مجلس المحاسبة يكشف عن تضخم غير مسبوق لنفقات سفر وحفلات ماكرون
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
باريس- في تقريره السنوي الجديد كشف مجلس المحاسبة في أكثر من 70 صفحة عن جوانب الإنفاق في قصر الرئاسة الإليزيه، والتي تكثر بشأنها التساؤلات، خاصة زيادة نفقات الرئاسة بشكل غير مسبوق، إذ وصلت إلى 125.5 مليون يورو (136.98 مليون دولار) في عام 2023، مما أدى إلى عجز قدره 8.3 ملايين يورو، على عكس السنة المالية السابقة التي شهدت فائضا قدره 300 ألف يورو (327 ألف دولار).
وكما في كل عام منذ 2009 يقوم المجلس بالتسلل خلف كواليس القصر الرئاسي للتعمق في إنفاقه ومراجعة الحسابات وإدارة المصالح.
وبينما شدد التقرير الأخير على "تدهور الوضع المالي لدوائر الرئاسة" دعا في الوقت ذاته إلى ضرورة "مواصلة بذل الجهود" لاستعادة التوازن المالي والحفاظ عليه.
ويتمثل الجزء الأكبر من العجز في حفلات الاستقبال والرحلات التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي بلغت 112 مرة، منها 69 بالطائرة، خاصة إلى الخارج.
حفلات بالملايينوقد أدت حفلات الاستقبال التي أشرف عليها قصر الإليزيه إلى تضخم الفواتير التي قدرت بـ4 ملايين يورو (4.37 ملايين دولار) في عام 2023 من خلال تنظيم 171 حفل استقبال بتكلفة 35 يوروا (39 دولارا) لكل ضيف، مقارنة بـ29 يوروا (32 دولارا) في عام 2022.
ويأتي العشاء الرسمي على شرف ملك بريطانيا تشارلز الثالث على رأس قائمة الولائم الأغلى سعرا بمبلغ وصل إلى 475 ألف يورو (519 ألف دولار)، إذ تميز بالديكور الملكي وأفضل أنواع النبيذ وأطباق جراد البحر، يليه حفل تكريم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في متحف اللوفر في 15 يوليو/تموز 2023، والذي كلف القصر الرئاسي 412 ألف يورو (450 ألف دولار).
وخلال الأمسية التي تم فيها استضافة الملك البريطاني في قصر فرساي في سبتمبر/أيلول الماضي استعانت رئاسة الجمهورية بجهات خارجية لتوفير جميع الخدمات، بما في ذلك استئجار "الإضافات" للخدمة مقابل 100 ألف يورو (110 آلاف دولار) وتقديم الطعام من طباخين مشهورين بدل مطابخ الإليزيه بتكلفة تجاوزت 42 ألف يورو (45 ألف دولار)، فضلا عن أنواع النبيذ الفاخرة التي وصلت إلى 42 ألف يورو (45 ألف دولار).
وأشار تقرير المجلس أيضا إلى رسوم إلغاء الزيارة الأولى لتشارلز الثالث، والتي تم تأجيلها بسبب الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد، حيث بلغت 80 ألف يورو (88 ألف دولار)، فضلا عن باقي النفقات الأخرى التي يتطلبها البروتوكول الرسمي لزيارة الدولة، والتي استغرقت 3 أيام.
ومن بين البنود الأخرى التي تستنزف الميزانية هي تكلفة تنظيم حفلات الاستقبال، إذ بلغت الميزانية السنوية 31 مليون يورو (34 مليون دولار)، أي بزيادة قدرها 45% في عام واحد.
رحلات باهظةوانتقد القضاة الماليون الارتفاع الحاد في نفقات رئيس الدولة التي تثقل كاهل دافعي الضرائب، خاصة الزيادة الواضحة في الإنفاق المرتبط برحلات ماكرون، إذ ارتفعت تكاليف السفر الرئاسي بنسبة 7% على مدار عام واحد ووصلت إلى 23.2 مليون يورو (25.5 مليون دولار).
