بوابة الوفد:
2024-09-10@06:55:19 GMT

لماذا تُؤخِر إيران ضرب إسرائيل؟!

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

** إنه السؤال الذى يملأ العالم صخبا، طالما تتعمد إيران تأخير الرد العسكرى، على كل عمل تقوم به إسرائيل، إما داخل الأراضى الإيرانية، أو باستهداف مصالح وأشخاص خارجها، وهو الأمر الذى يرفع مستوى الترقب والانتظار، لما سوف تقاس به قوة الرد، الذى من المتوقع أن يكون هذه المرة، أشد ضررا وإيذاء للمجتمعين العسكرى والمدنى، ليس على حافة المواجهة وحسب، ولكن داخل العمق الإسرائيلى، وسطا وجنوبا، لأنه أقل ثمن تطلبه «طهران»، مقابل اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، على أراضيها، وفى حضور ممثلين من كل دول العالم، كان معهم ضيفا، فى مراسم تنصيب الرئيس الإيرانى، مسعود بزشكيان.

 
** الذين يتعجلون الرد العسكرى، عليهم أن يفهموا أن الأمر معقد قليلا، ومختلف تماما عن ضربة «الوعد الصادق»، فى 14 إبريل الماضى، عندما استهدفت 300 مسيرة وصاروخ إيرانى، قاعدتين عسكريتين فى العمق الإسرائيلى، واعتبرته «طهران» انتقاما لقصف قنصليتها فى العاصمة السورية «دمشق»، فى بداية الشهر نفسه، ووقتها تحدث الإيرانيون، عن حكمة الانتظار لـ14 يوما قبل الهجوم، وهى أن «طهران» أرادت استنزاف الجيش والاقتصاد، بالتوازى مع حرب نفسية، خلقت حالة من الرعب والفزع، انتهى إلى «كابوس» أصاب المجتمع الإسرائيلى بالانهيار، وربما تنتهج إيران نفس السيناريو، وما دونه من ظروف دولية، لضمان هجوم قوى يحقق أهدافه.. قريبا.
** الواضح تماما على الساحة وفى التخطيط المعلن، أن إيران تستعد لهجوم واسع هذه المرة، قد يستهدف منشآت عسكرية ومدنية وبنى تحتية، بحيث تلقن قيادات «تل أبيب»، وعلى وجه الخصوص، رئيس الوزراء المتهور بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وأصحاب الرؤوس الساخنة، من وزراء الحكومة المتطرفين، أسوأ دروس الانتقام العسكرى، الذى لا تقبل «طهران»، وبالذات المرشد الأعلى على خامنئى، والرئيس الجديد «بزشكيان»، بأقل من ضربة قاصمة، يبلغ ضررها وأثرها، كل مفاصل ومستقبل دولة إسرائيل، حتى تستعيد إيران كرامتها وسيادتها، وترفع عن نفسها حالة الحرج، التى وقعت مع اغتيال «هنية» على أراضيها.
** وحتى يكون الرد بحجم حدث الاغتيال، تعمل القيادة الإيرانية على مستويين..المستوى الدبلوماسى، الذى تتبناه وزارة الخارجية، لتثبيت «شرعية» حق إيران فى الدفاع عن نفسها، فى نطاق القانون الدولى، ومن ثم اتسعت التحركات الخارجية، تخاطب دوائر صنع القرار فى الدول الغربية، وبالذات دول الاتحاد الأوروبى، وبالتوازى داخليا، إبلاغ سفراء هذه الدول بحق إيران فى الرد، وبغير مواقف الدول الصديقة، تعمل دبلوماسية «طهران»، على التخفيف من موجات الإدانة، لأى ضربات توجهها لإسرائيل.. وعلى المستوى العسكرى، ما تتحدث به تقارير إعلامية، عن حشد صواريخ بعيدة المدى فى الغرب الإيرانى، وتدريبات فى الشرق على حروب طويلة محتملة.
** قيادات «طهران» يقولون إنهم لا يسعون للتصعيد، أو حتى لحرب إقليمية، لكنهم يصرون على ضربة استرتيجية، قد تدفع «تل أبيب» ثمنا باهظا عنها، إذا ما شاركتها جماعات المقاومة، «حزب الله» من لبنان، و«الحوثيون» من اليمن، و«المقاومة الإسلامية» من العراق، الأمر الذى يثير المخاوف الأمريكية- الإسرئيلية، ما أجبر «واشنطن» على أن تلجأ للشركاء- غرب وعرب- فى حلف يعمل على تعطيل الهجوم الإيرانى، أو الحد من الخسائر، إن فشلت الضغوط ودعوات التهدئة، التى تتعلق بها إسرائيل وتتجاهلها إيران، وبينهما الأساطيل البحرية الأمريكية، التى تعكس رعب البلدين.. من قوة الثأر لاغتيال «هنية» فى «طهران»، والقائد «فؤاد شكر» فى بيروت.
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحرية الأمريكية المقاومة حزب الله اتجـــــاه محمــــد راغـــب صاروخ إيراني

