أسباب تزيد من خطورة إصابة الذكور بالتوحد
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
ربط العلماء مادة بلاستيكية شائعة موجودة في كل شيء، من علب الطعام المعدنية وحتى الإيصالات الورقية، بزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الذكور.
ووجد البحث الجديد الذي تتبع نمو أكثر من 600 رضيع، أن المستويات الأعلى من مادة بيسفينول أ الكيميائية (BPA) في بول الأم الحامل تزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف احتمالات إصابة الصبي الصغير بأعراض التوحد بحلول سن الثانية.
والأسوأ من ذلك، أن هؤلاء الأولاد أنفسهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بست مرات بحلول سن 11 عاما، مقارنة بأولئك الذين كانت مستويات بيسفينول أ (وهو مادة كيميائية صناعية تُستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية وراتينات معينة منذ فترة الخمسينيات) لدى أمهاتهم أقل أثناء الحمل.
وتم ربط مادة بيسفينول أ، وهي مادة كيميائية تهدف إلى تقوية البلاستيك ومنع المعادن من الصدأ، من بين استخدامات أخرى، أيضا بارتفاع مخاطر السمنة والربو والسكري وأمراض القلب على مدار أكثر من عقدين من التدقيق المتزايد على المركب.
وقد تم وصفها أيضا بأنها مادة كيميائية "تؤثر على الجنس" بسبب دورها الواضح في تحفيز الاضطرابات الهرمونية والجنسية لدى البشر والأسماك وأنواع أخرى.
لكن الدراسة الجديدة لم تحدد الرابط الواضح فحسب، بل كشفت أيضا عن أدلة نحو كشف التفاعلات الكيميائية المحددة التي تساهم في حالات التوحد.
وقالت عالمة الأوبئة وطبيبة الصحة العامة الدكتورة آن لويز بونسونبي في بيان: "إن عملنا مهم لأنه يوضح إحدى الآليات البيولوجية المحتملة المشاركة. ويمكن أن تعطل مادة بيسفينول أ نمو دماغ الجنين الذكر الذي يتحكم فيه الهرمونات بعدة طرق، بما في ذلك إسكات إنزيم رئيسي، وهو الأروماتاز، الذي يتحكم في الهرمونات العصبية وهو مهم بشكل خاص في نمو دماغ الجنين الذكر".
وأشارت الدراسة الجديدة إلى أن الأروماتاز يساعد في تحويل بعض الهرمونات الجنسية الذكرية في الدماغ، والمعروفة باسم الأندروجينات العصبية، إلى هرمونات الإستروجين العصبية.
وتساعد هذه الإستروجينات جميع الأشخاص، بغض النظر عن الجنس، على تنظيم الالتهاب في الدماغ، والحفاظ على مرونة المشابك التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل داخل الجهاز العصبي بأكمله، كما تساعد في إدارة الكوليسترول.
ويعد الدماغ العضو الأكثر ثراء بالكوليسترول في جسم الإنسان، حيث يستخدم ما يقارب 20% من مخزون الجسم بالكامل من هذه الجزيئات الدهنية للقيام بوظائفه الحيوية.
وقد تم دعم النتائج من خلال التجارب التي أجريت على الفئران والتي أظهرت أنه عندما يتم حذف الجين المسؤول عن إنتاج الأروماتيز، فإن الحيوانات تظهر سلوكيات متكررة، وهي سمة مشتركة للتوحد لدى البشر.
وقالت البروفيسورة بونسونبي في بيان: "لقد أظهرت بعض الدراسات بالفعل أن التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية أثناء الحمل يرتبط بالتوحد اللاحق لدى النسل".
وأضافت أنه في حين ينشأ التوحد من مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، يبدو أن التعرض لمادة بيسفينول أ يلعب دورا مساهما، وخاصة عند الأولاد. وأوضحت: "هذا لا يعني أن مادة بيسفينول أ هي السبب الوحيد للتوحد. وقد يكون بعض الأطفال مستعدين وراثيا، بينما قد يتأثر آخرون بعوامل بيئية مختلفة".
وأفاد الدكتور إيان ماسغريف، المحاضر الأول في الطب بجامعة أديلايد: "ينتج التوحد عن تفاعل معقد بين الجينات والبيئة، وما تزال طبيعة التفاعلات البيئية غير واضحة إلى حد كبير".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مادة بلاستيكية الطعام الذكور رضيع الأم التوحد مادة بیسفینول أ
إقرأ أيضاً:
ما خطورة تصريحات كاتس بضم أراضٍ غزية؟ خبير عسكري يجيب
حذر الخبير العسكري العميد إلياس حنا من الخطط الإسرائيلية بشأن قطاع غزة بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتهجير الغزيين وضم أراضٍ من القطاع.
وقال حنا -في معرض حديثه بشأن المشهد العسكري في قطاع غزة- إن إسرائيل تضع معادلة ترتكز على احتلال أراضٍ غزية مقابل رفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ووفق الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستعمل عاملي الأرض والوقت للاستيلاء على الأرض الفلسطينية، واصفا الأمر بالخطير.
ولا تعيد إسرائيل أي أرض حيوية بعد احتلالها -وفق حنا- مستندا إلى ما حدث في مرتفعات الجولان السوري، كما أنها تريد ثمنا كبيرا مقابل التخلي عن أراضٍ ليست حيوية بدرجة كبيرة.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال كاتس إنه أصدر تعليمات للجيش بالاستيلاء على مزيد من الأراضي في غزة مع إخراج السكان منها، زاعما أنه كلما استمرت حركة حماس "في رفض إطلاق سراح المحتجزين، ستفقد مزيدا من أراضي غزة".
ونقلت رويترز عن كاتس قوله "نستخدم كل وسائل الضغط العسكري والمدني، بما في ذلك إجلاء سكان غزة إلى الجنوب، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للنقل الطوعي (التهجير)".
وفي هذا السياق، قال حنا إن قطاع غزة حيوي ومهم بالنسبة إلى خطط إسرائيل، إذ تعلن صراحة رغبتها في تهجير الفلسطينيين وإعادة احتلال القطاع والاستيطان فيه، إضافة إلى خلق منطقة عازلة أكبر.
إعلانوأكد أن الحرب دخلت مرحلة جديدة بعد بدء جيش الاحتلال عمليات برية في 4 محاور في بيت لاهيا (شمالا) ومحور نتساريم (وسط)، وخان يونس ورفح (جنوبا)، في خرق أساسي لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستغل الدعم الأميركي بالسيطرة على البروتوكول الإنساني في قطاع غزة وتحاول الاستفادة من ذلك بأقصى قدر ممكن.
ولم يستبعد حنا قيام جيش الاحتلال بعزل المدن الرئيسية في القطاع وفتح طرقات بينها من أجل السيطرة عليها وتسهيل عمليات الاقتحام لتنفيذ عمليات أمنية في أي وقت يشاء.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تمهد للتهجير من خلال التحكم بحركية الغزيين، وهو ما يفسر سرعة دخولها إلى وسط محور نتساريم وقطع شارع صلاح الدين الذي يمتد على طول القطاع.
في المقابل، حضّرت المقاومة نفسها خلال فترة وقف إطلاق النار بإعادة هيكلتها العسكرية واللوجستية، وتحاول إعادة رسم المعادلات التي تحاول إسرائيل فرضها، وفق حنا.
والأربعاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية وصفها بالمحدودة، وقال إنه سيطر على وسط محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.
وبعد يوم، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية على محور الساحل في بيت لاهيا شمال القطاع، إلى جانب عملية برية ثانية في منطقة الشابورة بمدينة رفح جنوبا.