ثورة جديدة تتيح التقدم في مجالات عدة كتطوير أدوية جديدة
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
تحتدم المنافسة في مجال الحوسبة الكمومية بين الجهات المعنية، إذ يُتوقع أن تشكّل الثورة التكنولوجية المقبلة بعد الذكاء الاصطناعي، ويُعتقد أنها ستتيح تحقيق تقدم كبير في أكثر من مجال، كالتوصل إلى أدوية جديدة ومكافحة الاحترار المناخي.
بالنسبة لستيف بريرلي، مؤسس شركة "ريفرلين"، التي تتخذ مقراً في المدينة الجامعية الشهيرة بوسط إنكلترا، فإن هذه التكنولوجيا ستشهد في السنوات المقبلة ما يصفه بـ"لحظة سبوتنيك"، تيمّناً بالقمر الاصطناعي السوفياتي الذي شكّل إطلاقه عام 1957 خطوة كبيرة في مجال غزو الفضاء.
ويقول بريرلي إن "الحوسبة الكمومية لن تحمل مجرد تحسّن طفيف مقارنة بأجهزة الكمبيوتر السابقة، بل ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام".
تنتج شركته أول معالج دقيق مخصص لهذه التكنولوجيا يتمتع بقدرة حاسوبية هائلة، ويمكنه رصد وتصحيح الأخطاء التي تؤدي حالياً إلى إبطاء تطورها.
ويقول جون مارتينيس، المسؤول السابق عن تطوير هذه التكنولوجيا في مختبر "غوغل كوانتوم إيه آي" Google Quantum AI، إن صنع الأجهزة "التي ترقى إلى مستوى الوعود المذهلة لهذه التكنولوجيا يتطلب تغييراً هائلاً على صعيد الحجم والموثوقية، ما يستلزم أنظمة موثوقة لتصحيح الأخطاء".
وفي علامة على الاهتمام بأنشطة شركة "ريفرلين"، وبشكل عام بهذه التكنولوجيا التي تُشبَّه بالذكاء الاصطناعي لناحية التغييرات التي قد تُحدثها، أعلنت الشركة الثلاثاء أنها جمعت 75 مليون دولار أميركي من المستثمرين.
ويقول إيرل كامبل نائب رئيس شركة "ريفرلين"، "في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، سنكون قادرين على تطوير أنظمة قادرة على دعم مليون عملية من دون أخطاء"، مقارنة بألف عملية فقط حالياً.
يوضح كامبل أن هذه العتبة تُعتبر حاسمة لجعل أجهزة الكمبيوتر الكمومية أكثر كفاءة من نظيراتها الحالية.
مع قدرتها على تحفيز التفاعلات بين الجسيمات والذرات والجزيئات، من المرجح أن تمكّن هذه التكنولوجيا من تطوير أدوية ثورية أو تحسين إنتاج الأسمدة بشكل جذري، وهو قطاع يُنتج انبعاثات كثيرة من ثاني أكسيد الكربون.
كما يمكن لهذه التكنولوجيا أن تمهّد الطريق لبطاريات أكثر كفاءة، والتي تؤدي دوراً رئيسياً في مكافحة الاحترار المناخي.
- حالات لا حصر لها
تسجل كمية المعلومات، التي يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمومية الاستفادة منها، ازدياداً كبيراً كلّما توسّع حجمها، على عكس الأجهزة الحالية.
وتعتمد الحوسبة الكلاسيكية على البيانات المخزنة على شكل بتات bits، والتي لها حالتان محتملتان لا ثالث لهما (0 أو 1).
تستخدم أجهزة الكمبيوتر الكمومية "الكيوبتات qubits"، وهي وحدات بناء أساسية تحتوي على عدد لا حصر له من الحالات المحتملة التي يمكن تركيبها وتشابكها.
لكنّ هذه العملية التي تستخدم الخصائص غير العادية للمادة على المستوى الذري أو دون الذري لها عيب يتمثل في أن سلوكها الغريب يجعل من الضروري استخدام خوارزميات معقدة لمعالجتها.
كما أن البتات الكمومية حساسة جداً للأخطاء الناجمة عن الضوضاء، وسيكون حل هذه المشكلة "حاسماً"، على ما يؤكد ستيف بريرلي، المحاط بذبذبات ودوائر متكاملة في مختبر شركته.
يستثمر عمالقة تكنولوجيا المعلومات مثل "غوغل" و"آي بي ام" و"مايكروسوفت" مبالغ طائلة في هذه التكنولوجيا خصوصاً في محاولة تقليل الأخطاء الناجمة عنها، إما عن طريق حماية الأجهزة أو استخدام الخوارزميات لاكتشاف هذه الأخطاء وتصحيحها.
- "دروس من الذكاء الاصطناعي"
نظراً لهذا التعقيد، يتجلى الاهتمام بهذه التكنولوجيا في المقام الأول باستخدام أجهزة كمبيوتر كبيرة. وعندما يزاد حجمها، فإن الإمكانيات المقدمة تزيد بشكل أسرع من العيوب التي يتعيّن حلها.
بمعنى آخر، تعمل هذه الآلات بشكل أفضل في المهام المعقدة.
ويقول ستيف بريرلي باسماً "بالتأكيد، لن نستخدم أجهزة الكمبيوتر الكمومية لإرسال رسائل البريد الإلكتروني"، مضيفاً "سنكون قادرين على حل مشاكل قد تكون غير قابلة للحل لولا ذلك".
