل مجاور، إلا أنّ المسيّرة عادت وأطلقت ثلاثة صواريخ بإتجاه الحقل وأصابته بجروح خطيرة pic.twitter.com/fFhTdwMZNL
— سيّدْ عبد الزهرة أَلذَبحْاوُيِ (@Althebhawy) July 18, 2024
فوبيا السيارات المغلقةيقول الطبيب النفسي أحمد عياش عن ما بات يعرف بفوبيا السيارات المغلقة، إن "الحذر ردة فعل طبيعية وتجنب المفاجأة السيئة حالة دفاعية إلزامية بل عدم التنبّه والاندفاع في السقوط في دائرة الخطر مغامرة غير عادية وتهوّر لا يقدم عليه الشخص الطبيعي والمتزن".
وتابع، في حديث للجزيرة نت، أن أي شيء قد يشكل خطرا على الإنسان أو سمع عنه حتى ولو لم يختبره يتحول إلى رهاب يسعى لتجنبه.
ولكن هذه "الفوبيا" لم تتحول إلى ظاهرة اجتماعية، لأن الأخيرة -بحسب علم الاجتماع- هي "نوع من السلوك تجاه قضية أو أمر معين، سواء كان ثابتًا أو متغيرًا، يؤثر على المجتمع بأكمله، وقد يكون مقيدًا لبعض الأفراد ويفرض عليهم دون موافقتهم".
وبينما نحن -في طريق العودة إلى بيروت- منشغلون بالحديث عن الاغتيالات والاستهدافات، سُمع دوي انفجار لم يكن بالقوي. وبحكم خبرته في الأصوات قال لنا سائق الأجرة إنها عملية اغتيال جديدة بمسيرة.
وبالفعل كان مكان الاغتيال قريبًا منا، فترجّلنا من السيارة ووجدنا السيارة المستهدفة تشتعل فيها النيران. سادت الفوضى في المكان المستهدف، وكان واضحا انتشال جثة لأحد الأشخاص، في حين كان الآخر لا يزال على قيد الحياة ولكن جراحه بليغة. وتحدثت معلومات إعلامية إسرائيلية أن الغارة استهدفت قياديين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من السیارات جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
إمدادات الغذاء لغزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
البلاد – واس
تستمر الغارات الإسرائيلية على المدة الفلسطينية، مما أوقع المزيد من الضحايا، إذ استشهد فلسطينيان أحدهما طفل، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها بلدة يعبد جنوب مدينة جنين بالضفة الغربية، ترافق ذلك مع اقتحام أجزاء من مدينة نابلس، ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة، واندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، وسط إطلاق نار وقنابل للغاز.
وفي قطاع غزة، تواصل القصف المدفعي والجوي المكثف على مناطق متفرقة في القطاع، مخلفًا أضرارًا بالغة في منازل وممتلكات الفلسطينيين، وسط تحذيرات فلسطينية من خطورة الأوضاع الصحية داخل المستشفيات، خاصة في شمال القطاع المحاصر للشهر الثاني على التوالي.
من جانبها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن ما يصل من الدقيق والمواد الغذائية عبر المعابر، لا تلبي 6 % من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة، خاصة في الحصول على الخبز، إذ أدى ذلك إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.
وأوضحت “الأونروا” أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، وأن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع.
وأشارت إلى أن أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء مأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء، مطالبة بفتح كامل للمعابر، وإدخال ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة، التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المتعددة.
من جهة ثانية، ارتفع عدد ضحايا تجدد غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة من لبنان إلى 3754 قتيلًا و 15626 جريحًا.
وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان له، “إن تجدد غارات طيران الاحتلال على بلدات ومناطق متفرقة من لبنان أسفر عن مقتل 84 شخصًا، وإصابة ما لا يقل عن 213 آخرين مما يرفع حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان إلى 3754 قتيلًا و 15626 جريحًا”.
وأضاف المركز أن غارة طيران الاحتلال الإسرائيلي على منطقة (البسطة الفوقا) في العاصمة بيروت الأسبوع الماضي أدت في حصيلة جديدة محدثة “وغير نهائية” إلى مقتل 29 شخصًا، وإصابة 67 آخرين بجروح. فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة في الموقع.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارة على بلدة ياطر في قضاء (بنت جبيل في جنوب لبنان واتبعها بغارة مماثلة على بلدات كفردونين وحانين متزامنًا مع قصف مدفعي استهدف بلدات ياطر ورشاف وعيناتا وكونين التابعة لمدينة بنت جبيل مخلفًا أضرارًا مادية كبيرة.