حطام السفن.. مواقع ساحرة للغوص
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
برلين "د.ب.أ": تعتبر حطام السفن الغارقة في قاع البحر من أهم مواقع الغوص حول العالم، والتي تنتشر من النرويج إلى مالطا ومن أوروبا إلى أستراليا.
ويرجع انبهار السياح بهذه المواقع إلى التوليفة، التي تجمع ما بين الدراما والتلاشي والتجربة الطبيعية؛ حيث يلقى ركاب هذه السفن مصرعهم في مثل هذه الحوادث ويتحلل جسم السفينة ببطء وتنمو عليها النباتات البحرية وتتخذها الأسماك موطنا لها.
حطام في البحر الأحمر
ويجذب حطام السفينة "إس إس زيستل جورم" في قاع البحر الأحمر قبالة شبه جزيرة سيناء آلاف الغواصين كل عام، ويضم هذا الحطام مدفعا مضادا للطائرات ودراجات نارية عسكرية وناقلات جند مدرعة مغطاة بالرواسب وتسبح من حولها الأسماك الملونة.
وقد غرقت سفينة الشحن البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية ولم يتم استكشافها إلا في عام 1956 بواسطة مستكشف المحيطات جاك كوستو، وتقع هذه السفينة على عمق 30 مترا ولا تزال بحالة جيدة نسبيا ويمكن الوصول إليها بسهولة، وهي التوليفة، التي جعلت من هذه الحطام مكانا رائعا للغوص.
شعاب مرجانية ملونة
وتتجلى روعة وجمال الشعاب المرجانية الملونة بصفة خاصة على حطام سفينة الشحن "جين سي"، التي تستقر على عمق 27 مترا في منطقة البحر الكاريبي قبالة جزيرة "أروبا". وقد تكونت الشعاب المرجانية الملونة على أجزاء من الغلاف الخارجي للحطام، الذي تسبح من حوله أسماك شيطان البحر وثعابين مواري.
وروت هيئة السياحة في جزيرة "أروبا" قصة مثيرة لهذه السفينة؛ حيث اكتشف مسؤولو الجمارك في البلاد أطنان كثيرة من الكوكايين على متن هذه السفينة، ولذلك فإنهم قاموا بإغراقها عام 1988، حتى يتم استعمالها لتكوين شعاب مرجانية صناعية، وسواء كانت هذه القصة حقيقية أو أسطورية، فإنها قصة جيدة بكل تأكيد.
وكثيرا ما يتم إغراق بعض السفن من وقت إلى آخر لكي تنمو الشعاب المرجانية والعمل على تشجيع رياضة الغوص؛ حيث تم في عام 2022 إغراق ناقلة النفط "إم في هيفايستوس" قبالة جزيرة "جوزو" المالطية، ولكن قبل إغراقها تم تنظيفها بعناية من بقايا النقط والشحوم.
المزيد من مواقع الحطام
ويرى مدرب الغوص الألماني فرانك أوستهايمر أن مواقع الغوص، التي تعتمد على حطام السفن الغارقة في تزايد مستمر، فمن ناحية يتم اكتشاف سفن جديدة، مثلما حدث مؤخرا في بحر البلطيق، ومن الناحية الأخرى فإن تدابير حماية الطبيعة، التي تم اتخاذها في البحر المتوسط، ساعدت العالم تحت الماء على التعافي وأن يصبح أكثر جاذبية لعشاق الغوص واستكشاف حطام السفن.
وأوضحت مجلة "تورستيك أكتويل" الألمانية المتخصصة في مجال السياحة أن هناك العديد من الإمكانيات أمام السياح من عشاق الغوص واستكشاف حطام السفن في أوروبا، على سبيل المثال في منطقة "كوستا برافا" الإسبانية أو قبالة جزيرة "راب" الكرواتية أو مدينة "بولا" في شبه جزيرة إستريا، أو الساحل الغربي لجزيرة صقلية بالقرب من مدينة "تراباني"؛ حيث يتمكن السياح من الوصول إلى سفينة الشحن، التي تم إغراقها عام 1978.
