كشفت هيئة بحرية بريطانية عن استخدام مليشيا الحوثي الإرهابية المدعوة من إيران طريقة جديدة لمهاجمة سفينة تجارية على بُعد 45 ميلاً بحرياً جنوب المخا، أمس الخميس.

ونقلت هيئة عمليات التجارة البحرية (UKMTO) عن ربان السفينة أن هجوماً بقذيفة آر بي جي انفجرت على مقربة من السفينة من مركبتين صغيرتين، وعلى متن كل منهما أربعة أشخاص، وأفادت الهيئة بأن السفينة وطاقمها بخير، وأنها تتجه إلى ميناء التوقف التالي.

وتعد هذه أول حادثة تُهاجم فيها مليشيا الحوثي سفينة تجارية بهذه الطريقة وباستخدام سلاح تقليدي منذ بدء هجماتها ضد السفن التجارية في نوفمبر من العام الماضي، وسط تراجع ملحوظ في هذه الهجمات خلال الأسابيع الماضية.

فمنذ الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المليشيا في الـ20 من يوليو الماضي وحتى يوم الخميس 8 أغسطس (20 يوماً) تبنت المليشيا مهاجمة ثلاث سفن تجارية فقط، وهو أدنى معدل للهجمات منذ انطلاقتها.

هذا التراجع أقر به زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأسبوعي الذي يوجه لأنصاره كل يوم خميس، إلا أنه برر ذلك بانخفاض حركة السفن المرتبطة بالأمريكي والبريطاني أو التي تحمل بضائع نحو إسرائيل، وقال بأن ذلك جعل "عملية التصيد لما يمر في البحر حالة نادرة".

وفي حين زعم الحوثي نجاح مليشياته في منع الملاحة لصالح إسرائيل في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، فإنه شكا من صعوبة تنفيذ تهديداته السابقة بتوسيع الهجمات ضد السفن التجارية نحو المحيط الهندي على مسافة أبعد من 1000 كم وإلى البحر الأبيض المتوسط بأكثر من 2000 كلم، وقال إن ذلك يتطلب "تطوير التقنيات والإمكانات والحصول على المعلومات لضرب أهداف متحركة".

إلا أن الحوثي حاول خلق مبرر لعجز مليشياته عن توسيع الهجمات ضد السفن إلى هذه المسافات جراء ضعف الإمكانيات لديها، حيث تحدث عن وجود منظومات دفاعية تعمل لصالح إسرائيل في الاعتراض والتشويش، وقال إن بعضها يتبع دولاً عربية.

وأقر زعيم المليشيا بأن توسيع الهجمات نحو البحر الأبيض المتوسط يحتاج إلى "تطوير القدرات والتقنيات إلى ما يساعد على تجاوز قدرات 5 جهات على رأسها الأمريكي وأنظمة عربية أخرى ثم العدو الإسرائيلي"، حسب قوله.

وتعاني مليشيا الحوثي عجزاً واضحاً في إصابة السفن التجارية باستخدام الأسلحة الإيرانية من صواريخ بحرية وطيران مُسير، رغم عدم امتلاك هذه السفن لأي منظومات دفاع جوي كما هو الحال مع السفن الحربية، ففي حين يعلن زعيم المليشيا مهاجمة 177 سفينة تجارية منذ نوفمبر الماضي، لم تغرق منها سوى سفينتين فقط.

ويبرز هذا العجز حتى على مستوى إصابة الأهداف القريبة، كما حدث مع آخر هجوم تبنه المليشيا، وهو مهاجمة السفينة "كونتشيب أونو" الأربعاء الماضي في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البالستية والطائرات المُسيرة وزعمت إصابتها بدقة، الا أن شركة "كونتشيبس مانجمنت" المالكة السفينة نفت ذلك في اليوم التالي، وأكدت أن السفينة وطاقمها بخير ولم تقع أي حادثة تؤثر على عملياتها.

هذا العجز في الاستهداف عن بُعد للسفن، دفع المليشيا في الشهرين الماضيين الى استخدام سلاح الزوارق المفخخة، في سلوك فسره تقرير صادر عن معهد واشنطن للدراسات بأنه يشير "إلى أن قيادة الحوثيين إما غير راضية عن النتائج العادية التي تفضي إليها أنواع الأسلحة الأخرى، لا سيما عندما تكون النية هي إغراق الأهداف، أو أن مخزوناتها من الصواريخ والطائرات بدون طيار بدأت تنفد".

إلا أن هذا السلاح يبدو بأنه سينضم إلى سابقيه في عدم الفاعلية، حيث نشرت البحرية البريطانية الشهر الماضي مقطع فيديو التقطه بحارة على متن سفينة شحن تجارية كانت تُبحر بالقرب من باب المندب، ويظهر تمكن أفراد حماية السفينة من تفجير قارب حوثي مفخخ بأسلحة كلاشينكوف قبل أن يصل للسفينة.

