تحديث وتوسيع لأسطول قطر البحري.. أسباب عديدة وتحدٍ وحيد
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قال الباحث ألبرت فيدال إن قطر تواصل منذ منتصف عام 2010 توسيع أسطولها البحري بما يمنحها قدرات برمائية ودفاع جوي ومضادة للسفن، لكنها ستواجه تحديات في إدارة منصاتها البحرية بالكامل من جانب القطريين حصريا، نظرا لقلة عددهم.
فيدال أضاف، في تقرير بـ"معهد دول الخليج العربية في واشنطن" (AGSIW) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه في يناير/ كانون الثاني الماضي، تم إطلاق سفينة إنزال جديدة للبحرية القطرية في إيطاليا.
وأوضح أن طول السفينة يبلغ 143 مترا، ويمكنها استيعاب 550 شخصا وطائرتي هليكوبتر عسكريتين وعدد من زوارق الإنزال المصممة لنقل المركبات، وهذه السفينة هي الرمز الرئيسي لمشروع التوسع البحري غير المسبوق الذي أطلقته قطر في منتصف 2010.
وتابع أن "لدى قطر عدة أسباب لهذا التوسع، فباعتبارها واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، يجب عليها تأمين أنشطة الاستخراج البحرية الأساسية وطرق التصدير عبر الخليج المضطرب في وقت أصبحت فيه الهجمات على الناقلات وعمليات الاختطاف شائعة".
كما "أصبحت طرق التجارة البحرية أكثر أهمية بالنسبة للاقتصاد القطري غير النفطي، وفي 2017، افتتحت قطر ميناء حمد التجاري بمليارات الدولارات، مما أعاد وضعها كمركز اقتصادي إقليمي تنافسي"، بحسب فيدال.
وأردف: "لكن العوامل غير الاقتصادية لعبت أيضا دورا في قرار قطر تحديث أسطولها البحري، إذ تصاعدت التوترات بين قطر وبعض جيرانها في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والبحرين) في 2014 وأدت إلى عزلها بين 2017 و2021".
وزاد بأنه "في حين تم استعادة العلاقات بعد توقيع اتفاقية 2021 في اجتماع مجلس التعاون الخليجي بالعلا في السعودية، لا يزال قادة قطر يركزون على بناء القدرات لمواجهة أي تهديدات مستقبلية. كما أشار كبار المسؤولين الأمنيين القطريين إلى المخاوف بشأن الإرهاب وعدم الاستقرار الإقليمي وتهريب المخدرات كعوامل محفزة للتوسع البحري".
اقرأ أيضاً
بكرة ميسي وسيارة توج.. تميم وأردوغان يحتفيان بعلاقات 50 عاما
إيطاليا وتركيا
وتم تسهيل النمو المتسارع للبحرية القطرية من قِبل شريكين أساسيين هما إيطاليا وتركيا، ولهذا النمو عدة آثار، كما أضاف فيدال.
وتابع: "أولا، يصاحب الزيادة في عدد المنصات توسع في البنية التحتية البحرية القطرية، فمثلا تعتبر متطلبات الصيانة لمنصة الإنزال الجديدة في قطر أكثر تعقيدا بكثير من متطلبات زورق الهجوم السريع، لذلك افتتحت مؤخرا منشأتين بحريتين جديدتين".
وأوضح أنه "في 2019، افتتحت قطر قاعدة الدايين البحرية، المقر الرئيسي لخفر السواحل، على بعد حوالي 19 ميلا شمال الدوحة، وفي العام نفسه بدأت في بناء قاعدة أم الحول البحرية، المجاورة لميناء حمد، بهدف استيعاب الآلاف من الأفراد وأكبر عمليات الاستحواذ البحرية، بما في ذلك طراداتها الأربعة ومنصة الإنزال".
ومضى قائلا إنه "لمزيد من الأمن، تعاقدت البحرية القطرية مع "أم بي دي أيه" (MBDA) لبناء نظام دفاع صاروخي ساحلي في أم الحول، تم الكشف عنه في فبراير/ شباط الماضي بتكلفة أكثر من 700 مليون دولار، كما سيتم تجهيز القاعدة بمركز عمليات بحرية هو الأول من نوعه في قطر، لمراقبة مياه البلاد".
اقرأ أيضاً
قطر تطلق سفينة الفلك للدعم الاستراتيجي في إيطاليا (صور)
طواقم التشغيل
وقال متحدث باسم البحرية القطرية إنه من المتوقع أن يزداد عدد أفرادها من أقل من 3 آلاف فرد في 2022 إلى 7 آلاف بحلول 2025.
و"لتلبية احتياجات التوظيف، قامت قطر في 2018 بتوسيع برنامج الخدمة الوطنية الإلزامية من 3 إلى 12 شهرا وبدأت في السماح للنساء بالتطوع في الجيش"، وفقا لفيدال.
وتابع أنه "منذ 2018، ترسل قطر ضباطا وأفرادا مجندين إلى إيطاليا لإكمال التدريب على السفن التي حصلت عليها من شركة "فينكانتييري" (Fincantieri)".
واستدرك: "على الرغم من كل هذه الجهود، ستواجه قطر تحديا يتمثل في إدارة منصاتها البحرية بالكامل من جانب القطريين حصريا؛ نظرا لقلة عدد القطريين (حوالي 320 ألف) والمجموعة الصغيرة من القطريين في سن التجنيد المؤهلين للخدمة على متن السفن".
وأردف: "مع ذلك، قال الخبير الدفاعي دي بي دي روشيه إنه من السهل نسبيا توظيف رعايا دول ثالثة لطاقم السفن. هناك العديد من البحارة الفلبينيين والهنود المستعدين للعمل كطاقم في البحرية القطرية".
