سواء صح أن إيران اعترضت على اختيار خالد مشعل رئيسًا للمكتب السياسى لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية، أو أن ذلك كان جزءًا من الدعاية الإسرائيلية التى بات من المعتاد أن تروج لها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية الموالية لإسرائيل، فمن المؤكد أن تولى يحيى السنوار رئاسة الحركة، ليس بعيدا عن المساندة الإيرانية، لاسيما بعد أن اتجهت الانظار نحو «خالد مشعل» فور حادث الاغتيال، متنبئة بتوليه رئاستها.
لم يكن خاليًا من الصدفة، أن يأتى فى مقدمة التصريحات الأولى الخارجة من غزة، إعلان حماس بعد تقلد يحيى السنوار زعامتها، أن الحركة جاهزة لمواصلة المفاوضات. وعلى عكس كثير من التوقعات، فإن حركة حماس بعد أن وحدت المستويين السياسى والعسكرى فى شخص السنوار، أضحت أكثر قدرة على اختصار كثير من الوقت المشتت بين الداخل والخارج، وأكثر بعدًا عن الضغوط الأمريكية التى مورست على ممثليها فى قطر، وربما أكثر قربًا من موازنة قرارها فى التفاوض وفى قلب الميدان، بما يجنبها مزيدا من الخسائر، هى والأثنى عشر فصيلا من فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، التى شاركت معها فى هجوم السابع من أكتوبر، ولاتزال تعمل معها جنبا إلى جنب داخل معارك الميدان.
الاستنتاجات التى خلصت باستعجال إلى القول، بأن الحرب فى غزة قد دخلت طريقا مسدودا بتولى السنوار زعامة حركة حماس، تتجاهل أن السنوار وافق على مفاوضات تفضى لوقف الحرب وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، وأن الأمور ما تكاد تقترب من توقيع صفقة بذلك، حتى يفشلها نتيناهو لكى يبقى فى السلطة، ولا يضطر للاستجابة لضغوط الجيش، بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، بديلا للانتظار حتى يحين موعدها الرسمى خريف عام 2026.
أمام حماس ورفاقها من فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، فرصة الآن للاتفاف على النفق المظلم الذى تريد إسرائيل فرضه على الشعب الفلسطينى الصامد فى وجه نازيتها الجديدة. وليس أقل من الاتفاق الآن وليس غدًا، على موقف موحد، تعلن به حماس إنهاء انقسامها عن منظمة التحرير الفلسطينية، والاعتراف بها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى. والعمل على تقديم تصور مشترك لما بعد انتهاء حرب غزة، قبل أن تبدأ إجراءات التصويت فى الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر المقبل. اتفاق ينطوى على المبادئ التى وافقوا عليها فى مفاوضات الوحدة التى جرت بينها الشهر الماضى، فى العاصمة الصينية بكين، والتزمت خلاله الفصائل بتوحيد المؤسسات الفلسطينية، وانهاء كل اشكال الانقسام، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة لإدارة غزة، لحين إجراء الانتخابات العامة. ذلك إذا أردنا تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى وتلمس طريق المستقبل، وتحرير القرار الفلسطينى من براثن المصالح الإقليمية المتضاربة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى طريق المستقبل منظمة التحرير الفلسطينية فصائل المقاومة الفلسطينية على فكرة أمينة النقاش
إقرأ أيضاً:
من دير البلح.. حماس تبعث برسائل إلى أمريكا وإسرائيل أثناء تسليم الأسرى وسط غزة
اختارت حماس اليوم السبت ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين أن يكون التسليم في دير البلح وهي منطقة مأهولة بالسكان وسط قطاع غزة، كما أنها لم أي عمليات برية طوال فترة العدوان الإسرائيلي على غزة، وفقا للرواية الإسرائيلية.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن القوات الإسرائيلية لم تقم بأي عملية عسكرية في هذه المنطقة طوال فترة الحرب بسبب اعتقادهم أن المحتجزين الإسرائيليين كانوا موجودين بها.
رسائل لأمريكا وإسرائيلوقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات لـ«الوطن»، إن حماس اختارت منطقة مُعمرة وبها منازل لترسل رسالة إلى أمريكا وإسرائيل أن قطاع غزة قائم وسنعيد بناءه من جديد، وهي رسالة أمل عن المقترح الأمريكي لتهجير سكان غزة، وفي المرات الماضية أيضًا كان هناك رسائل ترسلها حماس، ورسالة أمس كانت واضحة وتقول بأن غزة لا زالت موجودة.
وأضاف «الرقب»، أن هناك رسائل تأتي من الاحتلال الإسرائيلي واليوم عن قوة المقاومة وأنها لا زالت بمقدورها أن تقاتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى منصات السوشيال ميديا في إسرائيل يقولون كيف تظهر حماس بقوتهم وبسياراتهم.
رسالة سخرية من «نتنياهو»وشهدت مراسم الدفعة الخامسة من الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بموجب صفقة تبادل المحتجزين والأسرى بين حماس وإسرائيل العديد من المشاهد، كان أبرزها رسالة سخرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحوارات مع المحتجزين المُفرج عنهم.
وعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مشاهد تسليم الـ3 محتجزين الإسرائيليين اليوم السبت ضمن الدفعة الخامسة، وقال إن المشاهد كانت صادمة وسيكون هناك رد، مضيفا أن مشهد تسليم المحتجزين «لن يمر مرور الكرام».