سي إن إن: إيران تدرس إلغاء ردها مقابل وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
يستعد الشرق الأوسط وجزء كبير من العالم، للرد الإيراني على اغتيال الرئيس الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، الذي تم في طهران، بينما يتم تداول الحديث عن مدى إمكانية قبول إيران للتراجع عن ذلك مقابل التقدم في محادثات وقف إطلاق النار السلام في قطاع غزة.
وقالت شبكة "سي إن إن" في تحليل لها إن العالم يعيش حالة من التوتر، بعدما ألغيت الرحلات الجوية عبر إيران وجيرانها وسط مخاوف من أن تنطلق الصواريخ في أي لحظة، مما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب الإسرائيلية في غزة.
ومع انعقاد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في الرياض، سلّط التحليل الضوء على الجهود الرامية إلى إقناع إيران بالعدول عن التصعيد، وأن القادة الإقليميين يأملون في أن تكون طهران مستعدة للتراجع مقابل تحقيق تقدم ملموس في المحادثات المتعلقة بغزة.
وأضافت الشبكة أنه "منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، تعهد زعماء الجمهورية الإسلامية بالانتقام من إسرائيل، التي يزعمون أنها مسؤولة عن الحادث، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي مسؤوليتها عن الحادث".
واعتبرت أن الدفعة لإقناع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتخفيف موقفه في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس ليست جديدة، ولكن العائد هذه المرة قد يكون أكثر جاذبية من المحاولات السابقة.
ويقول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة والحلفاء أبلغوا "إسرائيل" وإيران بشكل مباشر بأن "لا أحد ينبغي له أن يصعد هذا الصراع"، مضيفا أن مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت "مرحلة نهائية" وقد تتعرض للخطر بسبب المزيد من التصعيد في أماكن أخرى من المنطقة.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في طهران خلال عطلة نهاية الأسبوع والتقى بكل من القائم بأعمال الخارجية الإيراني علي باقري، والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ويبدو أنه يعتقد أن إيران ربما "تبحث عن مخرج للتصعيد".
واعتبرت الشبكة أن إيران تحتاج إلى "غطاء دبلوماسي للتراجع عن تهديداتها المتسرعة ضد إسرائيل في أعقاب مقتل هنية مباشرة، ووقف إطلاق النار في غزة الذي من شأنه أن يسمح لطهران بالزعم بأنها تهتم بحياة الفلسطينيين أكثر من اهتمامها بالانتقام، لكن العائد يجب أن يكون كبيرا بما يكفي لإيران حيث أن شرفها وردعها على المحك".
وبهذا وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثقله الدبلوماسي وأعلن في مكالمة هاتفية مع بيزيشكيان أن الرد على إسرائيل "يجب أن يتوقف".
ويشير رد بيزيشكيان إلى أنه يستمع. وقال: "إذا كانت أمريكا والدول الغربية تريد حقا منع الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، وإثبات هذا الادعاء، فيجب عليهم التوقف فورا عن بيع الأسلحة ودعم النظام الصهيوني وإجبار هذا النظام على وقف الإبادة الجماعية والهجمات على غزة وقبول وقف إطلاق النار".
هل يمكن لحزب الله أن يتصرف بمفرده؟
وقالت شبكة "سي إن إن" في تحقيقها إنه بعد ما يقرب من عشرة أشهر منذ حرب "إسرائيل" في غزة، والتي "اندلعت بسبب هجوم حماس في السابع من أكتوبر والذي شهد مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز ما لا يقل عن 250 آخرين، قُتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني".
وأضافت أن "المشكلة في لعبة تصعيد وقف إطلاق النار في غزة هي أنها مليئة بالأمل وتفتقر إلى الجوهر، ولكي تنجح، سيتعين على نتنياهو أن يشارك فيها أيضا".
وذكرت أن "حماس جعلت هذا الأمر أكثر صعوبة من خلال استبدال هنية بنظيره الأكثر صرامة داخل غزة، يحيى السنوار، مهندس هجمات السابع من أكتوبر، وعلى أي حال، فهم الآن ليسوا في مزاج لإجراء محادثات ذات مغزى".
وبينت أن التغيير إذا كان سيأتي فيجب أن يكون من الخارج، ومن الشخص الوحيد الذي لديه النفوذ لتهدئة نتنياهو، وهو الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن بعد مرور ما يقرب من عام على الصراع، يرفض بايدن المواجهة مع الحكومة الإسرائيلية الأكثر تشددا ويمينية في تاريخها، الأمر الذي يزيد أيضًا من الإحباطات".
