الفشل ليس عيبا.. ولكن يكون عيبا عندما يتكرر.. ويصبح أمرا عاديا فى عيون المسئولين والناس.. خاصة نحن لا نملك ثقافة الاعتراف بالفشل.. ونحترف اختراع المبررات التى أدت إلى الفشل. والقاء التهم جزافا على الناس بأنهم وراء الفشل أو اختراع معارك جانبية حتى تضيع المعركة الأساسية وسط هذه المعارك ويبقى المسئول فى منصبه ولا يجد أحدا يحاسبه.
أقول هذا بمناسبة الاخفاقات المتتالية للبعثة المصرية فى أوليمبياد باريس.. التى يتبقى على انتهائها يومان.. وأغلب اللعبات التى اشتركت فيها مصر كان ترتيب لاعبيها فى المراكز الأخيرة.. رغم أن وزير الشباب والرياضة أعلن قبل سفر البعثة أنه يتوقع حصول مصر على 15 ميدالية متنوعة.. والرجل ذهب مع البعثة وكان يحدوه الأمل بأن يعود ومعه ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية.. لكن البعثة خذلت الشعب المصرى قبل أن تخذله رغم أنه هو الوحيد الذى يتحمل مسئولية الإخفاق مع اللجنة الأوليمبية المصرية والاتحادات الرياضية.
الفشل المصرى فى الأوليمبياد تكرر منذ وعيت على الدورات الأوليمبية ومتابعتها منذ 50 عاما تقريبا.. نفس الآمال ونفس التصريحات ثم الفشل فنجد نفس المبررات ونفس الكلام عن المحاسبة والمساءلة.. ونجد نوابا يقدمون طلبات إحاطة وتعقد جلسات.. وتمر الأيام ونجد الفشلة هم من يحتلون قمة الرياضة المصرية.. هؤلاء الذين تسببوا فى هروب مئات المواهب الحقيقة إلى خارج مصر بالتجنس بجنسيات أخرى كى يجدوا فرصة لإظهار موهبتهم.
ففى هذه الدورة وقبلها الدورات الأخرى جميع الميداليات التى حصلنا عليها كانت وليدة الصدفة أو اجتهاد شخصى من اللاعب الذى حصل عليها وليس وليدة دراسة وتخطيط واكتشاف المواهب الحقيقية فى الريف والحضر فى أقاصى الصعيد وفى شمال مصر وفى واحاتها المنتشرة وإيجاد كشافين عندهم خبرة وضمير حتى يكتشفوا المواهب الحقيقية وهذه المواهب تحتاج رعاية جادة من الاتحادات الرياضية وتوفر لهم مدربين أيضا يكونوا أصحاب خبرة وضمير واحتكاك قوى لهم.
إن ما يحدث فى كل دورة أوليمبية نجد أعضاء مجلس ادارة كل اتحاد يتوجه إلى مكان الدورة الفسحة والتسوق من خلال البدلات والانتقالات التى يحصلون عليها وهى بمئات الدولارات.. والمبلغ الذى صرف على البعثة التى تنزهت فى فرنسا ومدنها قيل إنه مليار جنيه مصر.. وهذا الرقم يكفى لبناء 40 مدرسة لحل أزمة تكدس الفصول ويكفى لبناء 4 مستشفيات كبيرة بتجهيزاتها الطبية فى المناطق المحرومة.. ويكفى لإنشاء 20 اكاديمية رياضية مثل أكاديمية الملك محمد السادس فى المغرب والتى أنتجت ابطالا حققوا الذهب والبرونز وهزمونا 6-0 فى كره القد.
أعلم أنه بعد الأوليمبياد سوف تجرى انتخابات الاتحادات الرياضية وسوف يعود إلى قمة هذه الاتحادات نفس الوجوه، لأنها من أهل الثقة ومن أصحاب اوامرك يا فندم وليست من اهل الخبرة الحقيقية فى المجالات الرياضية وهى الكارثة الكبرى أن عادت هذه الوجوه مرة أخرى.. فلا مجال للحديث عن الإصلاح ووقتها تجميد النشاط الرياضى فى البلاد يكون الحل الأمثل.
أتمنى من الحكومة أن تصدر قرار الاتحاد فشل فى تحقيق المستهدف منه يسدد أعضاء مجلس إدارته واللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية وجيش الموظفين سواء من الاتحادات أو وزارة الشباب الذى ذهب خلفهم مصاريف السفر والاقامة فى باريس من جيوبهم الخاصة باعتبار أنهم ذهبوا للفسحة والتنزه وتغيير الجو.. وتصبح هذه قاعدة فى كل البطولات القادمة.. ووقتها لن يخرج من مصر إلا القادر على رفع علمها فى المحافل الدولية وتحقيق انجاز لها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب المصرى اللجنة الأوليمبية المصرية الإتحادات الرياضية النشاط الرياضى اكاديمية رياضية
إقرأ أيضاً:
للمرة الأولى.. تشكيل مركز دراسات لأمن الحدود بين غرب وشرق ليبيا
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، الأحد، عن اتفاق على تشكيل مركز دراسات متخصص في مجالات أمن الحدود مشترك بين المؤسسات العسكرية في شرق ليبيا وغربها.
وقالت البعثة الأممية، في بيان، إن "أعضاء فريق التنسيق الفني المشترك لأمن الحدود المكون من ممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية في شرق وغرب ليبيا، المسؤولة عن أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، شارك في اجتماع تنسيقي ليومين نظمته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتونس".
واتفق المجتمعون، وفق البيان، على "تشكيل مركز دراسات يتولى إجراء دراسات متخصصة في مجالات أمن الحدود".
وأوضحت البعثة أن "فريق التنسيق الفني المشترك صاغ مقترحا لتشكيل مركز للدراسات يقدم تحليلا للمخاطر المتعلقة بأمن الحدود وحلولا عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وحدد واجبات ومهام المركز وبنيته التنظيمية".
وتعد هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها رسميا عن تشكيل جسم أمني مشترك بين القوات الليبية المنقسمة بين شرق البلاد وغربها.
ومنذ سنوات تقود البعثة الأممية حوارا بين الجانبين لتوحيد المؤسسة العسكرية، وذلك ضمن لجنة "5+5"، التي تضم 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا و5 من قوات الشرق.
ويأتي هذا الحوار تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف بسويسرا، في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، بين أطراف النزاع الليبي المتحاربة آنذاك.
كما تقود البعثة الأممية حوارا آخر يهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما معترف بها دوليا، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، وتدير منها كامل غرب البلاد.
أما الثانية فهي حكومة عيّنها مجلس النواب مطلع 2022، ويترأسها حاليا أسامة حماد، ومقرها بنغازي، وتدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.