توفي الكاميروني عيسى حياتو الذي حكم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بقبضة من حديد بين 1988 و2017، عن 77 عاماً، كما أعلن الاتحاد القاري للعبة الجمعة.

وقال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في بيان "يشعر رئيس كاف باتريس موتسيبي بالحزن لوفاة الرئيس السابق عيسى حياتو".

قال موتسيبي: "ستظل كاف وكرة القدم الإفريقية ممتنين إلى الأبد للرئيس حياتو، على مساهماته الكبيرة على مدار سنوات عديدة، في تطوير ونمو كرة القدم في إفريقيا.

سيظل حيا في قلوبنا وعقولنا إلى الأبد".

في المقابل، أشاد الاتحاد الكاميروني لكرة القدم بالرجل الذي "أحدث ثورة كاملة في كرة القدم الإفريقية" من خلال العديد من "الإصلاحات" مشيرا إلى انه "تحت قيادته، انتقلت القارة من 3 إلى 5 مراكز في كأس العالم، في حين شهدت كأس الأمم الإفريقية تغييرات عدة برفع عدد المشاركة فيها الى 24".

وقال رئيس الاتحاد الكاميروني والنجم السابق صامويل إيتو "عرف الرئيس عيسى حياتو دائماً، من خلال قيادته، مهاراته في التعامل مع الآخرين، وقدرته على التسوية، كيفية الدفاع عن صوت إفريقيا. نحن مدينون له بالكثير".

قبل توليه منصبه في الاتحاد القاري، ترأس حياتو الاتحاد الكاميروني من 1986 إلى 1988، وبعد ذلك أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) وفي اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية.

كما أشاد رئيس فيفا جاني إنفانتينو بحياتو صاحب "الشغف الكبير" الذي "كرّس حياته لقيادة أبرز الهيئات الرياضة في العالم".

بدوره، اعتبر الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن حياتو كان "شخصية بارزة في الحركة الرياضية على مستوى قارته".

وأضاف في بيان "قاد عيسى حياتو فيفا في فترة صعبة للغاية. وكان دائماً يدافع عن دور كرة القدم في الألعاب الأولمبية وفي الحركة الأولمبية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لکرة القدم عیسى حیاتو

إقرأ أيضاً:

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي: تحول استراتيجي يغير أولويات القارة

خلال القمة الإفريقية الأخيرة التي جمعت قادة القارة لمناقشة حاضرها ومستقبلها، برز تحول ملحوظ في أولوياتها، إذ لم يعد ملف نزاع الصحراء يشغل الحيز الأكبر من النقاشات كما كان الحال في العقود الماضية.

اليوم، تواجه إفريقيا تحديات أكثر إلحاحًا، تتطلب من قادتها التركيز على القضايا التي تهم شعوبهم، مثل الأمن، والتنمية، والاقتصاد، والتغير المناخي. لطالما كان نزاع الصحراء حاضرًا في كل اجتماع إفريقي تقريبًا على مدار أكثر من أربعين عامًا، إذ كان يثير الانقسام ويعيد إنتاج الجدالات نفسها دون تحقيق تقدم ملموس.

لكن مع تصاعد الأزمات الداخلية في العديد من الدول الإفريقية، أصبح من الواضح أن القارة بحاجة إلى مقاربة جديدة تنطلق من تساؤلات جوهرية: كيف يمكن حماية دول الساحل من الانهيار تحت وطأة الإرهاب؟ كيف يمكن توفير فرص عمل للشباب؟ وكيف يمكن مواجهة الجفاف الذي يهدد ملايين البشر؟ هذه هي الأسئلة التي تتردد اليوم في أروقة الاتحاد الإفريقي، وهي أسئلة لا تحتمل ترف الانشغال بصراعات سياسية عقيمة.

عندما عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، لم يكن هدفه الدفاع عن موقفه في قضية الصحراء فحسب، بل قدم رؤية جديدة قائمة على الشراكة والتنمية. كان ذلك بمثابة نقطة تحول كبرى للقارة الإفريقية، حيث حملت هذه العودة رؤية جديدة ومقاربة عملية تركز على التنمية الاقتصادية والتعاون المشترك. لم تكن مجرد خطوة دبلوماسية، بل شكلت إسهامًا حقيقيًا في تعزيز استقرار القارة وازدهارها، إذ كان الرابح الأكبر من هذه العودة هو القارة الإفريقية نفسها، التي استفادت من الاستثمارات والمشاريع التي قدمها المغرب.

