جاغطاي أوزدمير: العالم يحتاج إلى نظام عالمي جديد
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – أكد نائب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية جاغطاي أوزدمير الحاجة إلى “نظام عالمي مؤسس من جديد”.
وذكر في تصريحات لوكالة “الأناضول” حول كتابه الجديد باللغة الإنجليزية “النسر بين الصعود والنزول: قراءة تقييمية للنظام الليبرالي العالمي”، أن الكتاب يحمل منظورا يركز على دور السياسة الخارجية الأمريكية في النظام العالمي الليبرالي والنقاشات حول مستقبل هذا النظام.
وأشار إلى أن نهاية الحرب الباردة كان لها تأثير كبير على النظام العالمي وعززت مكانة النظام العالمي الليبرالي باعتباره “النموذج المهيمن”.
وقال: “أنشئ النظام العالمي الليبرالي بعد الحرب الباردة ويتمركز حول أطروحة فوكوياما (نهاية التاريخ) وهو محور من محاور النقاش حول النظام الدولي الذي يُعتقد أنه لن ينهار أبدا”.
ولفت إلى أن النظام العالمي الليبرالي يُنظر إليه على أنه معادل للهيمنة الأمريكية.
وتابع قائلا: “تظهر التحولات التي شهدتها فترة ما بعد الحرب الباردة أن الهيمنة الأمريكية ليست مستدامة في الواقع، وبهذا المعنى لم توسع نفسها بشكل كامل في النظام الدولي حيث أن التطورات الإقليمية والعالمية تكشف ظهور وجهات نظر مختلفة في النظام العالمي، ونكشف ذلك في الكتاب عبر أدلة متنوعة”.
وأشار إلى أنه يناقش في كتابه بالتفصيل الأزمات الإقليمية التي عاشتها الهيمنة الأمريكية والأزمات العالمية التي عاشها النظام العالمي الليبرالي وجوهر ما نتج عن الأزمات.
وأردف بالقول: “صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتحديات السياسة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد النظام العالمي الليبرالي، وفقدان كيانات عالمية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتأثيرها، وظهور روسيا والصين كجهات فاعلة مهيمنة على الساحة الدولية، وحقيقة أن كل هذه الأمور تغير النظام الدولي مرة أخرى، يخلق الحاجة إلى نظام دولي مؤسس من جديد”.
ومضى قائلا: “في هذا الكتاب اجتهدت لأتناول القضايا الأساسية مثل مقولة الرئيس رجب طيب أردوغان بأن العالم أكبر من خمسة وضرورة وجود محور جديد في النظام الدولي وحاجة الأمم المتحدة للإصلاح”.
وأكد أوزدمير أن تركيا “تعد جهة فاعلة مهمة من خلال الأساليب الاستباقية التي طرحتها في السياسة الخارجية”، مشيرا إلى أن القوى العالمية والإقليمية تغيرت وظهرت جهات فاعلة جديدة في النظام العالمي الجديد.
وبين أن تركيا “تلعب دور الحكم والراعي وأحيانا دور الوسيط” في الصراعات بمنطقتها ومعظم الصراعات الدولية.
وقال: “في هذا السياق نسعى للتأكيد في الكتاب على ضرورة قراءة المحاور التي أظهرتها دبلوماسية تركيا متعددة الرؤى تزامنا مع تحول النظام العالمي الدولي، لماذا؟ لأن النظام العالمي الليبرالي لا يتشكل من الهيمنة الأمريكية فقط”.
Tags: تركيانائب رئيس دائرة الاتصالنظام عالمي جديدالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: تركيا نظام عالمي جديد النظام الدولی فی النظام إلى أن
إقرأ أيضاً:
منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة
« الأفق المفتوح: مسار حياة » هو عنوان الصيغة العربية لكتاب منصف السلاوي العالم المغربي الذي اشتهر خلال أزمة كوفيد 19.
