يسأل الكثير من الناس عن حكم الربا فى الاسلام فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال يعد أكل الربا من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد ورد تحريم الربا في الكتاب والسنّة النبويّة، كما أجمع العلماء والسَّلف الصالح على تحريمه، وفيما يأتي بيان أدلّة التحريم:
أدلة تحريم الربا في القرآن الكريم ورد تحريم الربا في عدّة آياتٍ قرآنيّةٍ، وفيما يأتي تفصيل تلك المواضع: استنكر الله -سبحانه- الربا في القرآن، وبيّن أنّه مُنافٍ للفطرة السليمة، وفي المقابل استحسن الزكاة، قال -تعالى-: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ).
بيّن الله -تعالى- في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ*وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) تحريم الربا قَطعاً، وبيَّن قُبحه، والآثار المُترتِّبة عليه؛ من ظلمٍ، وأكلٍ لحقوقٍ الآخرين، وغيرها من الآثار. قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)،فقد بيّن الله أنّ البيع يختلف اختلافاً قاطعاً لا رَيب فيه عن الربا، إذ إنّ أيّ زيادةٍ على رأس المال مُحرَّمةٌ؛ سواءً أكانت قليلةً، أم كثيرةً.
أكّدت نصوص السنّة النبويّة الصحيحة على تحريم الربا بألفاظٍ صريحةٍ، وقد بيّنت بعض الأحاديث الربا المنصوص على تحريمه في القرآن الكريم، كما حرّمت بعض الأحاديث أنواعاً أخرى من الربا لم يَرد ذكرها في القرآن، وفيما يأتي بيان تلك الأحاديث:
أكّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على تحريم الربا؛ فقال في خُطبة حجّة الوداع: (أَلَا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهِلِيَّةِ موضوعٌ، لكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ غَيْرَ رِبَا العباسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فإنه موضوعٌ كُلُّهُ).
أكّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على تحريم ربا النسيئة؛ فقال: (أَلا إنَّما الرِّبا في النَّسِيئَةِ)، ويُراد بربا النسيئة: الزيادة في أحد العِوضَين مقابل تأخير السداد. حرّمت السنّة النبويّة ربا البيع؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، سَواءً بسَواءٍ، يَدًا بيَدٍ، فإذا اخْتَلَفَتْ هذِه الأصْنافُ، فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُمْ، إذا كانَ يَدًا بيَدٍ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی القرآن
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يعقد ملتقى السيرة النبوية حول سفراء الإسلام والهجرة المباركة
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية تحت عنوان "سفراء الإسلام والهجرة المباركة"، بمشاركة نخبة من أساتذة الحديث الشريف، بينهم الدكتور نادي عبد الله محمد، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين، وأدار الحوار الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر.
أكد الدكتور أسامة مهدي خلال كلمته أن النبي ﷺ كان يضع كل شخص في المكان المناسب وفقًا لكفاءته، مستشهدًا باختياره لمصعب بن عمير ليكون أول سفير في الإسلام لما كان يتمتع به من ذكاء ولباقة وقدرة على الإقناع، مما ساهم في دخول العديد من أهل المدينة في الإسلام. كما أشار إلى دور جعفر بن أبي طالب في عرض الإسلام أمام النجاشي ببلاغة ودبلوماسية، ما يعكس حرص الرسول ﷺ على اختيار الأكفأ لكل مهمة.
من جانبه، تحدث الدكتور نادي عبد الله عن دور الحب والصدق في نصرة الإسلام، مشيرًا إلى أن الله اختار المدينة لتكون موطن الهجرة نظرًا لما في قلوب أهلها من حب لرسول الله ﷺ، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ"، مؤكدًا أن مصر لها نصيب من هذا الحب، لذلك أصبحت موطنًا لآل بيت النبي ﷺ.
وشدد وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية على ضرورة التمسك بالعبادة، خاصة في أوقات الفتن، اقتداءً بحديث النبي ﷺ: "العبادة في الهرج كهجرة إليّ"، داعيًا إلى التحلي بالتسامح ونبذ الشحناء.
بدوره، أكد الشيخ وائل رجب أن الصحابة كانوا خير سفراء للإسلام بفضل صدقهم وإخلاصهم، وهو ما جعلهم يحظون بثقة النبي ﷺ في تمثيله بين الأقوام المختلفة.
يُذكر أن ملتقى السيرة النبوية يُعقد أسبوعيًا في رحاب الجامع الأزهر تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات فضيلة الدكتور محمد الضويني، بهدف إبراز الدروس المستفادة من السيرة النبوية.