حسينة حكمها تحول إلى الاستبداد
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
فى عام 1981 عادت حسينة إلى بنجلاديش، واعتُبرت نذيراً بالديمقراطية. وقد حظيت بشعبية كبيرة، ووعدت بالإصلاحات الديمقراطية والتغيير، وتحدت الحكم العسكرى، ولا سيما حكم الجنرال حسين محمد إرشاد، الذى تولى السلطة فى عام 1983. وخاضت حملة قوية ضده، وتعاونت مع جميع الأحزاب، بما فى ذلك منافستها اللدودة خالدة ضياء انتُخبت حسينة لأول مرة رئيسة للوزراء فى عام 1996، وخسرت فى عام 2001، وعادت إلى السلطة فى عام 2009.
ولكن حكمها تحول أيضًا إلى الاستبداد - ازدهرت الشركات القريبة من حزبها ، وعينت موالين لها فى مناصب عليا فى البيروقراطية وقوات الشرطة، واختفى المعارضون السياسيون ، ووقعت عمليات قتل خارج نطاق القضاء ، وتعرضت الصحافة للهجوم وتمت مقاضاة الصحف، وفرض قانون الأمن الرقمى القاسى قيودًا كبيرة على الحرية، وازدهر الفساد.
كان السبب المباشر لسقوطها احتجاجاً بين الطلاب ضد الحصص التفضيلية فى الوظائف الحكومية للمقاتلين من أجل الحرية وذريتهم. ولم يكن هناك بند يحدد سقفاً للحصص، بمعنى أن هذه الحصص كانت ستبقى إلى الأبد، وكانت النسبة 30% غير متناسبة إلى حد كبير مع العدد الفعلى للمقاتلين من أجل الحرية. وأصبح هذا بمثابة تمرين فى خلق فرص العمل لأولئك الموالين لرابطة عوامى أو المقربين منها.
ولكن حسينة لم تتفاوض مع الطلاب، بل أصرت على موقفها بعناد، حتى تصاعدت حدة الاضطراب، وفى منتصف يوليو أطلقت على المعارضين لنظام الحصص وصف «الرازاكار» وهو مصطلح مهين يصف أولئك الذين تعاونوا مع القوات الباكستانية فى حرب التحرير، وليس بعيداً عن وصف «الخونة». وبدأ الجناح الشبابى لحزب رابطة عوامى فى ضرب المحتجين، وبدأت الشرطة فى إطلاق النار فقُتِل ما لا يقل عن 200 شخص، كثير منهم من الطلاب، ثم سعى المتظاهرون إلى الاعتذار أولاً، ثم إلى استقالتها. ولكنها تمسكت بموقفها، فتصاعد العنف. ولم تظهر حسينة أى علامة على التنازل، حتى أبلغها الجيش بأن موقفها أصبح غير قابل للاستمرار، فغادرت منصبها، متجهة إلى الهند. ولا أحد يعرف أين تستقر فى نهاية المطاف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود حرب التحرير فى عام
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الشباب في عمر العشرينات قد يواجهون العديد من التحديات الفكرية، ومن بينها الأفكار الشيطانية أو تلك التي تنبع من النفس الأمارة بالسوء، مضيفا: "غالبًا ما تكون الدوافع وراء الإلحاد سلوكية، خصوصًا عندما يسعى الفرد وراء شهواته وملذاته، ويبحث عن فكر يبرر له تلك الرغبات، ويجعله يعيش بلا قيود أو التزامات".
وأوضح عضو الأعلى للشئون الاسلامية خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الإلحاد النفعي هو نوع من الإلحاد الذي يسعى فيه الفرد إلى الهروب من التزاماته الأخلاقية والدينية، حيث يبحث عن نوع من الحرية المطلقة بعيدًا عن أي قيود قد تقيّد سلوكه.
خالد الجندي ينتقد الجيل الحالي: يصرون على الانفراد بالرأي ويرفضون الانقياد للآخرينوقال: "الملحدون في هذه الحالة يريدون أن يعيشوا كما يأكل الأنعام، لا يتقيدون بأي قواعد أخلاقية أو دينية، ولا يشعرون بالمسئولية تجاه تصرفاتهم.. وهذا يؤدي إلى حياة بلا ضوابط، وهو ما يضر بالفرد والمجتمع على حد سواء، وهذه نظرة خطيرة على الإلحاد، لأنه يخرج الفرد من دائرة القيم الأخلاقية، سواء كانت قيمًا دينية أو اجتماعية أو مجتمعية.. هذا الخروج من قيود الأخلاق يشكل تهديدًا حقيقيًا لأن الإنسان يصبح بلا ضوابط، يفعل ما يشاء في أي وقت ومكان، وهذا مفهوم أعور لمعنى الحرية".
وأوضح أنه من أجل التصدي لهذه الأفكار، يجب على الفرد أن يحدد أولاً دور نفسه في الحياة: "هل أنت إله أم عبد؟".. وإذا قررت أنك عبد، فأنت بحاجة إلى الانقياد والاتباع لله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان لا يمكن أن يكون إلهًا.. لا يستطيع أن يخلق شيئًا أو يتحكم في الكون، فهو في حاجة دائمة إلى الغذاء، والدواء، والمأوى، وحتى العلاج، وهذا يثبت أنه عبد لله، ويجب أن يلتزم بطاعته.
وأكمل: "حرية الإنسان الحقيقية هي أن يكون منقادًا لما يرضي الله، وأن يتحلى بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع وتحافظ على توازنه.. أما مفهوم الحرية كما يروج له البعض، والذي يقوم على التفلت من القيود والقيم، فهذا ليس حرية حقيقية، بل هو هروب من مسئوليات الحياة".