لجريدة عمان:
2025-02-23@16:48:45 GMT

بيوت تحت الأرض تحمي أمازيغ تونس من قسوة المناخ

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

تونس "د.ب.أ": الحياة بين جبال مطماطة في الجنوب التونسي تشبه الحياة فوق سطح القمر، فبينما تبدو الأراضي على مدى البصر قفراء تحت أشعة الشمس الحارقة، تنبض حفر واسعة تحت الأرض بالحياة.

على مسافة قريبة من موقع ديكور فيلم الخيال العلمي الشهير "حرب النجوم" في صحراء مطماطة بولاية قابس، يعيش سكان قرى تيجمة وزمرتن وتامرزت وغيرها من القرى الأمازيغية، منذ عدة قرون في ديار محفورة في الصخر تحت الأرض.

وتمثل هذه المساكن التي يطلق عليها "الحوش" باللهجة المحلية، موطنا لمجتمع القبائل الأمازيغية المتواجدة حتى اليوم في الجنوب التونسي على بعد نحو 450 كيلومترا عن العاصمة في الشمال، قبل دخول العرب المسلمين القادمين من الشرق في القرن السابع ميلادي.

وألهم المكان الطبيعي لهذه القرى في سبعينيات القرن الماضي، المخرج الأمريكي جورج لوكاس لوضع ديكور كوكب "تاتوين" الخيالي وبدأ التصوير في تلك الفترة أولى أجزاء "حرب النجوم". ويستقطب المكان حتى اليوم بما ذلك الفندق الصخري الذي استقبل فريق التصوير، السياح ومحبي سلسلة أفلام "حرب النجوم".

وتحتفظ الجدران الصخرية للفندق بصور نادرة لأفيشات الفيلم وكواليس التصوير وأقنعة الممثلين واكسسوارات العمل.

ويقول سكان القرى إن الفيلم ذو الشهرة الواسعة، أعاد التعريف بالإرث الثقافي والمعماري الفريد للقبائل الأمازيغية والممتد في تونس وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء وحتى جزر الكناري غربا، كما منح دفعة للحركة السياحية والثقافية في المنطقة.

ومنذ ثورة 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ظهرت نخبة من أقلية الأمازيغ إلى العلن للمطالبة بحقوق أوسع. ويقول سمير النفزي مؤسس الحركة الثقافية "آكال" التي تعني "الأرض"، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "هناك حالة تعطش للثقافة الأمازيغية".

ويتابع رئيس الحركة ”تونس لم تعمل بتوصية الأمم المتحدة في 2016 والتي تدعو فيها السلطات إلى إعادة الاعتبار للغة وهوية السكان الأصليين الأمازيغية".

وتفاخر تونس بضمها لتنوع ثقافي لافت يظهر في العادات والطبخ والمعمار. وتمثل بيوت مطماطة القديمة في جوف الحفر علامة فارقة لهذا التنوع في جنوب البلاد.

تحتوي الحفر الواسعة على فناء دائري تحيط به كهوف صخرية يستخدم بعضها كغرف للنوم أو مكان لتخزين الحبوب والغذاء. وتربط بين الغرف ممرات ضيفة وأنفاق وسط الصخور.

وفي العادة يتكون البيت الأمازيغي في مطماطة من طابقين، واحد علوي يخصص لتخزين المؤن، وآخر سفلي للإقامة والسكن ويضم المطبخ والحمام وغرف النوم وغرفة الجلوس. ويكون الدخول الى البيوت إما بدرج من الأعلى أو بسلالم من الأسفل.

ينتشر اللون البني على نطاق واسع في جدران البيوت الأمازيغية انعكاسا للون الأرض ولكن يستخدم كذلك الطلاء الأبيض في البيوت. ويفضل سكان هذه القرى البساطة في تزويق بيوتهم عبر السجاد والجلود والتحف والإكسسوارات القديمة من التراث الأمازيغي والأثاث التقليدي من صنع الحرفيين.

وتقول هاجر التاوجوتي في حديثها عن عادات الجهة لإذاعة محلية "تحتفظ كل أم في مطماطة بألعاب واكسسورات صغيرة وأشياء تذكارية من طفولة ابنتها داخل علبة ومع اقتراب موعد زفاف الإبنة تقوم الأم بصناعة قلادة تحتوي على هذه الأشياء التذكارية مع الصخاب". والصخاب يطلق على عطر طبيعي أسود يستعمل في المضوغ البربري.

ووفق احصائيات الأدلاء السياحيين الذين يعملون في الجهة، تضم مطماطة القديمة حوالي 650 منزلا محفورا في الجبال. لكن في العقود الأخيرة من القرن العشرين أدت عمليات نزوح مكثفة الى مغادرة الكثير من سكان القرى الى المدن الكبرى في ولاية قابس او مدينة مطماطة الجديدة.

وشيدت عائلات بيوتا حديثة من الاسمنت والآجر، فيما أبقى البعض على بيوتهم القديمة من أجل الاستخدام في المجال الزراعي.

وتفضل باقي العائلات الاستمرار في البيوت المحفورة لقدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية المتطرفة والحرارة المرتفعة في جنوب تونس، حيث يمكن ان تتجاوز في المعدل ما بين 40 و45 درجة في فصل الصيف.

قال على بوهالة من قرية زمرتن وهو يعمل دليلا سياحيا بالمنطقة "تتميز مساكن ديار الحفر بأنها تحتوي على بيوت درجة حرارتها ثابتة على مدار العام ما بين 18 و20 درجة، وهو معدل مناسب للسكن وخزن المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية التقليدية".

