لجريدة عمان:
2025-03-16@17:51:37 GMT

بيوت تحت الأرض تحمي أمازيغ تونس من قسوة المناخ

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

تونس "د.ب.أ": الحياة بين جبال مطماطة في الجنوب التونسي تشبه الحياة فوق سطح القمر، فبينما تبدو الأراضي على مدى البصر قفراء تحت أشعة الشمس الحارقة، تنبض حفر واسعة تحت الأرض بالحياة.

على مسافة قريبة من موقع ديكور فيلم الخيال العلمي الشهير "حرب النجوم" في صحراء مطماطة بولاية قابس، يعيش سكان قرى تيجمة وزمرتن وتامرزت وغيرها من القرى الأمازيغية، منذ عدة قرون في ديار محفورة في الصخر تحت الأرض.

وتمثل هذه المساكن التي يطلق عليها "الحوش" باللهجة المحلية، موطنا لمجتمع القبائل الأمازيغية المتواجدة حتى اليوم في الجنوب التونسي على بعد نحو 450 كيلومترا عن العاصمة في الشمال، قبل دخول العرب المسلمين القادمين من الشرق في القرن السابع ميلادي.

وألهم المكان الطبيعي لهذه القرى في سبعينيات القرن الماضي، المخرج الأمريكي جورج لوكاس لوضع ديكور كوكب "تاتوين" الخيالي وبدأ التصوير في تلك الفترة أولى أجزاء "حرب النجوم". ويستقطب المكان حتى اليوم بما ذلك الفندق الصخري الذي استقبل فريق التصوير، السياح ومحبي سلسلة أفلام "حرب النجوم".

وتحتفظ الجدران الصخرية للفندق بصور نادرة لأفيشات الفيلم وكواليس التصوير وأقنعة الممثلين واكسسوارات العمل.

ويقول سكان القرى إن الفيلم ذو الشهرة الواسعة، أعاد التعريف بالإرث الثقافي والمعماري الفريد للقبائل الأمازيغية والممتد في تونس وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء وحتى جزر الكناري غربا، كما منح دفعة للحركة السياحية والثقافية في المنطقة.

ومنذ ثورة 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ظهرت نخبة من أقلية الأمازيغ إلى العلن للمطالبة بحقوق أوسع. ويقول سمير النفزي مؤسس الحركة الثقافية "آكال" التي تعني "الأرض"، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "هناك حالة تعطش للثقافة الأمازيغية".

ويتابع رئيس الحركة ”تونس لم تعمل بتوصية الأمم المتحدة في 2016 والتي تدعو فيها السلطات إلى إعادة الاعتبار للغة وهوية السكان الأصليين الأمازيغية".

وتفاخر تونس بضمها لتنوع ثقافي لافت يظهر في العادات والطبخ والمعمار. وتمثل بيوت مطماطة القديمة في جوف الحفر علامة فارقة لهذا التنوع في جنوب البلاد.

تحتوي الحفر الواسعة على فناء دائري تحيط به كهوف صخرية يستخدم بعضها كغرف للنوم أو مكان لتخزين الحبوب والغذاء. وتربط بين الغرف ممرات ضيفة وأنفاق وسط الصخور.

وفي العادة يتكون البيت الأمازيغي في مطماطة من طابقين، واحد علوي يخصص لتخزين المؤن، وآخر سفلي للإقامة والسكن ويضم المطبخ والحمام وغرف النوم وغرفة الجلوس. ويكون الدخول الى البيوت إما بدرج من الأعلى أو بسلالم من الأسفل.

ينتشر اللون البني على نطاق واسع في جدران البيوت الأمازيغية انعكاسا للون الأرض ولكن يستخدم كذلك الطلاء الأبيض في البيوت. ويفضل سكان هذه القرى البساطة في تزويق بيوتهم عبر السجاد والجلود والتحف والإكسسوارات القديمة من التراث الأمازيغي والأثاث التقليدي من صنع الحرفيين.

