إقصاء مفاجئ للشرباتي وتأهل القطوسي والصادق في منافسات التايكواندو
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
باريس (أ ف ب) - خسر الأردني صالح الشرباتي، المصنف خامساً وحامل فضية طوكيو قبل ثلاث سنوات، في دور الـ 16 في وزن -80 كلغ لرياضة التايكوندو المقامة في القصر الكبير اليوم في الألعاب الاولمبية في باريس 2024.
واعتبرت خسارة الشرباتي أمام الشاب البرازيلي هنريكي ماركيس رودريغيس الثاني عشر في أول مشاركة أولمبية له 0-2، مفاجأة كبيرة بعدما كان مرشحاً لحصد ميدالية.
وسار الشرباتي (25 عاماً) باحرازه فضية وزن -80 كلغ في طوكيو صيف 2021، على خطى مواطنه أحمد أبو غوش الذي دخل التاريخ الاولمبي من أوسع أبوابه في ألعاب ريو دي جانيرو 2016، بفوزه بأول ميدالية على الاطلاق في تاريخ المملكة وكانت ذهبية وزن -68 كلغ في منافسات التايكوندو أيضاً.
خسر الشرباتي في الجولة الاولى (1-4)، وتقدم في الثانية بفارق مريح على بُعد ثوان من النهاية (12-5)، لكن خمس انذارات جعلته يخسر النزال 0-2.
عبّر الأردني عن خيبة امله لقناة "بي إن سبورتس"، قائلاً "لا نصيب لدي، تعبت كثيراً كي أصل الى هذه المرحلة، وكان حلمي أن أحقق ذهبية اليوم، لكن لا نصيب".
وتابع "الجولة الثانية كنت متقدماً بفارق كبير لكن الانذارات الخمس جعلتني اخسرها. أي لاعب يرى خصمه معه أربع انذارات يسعى لجره الى انذار خامس كي يخلد الى الراحة".
وفي الوزن ذاته، تأهل التونسي فراس القطوسي المصنف سادساً إلى ربع النهائي بفوزه على الأسترالي ليون سيرانوفيتش المصنف الحادي عشر 2-0.
تقدم في الجولة الاولى 4-0، قبل أن يحسم النزال لصالحه في الثانية 7-1.
ويلعب القطوسي بمواجهة الدنماركي إدي هرنيتش الرابع عشر الفائز على المصري سيف عيسى الثالث 2-0 (6-5، 5-0).
وكانت الجولة الاولى متكافئة بين اللاعبين، في حين مالت الثانية لصالح هرنيتش الذي حسمها بسهولة، فالنزال.
ويسعى القطوسي صاحب ذهبيتي جائزة الصين الكبرى 2023 والألعاب الإفريقية العام الحالي في غانا إلى اعتلاء منصة التتويج في باريس واهداء بلاده رابع ميدالية اولمبية في التايكوندو بعد محمد خليل الجندوبي صاحب فضية وبرونزية في طوكيو وباريس توالياً وأسامة الوسلاتي حامل برونزية -80 كلغ في ريو 2016.
وبلغت المصرية آية شحاتة ربع نهائي وزن -67 كلغ بفوزها الصعب على الاسبانية سيسيليا كاسترو بورغوس 2-1 (0-1، 2-0، 4-1).
قالت الشابة البالغة 21 عاماً صاحبة ذهبية بطولة إفريقيا المؤهلة لباريس "الألعاب الأولمبية تجربة مختلفة. تصنيفي الرقم 9 عالمياً، لكن في الالعاب الاولمبية كل المتأهلات الـ16 تكون مستوياتهم متقاربة. آمل في الوصول إلى ميدالية".
وتنتظر شحاتة مواجهة صعبة حيث ستلعب أمام البلجيكية سارة شعاري المصنفة أولى عالميا.
وفي الوزن ذاته، لم تجد الأردنية جوليانا الصادق المصنفة ثانية صعوبة في الفوز على الشابة ابنة الـ 17 عاماً لولوهي نايتاسي من فيجي الخامسة عشرة 2-0 (12-0، 14-2).
تواجه الصينية سونغ جي السابعة وصاحبة الميدالية الذهبية في الالعاب الآسيوية 2022 في ربع النهائي.
وتخوض الصادق مغامرتها الثانية في الالعاب الاولمبية، وباتت في ديسمبر 2022 اول اردنية وعربية تحتل المركز الاول في التصنيف العالمي بعد فوزها بجائزة السعودية الكبرى.
كما اصبحت أول اردنية تفوز بذهبية في التايكوندو في الألعاب الآسيوية في إندونيسيا عام 2018 (57-67 كلغ).
