طوفان مليوني بصنعاء تأكيدا على الثبات في نصرة غزة وتأييدا للرد على العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
الثورة نت../
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم، حشودا مليونية في مسيرة “معركة جهاد.. ومحور واحد.. مع غزة حتى النصر” تأكيدا على الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني وتأييدا للرد على العدو الصهيوني.
وجددت الحشود في المسيرة، تأييدها الكامل للرد القادم من قبل محور المقاومة على جريمة اغتيال القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنيئة والقائد المجاهد الشهيد فؤاد شكر، واستمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر والإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت مساندة الشعب اليمني للقائد يحيى السنوار ولمجاهدي كتائب القسام وحركة حماس ولكل فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة غطرسة وصلف العدو الصهيوني والأمريكي.
وهتفت الحشود بالشعارات المعبرة عن الحضور الفاعل والواسع للشعب اليمني في كافة الساحات والميادين جهاداً في سبيل الله وخوضا لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى تحقيق النصر على أعداء الأمة.
ورددت هتافات “أصرخ في كل الساحات موقفنا عزة وثبات، أصرخ في وجه الظالم الرد اليمني قادم، الرد هو الرد الأكبر وسيأتي من كل المحور، قدماً قدماً يا سنوار يا مرعب كل الكفار”، وغيرها من الشعارات المعبرة عن وقوف اليمن قيادة وشعبا إلى جانب فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني.
وجددت الجماهير في ميدان الصمود بعاصمة الأحرار صنعاء، التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتأييد للخطوات العملية القادمة للرد على جرائم وتمادي كيان العدو الصهيوني الغاصب.
وطالبت القوات المسلحة بتصعيد عملياتها ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني نصرة لغزة والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة من قبل الكيان الصهيوني، بدعم غربي وتواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي.
وأكد بيان صادر عن المسيرة، استمرار الخروج الأسبوعي في مسيرات مليونية جهاداً في سبيل الله، وابتغاء لمرضاته، وانطلاقاً من الهوية الإيمانية المتجذرة، واستشعاراً للمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية.. مؤكدا الوفاء والثبات والدعم للمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس وقائدها المجاهد يحيى السنوار.
وبارك لحركة حماس خصوصاً وللشعب الفلسطيني عموماً اختيار المجاهد القائد يحيى السنوار خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية، لإكمال مسيرة الجهاد ضد العدو الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن المهمة ستكون صعبة وجسيمة في هذه المرحلة الاستثنائية، ولكنها ليست مستحيلة أمام أبطال طوفان الأقصى، فالذين أسقطوا الجدار الحديدي للعدو الإسرائيلي ومرغوا أنفه في التراب في السابع من أكتوبر، هم جديرون بإسقاط الصعوبات، وتقليل المستحيل بقوة الله سبحانه وتعالى وتوكلهم عليه، حتى تحقيق النصر.
وخاطب البيان الحكام العرب والمسلمين الخونة والمطبعين “إنا نرى الحسرة في عيون أبناء شعوبكم، والغصة في قلوبهم، فهم كانوا يأملون منكم أن تدافعوا عن الشعب الفلسطيني، وأن يكون لكم موقف تجاه ما يحدث في غزة من جرائم إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية، وباتت أكبر أمنياتهم اليوم – للأسف الشديد ألا تتورطوا في الدفاع عن العدو الإسرائيلي”.
وحيا مجاهدي القوات المسلحة اليمنية الذين يمضون في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بخطى ثابتة ومتصاعدة، تجاوزت الصعوبات والمعوقات تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.. مؤكداً الاستمرار في الجهاد نصرة للشعب الفلسطيني، بالتعبئة والتحشيد والتبرع بالمال وبمختلف الفعاليات والأنشطة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء.
وأضاف “نقول للعدو الإسرائيلي زوالكم وعد إلهي محتوم، ودعمكم ومساندتكم من قبل أمريكا والغرب الكافر والمطبعين لن ينقذكم من هذا المصير، والرد آت لا محالة، ويجب أن تقلقوا وتذوقوا مرارة انتظار العقاب في الليالي والأيام القادمة، وبيننا وبينكم الميدان، وما النصر إلا من عند الله والعاقبة للمتقين”.