وفي مقارنة سريعة بين ماكرون والرئيس السابق فرانسوا هولاند، يوضح مجلس المحاسبة أن هولاند سافر 142 مرة خلال العام الأخير من ولايته في عام 2016، بميزانية إجمالية قدرها 17.7 مليون يورو (20 مليون دولار)، مما يعني ارتفاع متوسط تكلفة الرحلة الرئاسية من 125 ألف يورو (137 ألف دولار) إلى 207 آلاف يورو (226 ألف دولار) خلال 7 سنوات.
وزار الرئيس الفرنسي ماكرون الصين وأوقيانوسيا واليابان لحضور قمة مجموعة السبع، والهند لحضور قمة مجموعة الـ20، ومنغوليا، وبنغلاديش.
ويعتبر السفر إلى أوقيانوسيا الأعلى تكلفة، إذ بلغ 3.1 ملايين يورو (3.4 ملايين دولار)، تليها جولته في أفريقيا بـ1.9 مليون يورو (2.1 مليون دولار)، ثم الصين بـ1.8 مليون يورو (مليونا دولار).
ويعتبر مجلس المحاسبة أن رحلات ماكرون الداخلية "باهظة الثمن بشكل خاص"، مشيرا إلى الأيام الثلاثة التي قضاها رئيس الجمهورية في مارسيليا في نهاية يونيو/حزيران الماضي بتكلفة تجاوزت 243 ألف يورو (265 ألف دولار)، فضلا عن سفره إلى كورسيكا في سبتمبر/أيلول 278 ألف يورو (304 آلاف دولار)، وزيارته لمقر شركة إيرباص في مدينة تولوز في ديسمبر/كانون الأول 205 ألف يورو (224 ألف دولار).
تضخم رئاسيودعا القضاة الماليون إلى ضرورة "زيادة اليقظة" اعتبارا من هذا العام ومواجهة "العوامل الداخلية" التي أدت إلى "هذا الانزلاق" المرتبط جزئيا بالقرارات التي يتخذها الإليزيه.
وأضافوا أنه "إذا كانت هناك عوامل خارجية عدة تفسر هذا المستوى غير المتوقع من النفقات فإنه يجب أيضا أخذ العوامل الداخلية في الاعتبار".
كما أدت زيادة إلغاءات الرحلات الرئاسية إلى تضخم فاتورة القصر الرئاسي على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في فترات عدة، خاصة المتعلقة بمشروع الحكومة لتعديل نظام التقاعد.
وفي التفاصيل، أشار مجلس المحاسبة إلى أن إلغاء رحلة ماكرون إلى ألمانيا في يوليو/تموز 2023 كلف الدولة 492 ألف يورو (537 ألف يورو)، في حين تجاوزت خسائر إلغاء زيارة السويد في فبراير/شباط 180 ألف يورو (197 ألف دولار).
وتجنبا لهذه التكاليف الإضافية أوصى المجلس بتحديد حجم الوفود في الخارج، وتنظيم جدول الأعمال الرئاسي بشكل أفضل، وأخذ "المشاكل التنظيمية الداخلية" في الاعتبار، إذ تسبب إلغاء 12 رحلة في اللحظات الأخيرة العام الماضي بخسارة إجمالية تقدر بـ832 ألف يورو (910 آلاف دولار) بسبب عدم سداد تكاليف الفنادق وتذاكر الطيران.
