نظمت شعبة الهندسة المعمارية بالنقابة العامة، برئاسة الدكتور أحمد الزيات، زيارة لأعضاء الشُّعبة لمدينة العلمين الجديدة لزيارة المشروعات التنموية بها، وفور وصول الوفد، استقبل المهندس محمد خليل، نائب رئيس جهاز المدينة، قيادات نقابة المهندسين المشاركين في فعاليات الزيارة، وذلك بحضور  المهندس هشام سعودي- وكيل نقابة المهندسين، والمهندس محمود عرفات، أمين عام النقابة، والدكتور المهندس معتز طلبة، أمين صندوق النقابة، والمهندس خالد عبد الله، رئيس نقابة المهندسين الفرعية بمطروح، 

خلال اللقاء، أطلع نائب رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة وفد النقابة على مشروعات المدينة وما بها من خدمات بأيدي مهندسي مصر، معربًا عن فخره واعتزازه بانتمائه لنقابة المهندسين، كون أعضائها قاطرة التنمية والعمران في مصر، وخلال الزيارة عقدت الشعبة ندوة بعنوان «بيت مصر في باريس» حاضر فيها المعماري وليد عرفة.

زيارة مدينة العلمين الجديدة

في كلمته الافتتاحية للندوة، وجَّه الدكتور أحمد الزيات، رئيس الشعبة،  الشكر للحضور لتحمُّلهم مشقة السفر لزيارة مدينة العلمين الجديدة، قائلًا: هي مدينة تستحق الزيارة، فهي من مدن الجيل الرابع وإحدى أهم المدن الجديدة في مصر مع العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن مدينة العلمين الجديدة تمثل إحدى نوافذ مصر الدولية مع دول حوض البحر المتوسط، فهي مدينة مصرية بمفردات عالمية، متنوعة في أنشطتها لتتحدى طبيعة موقعها لتكون مستقر عمران طوال العام في وسط موقع يتميز بالنشاط الموسمي صيفًا فقط، فالمدينة تتجه ليكون اسمها تنافسيًّا على الخريطة العالمية.

كما وجَّه الشكر والتقدير لشركاء الحدث وحضور د.حمد مصطفى، ممثلًا عن الدكتور  إسماعيل عبد الغفار- رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وحضور د.عمرو ممدوح، ممثلًا عن د.عصام الكردي- رئيس جامعة العلمين الدولية، موضحًا أن ما قام به المهندس وليد عرفة يوضح لنا أحد أمثلة الانطلاق من المحلية إلى العالمية من خلال بيت مصر في باريس، كما أن العكس صحيح، حيث مثَّل المشروع العالمية بالنسبة لمحلية باريس، وكانت هنا فكرة باريس في إنشاء تمثيل عالمي على أرضها بمواقع بيوت طلاب العالم لديها.

عبَّر «الزيات» عن طموحه بدراسة مبادرة بالتعاون مع جهاز مدينة العلمين الجديدة ووزارة الإسكان لإرساء مبدأ المسابقات المعمارية لمشروعات المدينة، لإتاحة مشاركة المعماريين المصريين ومن مختلف دول العالم، حيث إن نقابة المهندسين وشعبة العمارة على استعداد كامل للتعاون والدعم في هذا الشأن.

أعضاء نقابة المهندسين

بدوره، رحَّب المهندس محمد خليل، نائب رئيس جهاز المدينة بأعضاء نقابة المهندسين، مقدِّمًا شرحًا وافيًا عن المشروعات التنموية التي تحدث في المدينة، وأن إنشاء مؤسسات تعليمية كانت أولوية، كون العملية التعليمية أسرع وسيلة لجذب السكان، مؤكدًا أن المدينة بها كافة الأنشطة، ولديها مقوِّمات السياحة الطبيعية التي كان لا بد من استغلالها على الوجه الأمثل، معدِّدًا المشروعات التنموية بالمدينة.خلال محاضرته، تناول المهندس المعماري وليد عرفة، قصة تحديات وفكرة التصميم المعماري لبيت مصر في باريس والذي فاز بشرف تصميمه.