فيدال قال إنه "مع تشغيل هذه السفن والأنظمة والبنية التحتية للموانئ يبدأ التحدي الحقيقي للجيش القطري لاستيعاب هذه الأصول وتكثيف جهود التدريب وتوظيف القوى العاملة".
وختم بأنه "إذا استمرت اتجاهات التعاون العسكري الحالية، فمن المرجح أن تعزز قطر التعاون الأمني والتدريبات البحرية المشتركة أيضا مع الولايات المتحدة، شريكها الأمني الرئيسي، وسيتعين كذلك مواجهة التحدي الدائم لأمن الخليج، وهو ضمان ترجمة مليارات الدولارات التي تُنفق على المشتريات إلى قدرات أمنية متزايدة ومستدامة".
اقرأ أيضاً
قطر تبحث التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي
المصدر | ألبرت فيدال/ معهد دول الخليج العربية في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر أسطول بحري توسيع تحديث الغاز التجارة الإرهاب
إقرأ أيضاً:
حزب الوعي: نستعد بقوة للانتخابات المقبلة ونعمل على تمكين الشباب وتوسيع التواجد بالمحافظات
في ظل الحراك السياسي المتنامي الذي تشهده الساحة المصرية استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، برز حزب الوعي كأحد الأحزاب الشابة التي تسعى لترسيخ وجودها وتوسيع قاعدتها الشعبية.
وفي حوار لـ "صدى البلد"، تحدث حازم الملاح، عضو الهيئة العليا لحزب الوعي ورئيس لجنة الصحافة والاتصال، عن خطة الحزب للاستعداد للانتخابات وأبرز تحركاته في المحافظات.
وأكد أن الحزب لا يسعى فقط للمشاركة، بل لبناء كوادر سياسية شابة قادرة على صناعة الفارق، وأن التحرك أصبح بخطى ثابتة ليكون له حضور فاعل على الساحة الوطنية.. وإلى نص الحوار:
في البداية كيف يستعد حزب الوعي للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟حزب الوعي يستعد بشكل جاد ومكثف لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة ونحن عازمون على التواجد بقوة في جميع الاستحقاقات السياسية المقبلة، ونهدف بشكل رئيسي على تمكين الشباب والمشاركة الفعالة في بناء الحياة السياسية في مصر.
ونحن الان نقوم بتوسيع قواعد الحزب في مختلف المحافظات من خلال افتتاح عدد من اللجان، بالإضافة إلى إطلاق حملات ميدانية، وتنظيم لقاءات مباشرة مع المواطنين لتعزيز التفاعل وتبني القضايا الحقيقية التي تهم الناس.
هل يمكن أن توضح لنا المحافظات التي تم التوسع فيها مؤخرا؟بالفعل قمنا بافتتاح لجان حزبية في محافظات مثل الإسكندرية، وبني سويف، والجيزة، والشرقية، والغربية، وبورسعيد.
ونعمل حاليا على ربط هذه اللجان بالمواطنين من خلال مبادرات خدمية وتوعوية، مع التركيز على المناطق التي تفتقر إلى التمثيل السياسي الفعال.
ما الآليات التي يعتمد عليها الحزب للوصول إلى الشباب؟نولي الشباب أهمية قصوى، ونسعى إلى إشراكهم بفاعلية من خلال توفير منصات حوار مفتوحة وتقديم فرص مجانية للمشاركة والتدريب داخل الحزب.
ونعتمد بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي للتواصل مع الشباب ونشر أفكارنا بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل تدريبية للأعضاء الجدد ونركز فيها على مهارات الحملات الانتخابية وإدارة الأزمات وفنون الحوار العام وذلك بهدف إعداد كوادر قادرة على خوض العمل السياسي بثقة وكفاءة.
كيف ينظر الحزب للنظام الانتخابي الحالي؟ وهل هناك مطالب لتعديله؟حزب الوعي يؤيد التوصيات التي خرج بها الحوار الوطني، خصوصا فيما يتعلق بتعديل النظام الانتخابي نحو تعزيز نظام القوائم النسبية الحزبية، وذلك لضمان تمثيل أكثر عدالة، وإتاحة الفرصة للأحزاب الصغيرة لتجد لها مكانًا في المشهد السياسي.
نحن نؤمن بأن أي إصلاح يجب أن يكون تدريجيا لضمان استقرار العملية السياسية، لكن في حالة استمرار العمل بالنظام الحالي، نرى ضرورة تحقيق توافق سياسي بحيث تكون القوائم المغلقة ذات توزيع نسبي عادل ومتوازن وأعلنا عن ضرورة وجود قائمة واحدة تحت مسمي سند مصر علي أن تضم جميع الأحزاب والشخصيات المشهود لها بالكفاءة.
في ظل ظهور كيانات سياسية جديدة ما موقفكم من التعددية؟حزب الوعي يؤيد وبقوة التعددية السياسية باعتبارها أحد الأعمدة الأساسية للديمقراطية.
ونحن نرى أن ظهور أحزاب جديدة يثري المشهد السياسي ويعزز من المشاركة الشعبية لكن من المهم أيضا أن يكون هناك آليات وضوابط تحول دون تفتيت الساحة السياسية وتشتيت الأصوات، وهذا حفاظا على فاعلية العملية السياسية.
كيف تقيمون دور الحوار الوطني وتأثيره على الحياة السياسية في مصر؟الحوار الوطني كان ولا يزال منصة حوارية حقيقية خلقت مساحة واسعة للتعبير عن الرأي وتنوع الأفكار، سواء من القوى المؤيدة أو المعارضة.
وقد انعكس هذا الحوار بشكل إيجابي على الحالة السياسية العامة، وفتح آفاقا جديدة للتعاون بين مختلف الأطياف.