يستعرض الكتاب المترجم للعربية والفرنسية الصادر عن منشورات أفريقيا الشرق، ويقع في 262 صفحة مساره المذهل منذ طفولته بالدار البيضاء إلى تعيينه على رأس عملية « وارب سبيد » بالولايات المتحدة لتسريع تطوير اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19، وهي المهمة التي كلفه بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، بعد أن رفضها باحثون آخرون.
يقول السلاوي في لقاء تقديم كتابه « لطالما أثار اهتمامي كيف تتطور الحياة في عالم الحيوان بناءً على مبدأ « البقاء للأقوى »، وكأس العالم تجسد هذا المفهوم في أبسط وأقسى صوره؛ حيث تتقلص قائمة أفضل 32 منتخبًا في العالم تدريجيًا إلى 16، ثم 8، ثم 4، ثم 2، حتى يبقى منتخب واحد فقط، هو الأقوى والأفضل في العالم.
وهنا نستحضر منتخبنا الوطني المغربي، أسود الأطلس، الذي قدّم أداءً باهرًا خلال منافسات كأس العالم 2022 بقطر. فقد أبان اللاعبون المغاربة عن مهارات عالية جدًا؛ فعلى هذا المستوى من المنافسة، إن لم تمتلك المهارة، فلا أمل لك في التقدم إلى الأدوار الموالية بهذه العبارات الدالة عبر العالم المعروف منصف السلاوي عن بعض من هواجسه في الكتاب.
بالنسبة لمنصف السلاوي، « لم تكن هناك مخاطرة شخصية بالنسبة لي؛ بل كانت المخاطرة الحقيقية هي آلاف الضحايا الذين كان يسقطون يوميًا بسبب الفيروس، ومئات المليارات التي كان يخسرها الاقتصاد العالمي يوميًا، حيث كان الاقتصاد الأميركي وحده يفقد 23 مليار دولار يوميًا.
وأضاف السلاوي أن الأميركيين خصصوا كل الإمكانيات اللازمة، بعكس الأوروبيين الذين اتسم موقفهم بالتردد والخوف
« لقد كانت حربًا ضد أقوى وباء، وكان لا بد من تشكيل جيش مجهز بكل الوسائل »، يقول السلاوي، مشيرًا إلى أن هناك اليوم طائرات تكلف مئات الملايين استعدادًا للمخاطر، وعلينا اليوم أن نستعد كذلك للحروب ضد الأوبئة.
أمام الحضور الغفير بقاعة مجلس الجالية المغربية بالخارج، عبّر منصف السلاوي عن رغبته في إلهام الشباب المغاربة ليؤمنوا بقدراتهم قائلاً: «إنها سلسلة من الخيارات المتتالية، دون خوف من الفشل، هي التي سمحت لي بالتقدم». كما كشف عن دوره في تطوير أول لقاح ضد مرض الملاريا، وهو عمل استغرق 27 سنة من الجهد المتواصل، لكنه أثمر في النهاية وحول الإلهام الذي قدمته له كرة القدم، قال السلاوي: « لاعبونا لم يبرعوا فقط من الناحية التقنية، بل أظهروا انضباطًا كبيرًا واستعدادًا بدنيًا ممتازًا تحت إشراف المدرب وليد الركراكي. كانت لياقتهم البدنية عالية، مما مكنهم من اللعب بوتيرة مرتفعة طوال المباريات. وعندما كانوا يبطئون نسق اللعب، كان ذلك بدافع تكتيكي لإرباك الخصم.
كان اللاعبون المغاربة يدركون جيدًا ما يسعى إليه كل خصم هجوميًا، وكانوا قادرين على تعطيل خططه باستمرار، وفي الهجوم استغلوا اللحظات المناسبة لدفع الكرة إلى الأمام وخلق فرص حقيقية للتسجيل.
وقبل نسخة 2022، سبق للمغرب أن شارك في كأس العالم خمس مرات، لكن أداءه في نسخة قطر كان الأفضل على الإطلاق. بالنسبة للجماهير المغربية، بل للمغاربة عمومًا، لم يكن الأمر مجرد حدث رياضي، بل أصبح ظاهرة اجتماعية واحتفالية وطنية وتجسيدًا لهوية مغربية وعربية طالما تم تهميشها على الساحة العالمية.