واستنكر البيان المواقف المخزية والمشينة للأنظمة العربية والإسلامية المطبعة التي جعلت من نفسها متارس للدفاع عن العدو الصهيوني، وجعلت من وسائل إعلامها جبهة إسناد له، تنطق بلسانه وتطعن في ظهر المقاومة الفلسطينية ومن يقف معها.. سائلاً الله تعالى النصر والفرج للشعب الفلسطيني المظلوم والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والنصر والتأييد للمجاهدين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی
إقرأ أيضاً:
المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله
يمانيون/ تقارير
غاب زمن نصر الله، وحضر زمن جديد.. هذا لا يعني أن النسيان سيكون سيد الموقف لشخصية عظيمة استثنائية صنعت الكثير من المتغيرات والتحولات في المنطقة، وإنما هو الوفاء والسير على دربه رحمه الله.
اليوم يبتسم الأعداء، ويتنفسون الصعداء، ومعهم كل أزلامهم من العرب المنبطحين الأذلاء، في حين يبكيه كل حر وشريف، كل مقاوم، كل مؤمن، عرف معنى الإنسانية، والجهاد، والعزة والكرامة.
بالنسبة للقائد حسن نصر الله، فإن الشهادة في سبيل الله، كانت أمنية مقدسة لديه، وقد نال ما تمنى، ويكفيه شرفاً أن جريمة اغتياله تعد سابقة في التاريخ، فهو أول زعيم على وجه هذه الأرض تلقى عليه القنابل الأمريكية الثقيلة والتي تزن ألفي رطل؛ ولهذا فإن الأمة التي تفقد روح الاستشهاد والتضحية لا تستطيع أن تحافظ على أرضها ومقدساتها، وهكذا هم رجال المقاومة وقادتها، ولقد كان السيد حسن نصر الله –رحمه الله- يعيش بين الناس، لكن قلبه معلق بالملأ الأعلى، يناجي الله في ظلمة الليل والناس نيام بأن يمنحه الله هذا الوسام الرفيع ليفوز برضا الله ونعيم الآخرة.
وفي الكثير من خطاباته كان يؤكد -سلام الله عليه- بأن الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء الهي، فالشهداء هم السالكون إلى الله، وهم سراج الأمة، وهم أهل اليقين، فالله الذي يختار الأنبياء هو أيضاً يختار الشهداء ويصطفيهم، والشهادة وسام إلهي رفيع يهبه الله للمستحقين واللائقين، ليكون لهم شرف أن يحملوا عنوان الشهادة، وكلما كان الشهيد له موقعية جهادية بارك الله في دمائه وجعلها زيتاً يضيء سراج النصر.
إن شهادة القادة -كما يقول الشهيد القائد حسن نصر الله- هي ولادة جديدة للمقاومة، ولشعب المقاومة، ورجال المقاومة، ومشروع المقاومة، وشهادة القائد تضع المقاومة على طريق النصر النهائي، وتختصر العديد من المراحل والمسافات، وتستنهض الكثير من الهمم.
المقاومة ثقافة وقيموإذا كان سماحته يتحدث عن الشهادة وعظمتها، فإن هذا لن يتحقق إلا بمشروع المقاومة والتي كانت تشكل المحور المركزي لديه، فالمقاومة هي المثال للخروج من حالة الإحباط والشعارات التي عايشتها الأمة، ومقاومة لبنان ضد العدو الإسرائيلي لم تولد صدفة، ولم تكن حدثاً عابراً، وإنما صنعتها إرادة الرجال المقاومين المجاهدين الصادقين والمخلصين، فالمقاومة هي صورة السيد عباس، أعطاها من صدقه، واخلاصه، وتواضعه، ومن السيد عباس تعلم الشهيد القائد حسن نصر الله، كل معاني الصدق والإخلاص والتواضع.
