بعد ارتفاع سعر الغاز بسبب الحرب الروسية.. ماذا ينتظر أوروبا الشتاء المقبل؟
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
عقب بدء الحرب الروسية الأوكرانية، انخفضت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من موسكو، والتي كانت أكبر موردي الغاز الطبيعي للقارة العجوز، التي كانت تعتمد عليه بشكل شبه كامل، لتوليد الطاقة والتدفئة، غير أنه مع اقتراب الشتاء وعدم ملء خزانات النفط في أوروبا بأكثر من 80% قد يدخلها في أزمة نقص وقود خلال فصل الصقيع، فماذا يحدث؟.
يقول عامر الشوبكي، خبير أسواق النفط من عمان، إن ما أجّج أسعار الغاز في الأسواق العالمية ورفعها للمستويات الأعلى منذ بداية العام الحالي هو التوغل الأوكراني المتوقع بالأراضي الروسية، خاصة في أقليم «كورسك»، والذي يقع فيه آخر مضخة للغاز الطبيعي على الأراضي الروسية، ومنها يمتد أنبوب الغاز الأخير في الأراضي الأوكرانية، ويوصل الغاز لوسط أوروبا، للدول التي طالبت موسكو استمرار تزويدها بالغاز وهم «تشيك، سلوفيكيا، هنجاريا، النمسا».
وأوضح «الشوبكي»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الغاز الطبيعي عبر الأنابيب لا يزال يصل لأوروبا وتعتمد عليه، حيث أن أوروبا كانت في الماضي قبل الحرب الروسية الأوكرانية تعتمد بنسبة 45% على الغاز الروسي، غير أن الوضع تبدل حاليا وباتت نسبة الاعتماد تصل لقرابه 15%، ولا يزال الاعتماد موجودا حتى الآن.
وأشار إلى أن هذا الارتفاع الأخير بأسعار الغاز بعد أن وصلت نسبة الزيادة بالأمس لـ2% عالميًا، يضغط على أسعار الغاز بالارتفاع أكثر، حيث ارتفع سعر الغاز أول أمس بنسبة 7%، وخلال الأسبوع الماضي ارتفع قرابة الـ8%، وتلك الارتفاعات المتراكمة في أسعار الغاز تضغط على الدول الأوروبية.
وأضاف أن آخر ما تتوقعه الدول الأوروبية حاليا هو ارتفاع أسعار الغاز وعودة فواتير الكهرباء المرتفعة مرة أخرى في الوقت الذي يجهز فيه البنك المركزي الأوروبي إلى تخفيض أسعار الفائدة.
ولفت إلى أنه خلال الأسبوع الماضي شهدت أسعار الغاز ارتفاعا بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع زيادة الاحتمالات بقطع الغاز من حقول الغاز الرئيسية كـ«لفيتان، تمار، كاريش» الإسرائيليين والمهمين لأوروبا أربك الحسابات وزاد السعر، خاصة وأن ما حدث في أقليم كورسك الروسي ومحاولة أوكرانيا التوغل فيه تسبب كذلك لارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية.
وتابع: أوكرانيا وبتلك الخطوة تسعى إلى قطع الغاز الروسي عن أوروبا، ويعد ذلك الإقليم آخر مورد للغاز أو الطاقة الروسية إلى أوروبا،، وبقطع ذلك الأنبوب الواصل بين روسيا وأوروبا على أراضيها فسينهي هذا تمرير الغاز الروسي إلى أوروبا.
وأشار إلى أن ما تقوم به أوكرنيا مؤخرا لم يكن في حسبان الجانب الأوروبي والذي يعد حليفا لأوكرانيا، في حين تسببت كييف في أزمة أخرى في القارة الأوروبية بارتفاع أسعار الغاز، وبفقد أوروبا ذلك الأنبوب الأخير تواجه شتاء صعبا، حتى وإن كانت مخزوناتها من الغاز مليئة بنسبة 100% فستواجه أزمة في الطاقة بداية العام القادم، وهو الأمر الذي يخالف تصريحات الاتحاد الأوروبي الفترة الأخيرة حول أن أوروبا خرجت من أزمة الطاقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الغاز أوروبا الشتاء المقبل الغاز الروسي حقول الغاز أزمة الطاقة أوكرانيا أسعار الغاز
إقرأ أيضاً:
السودان: الأسعار وتراجع القوة الشرائية يعمقان أزمة الغذاء لأكثر من نصف السكان
ارتفاع الأسعار في السودان وتراجع القوة الشرائية مرتبطان بعدة عوامل أبرزها اضطرابات سلاسل الإمداد الناتجة عن النزاعات- وفق تقرير برنامج الأغذية العالمي.