وتقول هاجر التاوجوتي في حديثها عن عادات الجهة لإذاعة محلية "تحتفظ كل أم في مطماطة بألعاب واكسسورات صغيرة وأشياء تذكارية من طفولة ابنتها داخل علبة ومع اقتراب موعد زفاف الإبنة تقوم الأم بصناعة قلادة تحتوي على هذه الأشياء التذكارية مع الصخاب". والصخاب يطلق على عطر طبيعي أسود يستعمل في المضوغ البربري.

ووفق احصائيات الأدلاء السياحيين الذين يعملون في الجهة، تضم مطماطة القديمة حوالي 650 منزلا محفورا في الجبال. لكن في العقود الأخيرة من القرن العشرين أدت عمليات نزوح مكثفة الى مغادرة الكثير من سكان القرى الى المدن الكبرى في ولاية قابس او مدينة مطماطة الجديدة.

وشيدت عائلات بيوتا حديثة من الاسمنت والآجر، فيما أبقى البعض على بيوتهم القديمة من أجل الاستخدام في المجال الزراعي.

وتفضل باقي العائلات الاستمرار في البيوت المحفورة لقدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية المتطرفة والحرارة المرتفعة في جنوب تونس، حيث يمكن ان تتجاوز في المعدل ما بين 40 و45 درجة في فصل الصيف.

قال على بوهالة من قرية زمرتن وهو يعمل دليلا سياحيا بالمنطقة "تتميز مساكن ديار الحفر بأنها تحتوي على بيوت درجة حرارتها ثابتة على مدار العام ما بين 18 و20 درجة، وهو معدل مناسب للسكن وخزن المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية التقليدية".

كما تؤمن البيوت دفئا طبيعيا في فصل الشتاء القارس دون الحاجة إلى سخانات.

وتقول هاجر التاوجوتي التي تقيم مع عائلتها بمنزل حفري بقرية تيجمة "هذه الديار تحتوي على طاقة ايجابية يشعر الانسان المقيم داخلها براحة نفسية كبيرة".

يعتمد اقتصاد المدينة القديمة في مطماطة في أغلبه على الزراعة من خلال غراسات الزيتون المقاومة للمناخ الحار، وعلى مشاريع السياحة عبر تحويل بعض المنازل في الجبال إلى اقامات فندقية.

وتكون هذه البيوت في الغالب قبلة للزائرين المستكشفين في رحلات السياحة الموسمية في فصلي الربيع والشتاء وأثناء الاحتفال برأس السنة الأمازيغية وخلال احتفالات المهرجان الدولي بمطماطة في شهر مايو من كل عام.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سامسونج توسع نطاق One UI 7 التجريبي للهواتف القديمة

ينتظر مستخدمي هواتف سامسونج Galaxy بفارغ الصبر تحديث UI 7 الرئيسي، المستند إلى نظام التشغيل Android 15، بعد أن قامت جوجل وغيرها من الشركات المصنعة بالفعل بطرح أحدث نظام تشغيل.

لم تكن عملية تحديث سامسونج سلسة هذا العام سهلة، حيث بدأت الشركة في طرح برنامجا تجريبيا واحدا من One UI 7 في أواخر عام 2024، بعد الانتكاسات، تهدف الشركة الآن إلى طرح تحديث مستقر يبدأ في أبريل 2025.

كل ما تريد معرفته عن وحش سامسونج القادم Galaxy Z Flip 7الأسرع مبيعا في تاريخ سامسونج.. جالاكسي S25 تكسر رقما قياسيا جديداتاريح إطلاق النسخة التجريبية من One UI 7

- إطلاق الإصدار التجريبي الأول: بدأ برنامج One UI 7 BETA في 5 ديسمبر 2024، من خلال سلسلة Galaxy S24 في مناطق مختارة بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكوريا الجنوبية وبولندا والهند. 