الفشل الذريع الذي أظهره مقطع الفيديو لسلاح الزوارق المفخخة، فضح كل مزاعم المليشيا حول هذه الزوارق وبأنها سريعة وقادرة على التخفي والمناورة، ويبدو بأنه دفعها للجوء الى استخدام طريقة جديدة لمهاجمة السفن التجارية بأسلحة وطرق بدائية عبر مهاجمتها بقذائف الـ آر بي جي، كما حدث في الهجوم الأخير.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: السفن التجاریة سفینة تجاریة

إقرأ أيضاً:

شركة إسبانية تكشف آخر تطورات عملية صناعة السفينة الحربية المغربية أفانتي 1800

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

قام حوض بناء السفن التابع لشركة "Navantia" في سان فرناندو (قادس) يوم الجمعة بإتمام مرحلة وضع العارضة لسفينة الدورية البحرية التي تُبنى لصالح قوات البحرية الملكية المغربية، وهي مرحلة تمثل بداية بناء السفينة على الحوض حيث تبدأ السفينة في أخذ شكلها، في حين تستمر عملية تصنيع باقي الكتل في الورشات الأخرى.

ووفقاً لبيان صادر عن شركة "Navantia"، فقد حضر هذا الحدث، العقيد محمد صلوح، ممثل البحرية الملكية المغربية، والذي حضي باستقبال رئيس شركة "Navantia"، "ريكاردو دومينغيز"، ومدير العمليات والأعمال غونزالو ماتيو-غيريرو، ومدير قطاع "الكورفيتات" والسفن البحرية، "ألبرتو سيرفانتس".

وأوضحت الشركة أن وضع العارضة تم في الحوض رقم 3 لحوض بناء السفن في "سان فرناندو"، حيث تم وضع الكتلة الرئيسية على الحوض بمساعدة الرافعات، مما يشير إلى بدء عملية تشكيل السفينة، فيما تستمر الأعمال في الورش لتصنيع الكتل التالية.

وسيكون طول سفينة الدورية، التي تحمل رقم البناء 565 لدى "Navantia San Fernando"، قُرابة 90 مترًا وعرض 13 مترًا، وستتسع لطاقم يصل إلى 60 فرداً، حيث من المتوقع أن تستغرق عملية البناء أكثر من مليون ساعة عمل، وتوفر حوالي 1100 وظيفة مباشرة وغير مباشرة ومستحدثة على مدار ثلاث سنوات.

كما أشارت "Navantia" إلى أن المفتش العام للبحرية الملكية المغربية، الأدميرال محمد طاحين، كان قد زار الشركة في يناير الماضي للإطلاع على أعمال بناء السفينة، والتي بدأت أولى مراحلها في يوليو من العام الماضي.

ويتضمن بناء سفينة الدورية المغربية أيضًا حزمة دعم فني ولوجستي تشمل قطع الغيار والأدوات والوثائق الفنية، بالإضافة إلى تقديم خدمات التدريب الفني لأفراد البحرية الملكية المغربية في إسبانيا.

وفي الختام، أكدت "Navantia" أن تصميم السفينة يتيح لها البقاء لفترات طويلة في البحر بتكاليف تشغيل وصيانة منخفضة، حيث تم تصميم الأنظمة لضمان الكفاءة والاعتمادية مع طاقم عمل محدود.

 

مقالات مشابهة

  • شركة إسبانية تكشف آخر تطورات عملية صناعة السفينة الحربية المغربية أفانتي 1800
  • أسبيدس: تمكنا من حماية 230 سفينة تجارية منذ بدء عملياتنا في البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تكشف عن مرونة عملياتية كبيرة رغم الجهود الغربية
  • "أسبيدس" تعلن حماية 230 سفينة تجارية أثناء عبورها البحر الأحمر
  • «اقتصادية النواب»: التحالف الوطني ذراع تنمية في بناء الجمهورية الجديدة
  • “الأونروا”: مليون نازح بجنوب قطاع غزة حُرموا من المساعدات الغذائية الشهر الماضي
  • “الأونروا”: مليون نازح لم يتلقوا مساعدات غذائية الشهر الماضي في جنوب قطاع غزة
  • عائشة الماجدي: القحاتة الغواصات كلهم بقوا مع المليشيا وباعو الدم
  • السفن المرتبطة بـإسرائيل تواجه أزمة تأمين بسبب الهجمات اليمنية
  • قائد الحرس الثوري: هاجمنا 12 سفينة إسرائيلية