ما العوامل التي تساعد تنظيم الدولة على تكثيف نشاطه في سوريا؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كثف تنظيم الدولة في الفترة الأخيرة هجماته ضد قوات النظام السوري في البادية السورية مستهدفاً الحواجز والنقاط العسكرية والقوافل التي تنقل النفط من مناطق سيطرة، ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى مصفاة حمص التابعة للنظام السوري.
وأسفر آخر هجوم نفذته خلايا تابعة للتنظيم، مساء الإثنين، عن مقتل 10 عناصر من قوات النظام مساء الإثنين، في ريف الرقة الشرقي، في هجوم على حواجز عسكرية تابعة لقوات النظام.
وقبل الهجوم الأخير بيوم، قتل 5 عناصر من قوات النظام في بادية ريف حماة الشرقي جراء هجوم استهدف قافلة نفط قادمة من حقول النفط شرق سوريا.
وفي أواخر تموز/يوليو الماضي، تعرضت قافلة صهاريج كانت تنقل النفط على طريق سلمية- الرقة لهجوم مسلح من قبل خلايا التنظيم أسفر عن مقتل عناصر في قوات النظام السوري وإحراق الصهاريج.
ووفقا لحسابات التنظيم، نفذت الخلايا 8 عمليات في سوريا قتل خلالها 76 شخصاً، وذلك خلال الفترة الممتدة من 27 تموز/يوليو، وحتى 2 أب/أغسطس، وذكرت صحيفة "النبأ" الناطقة باسم التنظيم، أنهم نفّذوا 3 عمليات في محافظة حماة، وعمليتين في دمشق، ومثلهما في دير الزور، وعملية في الحسكة.
وأضافت أن العمليات أدت إلى مقتل 76 شخصاً من الزوار الشيعة وقوات النظام السوري، بينما الباقون من عناصر "قسد".
وعن العوامل التي تساعد خلايا التنظيم على النشاط في البادية السورية المترامية الأطراف والتي انكفأ إليها عناصر التنظيم بعد خسارتهم السيطرة الفعلية في آذار/مارس 2019، يشير الباحث والخبير بشؤون الجماعات الجهادية، حسن أبو هنية لـ"عربي21" إلى "اللامركزية" التي ينشط على أساسها التنظيم.
وقال إن تكتيك "اللامركزية" تساعد خلايا التنظيم في سوريا على شن حرب عصابات استنزاف، ينفذها عناصره الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق.
تراجع الاهتمام الدولي بملف الإرهاب
وبحسب أبو هنية فإن تراجع عمليات "التحالف الدولي" في مكافحة "الإرهاب وتحديداً من جانب الولايات المتحدة، نتيجة التحولات الجيوسياسية، أي الانشغال بقضايا وأولويات أخرى، جعل التنظيم يعيد تنظيم صفوفه.
وتابع الباحث بالإشارة كذلك إلى انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وقال: "لم تعد سوريا أولوية لروسيا"، مضيفاً :"بذلك بات أمر مكافحة خلايا التنظيم بيد القوى المحلية (قسد، النظام السوري) التي تواجه المشاكل وتعاني من نقص الدعم".
وفي السياق ذاته، لفت أبو هنية إلى استغلال التنظيم لـ"الأزمات"، مستدركاً: "خلايا التنظيم لم تغير من تكتيك حرب العصابات، ما يعني أن احتمال التحول الكبير لدى التنظيم ليس وارداً الآن".
بدوره، يعدد الباحث المختص بشؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة أكثر من عامل يساعد التنظيم على استعادة نشاطه، أو المحافظة عليه، وقال لـ"عربي21": "يستفيد النظام من وجود خزان بشري وموارد مالية في شرق سوريا".
منطقة مفتوحة
وإلى جانب ذلك، يتحدث شريفة عن نشاط خلايا التنظيم في منطقة مفتوحة جغرافيا (البادية السورية) يصعب ضبطها، ويقول: "لا بد من الإشارة كذلك إلى تضارب المصالح بين الأطراف الدولية، فعلى سبيل المثال لا تنشط الولايات المتحدة ضد خلايا التنظيم في البادية، على اعتبار أن التنظيم يستهدف الميليشيات المدعومة من إيران، ومصالح طهران".
