سنار على شفا المجاعة: توقف الزراعة يهدد حياة الملايين
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
سنار:9 أغسطس 2024
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير : سودان تربيون
أدت سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية سنار جنوب شرق السودان إلى شلل شبه كامل في القطاع الزراعي خلال الموسم الصيفي الحالي، مما يهدد بكارثة جوع في المنطقة.
بعد سيطرتها على جبل موية في 24 يونيو، تمكنت قوات الدعم السريع من بسط نفوذها على مناطق واسعة في الولاية، بما في ذلك سنجة والدندر والدالي والمزموم وكركوج والسوكي.
وصاحب هذا التوسع عمليات نهب واسعة للآليات الزراعية والتقاوى، ما أدى إلى توقف الموسم الزراعي الصيفي الذي يبدأ عادة في أواخر يونيو ويوليو.
وقال الهادي الصادق، مدير عام وزارة الزراعة بولاية سنار، لـ “سودان تربيون” إن خططهم لزراعة ثلاثة ملايين فدان من المحاصيل المختلفة قد تعطلت تمامًا بسبب هذه الاعتداءات.
وأشار إلى أن حكومة الولاية كانت قد وفرت جميع المدخلات الزراعية اللازمة، بما في ذلك التقاوى والأسمدة والمبيدات، لإنجاح الموسم، لكن كل هذه الجهود ذهبت سدى.
وكشف الصادق عن نهب 251 طن من تقاوى وفرتها منظمة “الفاو” من مدينة سنجة، بالإضافة إلى تقاوى وأسمدة ومبيدات وآليات زراعية أخرى يملكها المزارعون.
وأكد صعوبة الحصول على إحصائية دقيقة حول حجم الخسائر في الوقت الراهن بسبب انعدام الأمن وصعوبة التواصل.
شلل زراعي في سنار يهدد الأمن الغذائي
تواجه ولاية سنار، إحدى أكبر المناطق الزراعية في السودان، أزمة حادة تهدد أمنها الغذائي بشكل غير مسبوق. فبعد سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق الولاية، توقفت الأنشطة الزراعية بشكل شبه كامل، ما يثير مخاوف من نقص حاد في الغذاء وارتفاع الأسعار.
وتشتهر سنار بزراعة حبوب الذرة الرفيعة والدخن ومحاصيل السمسم والفول السوداني والقطن وزهرة عباد الشمس، إضافة للخضر والفاكهة. إلا أن سيطرة قوات الدعم السريع على معظم محليات الولاية، بما في ذلك الدندر وسنجة وأبو حجار، أدت إلى توقف الإنتاج الزراعي في 95% من المساحة الصالحة للزراعة، والتي تبلغ 5.5 ملايين فدان.
حتى في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة، مثل محلية شرق سنار، تواجه الزراعة تحديات كبيرة. فبحسب مدير مكتب الزراعة بالمحلية، عثمان برعي، يعاني المزارعون من انعدام الوقود ومدخلات الإنتاج الضرورية للزراعة المطرية، في حين توقفت البيارات عن العمل، ما أثر على الزراعة المروية.
ويهدد توقف الإنتاج الزراعي في سنار بموجة جوع غير مسبوقة في الولاية والمناطق المجاورة التي تعتمد عليها في الإمدادات الغذائية. ومع تضاؤل المعروض من الغذاء، من المتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعًا حادًا، ما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون أصلاً في ظروف إنسانية صعبة بسبب الحرب.
نهب ممنهج للقطاع الزراعي في سنار يفاقم أزمة الغذاء
تعرض القطاع الزراعي في ولاية سنار لنهب ممنهج من قبل قوات الدعم السريع، مما فاقم أزمة الغذاء في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن الدعم السريع نهب مئات الآليات الزراعية والتقاوى والأسمدة من المزارعين، ما أدى إلى توقف النشاط الزراعي بشكل كامل في العديد من المناطق.
في محلية الدندر وحدها، أحصت غرفة الطوارئ نهب حوالي 200 تراكتور زراعي، بالإضافة إلى بذور زراعية وسماد ومبيدات من مخازن المزارعين. وأكد مزارع من المنطقة، فضل عدم الكشف عن هويته، أن عناصر الدعم السريع نهبوا آليات زراعية بأعداد كبيرة، متوقعًا أن يكون العدد أكبر من الذي أحصته غرفة الطوارئ.