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
فخّ الهويّات.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء مجتمعي
صدر حديثًا كتاب "فخّ الهويّات" للكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد، الذي يُسلّط الضوء فيه على المخاطر الكامنة خلف تصاعد خطاب الهوية، عندما يتحوّل من دعوة للاعتراف إلى وسيلة لإقصاء الآخر، ثم استعدائه وشيطنته، مما يؤدي إلى ردود فعل مضادة وهويات متقابلة، قد تنتهي بما يصفه الكاتب بـ"أنكر الداء": انفراط العقد الاجتماعي.
في 200 صفحة، يتناول الدكتور أوريد هذه الإشكالية المعقدة التي باتت تفرض نفسها في العالم العربي والغربي على حد سواء. يرى أن خطاب الهوية، الذي ظهر بقوة بعد تراجع السردية الشيوعية، حلّ محل مفاهيم الطبقة، وأخذت الثقافة مكان الاقتصاد، ليولد بذلك "طلب هويّاتي" يعبّر عن رغبة دفينة في الاعتراف. لكن هذا الطلب سرعان ما انحرف عن مساره، فتحوّل إلى عامل تهديد مباشر لأسس التعايش، ولتماسك الدولة والمجتمع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"حساب" بيتر باينارت.. سؤال الهوية اليهودية عقب إبادة غزةlist 2 of 2غرام بعض الناس باليمين والفاشية يفسره علم النفسend of listيؤكد أوريد أن الحل يكمن في تحديد الإطار السليم الذي يمكن للهويات أن تنشط فيه، دون أن تمسّ بالعيش المشترك. ويشدّد على أن المواطنة هي الحصن والملاذ، وأن "على القانون الأسمى أن يكون حضن المواطنة وحصنها"، باعتبارها الرابط الجامع الوحيد في المجتمعات الحديثة.
الكتاب يتوغّل في أسئلة مركزية تلامس الواقع اليومي والراهن السياسي: كيف نوفّق بين مطلب الهوية ومتطلبات المواطنة؟ كيف أن نزاوج بين الخصوصية والعالمية؟ وهل يمكن تحقيق عدالة رمزية لا تزدري أي مكون اجتماعي؟ ويتناول أوريد احتدام خطابات الهوية في الغرب، خاصة في علاقات التوتر بين "الأصليين" والمهاجرين، وخصوصًا المسلمين منهم، حيث تغدو قضايا الهوية مظهرًا مرئيًا لأزمات أعمق وأكثر تعقيدًا.
إعلانفخّ الهويّات هو محاولة فكرية لفهم خطاب الهوية، في مشروعيته وانحرافاته، في العالم العربي والغربي على حد سواء. ويتناول قضايا ذات بعد كوني مثل الإسلاموفوبيا، وعودة النزعات العرقية، والمجتمعات الأرخبيليّة، وفكرة "الاستبدال الكبير"، بالإضافة إلى خطاب ما بعد الاستعمار، والعدو الحميم، وكبش الفداء الضروريّ.
وللحديث عن الكتاب الغني بأسئلته وهواجسه الإنسانية في زمن تتنازع فيه الهويات وتتشظى المجتمعات، تحدثنا مع المؤلف وكان هذا الحوار القصير:
كيف يمكن لمفهوم المواطنة أن يشكل إطارا فعالا لتحقيق العيش المشترك في ظل تنوع الهويات؟
الإشكال لا يكمن في الهوية بحد ذاتها، بل في الكيفية التي نتعامل بها معها، إذ يفترض أن تكون الهوية استجابة لمطلب الاعتراف، سواء لجماعة أو فئة أو أقلية، على أن تقوم في الوقت نفسه على احترام الكرامة الإنسانية.
غير أن المشكلة تظهر عندما تتحول الهوية إلى أداة لاستعداء الآخر، فتهدد بذلك أسس العيش المشترك. ومن هنا، لا يكفي البحث عن التوفيق بين الهوية والعيش المشترك، بل يجب تجاوز هذا الإشكال نحو تصور أوسع.
فالعيش المشترك، في غياب إطار ناظم، يظل مجرد أمان أو مشاهدات سطحية لا تفضي إلى حلول.
والإطار القادر فعلا على احتضان الهوية وتحقيق العيش المشترك هو مفهوم المواطنة، إذ يشكل أساسا عمليا لترسيخ القبول بالآخر وتنظيم التنوع ضمن عقد جامع، بينما التوقف عند مجرد شعار "العيش المشترك" دون آليات واضحة لا يفضي إلى نتائج ملموسة.
ما هي حدود خطابات الهوية التي يجب عدم تجاوزها حتى لا تؤدي إلى الانغلاق والتشظي داخل المجتمعات؟لا يمكن إنكار أن الهويات أصبحت واقعا لا يمكن القفز عليه. ومع ذلك، يجب أن نعترف، انطلاقا من تجارب متعددة ومآلاتها سواء في الغرب أو خارجه، أن خطابات الهوية قد بلغت مرحلة المأزق.
