بوابة الوفد:
2024-09-10@07:03:54 GMT

صناعة الموت

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

الاستعمار والتفرقة العنصرية أبشع جرائم التاريخ. وبقدر مساهمة الغرب فى الحضارة الإنسانية الحديثة، بقدر استمراره حتى اللحظة فى تصدر قائمة صناع الموت فى العالم. فى القرن التاسع عشر (قرن التوسع الاستعمارى) لقيت الدعوة إلى السلام معارضة كبيرة ممن كانوا ينظرون إلى الحرب باعتبارها عملا ساميا ومجيدا، بل جميلا، فى حين يرون فى السلام مسعى جبانا ومنحطا وماديا وفاسدا، وهى نفس عقلية نتنياهو اليوم.

كان العديد من المحافظين فى فرنسا وألمانيا يتصورون الحرب باعتبارها وسيلة فعالة لمد العمر الافتراضى للقيم التقليدية. المؤرخ الألمانى هاينريش فون ترايتشكة، أحد أبرز المدافعين عن وجهة النظر هذه – المؤيدة لثقافة الحروب –. يرى أنه على الرغم من كل وحشية الحرب وصرامتها، فإنها تنسج رباط الحب بين رجل ورجل، فتربطهما معا لكى يواجها الموت، وتجعل كل صور التمييز الطبقى تختفى. وينظر كثير من الداروينيين الاجتماعيين إلى الحرب بإيجابية لأنهم يعتبرونها الوسيلة الرئيسية التى يمكن من خلالها للأمم التقدمية أن تؤكد تفوقها (عقيدة النازى فيما بعد، ونتنياهو اليوم). ومن جانبه وصف المؤرخ الفرنسى ارنست رينان الحرب بأنها «واحدة من شروط التقدم». أما عالم الرياضيات الإنجليزى كارل بيرسون فيرى أن «طريق التقدم مفروش بحطام الدول»، وأن الحرب فضيلة تاريخية. 
بدت آراء مثل هؤلاء العلماء والمفكرين وكأنها تمهد لعالم مقبل على حروب لا تنتهى، وما هى إلا سنوات قليلة وأطل القرن العشرين، الذى شهد حربين عالميتين. ضحايا الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) 9.4 مليون قتيل، وملايين آخرين من المشوهين جسديا ونفسيا. الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) كانت أشد تدميرا من الحرب الأولى وتتراوح تقديرات ضحايها ما بين 50 و60 مليون قتيل (جنود ومدنيين). كان الألمان يقومون بتجويع أوقتل وإنهاك جنود الحلفاء المستسلمين حتى الموت (نفس نازية إسرائيل نتنياهو). سلب الألمان البلدان التى احتلوها من المواد الغذائية والسلع الضرورية (نفس ما تفعله إسرائيل فى غزة).. تدخلت أمريكا فى الحرب وانتهى تدخلها بدك اليابان بالقنابل الحارقة والنووية. فى يونيو 1945 تم قصف طوكيو بقنابل شديدة الانفجار مما أدى إلى إحراق 15.8 كلم مربع من المدينة وقتل 87.793 مدنيا. أدى قصف هيروشيما بالقنابل النووية إلى قتل 145 ألف يابانى ونفس الدمار والقتل بقنبلة نووية أخرى على ناجازاكى. وعلى ما يبدو أن صناعة الموت ستظل أوروبية أمريكية، مع اتساع نطاق وكلائها فى العالم خاصة الوكيل الصهيونى النازى الذى قد يورط الحمار الأمريكى فى حرب عالمية جديدة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح حرب عالمية جديدة صناعة الموت عقلية نتنياهو

إقرأ أيضاً:

«التعليم الفلسطينية» تعلن تدشين المدارس الافتراضية في قطاع غزة للمرة الأولى

قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في فلسطين صادق الخضور، إننا سندشن اليوم المدارس الافتراضية في قطاع غزة للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ونعمل بجدية لإنقاذ العام الدراسي الذي انقضى جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأشار «الخضور»، في تصريحات خاصة لقناة القاهرة الإخبارية، إلى وجود خطة تعليمية خاصة لدمج عامين دراسيين لتعويض الطلاب بغزة العام الدراسي الماضي، و290 من أصل 307 منشآت تعليمية تضررت جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 وتابع المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في فلسطين، أن 39 ألف طالب من غزة حرموا من امتحانات الثانوية العامة، و58 ألف طفل منعوا من الالتحاق بالصف الأول.

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع نهبت أدوية من الإمدادات الطبية بالخرطوم تقدر قيمتها بـ521 مليون دولار منذ بدء الحرب
  • جوتيريش: لم أرَ قط مثل هذا المستوى من الموت والدمار كما نراه في غزة
  • سعد عبدالحفيظ: الوضع في غزة أبعد من الكارثي.. والموت يلاحق 2.3 مليون فلسطيني
  • الأغذية العالمي: 2.2 مليون شخص بغزة ما زالوا بحاجة ماسّة للمساعدات
  • «التعليم الفلسطينية» تعلن تدشين المدارس الافتراضية في قطاع غزة للمرة الأولى
  • ارتفاع حصيلة ضحايا غزة إلى 136 ألف قتيل وجريح
  • رغم الحرب..تطعيم 441 ألف طفل ضد شلل الأطفال في غزة
  • حرب غزة.. 11 شهراً من الموت والدمار دون نهاية في الأفق
  • فقدت شعرها وتتمنى الموت.. سما طبيل قصة طفلة فلسطينية دمرتها الحرب على غزة نفسيا وجسديا
  • دستور أميركي للبيع بأكثر من مليون دولار (صور)