وردا على أرقام التقرير التي أثارت موجة من الغضب في الشارع الفرنسي نفى الإليزيه في بيان صحفي هذا العجز، مبررا ذلك بالقول إن الميزانية "في حالة توازن"، والفجوة "تم سدها بالأموال المتاحة للرئاسة"، وإنه اعتمد على احتياطياته لتغطية النفقات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجلس المحاسبة ملیون دولار ملایین یورو ملیون یورو ألف دولار ألف یورو فی عام
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي قدّم أكثر من 4 مليارات يورو لدعم السوريين في الأردن منذ 2011
سرايا - قدّم الاتحاد الأوروبي أكثر من 4 مليارات يورو من المساعدات للأردن منذ عام 2011، لدعم اللاجئين السوريين في المخيمات والمجتمعات المستضيفة ودعم مشايع بنية تحتية في هذه المجتمعات.
وشملت هذه المساعدات برامج إنسانية وتنموية واقتصادية ساهمت في تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وبحسب بيانات فإن الاتحاد خصص في المجال الإنساني، 431 مليون يورو للاستجابة للاحتياجات العاجلة للسوريين والمجتمعات المضيفة والفئات الأخرى الأكثر احتياجًا.
ومكّنت هذه المساعدات أكثر من 220 ألف شخص من الاستفادة من خدمات الحماية، بينما حصل أكثر من 150 ألف شخص على دعم في مجال التماسك الاجتماعي.
كما تلقّى أكثر من 260 ألف طفل لقاحات ضرورية، وشارك أكثر من 240 ألف شخص في برامج التوعية الصحية.
وفي قطاع التعليم، أُتيح لأكثر من 200 ألف طفل وشاب الوصول إلى التعليم الأساسي والعالي، إلى جانب دعم برامج الحماية القانونية والمساعدات النقدية والرعاية الصحية والتعليم في حالات الطوارئ.
على صعيد التنمية، قدّم الاتحاد الأوروبي أكثر من 1.6 مليار يورو من المساعدات الثنائية التي ركّزت على تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخلق فرص العمل، وتعزيز الاستقرار الإقليمي وإدارة الحدود. كما شملت هذه المساعدات دعم الحوكمة الديمقراطية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، إضافة إلى تحسين جودة التعليم، وتوفير خدمات الحماية الاجتماعية للجميع، والحفاظ على التراث الثقافي.
وفي إطار دعم قدرة الأردن على الصمود، قدّم الاتحاد الأوروبي 2.2 مليار يورو، بما في ذلك 1.08 مليار يورو كمساعدات مالية كلية، بهدف مساعدة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية، ودعم الإصلاحات الهيكلية التي تعزز النمو والازدهار.
كما أسهمت هذه المساعدات في تحسين الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والمياه، وضمان استدامتها لتلبية احتياجات المجتمع. كذلك، يدعم الاتحاد الأوروبي الحلول المستدامة للاجئين السوريين، بما في ذلك العودة الآمنة والطوعية والكريمة.
ويستضيف الأردن قرابة 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بينهم قرابة 600 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقدّرت الحكومة قيمة متطلبات خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للعام الحالي بقرابة 1.6 مليار دولار، موزعة على 10 قطاعات رئيسة تهدف إلى دعم اللاجئين السوريين ومشاريع خدمية في المجتمعات المستضيفة، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للخطة.
والتزم مانحون والمجتمع الدولي بتمويل 45.9% من خطط استجابة الأردن للأزمة السورية منذ إطلاقها في عام 2015، ولنهاية عام 2023، إذ بلغ حجم تمويل الخطط قرابة 10.3 مليار دولار من أصل قرابة 22.1 مليار دولار، فيما بلغ عجز تمويل الخطط السنوية 11.8 مليار دولار.
فيما لم تصدر الوزارة تحديثا على تمويل خطة الاستجابة لنهاية تموز الماضي، إذ بلغ حجم المنح الموجهة لدعم الخطة 132.8 مليون دولار؛ تمثل 6.8% من إجمالي متطلبات الخطة البالغة قرابة 1,953 مليار دولار، إذ توزعت إلى 39.6 مليون دولار لدعم مشاريع خدمية في المجتمعات المستضيفة، و93.1 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1337
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 17-03-2025 03:22 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...