ونصح مدرب الغوص الألماني بزيارة منتجع هييريس الواقع في جنوب فرنسا، والذي يزخر بمجموعة كبيرة من حطام السفن، التي تعود في أغلب الأحيان إلى الحرب العالمية الثانية، وبعضها يرجع إلى أزمنة أقدم.
وهناك موقعان بهما حطام للسفن فوق مستوى سطح الماء، وتعتبر هذه المواقع مثالية للمبتدئين في الغوص، الإضافة إلى موقع "دوناتور"، الذي يضم أحد أجمل حطام السفن في العالم مع الشعاب المرجانية ومجموعة متنوعة من الأسماك، والذي يمكن مقارنته بالمواقع الاستوائية.
حطام السفن الحربية
وتزخر النرويج بالعديد من مواقع الغوص حول حطام السفن الحربية، التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية. وهناك الكثير من حطام السفن الحربية في البحر قبالة "جولين" بالقرب من مدينة "بيرجن"، ويتطلب الغوص هنا أن يتمتع الغواص بخبرة في المياه الباردة.
ويقبع حطام السفن الحربية أيضا في قاع البحر في خليج "سكابا فلو" الواقع بين جزر "أوركني" في شمال اسكتلندا، وقد تم استعمال هذه المنطقة كميناء طبيعي خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد قام أسطول أعالي البحار الألماني بإغراق نفسه بعد شهور من نهاية الحرب العالمية الأولى وأيام معدودة من توقيع معاهدة فرساي في يونيو 1919، ويمكن للسياح هنا الغوص حول مجموعة من السفن الغارقة، بما في ذلك ثلاث سفن حربية وزارعة ألغام في هذه الأسطول.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشعاب المرجانیة الحرب العالمیة حطام السفن
إقرأ أيضاً:
فاينشينال تايمز: اقتراح ترامب بشأن غزة يبدد آمال صناعة الشحن في البحر الأحمر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
ارتفعت حركة الملاحة بعد أن أعلن الحوثيون أنهم سيتوقفون عن استهداف معظم السفن في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤولون في قطاع الشحن إن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيطرة على غزة ضرب آمال العودة إلى طريق البحر الأحمر بعد أكثر من عام من الاضطراب.
ووفقا لصحيفة “فاينشينال تايمز” أثار إعلان ترامب الصادم هذا الأسبوع مخاوف من أن تجدد جماعة الحوثي المسلحة في اليمن تهديدها ضد السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر، بعد أن أعلنت الشهر الماضي أنها ستتوقف عن استهداف معظم السفن بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال جان ريندبو الرئيس التنفيذي لمجموعة نوردن للشحن السلعي إن خطة ترامب أضافت “إلى هذه الصورة من الاضطرابات والتوتر في الشرق الأوسط وقد يؤدي ذلك إلى إطالة أمد قضية البحر الأحمر”. وأضاف أن الإعلان زاد من “خطر عدم بقاء الحوثيين في وضع ثابت”.
وتابع: لقد أدى اقتراح ترامب بشأن غزة إلى تفاقم حالة عدم اليقين التي يخلقها نهجه غير المتوقع للتجارة وصناعة الشحن.
وفي الأيام الأولى من توليه منصبه، أعادت تهديدات الرئيس بفرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين إشعال المخاوف من الحروب التجارية والانحدار الاقتصادي العالمي الذي قد يؤثر على أرباح أصحاب السفن.
وقد تبع إعلان الحوثيين في 19 يناير/كانون الثاني عن رفع العقوبات عن السفن، باستثناء تلك المسجلة في إسرائيل أو المملوكة بالكامل لكيانات إسرائيلية، زيادة طفيفة في الشحنات القادمة من خارج اليمن.