إقرأ أيضاً:

إيران وأمريكا وحرب غزة

ليس من المألوف أن يسارع مجلس الشورى الإيراني إلى الموافقة على جميع أعضاء الحكومة الجديدة لرئيس الجمهورية الجديد، ولا شيء أصعب من مرور حكومة يعينها رئيس إصلاحي أو معتدل في برلمان يسيطر عليه غلاة المحافظين الأصوليين. لكن "المعجزة" حدثت مع حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وتلك ليست صدفة، فلا شيء يحدث هناك إلا بقرار أو إشارة من بيت المرشد الأعلى علي خامنئي، ولا أحد يجهل أن مجلس صيانة الدستور الذي رفض ترشح شخصيات معتدلة وإصلاحية وازنة وحتى شخصية محافظة قوية مثل لاريجاني، كان يمكن ألا يمر بزشكيان في غرباله، وسر السماح له ثم نجاحه في منافسة مع المتشدد سعيد جليلي المقرب من خامنئ،ي هو حاجة إيران إلى "فسحة" في فضاء شديد التوتر.
فالمرشد الأعلى اعترف بأن الوضع الاقتصادي هو "نقطة الضعف الرئيسة"، ولا انفراجة اقتصادية من دون رفع العقوبات الأمريكية عن طهران، ولا رفع عقوبات من دون العودة للاتفاق النووي الذي خرجت منه أمرييكا خلال رئاسة دونالد ترامب، ولا عودة إذا رجع ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولا عودة حتى مع إدارة الرئيس جو بايدن من دون الحاجة إلى "تحديث" نقاط في الاتفاق ومعالجة نقاط استجدت من خارجه، كما يقول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي. فما العمل؟.
خامنئي الذي استشاره بزشكيان في كل أعضاء الحكومة، لا فقط في المرشحين لوزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات والقضاء بحسب العادة، أعطى إشارات معبرة خلال استقباله للحكومة. قال: "لا قيود وعوائق أمام التعامل مع العدو عند اللزوم حين يكون ذلك مفيداً، من دون الثقة به"، وأوحى أن الملف النووي على الطاولة، وكان بين الحاضرين محمد جواد ظريف نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية السابق في عهد الرئيس حسن روحاني الذي قاد المفاوضات على الاتفاق النووي قبل أعوام، والذي استقال احتجاجاً على تشكيل حكومة لا تمثل ناخبي بزشكيان، ثم عاد عن الاستقالة، وهو أيضاً الذي احتج في حديث مسجل للأرشيف على ممارسات "الحرس الثوري" في جعل "الدبلوماسية" في خدمة "الميدان" بدلاً من أن يكون الميدان في خدمة الدبلوماسية.