إعلانفإذا تأملنا، على سبيل المثال، تجربة التنوع الثقافي التي كانت كندا من أوائل من تبناها، ولاحقا أصبحت نموذجا يحتذى به في بعض الدول الغربية، سنلاحظ أن هذا التنوع، رغم محاولات التلطيف بما يعرف هناك بـ"الالتآم المعقول" أو بالأدق "التكيف المعقول"، أدى في المحصلة إلى نوع من الطائفية والانغلاق.
الشيء نفسه نلاحظه في الغرب بشكل أوسع، حيث آل مشروع التنوع الثقافي إلى الانكفاء داخل الهويات والانغلاق عليها بدل الانفتاح والتفاعل. ونجد مثالا آخر في الولايات المتحدة، فيما يعرف بـ"التوليفة الهوياتية"، والتي برزت بداية في سياق نضالات الحركات السوداء، كأداة لتجاوز إشكالات القوانين التي لم تكن كافية لتغيير واقع التمييز.
لكن هذه التوليفة، رغم نواياها، أفضت إلى ردود فعل مضادة، وأسهمت في تشظي الهوية الجماعية، بل وأحيانا في إعادة إنتاج التهميش داخل فئات المحرومين أنفسهم.
وبالتالي، يمكن القول إنه سواء في الغرب أو خارجه، فإن الأدوات التي طرحت سابقا لإدارة التنوع وضبط الهويات قد وصلت إلى طريق مسدود، وأسهمت -عن قصد أو غير قصد- في تكريس الوضع القائم بدل تغييره.
لماذا تُعد تداعيات الحركات الهوياتية في العالم العربي أكثر خطورة مقارنة بنظيراتها في الغرب؟فإن قضايا الهوية قد طرحت وما زالت تطرح، لكن طبيعتها تختلف بشكل واضح عن نظيرتها في الغرب. ففي حين أن خطابات الهوية في السياق الغربي قد تؤدي، في أقصى حالاتها، إلى توترات أو نزعات انفصالية -كما يطلق عليها في فرنسا مثلا مصطلح "الانفصالية"- فإن الأمر في العالم العربي يحمل طابعا أكثر تعقيدا وخطورة.
فهنا، انقسام الهويات لا يقتصر على التوتر السياسي أو الثقافي، بل قد يهدد مباشرة العقد الاجتماعي الذي تقوم عليه الدولة والمجتمع.
وقد شهدنا في حالات متعددة أن جماعات تستند إلى هوية خاصة -سواء كانت عقائدية أو لغوية- لجأت إلى التسلح، وتحولت إلى مليشيات وقوى مسلحة باتت تهدد كيان الدولة ذاته، وتمس بشكل مباشر تماسك المجتمعات.
إعلانومن هنا، فإن الحركات الهوياتية في العالم العربي، حينما تنفلت من الضوابط وتتخذ منحى انفصاليا أو صداميا، تكتسب طابعا أكثر خطورة من نظيراتها في الغرب، إذ يمكن أن تنزلق بالأوضاع إلى احتراب أهلي ومواجهات تهدد الاستقرار والوجود الوطني برمته.
كيف يسهم هذا الكتاب في فتح حوار مشترك حول قضايا الهوية بين المجتمعات الغربية والعربية، وما الذي يميزه عن غيره من الكتب في هذا السياق؟يمكن القول إنني، في مجمل ما أكتبه، أنطلق من فكرة أساسية مفادها أن القضايا المطروحة في الغرب تتقاطع وتتداخل بدرجات مختلفة مع تلك التي تطرح في مجتمعاتنا.
ولذا، فإن فهمنا العميق لقضايانا يتطلب النظر إلى الغرب وتحليل ما يدور فيه، كما يمكن للغرب، في المقابل، أن يدرك أبعادا من إشكالاته الخاصة من خلال دراسة مجتمعاتنا.
فقضايا مثل الهوية، على الرغم من اعتبارها أحيانا قضايا عرضية أو "عابرة"، هي في الواقع ذات طبيعة متشابكة ومعقدة، ومن بين هذه القضايا نذكر الإسلاموفوبيا والهجرة، اللتين تنظر إليهما من زوايا مختلفة، لكنهما تؤثران بعمق في مجتمعاتنا كما تؤثران في المجتمعات الغربية.
وقد شكل هذا الكتاب فرصة مناسبة للتوقف عند واقع الأقليات المسلمة في الغرب، حيث تطرح قضية الهوية هناك بشكل حاد ومختلف، وغالبا ما ينظر إليها كسبب في الإشكالات، في حين أنها في الواقع نتيجة لسياقات سياسية وثقافية معقدة.
وعلى كل حال، آمل أن يشكل هذا الكتاب فرصة حقيقية لفتح باب الحوار، فهو لا يمثل نهاية أو خلاصة نهائية، بل هو مجرد بداية لنقاش عميق ومستفيض. الغاية منه ليست فرض أجوبة، بل تحفيز التفكير الجماعي بما يمكن أن يشكل قواسم مشتركة تجمعنا، بدل الاستغراق في ما يفرقنا.