- التوسع التجريبي (مارس 2025): وسعت شركة سامسونج رسميا الإصدار التجريبي إلى أجهزة إضافية، حيث انضم هاتف Galaxy Z Fold 6 و Z Flip 6 إلى الإصدار التجريبي في بلدان مثل الهند وكوريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ابتداء من هذا الأسبوع، في وقت لاحق من مارس 2025، سيتم تمديد الإصدار التجريبي إلى سلسلة Galaxy S23، وسلسلة Galaxy Tab S10، و Galaxy A55.

- تحديثات بيتا المستمرة: بالنسبة لسلسلة Galaxy S24، تم إصدار العديد من النسخ التجريبية بعد إطلاق الإصدار التجريبي الأول في الخامس من ديسمبر، حيث أصدرت سامسونج العديد من إصدارات بيتا، من بينها:

- بيتا 2: في 16 ديسمبر 2024
- بيتا 3: في 6 يناير 2025
- بيتا 4: في 19 فبراير 2025

قامت سامسونج بإطالة مدة المرحلة التجريبية بشكل ملحوظ، حيث تمتد من ديسمبر 2024 إلى ما لا يقل عن مارس 2025، حيث تعالج سامسونج الأخطاء وتزويد التحديث بإصلاحات أخرى، والذي يتميز بتغييرات كبيرة في واجهة المستخدم.

الإصدار المستقر الأولي One UI 7

- الإصدار المستقر الأولي من One UI 7 تم طرحه مع سلسلة Galaxy S25 في 22 يناير 2025، حيث كشفت النقاب عن الحدث غير المعبأ، هذه الأجهزة التي يتم شحنها باستخدام واجهة المستخدم One UI 7 مسبقا، مما يمثل الإطلاق الرسمي.


- بدء التشغيل المستقر: أكدت سامسونج في 5 مارس 2025، أن برنامج UI 7 المستقر للأجهزة الحالية سيبدأ في أبريل 2025، ما لم يتم تحديد أي تاريخ دقيق، ولكن أبريل هو نقطة البداية الرسمية.
- الموجة الأولى: من المتوقع أن تكون سلسلة Galaxy S24 أول من يتلقى تحديثا مستقرا في أبريل 2025، نظرا للاختبار التجريبي الواسع، فمن المحتمل أيضا أن يكون Galaxy Z Fold 6 و Z Flip 6 مرشحين في أوائل أبريل، بعد إدراجهما التجريبي.


- الموجة الثانية مايو 2025: ستحصل سلسلة Galaxy S23 وسلسلة Galaxy Tab S10 و Galaxy A55، التي انضمت إلى الإصدار التجريبي في مارس، على تحديث مستقر بعد فترة وجيزة من سلسلة S24، على الأرجح في أوائل مايو 2025.


- التأثير الأوسع: من المتوقع أن تتلقى أجهزة سامسونج متوسطة المدى مثل سلسلة Galaxy S22 و S21 و Z Fold 5 و z Flip 5، وأجهزة إضافية متوسطة المدى مثل Galaxy A54 و A34، الإصدار المستقر في الربع الثالث من 2025.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. شرطة أبوظبي تحمي "عائلة من البط" خلال عبورها للطريق
  • أهل غزة يصنعون البيوت المتنقلة بأنفسهم ، في غزة لا شيء مستحيل / شاهد
  • إحسان الترك.. رحيل فنان لم تحمِه الهيبة من قسوة الحياة
  • أشرف صبحي يكشف سر الصورة القديمة مع مرتضى منصور
  • سامسونج توسع نطاق One UI 7 التجريبي للهواتف القديمة
  • كيف تحمي نفسك من الأخبار الزائفة: 3 خطوات أساسية للتحقق من المعلومات
  • ثاني جمعة في رمضان.. الأوقاف تفتتح 31 مسجدا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
  • «المنفي» يستقبل عمداء وأعيان وحكماء البلديات الأمازيغية
  • المنفي: لابد من الحفاظ على الهوية الأمازيغية الليبية
  • في 10 محافظة | الأوقاف تفتتح اليوم 31 مسجدًا ضمن خطتها لإعمار بيوت الله