كان هذا النجاح كاسرًا للقيود، ومفاجئًا حتى لأكثر المتفائلين. فبعد عامين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، جاءت كأس العالم كمتنفس جماعي، ولحظة وحدة وطنية وشعور بالقوة والاعتزاز. كانت فرحة عارمة؛ المدرجات ممتلئة والهتافات تصدح بحب الوطن.ولم يسبق لأي بلد عربي أو مسلم أو إفريقي أن وصل إلى هذا الدور المتقدم في كأس العالم. الجماهير من مصر وسوريا والجزائر والسودان شاركتنا الفرحة، ورفرفت الأعلام المغربية في كل مكان. بالنسبة لي، كانت تلك اللحظة مهمة للغاية.
ورغم الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي، إلا أن أداء المنتخب المغربي كان بطوليًا وتاريخيًا.
حين تابعت مباراة المغرب ضد إسبانيا رفقة ابني مهدي، شعرت بتحرر تام من هموم الحياة اليومية. كل تركيزي كان منصبًا على هذه المواجهة، وعلى تلك الرقصة التكتيكية بين اللاعبين. كانت الطاقة مشحونة ومليئة بالبراعة.
تذكرت حينها الأطفال الذين كنت أراهم في أزقة المغرب، يلعبون كرة القدم بعلب صفيح أو كرات مصنوعة من أوراق الألمنيوم، مستخدمين الحجارة كمرمى. الآن صار بإمكانهم أن يحلموا أحلامًا أكبر. بالنسبة لمنصف السلاوي، هذه تجربة تؤكد أن الإصرار وعدم الاستسلام يصنعان النجاح.
هذا المسار يذكره بطفولته كطفل عادي من أسرة عادية، درس في مدرسة حكومية، إلى أن وصل إلى مستوى الاحتكاك بصناع القرار في العالم.
وأضاف السلاوي خلال تقديم كتابه:
« اخترت كتابة هذه السيرة بالتعاون مع كاتب السيرة الأميركي أندرو زانتون، في عمل منظم حول سبعة محاور موضوعاتية، حيث أتقاسم فيه فلسفة حياة قائمة على الشغف والدقة العلمية. وقد تطلب العمل معي سنتين ونصفًا من المقابلات المكثفة.
وأشار إلى أن كتابته للسيرة جاءت بعد تحمله مسؤولية قيادة أحد أصعب المشاريع الطبية في تاريخ البشرية لإنقاذ الإنسانية من الوباء، وكان على يقين من النجاح رغم صعوبة المهمة، بناءً على خبرة ثلاثين عامًا في البحث البيولوجي وعمله مع كبرى شركات الأدوية مثل « موديرنا »، مؤكدًا أنه مع توفر الإمكانيات، يمكن تحقيق النجاح، وهو ما حصل بالفعل.وقد وضعت إدارة دونالد ترامب كل الإمكانيات أمام فريقه، ليس فقط لإنقاذ الأرواح، بل أيضًا لإنقاذ الاقتصاد العالمي.
ولا يزال منصف السلاوي، الذي قاد مجموعة صيدلانية كبرى لمدة ثلاثين عامًا، نشطًا في مجال علوم الحياة، عبر عضويته في مجالس إدارة مختلفة واستثماراته في الابتكار العلمي.
ورغم تقاعده، لا يزال يهتم بالبحث العلمي عبر الاستثمار.
وحول إمكانيات البحث العلمي في المغرب، أشار السلاوي إلى أن الطريق ما زال طويلًا لبناء الكفاءات اللازمة لباحثي المستقبل. وأضاف أن المغرب أدار أزمة جائحة كورونا بشكل جيد، وكان من بين أفضل الدول في توفير اللقاحات لمواطنيه.
وأكد أنه تابع الوضع الصحي بالمغرب يوميًا عبر التواصل مع عائلته، واعتبر أن التجربة المغربية كانت ناجحة في مواجهة الوباء وتأمين السلامة الصحية لسكانه.