وقال «عرفة»: حرصت في التصميم أن يكون المبنى مُعبِّرًا عن الهوية المصرية وسط بيوت مماثلة لعشرات من دول العالم التي تجاوره في مساحة 85 فدانًا خصصتها فرنسا للمدينة الطلابية، موضحًا أن البيت المصري مبنى يمزج بين الشخصية المعمارية المصرية على مدى آلاف السنين والحداثة المعمارية.

وأشار المهندس، إلى أنه كان هناك 70 تحالُفًا تقدمت لمسابقة تصميم بيت مصر في باريس، تمت تصفيتها إلى 5 تحالفات، حتى انتهت المسابقة باختيار تصميمه القائم على إبراز الهوية المصرية، قائلًا: "عمارة أي بلد ناتجة عن ظروفها البيئية وحضاراتها وتاريخها". 

وأوضح أنه كان لا بد من مراعاة أن كل من يشاهد المبنى من أول وهلة يعرف أنه مبنى مصري، حيث صُممت الواجهة بنقوش مصرية قديمة، وهي نصوص حقيقية مختارة بعناية وتعاون فيها مع عدد من الباحثين، ومن بين هذه النصوص نصوص آداب تلقِّي العلم، وشرف وأمانة العلم، فالنقوش ذات دلالة ومعنى، مشيرًا إلى أنه زار الموقع قبل تصميم وإنشاء المبنى، وتفقَّد بعض مباني الطلبة الأخرى، فوجد مشكلة الإضاءة وعدم إمكانية استمتاع الطالب النزيل بالشمس، مما دفعه إلى مراعاة هذا الجانب وضرورة وجود حل يجعل الطالب المصري النزيل يستمتع بالإضاءة الطبيعية ورؤية الشمس من داخل المبنى، وكان من حسن الحظ أن واجهة المبنى واجهة شرقية تطل عليها الشمس فتم استخدم الواجهة الزجاجية. وأشار المهندس المعماري وليد عرفة، إلى أن أكبر تحدٍّ له كان وجود شجرة في الموقع عمرها مائة عام ومحمية بالقانون الفرنسي، الذي يُلزم أن تبعُد الإنشاءات عنها 10 أمتار، موضحًا أن المدينة الطلابية تحتوي على 43 بيتًا، منها 27 تمثِّل دولًا، والباقي تمثل هيئات.

وقال إن بيت مصر ثاني أكبر بيت من حيث السعة والثالث من حيث المساحة، ويحتوي على 195 غرفة، وهي من أكبر الغُرف مقارنة بالبيوت الأخرى الموجودة بالمدينة. 

خلال مداخلته، قدَّم المهندس هشام سعودي، الشكر لجهاز مدينة العلمين الجديدة على حسن الاستقبال والاستضافة؛ وثمَّن مجهود شعبة الهندسة المعمارية في تنظيم هذه الزيارة لإطلاع أعضاء الشعبة على مشروعات المدينة التنموية، معربًا عن سعادته برؤيته لمهارة هندسية معمارية مصرية رفعت اسم مصر في فرنسا من خلال تصميمه وإنشائه لبيت الطلاب المصريين في المدينة الطلابية بباريس وفوزه في مسابقة معمارية عالمية.

ومن هذا المنطلق، نادى «سعودي» بتعظيم دور المسابقات والاهتمام بها والإكثار منها، لأن معماريي مصر قادرون على التعبير عن أنفسهم في هذه المسابقات.

من جانبه قال المهندس محمود عرفات، أمين عام النقابة، في مداخلته: المعماري فنان قادر على ترجمة مشاعره إلى عمل معماري، موجِّهًا استفساره إلى المعماري وليد عرفة: هل ستختفي الهوية المعمارية للدول مع التقدم التكنولوجي في التصميمات المعمارية؟

وفي ردِّه أكَّد «عرفة» على أن البيئة هي التي تتحكم في المعماري وليست التكنولوجيا، وأن المعماري قادر على التعبير عن رؤيته في تصميمه. 