كما تؤمن البيوت دفئا طبيعيا في فصل الشتاء القارس دون الحاجة إلى سخانات.

وتقول هاجر التاوجوتي التي تقيم مع عائلتها بمنزل حفري بقرية تيجمة "هذه الديار تحتوي على طاقة ايجابية يشعر الانسان المقيم داخلها براحة نفسية كبيرة".

يعتمد اقتصاد المدينة القديمة في مطماطة في أغلبه على الزراعة من خلال غراسات الزيتون المقاومة للمناخ الحار، وعلى مشاريع السياحة عبر تحويل بعض المنازل في الجبال إلى اقامات فندقية.

وتكون هذه البيوت في الغالب قبلة للزائرين المستكشفين في رحلات السياحة الموسمية في فصلي الربيع والشتاء وأثناء الاحتفال برأس السنة الأمازيغية وخلال احتفالات المهرجان الدولي بمطماطة في شهر مايو من كل عام.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دخول عدد محدود من البيوت المتنقلة إلى غزة.. ليست للإيواء (شاهد)

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، أن عداد محدودا من البيوت المتنقلة قد دخل إلى القطاع، وهي مخصصة لاستخدام المؤسسات الدولية وليست للإيواء.

وأوضح رئيس المكتب سلامة معروف في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أنه "دخل صباح اليوم عدد محدود من البيوت المتنقلة (12 كرفان)"، مشددا على أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 60 ألف بيت متنقل، و200 ألف خيمة، لتوفير مأوى مؤقت لمئات آلاف الأسر التي فقدت منازلها.

وتابع معروف قائلا: "‏ما وصل للإيواء حتى اللحظة هو أقل من نصف احتياجنا من الخيام، دون وصول أي بيوت متنقلة، ما يجعلها نقطة في بحر الاحتياج".

فيديو جديد شاهد دخول
خمس شاحنات تحمل عددا محدودا من البيوت المتنقلة تتمكن من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم pic.twitter.com/OPzYB2MqPi

— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) February 21, 2025
وذكر أن "سلوك الاحتلال لا زال يتسم بالمماطلة والتلكؤ ويسعى للتنصل من تعهداته في الشق الإنساني من الاتفاق، ولا يكترث بالكارثة الإنسانية التي خلفتها حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة".

وطالب المجتمع الدولي والوسطاء بالضغط لتوفير حاجات قطاع غزة العاجلة من مستلزمات الإيواء والإغاثة والرعاية الصحية، ومنع الاحتلال من ممارسة الابتزاز والتلذذ بمعاناة الشعب الفلسطيني، ومفاقمتها عبر إعاقة دخول هذه الاحتياجات.



كما طالب بتسريع عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، داعيا القمة العربية المرتقبة بالسعودية لتبني قرارا بفتح معبر رفح على مدار الساعة "وإدخال كل ما يحتاجه أهلنا على مستوى الإغاثة والإيواء والإعمار، والاستجابة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه شعبنا باعتبار قطاع غزة منطقة منكوبة على الصعيد الإنساني والمعيشي والخدماتي".

وفي وقت سابق، قالت حركة حماس إنها تنتظر تنفيذ حكومة الاحتلال كل بنود "البروتوكول الإنساني" المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة جاهزيتها لإتمام تنفيذ الاتفاق بجميع مراحله، وأنها أبدت مرونة في صياغة مقاربات لإدارة القطاع.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان: "ننتظر تنفيذ الاحتلال الصهيوني كامل بنود البرتوكول الإنساني، وجاهزون لإتمام تنفيذ الاتفاق لكل مراحله بما يحقق مطالبنا".

وشهد الاتفاق اختراقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وبشأن "البروتوكول الإنساني": إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

وأضاف القانوع: "الاحتلال الصهيوني المجرم استخدم أسلحة محرمة دوليا بحق شعبنا ويطالب بنزع سلاح المقاومة الشرعي"، مشددا على ضرورة "تشكيل لجان دولية للتحقيق" في جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة الاحتلال في غزة.

وأكد أن حماس "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزما به"، لافتا إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عمليا، لكن الحركة مستعدة للانخراط فيها وفق ما نص عليه الاتفاق.

واتهم القانوع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"المماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".


#عاجل | دخول 5 شاحنات تحمل بيوت متنقلة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة. pic.twitter.com/0qdi09vxfz

— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) February 21, 2025

#صور | بعض أجزائها تلفت جراء مياه الأمطار.. جانب من دخول 10 بيوت متنقلة (كرفانات) إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم pic.twitter.com/FuU1tW1p0I

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 21, 2025

مقالات مشابهة

  • كيف تحمي قلبك من الأمراض؟ طبيبة تجيب
  • المحكمة العليا ترفض منح ترامب حق إقالة رئيس وكالة تحمي المبلغين عن المخالفات
  • المجلس البلدي زوارة: الاعتداء على علم الهوية الأمازيغية خطوة خطيرة واستفزازية
  • قارورة سيتمّ وضعها مع جثمان نصرالله... ماذا تحتوي؟ (فيديو)
  • حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء
  • في ظل تفاقم معاناة الأهالي.. الإعلام الحكومي بغزة ينفي إدخال بيوت متنقلة للإيواء مطلقا
  • دخول عدد محدود من البيوت المتنقلة إلى غزة.. ليست للإيواء (شاهد)
  • مصر تدخل دفعة جديدة من البيوت المتنقلة إلى غزة
  • مصر تدخل دفعة جديدة من البيوت المتنقلة إلى غزة (فيديو)
  • سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران البيوت