ذراع إيران تهاجم سفينة تجارية بقذائف بدائية وزعيمها يشكو صعوبة توسيع الهجمات
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
كشفت هيئة بحرية بريطانية عن استخدام مليشيا الحوثي الإرهابية المدعوة من إيران طريقة جديدة لمهاجمة سفينة تجارية على بُعد 45 ميلاً بحرياً جنوب المخا، أمس الخميس.
ونقلت هيئة عمليات التجارة البحرية (UKMTO) عن ربان السفينة أن هجوماً بقذيفة آر بي جي انفجرت على مقربة من السفينة من مركبتين صغيرتين، وعلى متن كل منهما أربعة أشخاص، وأفادت الهيئة بأن السفينة وطاقمها بخير، وأنها تتجه إلى ميناء التوقف التالي.
وتعد هذه أول حادثة تُهاجم فيها مليشيا الحوثي سفينة تجارية بهذه الطريقة وباستخدام سلاح تقليدي منذ بدء هجماتها ضد السفن التجارية في نوفمبر من العام الماضي، وسط تراجع ملحوظ في هذه الهجمات خلال الأسابيع الماضية.
فمنذ الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المليشيا في الـ20 من يوليو الماضي وحتى يوم الخميس 8 أغسطس (20 يوماً) تبنت المليشيا مهاجمة ثلاث سفن تجارية فقط، وهو أدنى معدل للهجمات منذ انطلاقتها.
هذا التراجع أقر به زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأسبوعي الذي يوجه لأنصاره كل يوم خميس، إلا أنه برر ذلك بانخفاض حركة السفن المرتبطة بالأمريكي والبريطاني أو التي تحمل بضائع نحو إسرائيل، وقال بأن ذلك جعل "عملية التصيد لما يمر في البحر حالة نادرة".
وفي حين زعم الحوثي نجاح مليشياته في منع الملاحة لصالح إسرائيل في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، فإنه شكا من صعوبة تنفيذ تهديداته السابقة بتوسيع الهجمات ضد السفن التجارية نحو المحيط الهندي على مسافة أبعد من 1000 كم وإلى البحر الأبيض المتوسط بأكثر من 2000 كلم، وقال إن ذلك يتطلب "تطوير التقنيات والإمكانات والحصول على المعلومات لضرب أهداف متحركة".
إلا أن الحوثي حاول خلق مبرر لعجز مليشياته عن توسيع الهجمات ضد السفن إلى هذه المسافات جراء ضعف الإمكانيات لديها، حيث تحدث عن وجود منظومات دفاعية تعمل لصالح إسرائيل في الاعتراض والتشويش، وقال إن بعضها يتبع دولاً عربية.
وأقر زعيم المليشيا بأن توسيع الهجمات نحو البحر الأبيض المتوسط يحتاج إلى "تطوير القدرات والتقنيات إلى ما يساعد على تجاوز قدرات 5 جهات على رأسها الأمريكي وأنظمة عربية أخرى ثم العدو الإسرائيلي"، حسب قوله.
وتعاني مليشيا الحوثي عجزاً واضحاً في إصابة السفن التجارية باستخدام الأسلحة الإيرانية من صواريخ بحرية وطيران مُسير، رغم عدم امتلاك هذه السفن لأي منظومات دفاع جوي كما هو الحال مع السفن الحربية، ففي حين يعلن زعيم المليشيا مهاجمة 177 سفينة تجارية منذ نوفمبر الماضي، لم تغرق منها سوى سفينتين فقط.
ويبرز هذا العجز حتى على مستوى إصابة الأهداف القريبة، كما حدث مع آخر هجوم تبنه المليشيا، وهو مهاجمة السفينة "كونتشيب أونو" الأربعاء الماضي في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البالستية والطائرات المُسيرة وزعمت إصابتها بدقة، الا أن شركة "كونتشيبس مانجمنت" المالكة السفينة نفت ذلك في اليوم التالي، وأكدت أن السفينة وطاقمها بخير ولم تقع أي حادثة تؤثر على عملياتها.
هذا العجز في الاستهداف عن بُعد للسفن، دفع المليشيا في الشهرين الماضيين الى استخدام سلاح الزوارق المفخخة، في سلوك فسره تقرير صادر عن معهد واشنطن للدراسات بأنه يشير "إلى أن قيادة الحوثيين إما غير راضية عن النتائج العادية التي تفضي إليها أنواع الأسلحة الأخرى، لا سيما عندما تكون النية هي إغراق الأهداف، أو أن مخزوناتها من الصواريخ والطائرات بدون طيار بدأت تنفد".
إلا أن هذا السلاح يبدو بأنه سينضم إلى سابقيه في عدم الفاعلية، حيث نشرت البحرية البريطانية الشهر الماضي مقطع فيديو التقطه بحارة على متن سفينة شحن تجارية كانت تُبحر بالقرب من باب المندب، ويظهر تمكن أفراد حماية السفينة من تفجير قارب حوثي مفخخ بأسلحة كلاشينكوف قبل أن يصل للسفينة.
الفشل الذريع الذي أظهره مقطع الفيديو لسلاح الزوارق المفخخة، فضح كل مزاعم المليشيا حول هذه الزوارق وبأنها سريعة وقادرة على التخفي والمناورة، ويبدو بأنه دفعها للجوء الى استخدام طريقة جديدة لمهاجمة السفن التجارية بأسلحة وطرق بدائية عبر مهاجمتها بقذائف الـ آر بي جي، كما حدث في الهجوم الأخير.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: السفن التجاریة سفینة تجاریة
إقرأ أيضاً:
جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر
أعلنت جماعة الحوثي، الثلاثاء، استهداف سفينة شحن في البحر الأحمر، غداة تقرير من "مركز المعلومات البحرية المشترك" الذي يديره تحالف غربي عن انفجارين منفصلين قرب سفينة ترفع علم بنما.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي يحيى سريع في بيان، إن الحوثيين استهدفوا "سفينة (أناضولو إس) في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ البالستية والبحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة".
ولفت سريع إلى أن استهداف السفينة جاء "لعدم استجابتها لتحذيرات القوات البحرية".
وكان "مركز المعلومات البحرية المشترك" أصدر تقريرا الإثنين أشار فيه إلى أن السفينة المذكورة "تلقت نداء من قبل سلطة يمنية مزعومة، وأمرتها بتغيير مسارها إلى الشمال" في 17 نوفمبر، لكنها لم تمتثل وواصلت مسارها.
وأضافت أنه "بعيد ذلك، أفاد ضابط أمن الشركة أن صاروخا سقط على بعد نحو 3 أمتار من مؤخر السفينة".
والإثنين أبلغ قبطان السفينة عن "هجوم صاروخي ثان. وسقط الصاروخ على مسافة ميل بحري تقريبا من مقدم السفينة".
وأفادت التقارير أن السفينة وطاقمها بخير.
ولفت المركز إلى أنه حقق في الحادثة "ووجد ارتباطا غير مباشر بإسرائيل".