افتتحت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، اليوم الجمعة ثلاثة مساجد بقرى ومراكز المحافظة، بعد الانتهاء من إعادة الإحلال والتجديد.

جاء ذلك في إطار توجيهات الدكتور أسامه الأزهري وزير الأوقاف وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل أوقاف الفيوم، وبحضور ومديري إدارات الأوقاف الفرعية.

خلال ذلك تم افتتاح مسجد الرحمة بعزبة عبد الله مجاور التابعة لقرية النزلة بإدارة أوقاف الشواشنة، ومسجد الهداية بإدارة أوقاف سنورس، ومسجد نصار بإدارة أوقاف مركز الفيوم، وبحضور عدد من مديري الإدارات الفرعية؛ ليتحدثوا جميعا بصوت واحد تحت عنوان:"المحافظة على الماء واجب شرعي ووطني"، وذلك بحضور العلماء والأئمة وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والقائمين على الإحلال والتجديد.

يأتي هذا فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف ببيوت الله تعالى مبنى ومعنى، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وذلك ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعمار بيوت الله، لإقامة الصلاة وتنفيذ الأنشطة التي تنظمها مديرية الأوقاف بالفيوم خلال أعمال افتتاح المساجد بكافة إدارات الأوقاف الفرعية بالقرى والمراكز

العلماء: الماء نعمة عظيمة ومنه كبرى وعليه تقوم الحياة..

حيث أكد العلماء أن الماء نعمة كبرى، ومنة عظمى، عليه تقوم الحياة، وهو أساس الحضارة والرقي وعماد الاقتصاد، ومن أهم مصادر الرخاء وأصل النماء، وسبب البقاء، فالماء أغلى ما تمتلك الإنسانية، إنه الرزق النازل من السماء، يقول الله تعالى: {…وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]، فالمحافظة على المياه واجب شرعي ووطني وإلقاء القاذورات والمخلفات في النيل والترع ومجاري المياه إثم مبين، وأما الإسراف في استخدام المياه لغير حاجة ضرورية فدليل على انعدام التقوى ومراقبة الله تعالى.

كما أشار العلماء أن الله تعالى تارة يسمي النازل من السماء ماءً وتارة يسميه رزقًا ليعلم العباد أن هذا الماء النازل من السماء يحمل الخير والبركة والنماء والبهجة، فالأرض ميتة والماء حياتها، يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}[النحل: 65]، والأرض هامدة يابسة مقحلة حتى إذا نزل عليها الماء تحركت بالنبات وصارت مبهجة، يقول الله تعالى: {…وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}[الحج: 5]، فالماء إذًا بهجة الحياة: {…وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}[النمل: 60]، والماء اخضرار الأرض وجمالها: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج: 63]، وفي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي ، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ». 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أوقاف مساجد الفيوم الأوقاف الماء العلماء ماء بوابة الوفد جريدة الوفد الله تعالى

إقرأ أيضاً:

إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا

فاطمة الراشدي

لم يخلق الله الأرض هذه من فراغ أَو لعدم هدف، ولم يخلق كُـلّ هؤلاء البشر والحيوانات بكل أنواعها للأكل والنوم فقط، بل خلق كُـلّ شيء على الأرض وفق قوانين وسنن حدّدها هو بنفسه؛ ليمشي كُـلّ كائن حي عليها.

خلق آدم وأمره بالعبادة هو وزوجه فوسوس لهما إبليس بأن اعصيا وكُلا مما حُرم عليكما، فأخرجهم الله من الجنة ليهبطوا في الأرض فيعملوا بعد أن كانوا في جنة النعيم؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى حاكم عادل لا يتهاون أمام أمر في معصيته، أَيْـضاً لا يرض بالظلم لعباده فعندما رآهم بدأوا بالانحراف بعبادة الأصنام والتقرب بها إلى الله، صنعوها هم بأنفسهم، يسجدون لها ويقدسونها ويتوسلون بها لتقضي حوائجهم، فقدموا لها القرابين الثمينة من حلي وذهب بل وصل بهم الحال لذبح أبنائهم فداء لأصنامهم وآلهتهم المزعومة.

يأسرون الفقير فيجعلونه عبدًا لهم، يُرزقون بالبنات فيدفنوّهن خوفًا من العار، يفرقون بين الأبيض والأسود والغني والفقير والعربي والأعجمي؛ فأصبحوا أناساً منقسمين وطبقات مختلفة يسودها الفساد والفجور وكلّ شيء غير عادل وغير مرض لله كانوا يفعلونه.