والمقاومة عند انطلاقها ألصقت عليها صفة “الإسلامية”، وهي ليست طائفية، وإنما تجسد الهوية الإيمانية، وتجعلها مقاومة فوق الطوائف، وفوق المناطق، وفوق الأقطار بالمعنى القطري الضيق، ويجعلها مقاومة تدافع عن الأمة، ومقاومة تدافع عن الإنسان في لبنان والمنطقة، فهي تقاتل في سبيل الله، ومن أجل الله، وطلباً لرضا الله واستجابة لأمره.
هذه الأفكار كان يقدمها شهيد الإنسانية في خطاباته بكل وعي، لتصبح منهجاً في عقول المقاومين الأحرار، ليس في لبنان فحسب، وإنما في المنطقة والعالم برمته.
والمقاومة كما يقول -رحمه الله- هي مثال تحرري، وهي تنظر إلى فعلها الجهادي، كإعادة تحريك للواقع الإنساني، الذي طرأت عليه الكثير من معالم الغطرسة، نتيجة سياسة الاستكبار الأمريكية والصهيونية، وقد استطاعت أن تعيد جذوة الجهاد إلى الشعب الفلسطيني، الذي أخذ يرفض الحلول التفاوضية من بعد اتفاقية [أوسلو]، ولذلك فإن المقاومة ليست يداً تحمل البندقية، وإصبعاً يضغط على الزناد فقط، وإنما هي جسم كامل فيه عقل يفكر، وعينان تريان، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، وقلب يملؤه الحنان، أو يمتلكه الغضب.
والمقاومة كما يقول شهيد الإنسانية، هي قيم وثقافة، ترفض العبودية لغير الله، وترفض الظلم والقهر والاضطهاد، وما دام الاحتلال يمثل كل هذه المعاني المشينة من إذلال وإهانة وهتك للحرمات وتعرض للشرف وعبودية وأسر وقهر واضطهاد، فلا بد لمن يحمل قيم الكرامة والسيادة والعز والشرف ورفض العبودية والذل أن يقاوم، وإلا فهو خال من كل هذه القيم ومن كل هذه المشاعر.
النصر من عند اللهويَعُد سماحة الأمين العام لحزب الله شهيد الإنسانية القائد السيد حسن نصر الله النصرَ هبة إلهية، يمنحها الله للمخلصين، فالله هو الذي ملأ قلوبنا بالطمأنينة، وأنفسنا عشقاً للشهادة، وهو الذي رمى وهو أصاب، وهو الذي دمر المواقع، وهدم الحصون، وقتل الجبابرة، وهو الذي يصنع النصر.
وهنا يشدد -رحمه الله- على ضرورة الأخذ بعوامل النصر، فالمقاومة تستمد رؤيتها من الأئمة عليهم السلام، وأرواح الشهداء، والنصر الإلهي مشروط بالجهاد والصبر والتضحية والصدق والإخلاص، والله لا يعطي النصر لمن ليس جديرا به.
ويقول شهيد الإنسانية: “المقاومة وجمهورها أثبتوا جدارتهم، فهؤلاء لم تسقطهم مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والنبطية والمنصوري وغيرها، وأثبتوا أنهم لائقون، وجاء الانتصار شهادة من الله لهؤلاء لأنهم لائقون بهذا الوسام من الانتصار.
سيظل الشهيد القائد حسن نصر الله مدرسة نستلهم منها كل المعاني السامية، فهو لا يعلمنا معنى المقاومة والشهادة والانتصار فحسب، وإنما يعلمنا معنى الحياة، وكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا، وقد عرف القيمة والهدف الذي خلقه الله من أجله، ويعلمنا أن الضعف والاستسلام والهوان ليس من شيم الرجال ونخوتهم، وأن بقاء الأمة وحفظها وأمنها وعزتها وكرامتها لا يمكن أن يأتي دون مقاومة ودون شهادة، ولقد انتصر -سلام الله عليه- لكل قيمه ومبادئه وأخلاقه، ونال الوسام الأكبر، وختم حياته في أعز وأشرف معركة، شهيداً في سبيل الله على طريق القدس.
نقلا عن موقع أنصار الله