فيما أكد المهندس سيف أبو النجا، رئيس جمعية المهندسين المعماريين المصريين، أن جودة العمران تؤدي إلى جودة الحياة؛ وأن المسابقات هي الحل الأمثل لتحقيق تكافؤ الفرص، والحل الأول لتشجيع الشباب وجودة التصميم والإبداع وخير مثال هو بيت مصر في باريس، قائلًا: لا بد من إرساء مبدأ المسابقات المعمارية.

فيما عبَّر المهندس خالد عبد الله عن إعجابه الشديد بمشروع بيت مصر في باريس، بما يحمله من بساطة وتعبير عن الهوية المعمارية المصرية، كاشفًا أنه سيسعى لطرح إنشاء مبنى النقابة الفرعية بمطروح من خلال مسابقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أمين عام إسماعيل عبد الغفار الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري البحر المتوسط التصميمات المعمارية مدینة العلمین الجدیدة بیت مصر فی باریس نقابة المهندسین د عرفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل يحول المحج الملكي الدارالبيضاء إلى مدينة عالمية قبل حلول مونديال 2030 ؟

زنقة 20 | الرباط

شرعت سلطات الدارالبيضاء في هدم عدد كبير من المباني في المدينة القديمة لإفساح المجال أمام مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء.

ويندرج مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء ضمن المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تحويل المدينة القديمة إلى وجهة سياحية عالمية.

ويتضمن المشروع إنشاء العديد من المرافق العامة، بما في ذلك الحدائق الخضراء والساحات العامة، بالإضافة إلى المباني السكنية المستوحاة من الطراز المغربي التقليدي.

ويتضمن المشروع أيضا توسيع معرض الدار البيضاء الدولي، مما يجعله جزءا أساسيا من إعادة إحياء المدينة القديمة.

وعلى الرغم من توقف المشروع لسنوات عديدة، إلا أن هناك مؤخرًا دفعة جديدة لاستكماله قبل عام 2030.

و يسعى المشروع الى تحسين البنية التحتية وتطوير الأسواق التقليدية في المدينة القديمة، مثل سوق باب مراكش.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم ترميم وترميم المباني التاريخية من خلال إعادة طلاءها والحفاظ على طابعها الأصيل.

و يتضمن المشروع هدم المباني القديمة في مناطق مثل درب المعز ودرب السنغال، لإفساح المجال أمام المشروع الجديد.

مقالات مشابهة

  • نقابة المهندسين بالإسكندرية تُنظم النسخة الثالثة من ملتقى سوق العمل الهندسي
  • نقابة المهندسين بالإسكندرية تنظم ملتقى سوق العمل الهندسي في نسخته الثالثة
  • ضمن الملتقى 19 لأهل مصر.. شباب المحافظات الحدودية في جولة بمدينة العلمين الجديدة
  • بن وهيط يبحث في عدن خطط تطوير توزيع الغاز بمعايير عالمية
  • هل يحول المحج الملكي الدارالبيضاء إلى مدينة عالمية قبل حلول مونديال 2030 ؟
  • وزيرا الإسكان والتعليم العالي يستعرضان موقف تنفيذ وتشغيل جامعتي العلمين الدولية والمنصورة الجديدة ويبحثان التعاون المشترك
  • نقيب المهندسين: النقابة لن تكون أداة صورية أو شكلية للحصول على عضويتها
  • وزير التعليم العالي يستعرض موقف تشغيل جامعتي العلمين الدولية والمنصورة الجديدة
  • وزيرا الإسكان والتعليم العالي يستعرضان موقف تنفيذ وتشغيل جامعتي العلمين والمنصورة الجديدة
  • وزارة الإسكان تضيف أحد عقارات مصر الجديدة للمباني ذات الطراز المعماري المميز