يعتبر رجل الأعمال أن النتائج، التي جرى التوصل إليها، "مثيرة للغاية"، لافتاً إلى أن "التحدي الآن هو أن نكون قادرين على توسيع نطاق عملنا".
وباتت مواضع التقدم الراهنة، بالإضافة إلى قدرة التكنولوجيا على التغلب على جميع أنظمة التشفير الحالية وإنشاء مواد جديدة، تجتذب بالفعل اهتمام الهيئات الناظمة.
يرى ستيف بريرلي أن "من المهم جداً تعلّم الدروس من الذكاء الاصطناعي حتى لا تفاجئنا هذه التكنولوجيا، كما يجب التفكير في آثارها في وقت مبكر جداً".
ويضيف "أعتقد أن الحوسبة الكمومية ستخضع للتنظيم في نهاية المطاف، لأنها تقنية مهمة للغاية"، "وأعتقد أن هذه تكنولوجيا لا تريد أي حكومة أن تتجاهلها".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحوسبة الكمومية ثورة تكنولوجية الذكاء الاصطناعي أجهزة الکمبیوتر الکمومیة هذه التکنولوجیا
إقرأ أيضاً:
عقوبات أمريكية جديدة تهدد شركة Sophgo الصينية بسبب معالج هواوي
في خطوة جديدة من إدارة بايدن، وقبل شهر واحد فقط من انتهاء ولايتها، تعتزم الولايات المتحدة إدراج شركة Sophgo الصينية، المصنعة للرقائق، على القائمة السوداء.
بحسب "phonearena" تأتي هذه الخطوة بعد اكتشاف رقاقة صممتها Sophgo وتم تصنيعها بواسطة شركة TSMC التايوانية، وهي الرقاقة التي تم العثور عليها داخل معالج الذكاء الاصطناعي Ascend 910B التابع لهواوي.
بتصميم مختلف.. هواوي تغزو الأسواق بساعة ذكية جديدةهواوي تطلق إيربودز بميزة إلغاء الضوضاء بالذكاء الاصطناعي.. السعرهواوي تطلق هاتف Mate X6 عالميا .. السعر والميزاتبعد تيك توك.. مشروع قانون يضع هواوي في مأزق جديدعقوبات مشابهة لما واجهته هواويSophgo، التابعة لشركة Bitmain المتخصصة في معدات تعدين البيتكوين، تواجه نفس المصير الذي تعرضت له هواوي في عام 2019، حيث أدرجت الأخيرة على "قائمة الكيانات" التي تمنع الشركات الأمريكية من التعامل معها دون الحصول على ترخيص خاص.
أدى ذلك إلى عزل هواوي عن خدمات Google Mobile، ما دفعها لتطوير نظام التشغيل الخاص بها HarmonyOS.
وفي عام 2020، فرضت وزارة التجارة الأمريكية قواعد تصدير جديدة منعت الشركات العالمية مثل TSMC من شحن أشباه الموصلات المتطورة إلى هواوي إذا كانت تستخدم تقنيات أمريكية. الهدف كان واضحًا: عزل هواوي عن تقنيات الجيل الخامس وإبعادها عن الجيش الصيني.
ظهور Huawei Mate 60 Pro يتحدى القيودورغم القيود، نجحت هواوي في صيف 2023 بإطلاق هاتف Mate 60 Pro المزود بمعالج يدعم تقنيات الجيل الخامس، والذي تم تصنيعه باستخدام تقنية 7 نانومتر بواسطة شركة SMIC الصينية. كان هذا الإنجاز الأول لهواوي منذ سلسلة Mate 40، مما أعادها إلى المنافسة في سوق الهواتف الذكية الرائدة.
تفاصيل التحقيق الحالياكتشف فريق TechInsights رقاقة TSMC داخل معالج Ascend 910B الذي أطلقته هواوي في عام 2022. وبعد إخطار شركة TSMC، أبلغت الأخيرة وزارة التجارة الأمريكية، وأوقفت شحناتها إلى Sophgo بعد التأكد من تطابق التصميم مع معالج Ascend، حيث أكدت السلطات الأمريكية أنها بدأت التحقيق في الأمر.
Sophgo تنفي علاقتها بهواويعلى الرغم من الأدلة، أكدت Sophgo في أكتوبر الماضي أنها "لم تدخل في أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع هواوي." وتتعامل الشركة بشكل أساسي مع الحكومات المحلية والشركات المملوكة للدولة مثل China Telecom.
وخلال العامين الماضيين، تم استخدام رقائق Sophgo وBitmain في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في الجامعات الصينية، وتحسين أنظمة المراقبة في مراكز الشرطة.
تصعيد أمريكي إضافيفي 11 نوفمبر، أمرت الولايات المتحدة شركة TSMC بوقف شحن الرقائق المتطورة إلى الصين، بما في ذلك تلك المصنعة بتقنيات 7 نانومتر أو أعلى.
وفي الوقت ذاته، أعلنت هواوي عن إطلاق معالج Ascend 910C، المتوقع بدء إنتاجه بكميات كبيرة مطلع العام المقبل، والذي يتوقع أن ينافس رقائق NVIDIA الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
المستقبل الغامض لشركة Sophgoتضع العقوبات المرتقبة شركة Sophgo أمام تحديات كبيرة، خاصة مع توجه وزارة التجارة الأمريكية نحو تضييق الخناق على الشركات الصينية التي تشارك في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الإجراءات على صناعة التكنولوجيا الصينية.