ولأن الله عظيم جبار لا يرض بالظلم لعباده، كان يبعث في كُـلّ أُمَّـة نبيًّا ليكون لهم نذيرًا، قال تعالى: «إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَإِنْ مِنْ أُمَّـة إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»؛ حتى لا يكون لهم غدًا حجّـة أن لم يبعث الله لنا إمامًا ليهدينا ويعلمنا، أرسل لهم الأنبياء والرسل بالحق، وما من نبي إلا ودعا قومه سنين طويلة بلا ملل أَو كلل؛ فلا يؤمن إلا القليل منهم بينما الكثير ظل متمسكًا بمعتقداته وعبادته للأصنام بقولهم إنا وجدنا آباءنا عاكفون عليها؛ ليستمر الجهل في الأمم وبين أوساط الناس، ليبلغ الكفر ذروته فيزداد الكهن والفجور بين الناس.

وُصُـولاً لقريش قبيلة خاتم الأنبياء والرسل، فبعث الله لهم محمدًا يهديهم ويزكيهم ويكون لهم بشيرًا ونذيرًا، حَيثُ يقول تعالى في بعثته للنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: «وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

لقد بعث الله محمدًا للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط الحق ليرجعهم إلى الله سبحانه وتعالى.

بعث لهم محمدًا ليكون إمامًا ونبيًّا وهاديًّا بالحق.

بعثه سبحانه وتعالى ليقول لهم أن لا إله إلا الله فاعبدوه دون سواه.

بعث لهم محمدًا لينذرهم من عذاب يوم غد الذي سيصيبهم إن استمروا في كفرهم وطغيانهم؛ فما زادهم ذلك إلا طغيانًا وعنجهية كبيرة، فما من أحد يؤمن بمحمد إلا وقتلوه بعد أن يعذبوه بشتى أنواع العذاب، بل وصل بهم الحال لمحاولة قتل النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مرات عديدة، وما تدل أفعالهم هذه إلا على تحجر عقولهم وتخلفهم الذي يقبعون فيه، وعلى كبر جهلهم رغم كُـلّ تلك الحقائق والدلائل التي طُرحت لهم.

فما كان المانع من عدم إيمانهم بمحمد؟!

هل طلب منهم المال؟

أم طلب أن يعطوه الملك عليهم والجاه؟

لا شيء، بل إن الناس في ذلك الوقت ظلوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المزعومة في العبادات والطقوس التي يقومون بها، فكان من الصعب عليهم أن يتخلوا عن عادات عبادية توارثوها عن أجدادهم وآبائهم وُصُـولاً لهم، خَاصَّة كبار الأعيان وأصحاب الشأن منهم، الذين ظنوا أن إيمانهم برسالة محمد ستفقدهم هيبتهم ومكانتهم بين الناس بل سيخسرون كَثيراً من الأموال التي تنهال عليهم من كُـلّ جانب كقرابين لآلهتهم، فما كان منهم سوى الكفر والتكذيب لرسالة النبي محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ” أَيْـضاً تكبرهم كان سبب كفرهم بقولهم: (كيف يبعث الله لنا نبيًّا منا بشرًا يأكل ويشرب مثلنا؟!)، فكان هذا السبب من ضمن عدم إيمانهم بالرسالة، حَيثُ قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إذ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخرة وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إذَا لَخَاسِرُونَ﴾.

اختلقوا الحجج والأسباب وأقنعوا بها أنفسهم قبل عامة الناس كيف لبشر أن يكون نبياً؟!

فاستمروا في كفرهم وجهلهم وتعنتهم، فلم يؤمنوا ولا تركوا الناس ليؤمنوا إلا من رحم الله وهداه، من آمن فقد نجي من عذاب الآخرة، ومن لم يؤمن فقد خسر الدنيا والآخرة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ، وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم تحتفل بذكرى المولد النبوي بالمسجد الكبير بالصعيدي
  • أوقاف الفيوم تنظم فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • «أوقاف القاهرة» تنظم الاحتفالية السنوية لتكريم 320 طفلا من حفظة القرآن الجمعة المقبلة
  • "حديث القرآن عن الرسول قبل مولده".. ندوات بأوقاف الفيوم 
  • وكيل أوقاف الإسكندرية يؤكد اهتمام الدين الإسلامي بالشباب
  • وزير الأوقاف يقوم بزيارة تفقدية لمكتب أوقاف محافظة أبين
  • الأوقاف تعلن افتتاح 19 مسجدًا الجمعة القادمة
  • وزارة الأوقاف تعلن افتتاح 19 مسجدًا الجمعة المقبل في المحافظات
  • الأوقاف: افتتاح 19 مسجدًا الجمعة القادمة