كمبالا: التغيير
كشف برنامج الأغذية العالمي في تقريره الشهري عن مراقبة الأسواق السودانية لشهر أكتوبر، الخميس، عن تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وسط ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية وتراجع القدرة الشرائية للأسر.
وأشار التقرير الذي اطلعت عليه (التغيير) إلى زيادات حادة في أسعار الذرة الرفيعة والفول السوداني والماعز، في وقت سجل فيه دقيق القمح انخفاضًا طفيفًا، بينما تستمر العملة المحلية في مواجهة تحديات كبيرة رغم تحسنها النسبي في السوق الموازية.
التقرير أظهر أيضًا أن انعدام الأمن الغذائي بات يهدد أكثر من نصف سكان البلاد.
ارتفاع السلع الأساسية يعمق الأزمةشهدت أسعار السلع الأساسية زيادات متفاوتة مقارنة بالفترات السابقة، حيث ارتفع سعر الذرة الرفيعة إلى 2,074 جنيه سوداني للكيلوغرام، مسجلًا زيادة بنسبة 3% عن الشهر السابق و387% مقارنة بالعام الماضي.
وفي الوقت ذاته، انخفض سعر دقيق القمح بنسبة 8% ليصل إلى 3,273 جنيه سوداني للكيلوغرام، لكنه ما يزال أعلى بنسبة 183% عن أكتوبر 2023.
كما ارتفعت أسعار الماعز بنسبة 4% لتصل إلى 122,750 جنيه سوداني للرأس، بينما قفز سعر الكنتار من الفول السوداني بنسبة 10% مقارنة بالشهر الماضي ليبلغ 48,085 جنيه سوداني.
تحسن طفيف.. تحديات قائمةعلى صعيد العملة، شهد الجنيه، تحسنًا طفيفًا في السوق الموازية، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 3% لتصل إلى 2,522 جنيه للدولار الأمريكي. رغم ذلك، تبقى قيمته منخفضة بنسبة 163% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما في سوق الوقود، فقد سجلت أسعار البنزين والديزل انخفاضًا حادًا في السوق السوداء بنسبة 38% و33% على التوالي، بفضل تحسن الإمدادات وانتهاء موسم الأمطار. ومع ذلك، تبقى أسعار الوقود الرسمية مستقرة مع زيادات طفيفة بنسبة 2% للبنزين و1% للديزل.
أجور العمالة اليومية: ارتفاع طفيف لا يكفي لسد الفجوةفي ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، شهدت أجور العمالة اليومية زيادة بنسبة 8% لتصل إلى 9,833 جنيه سوداني يوميًا.
ومع ذلك، تظل هذه الزيادة غير كافية لمواجهة التضخم، حيث ارتفعت الأجور بنسبة 65% مقارنة بالعام الماضي، في حين تضاعفت تكاليف العديد من السلع الأساسية.
ويبرز التقرير تفاوتًا كبيرًا في الأجور بين الولايات، حيث سجلت ولايتا شمال كردفان والبحر الأحمر أعلى معدلات، بينما كانت شرق دارفور الأقل.
موسم الحصادرغم بداية موسم الحصاد في أكتوبر 2024، والذي ساهم في زيادة إمدادات الذرة الرفيعة بنسبة 74% مقارنة بالشهر السابق، إلا أن التأثير الإيجابي لهذا التحسن لا يزال محدودًا. فقد ساعد موسم الحصاد على خفض أسعار الذرة بنسبة 14% في سوق القضارف، إلا أن الأسعار ما تزال مرتفعة جدًا مقارنة بالعام الماضي.
اعتمد التقرير على بيانات تم جمعها شهريًا من عواصم الولايات المختلفة، بما في ذلك أسعار السلع الأساسية، معدل التضخم، وسعر الصرف.
وتم تحليل هذه البيانات على المستويين المحلي والوطني لتقديم صورة شاملة عن الأوضاع الاقتصادية.
ويشير التقرير إلى أن ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية مرتبطان بعدة عوامل، أبرزها اضطرابات سلاسل الإمداد الناتجة عن النزاعات، وتدهور القطاع الزراعي، واستمرار الأزمات الاقتصادية.
يُبرز تقرير برنامج الاغذية، صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في السودان، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
وتؤكد هذه التحديات على ضرورة تدخل فوري لدعم الفئات الأكثر تضررًا، وتحقيق استقرار السوق، والحد من التضخم.
ومع استمرار التأثير السلبي للنزاعات واضطرابات سلاسل الإمداد، تتفاقم معاناة المواطنين، مما يضع مستقبل الأمن الغذائي والمعيشي على المحك.
الوسومالأزمة الاقتصادية الذرة السودان القضارف القمح انعدام الأمن الغذائي برنامج الأغذية العالمي دارفور سلاسل الإمداد