توقف النشاط الزراعي تمامًا في كل أنحاء محلية الدندر، سواء الزراعة الاكتفائية في المساحات الصغيرة أو زراعة المشاريع الكبيرة وكذلك زراعة الخضر، بسبب انعدام الأمن ونهب الآليات والتقاوى والأسمدة. وينطبق ذات الأمر على محليات الدالي والمزموم، وفقًا لشهادات ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
في جبل موية، أفاد عضو التيار الوطني والمواطن يوسف العركي بتوقف النشاط الزراعي خلال الموسم الصيفي الذي صادف بدايته مع اجتياح قوات الدعم السريع للمنطقة. وكشف عن نهب ما يزيد عن 500 تراكتور زراعي في الأيام الأولى للاجتياح، إلى جانب نهب المخازن والمطامير، وهي صوامع تقليدية تحت الأرض لتخزين الحبوب لسنوات طويلة.
جبل موية.. خسارة فادحة في اكثر المناطق صوبة في سنار
يواجه القطاع الزراعي في جبل موية، إحدى أكثر المناطق خصوبة في ولاية سنار، خسارة فادحة تهدد الأمن الغذائي في المنطقة بأكملها. فبعد سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة، توقف النشاط الزراعي تمامًا، مما سيؤدي إلى نقص حاد في المحاصيل الأساسية مثل الذرة الرفيعة والسمسم والدخن.
وتشتهر أراضي جبل موية بخصوبتها العالية، حيث تصل إنتاجية “الجدعة” الواحدة (وحدة مساحتها 5 أفدنة) إلى أكثر من 50 جوال للذرة الرفيعة ونحو 20-40 قنطار سمسم. وتمتد هذه الأراضي الخصبة على مساحات شاسعة غرب الطريق السفري الذي يربط سنار بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض.
مع توقف النشاط الزراعي في جبل موية وقطع طرق إمداد التجارة في ولاية سنار، يواجه السكان خطر المجاعة حال استمرار النزاع. وتأتي هذه الأزمة في وقت يعاني فيه السودان من توقف النشاط الزراعي في مناطق أخرى، مثل ولاية الجزيرة، وتهديد ولايات أخرى بالاجتياح من قبل قوات الدعم السريع.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#ساندوا_السودان
#Standwithsudan
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدندر المجاعة توقف الزراعة سنار
إقرأ أيضاً:
وسائل إعلام: عشرات القتلى بعد توزيع الدعم السريع طعاما مسموما في ولاية الجزيرة
قالت منصة نداء الوسط المكونة من ناشطين سودانيين، إن حصيلة هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الهلالية في ولاية الجزيرة وسط البلاد بلغت 91 قتيلا، بينهم 12 بالرصاص الحي، والباقون جراء تسمم بطعام وزعته القوات عليهم.
وأفادت في بيان، بأن “مدينة الهلالية أضحت سجنا كبيرا يواجه من بداخله موت محتوم” جراء هجوم الدعم السريع.
وأضافت، “يعاني المواطنون من حصار فرضته عليهم قوات الدعم السريع منذ 14 يوماً بعد اقتحام المدينة، حيث يفتقدون لأبسط وأقل مقومات الحياة، إضافة لانعدام الرعاية الطبية والأدوية”.
وتقع مدينة الهلالية شرق نهر النيل الأزرق، وهي من أكبر مدن شرق ولاية الجزيرة، وتبعد حوالي 120 كيلومترا عن العاصمة الخرطوم.
وأكدت المنصة أن "عشرات المدنيين توفوا جراء تدهور حالتهم الصحية، كما ظهرت عشرات حالات التسمم الغذائي عقب تناولهم لطعام قامت قوات الدعم السريع بتوزيعه عليهم".
وبينت أن “قوات الدعم السريع قتلت خلال اليومين الماضيين 12 بالرصاص الحي، وتوفي 79 آخرون جراء تسمم غذائي بعد تناولهم وجبة قدمتها لهم قوات الدعم السريع”.
وطالبت المنصة "المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل من أجل إنقاذ المواطنين المحاصرين في المدينة”، بينما لم يصدر تعقيب فوري من الدعم السريع".
يأتي ذلك مع تصاعد الاتهامات المحلية والدولية في الأيام الأخيرة لقوات الدعم السريع بـ "ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية" بحق المدنيين بولاية الجزيرة.
وتجددت الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش السوداني في ولاية الجزيرة في 20 تشرين الأول: أكتوبر الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبوعاقلة كيكل وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
والأربعاء الماضي، قالت نقابة أطباء السودان، "تواجه مناطق شرق الجزيرة كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها الدعم السريع، وتشهد المنطقة حملة انتقامية ممنهجة تستهدف المدنيين، ما أدى إلى مقتل وترحيل الآلاف وتهجيرهم قسريًا".
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وحاليا، تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 13 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.