ولم يتأخر وزير الخارجية الجديد عباس عراقجي، وكان معاوناً لظريف خلال المفاوضات، في تحديد سياسة الحكومة بأنها "إدارة الصراع" مع الولايات المتحدة ضمن "اتفاق الطرفين على مصالحهما"، وبكلام آخر فإن إيران جاهزة للتفاوض، لكن السؤال هو هل أمريكا جاهزة؟.
خلال ولاية الرئيس جو بايدن كانت واشنطن جاهزة، لكن طهران لم تكُن كذلك عملياً. والوقت اليوم ضاغط على مسافة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فلا بايدن قادر على عقد صفقة لا أحد يعرف تأثيرها في التصويت، ولا ترامب في وارد الاتفاق الذي خرج منه إذا عاد للبيت الأبيض، ولا كامالا هاريس نائب بايدن على عجلة من أمرها لأنها في حاجة إلى تركيب إدارة وترتيب سياسات على مدى أشهر بعد نجاحها المفترض، فضلاً عن أن طهران تراهن على صفقة أوسع من الاتفاق النووي، بعدما كانت في الماضي تصر على حصر التفاوض بالموضوع النووي، والسبب هو الرهان على مرحلة ما بعد حرب غزة.
فإيران التي تقود "محور المقاومة" وتدير حرب "الإسناد" لحركة حماس في حرب غزة عبر "وحدة الساحات" تتحدث عن متغيرات جيوسياسية واستراتيجية في المنطقة بعد حرب غزة وبسببها، وهي تتصور أن دورها في الحرب ولو بالوكالة يقدم لها فرصة تفاوض "نداً بندّ" مع أمريكا على مستقبل "غرب آسيا" ودور طهران الإقليمي والتسليم بـ"شرعية" دولية له.
ولكن ذلك ليس مضموناً، فإعادة تشكيل الشرق الأوسط تحتاج إلى حرب شاملة أوسع بكثير من حرب غزة، ودور إيران في الحرب الأخيرة على أهميته، لا يعطيها وحدانية الدور الإقليمي باعتراف أمريكي، على افتراض أن روسيا ليست ضد تكبير الدور الإيراني والدور التركي والدور الإسرائيلي، وأيضاً على افتراض أن الدور العربي غائب والدور الصيني يكتفي بمشروع "الحزام والطريق".
صحيح أن "محور المقاومة هو أهم مكون لقوة إيران"، كما قال عباس عراقجي، لكن الصحيح أيضاً أن هذه القوة قائمة على فصائل أيديولوجية مسلحة في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان جرى تأسيسها على حساب الشرعية العربية لبلدانها، وهي تتبادل القصف مع إسرائيل وتوحي بأن ورقة القضية الفلسطينية صارت في يد طهران وحدها، غير أن ذلك مجرد هدف على الطريق إلى الدفاع عن النظام الإيراني والعمل للمشروع الإقليمي الفارسي.
الكل يعرف أن إيران تعمل بدهاء على المدى الطويل، فلا هي تريد الصدام العسكري مع أمريكا التي تسميها "الشيطان الأكبر"، كما تؤكد بعد الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة خلال حرب غزة ودور "محور المقاومة"، ولا هي تجهل أن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر يعني صداماً مع أمريكا وأوروبا، وخلافاً مع روسيا والصين، بصرف النظر عن الإفادة من رفع شعار التحرير. لكن العامل الإيراني في الصراع مع إسرائيل له وجه سلبي إلى جانب الوجه الإيجابي، استخدامه من قبل المتطرفين في الحكومة، والكنيست، عذراً إضافياً لرفض "حل الدولتين" بحجة أن أي دولة فلسطينية ستصبح قاعدة لإيران.
والمفارقة أن طموح إيران إلى دور كبير في المنطقة يرافقه هاجس القلق من محاولات لإسقاط النظام، وما يبحث عنه خصوم النظام هو نقطة الضعف، وهل هي في القلب أم في الأطراف، في طهران أم في الأذرع الميليشياوية التي هي "أهم مكون لقوة الجمهورية"؟، واللعبة طويلة بمقدار ما هي خطرة.

مقالات مشابهة

  • إيران تتوعد بانتقام "مرير ومختلف هذه المرة" ضد إسرائيل بعد مرور 40 يوما على اغتيال إسماعيل هنية
  • مشكلة الأخلاق
  • سفير طهران لدى العراق: الرد الإيراني على مقتل إسماعيل هنية قادم
  • لماذا يفكر الرئيس الإيراني في نقل العاصمة من طهران إلى الجنوب؟
  • “العقيدة النووية” و”الرد”.. وأوراق إيران التفاوضية المقبلة!
  • إيران وأمريكا وحرب غزة
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  • رئيس المخابرات البريطانية عن الرد الإيراني ضد الاحتلال: علينا توخي الحذر
  • بريطانيا تتوقع انتقاماً إيرانياً لاغتيال هنية