ومنذ إطلاق حملتهم في أواخر عام 2023 لدعم الفلسطينيين في غزة، هدد الحوثيون جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وكذلك تلك المملوكة لكيانات بريطانية وأمريكية.
وارتفع عدد السفن العابرة لمضيق باب المندب الذي يدخل البحر الأحمر بعد اليمن بنسبة 4% إلى 223 سفينة في الأسبوع الذي أعقب إعلان الحوثيين، بحسب شركة لويدز ليست إنتليجنس. وأضافت الشركة أن نحو 25 سفينة من هذه السفن تجنبت المنطقة منذ عام 2023 أو لم تبحر عبر المضيق تاريخيا.
وبحسب شركة بيانات السلع الأساسية ICIS، من المقرر أن تنقل إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي غادرت عُمان مؤخرًا أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال غير الروسي عبر البحر الأحمر منذ أكثر من عام. وتشير سفينة صلالة للغاز الطبيعي المسال إلى ميناء تركي ومن المتوقع وصولها في 16 فبراير، مما يشير إلى أنه سيتعين عليها اتخاذ طريق البحر الأحمر للوصول في الوقت المحدد.
وقالت بريدجيت ديكن، محللة المخاطر البحرية في شركة لويدز ليست إنتليجنس، إنه في حين أن “عددًا صغيرًا من السفن يعود”، فإن البعض الآخر لا يزال “ينتظر دليلاً على الاستقرار”.
لكن المزيد من مالكي السفن يستعدون الآن لتصعيد التوترات في الشرق الأوسط ولتراجع الحوثيين عن وعدهم بالحد من الهجمات، بحسب مسؤولين تنفيذيين.
وقال لارس جينسن الرئيس التنفيذي لشركة فسبوتشي ماريتايم التي تقدم خدمات استشارية لأصحاب السفن والتجار إن الآمال المبكرة في العودة إلى المرور عبر البحر الأحمر قد تحطمت.
وقال جينسن “قبل أسبوع كان هناك ضوء في نهاية النفق”، لكن الآن “احتمال العودة إلى البحر الأحمر أصبح أقل”.
وقال ريندبو إن حركة العبور قد تنتعش بعد نحو شهرين من السلام في البحر الأحمر، لكن إعلان ترامب “لم يساعد حقًا في غرس الثقة في أن هذه المنطقة مستقرة”. وقد هاجم زعماء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط اقتراح ترامب .
وكان التجار ينتظرون العودة إلى الوضع الطبيعي بعد الاضطرابات التي أدت لأكثر من عام إلى زيادة أوقات الشحن وتكاليفه حيث اتخذت السفن المسافرة بين أوروبا وآسيا الطريق الأطول حول أفريقيا.
توقت مجموعة الشحن البحري الدنماركية AP Møller-Maersk هذا الأسبوع أن التجارة عبر البحر الأحمر ستُفتح في أفضل الأحوال بحلول منتصف عام 2025 وفي أسوأ الأحوال ستظل مقيدة حتى نهاية العام. قد يؤدي الأول إلى تمكين شركة الشحن البحري الدنماركية العملاقة من تحقيق التعادل هذا العام، ولكن قد يرى الأخير أنها ستحقق حوالي 3 مليارات دولار من الأرباح التشغيلية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة فينسنت كليرك لصحيفة فاينانشال تايمز “إن العودة عبر قناة السويس عملية معقدة للغاية، لذا يتعين علينا التأكد من عدم العودة قبل بضعة أشهر فقط. فالعملاء لا يريدون التقلب”.
وكانت شركة ميرسك قد حاولت في السابق العودة إلى البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول 2023، لكن الحوثيين أطلقوا النار على إحدى سفنها على الفور وحاولوا الصعود إلى متنها، مما دفع الشركة إلى إعادة توجيه الشحنات مرة أخرى.
وقال كليرك “ما دام هناك شك حول الكيفية التي ستبدو عليها الأمور بعد بضعة أسابيع، فسوف ننتظر”.