من جانب آخر، أشار شريفة إلى أن عدم تمسك التنظيم بالسيطرة الجغرافية، تجعل تحركاته أسرع، وتعطيه عنصر السرية، وعدم إمكانية مراقبة تحركاته، علماً أن المنطقة مفتوحة.
ويتوج كل ذلك، بحسب شريفة ظروف المنطقة، أي الصراع بين "قسد" و"الجيش الوطني" الذي يصارع النظام من جانب وروسيا والولايات المتحدة من جانب آخر، وقال: "أدى كل ذلك إلى تراجع قتال التنظيم في سلم أولويات كل الأطراف الموجودة في سوريا، ليمُنح التنظيم عوامل للحياة وبناء القوة".
وقبل أيام، أعلن تنظيم الدولة في تسجيل صوتي، مقتل زعيمه "أبو الحسين القرشي"، في اشتباكات مع "هيئة تحرير الشام"، وأكد تنصيب أبو حفص الهاشمي القرشي مكانه، ليكون الأخير الزعيم الخامس للتنظيم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات تنظيم الدولة سوريا قسد سوريا هجمات تنظيم الدولة قسد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری قوات النظام التنظیم فی فی سوریا من جانب
إقرأ أيضاً:
الكاردينال تشيرني: تحديات كبيرة امام الكنيسة في لبنان منها ازمة النزوح السوري
تستمر الصحافة الإيطالية ولاسيما الكاثوليكية بتسليط الضوء على زيارة عميد دائرة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني، لبنان، موفدا من قداسة البابا فرنسيس الذي اراد التعبير عن محبته وقربه من "البلد المتالم" كما جاء عنوان صحيفة مجلس مطارنة روما " افينيري" .
وذكرت الصحف بمشاركة الكاردينال تشيرني، في الجلسة الختامية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ولقاؤه بالمنظمات الخيرية المحلية.
وكتب موقع "فاتيكان نيوز": "من خلال الحوارات والشهادات، برزت العديد من التحديات والمشاكل في لبنان، بدءًا من العجز عن التعامل مع قضية اللاجئين السوريين، مرورًا بنقص المساعدات الخارجية، وصولًا إلى الضغوط التي تمارسها جهات تعارض المبادئ الكاثوليكية".
وأضاف الموقع نقلا عن الكاردينال: "تكافح الكنيسة في لبنان بين دعوتها لاستقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم، وبين العبء الثقيل الذي يحمله لبنان، خصوصا ان الازمة طالت مع "الوضع الجديد" في سوريا. يضاف إلى ذلك تداعيات الحرب في الجنوب، التي أفرغت القرى من سكانها وخلّفت جروحًا جديدة، والأزمة الاقتصادية التي تخنق العائلات والمؤسسات، فضلًا عن كارثة انفجار مرفأ بيروت التي عمّقت المعاناة وزادت من عدم الاستقرار. وفي ظل هذه الظروف، تواجه الكنيسة تحدي مساعدة الفقراء واللاجئين وضحايا النزاعات، وسط شحّ في التمويل الخارجي".
كما ذكرت وكالة "فيديس" باشادة الكاردينال تشيرني بجهود الكنيسة اللبنانية في التعامل مع الأزمة رغم غياب الدولة، مشددًا على أن "مسؤولية قضية اللاجئين تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة اللبنانية"، وقال: "حتى الآن، لم يكن هناك دور فعّال للدولة، ولكن هناك مرحلة جديدة بدأت، ومسؤولية الدولة معالجة القضية. إنَّ الكنيسة لا يمكنها أن تحلّ محلّ الدولة في هذا الشأن".
وأشار إلى أن الحلّ يكمن في دعم الكنيسة السورية لتعزيز الاستقرار والتنمية في سوريا، مما قد يشجّع اللاجئين على العودة، مضيفًا: "ابحثوا عن سبل ملموسة للحوار مع الكنيسة في سوريا".
واقترح تشكيل مجموعة عمل متخصصة لمعالجة القضية، مع تأكيد استعداد الدائرة الفاتيكانية لدعم هذه الجهود وتوفير الخبرات اللازمة.