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي جلبت معها حلولًا عملية ومستدامة للتحديات الكبرى التي تواجه القارة، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة، والبنية التحتية، والمصارف.

وقد تجسد ذلك في خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال قمة الاتحاد الإفريقي لعام 2017، حيث قال: “لقد اختار المغرب سبيل التضامن والسلم والوحدة، ونحن نؤكد التزامنا بتحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي. نحن، شعوب إفريقيا، نملك الوسائل والعبقرية وقدرة العمل الجماعي لتحقيق تطلعات شعوبنا.”

من خلال هذه الرؤية، اختارت القارة الإفريقية التوجه نحو المستقبل، ساعيةً إلى مواكبة الأمم الأخرى عبر التركيز على أولوياتها المتمثلة في التنمية الاقتصادية، والتعليم، والسلم والأمن.

لقد ظهر هذا التوجه بوضوح منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، حيث أحدث تحولًا كبيرًا من خلال عقد شراكات اقتصادية كبرى وفتح استثمارات ضخمة، وهو ما يعكس تفكيرًا خارج الصندوق. ولعل مشروع الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب خير مثال على هذه المشاريع الطموحة، التي تعكس قدرة المغرب على خلق شراكات اقتصادية تعود بالنفع على القارة بأكملها، بدلًا من الارتهان لصراعات وهمية تعرقل تقدم إفريقيا.

بيد أن هذا المشروع ليس الوحيد الذي استثمر فيه المغرب، فقد أعلن عن إنشاء “المبادرة المغربية لولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي”، والتي تمثل فرصة هائلة للتحول الاقتصادي في المنطقة. ستسهم هذه المبادرة في تسريع التواصل الإقليمي، وتعزيز التدفقات التجارية، وتحقيق رخاء مشترك في منطقة الساحل.

لقد نجح المغرب أيضا ، بفضل عودته إلى الاتحاد الإفريقي، في لعب دور محوري في إصلاح مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، حيث كان من رواد إصلاح هذه المؤسسة، التي كانت تشكل أحد أسباب المشاكل السياسية والأمنية في القارة.

وتعكس القمة الإفريقية، التي أنهت أشغالها الأحد، هذا التحول في أولويات القارة. فبرغم التحديات الكبرى التي تواجهها، إلا أن إفريقيا تمتلك أيضًا فرصًا هائلة. ومع النمو السكاني، والتحولات الرقمية، والاكتشافات الجديدة للموارد، تجد القارة نفسها أمام لحظة اختبار حاسمة. إما أن تضيع الوقت في قضايا الماضي، أو أن تنظر إلى المستقبل وتعمل من أجل أبنائها. ويبدو أن الخيار أصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

صحيح أن القارة الإفريقية لم تعد اليوم مسرحًا للصراعات الأيديولوجية القديمة، بل أضحت ورشة عمل كبرى، حيث الأولوية لمن يساهم في البناء والتنمية، وليس لمن يكرر الخطابات ذاتها. ولم تقتصر التحولات على قاعات القمة فحسب، بل أصبحت ملموسة في شوارع المدن الإفريقية، في الأسواق، في الجامعات، وفي طموحات الشباب الذين يسعون إلى بناء مستقبل أفضل.

إفريقيا اليوم هي ورشة بناء حقيقية، حيث تُمنح الأولوية لمن يساهم في التنمية، وليس لمن يواصل تكرار الخطابات التي عفا عنها الزمن.هناك توق لتحولات يلمسها الجميع وتستنشق مثل الهواء النقي.

 

مقالات مشابهة

  • تعليمية جنوب الباطنة تحقِّق دوري الفتيات لكرة القدم
  • قرار صادم من المحكمة الرياضية ضد رئيس الاتحاد الإسباني السابق
  • قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم
  • نتيجة قرعة ثمن نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم
  • سجن رئيس الاتحاد التونسي السابق 4 سنوات بتهم فساد وتدليس
  • السجن 4 سنوات للرئيس السابق للاتحاد التونسي لكرة القدم
  • بسبب بوسة للاعبة المنتخب.. إدانة رئيس الاتحاد الإسباني السابق
  • بسبب واقعة هيرموسو.. تغريم رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم السابق
  • عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي: تحول استراتيجي يغير أولويات القارة
  • اليوم..أربع مباريات ضمن منافسات الجولة 21 لدوري نجوم العراق لكرة القدم