وقالت إن ما حصل عليه باقري في جدة خلال اجتماع منظمة العالم الإسلامي هو نوع الدعم الدبلوماسي المقصود منه مساعدتهم على "الخروج من الحافة"، حيث قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور: "فيما يتعلق بما تريده إيران بشأن احترام سلامة أراضيها وسيادتها، كان هناك، كما تعلمون، دعم قوي لهذا الشعور".
ومع مغادرة القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني إلى طهران بعد الاجتماع الطارئ الذي دام أربع ساعات، تحول التركيز قليلاً مرة أخرى إلى حزب الله اللبناني، وهو عازم أيضا على الانتقام لاغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر في بيروت قبل ساعات من استشهاد هنية.
وقال مسؤول أمريكي ومسؤول استخباراتي غربي لشبكة الأمريكية: إن المخاوف الآن بشأن قيام حزب الله بالتحرك أكبر من إيران، مما يثير احتمال أن يتحرك الحزب التي يتخذ من لبنان مقرا له.
وقد يبدو هذا بالنسبة لنتنياهو وكأنه دلالات لغوية تهدف إلى تثبيط رغبة "إسرائيل" في رد ساحق ضد أي من المعتدين، وهو ينظر إلى إيران وحزب الله باعتبارهما أيادي مختلفة لنفس "الرأس اللاهوتي"، بحسب التحليل.
وباستثناء تبادل إطلاق النار الإيراني الإسرائيلي المباشر في نيسان/ أبريل الماضي كان حزب الله دائما يوجه الضربات إلى "إسرائيل" التي تتردد إيران في فعل مثلها، بينما وقد توجه هذه المرة ضربة مزدوجة، واحدة من أجل شكر وأخرى من أجل هنية.
وجاء في ختام التحليل إنه "إن كان الأمر كذلك، فإن رد إسرائيل على حزب الله قد يتحول بسرعة إلى تصعيد إقليمي يجر إيران إلى الداخل، وهو ما يخشاه الجميع، ومن الواضح أن اجتماع جدة والدبلوماسية عبر القنوات الخلفية توفر مساحة دبلوماسية ووقتا لتطوير مخرج لا يزال يحظى بقدر ضئيل من الجاذبية في الوقت الحالي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني هنية الإسرائيلية اللبناني إيران لبنان إسرائيل هنية الرد الإيراني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله: إسرائيل سقطت وانهزم مشروعها ولم تنجح في تدمير حماس
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن إسرائيل سقطت وانهزم مشروعها ولم تنجح في تدمير حماس، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
نعيم قاسم: إسرائيل فشلت في القضاء على حزب الله حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
وتابع الأمين العام لحزب الله، أن هناك تفوق عسكري إسرائيلي أمريكي استثنائي مقابل قدرات المقاومة.
وأضاف قاسم، "المعتدي طلب وقف اعتدائه بشروط ووافقنا على وقف الاعتداء لأننا لا نريده بالأصل ولم نقرر الحرب ابتداء. وافقنا على اتفاق وقف إطلاق النار لأن الدولة قررت التصدي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل.
وأوضح، "هذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي. التزمنا وفضلنا أن نصبر وألا نرد على الخروق الإسرائيلية رغم حالة الشعور بالمهانة والأعمال الانتقامية".
ولفت، إلى أن "مشهد العودة الذي كان في 27 نوفمبر الساعة الرابعة صباحا الى الجنوب والضاحية والبقاع كان مشهد انتصار فعمت احتفالات النصر كل المناطق والمقاومون في الميدان ولم يغادروه ورؤوسهم مرفوعة والمقاومة ثابتة وقوية".
وأشار قاسم، إلى أن "عمليات المقاومة تصاعدت، ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من التقدم إلا مئات الأمتار فقط، وذلك بفضل ثبات المقاومين ودعم النازحين والمواطنين".
وذكر، أن "إسرائيل طلبت وقف إطلاق النار، وتم التوافق على ذلك مع الدولة اللبنانية، معتبرا هذا الأمر انتصارا للمقاومة. ووجه قاسم الشكر إلى "اليمن على تضحياته، وللعراق بشعبه ومرجعيته وحشده، وللبنان الذي قدم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله".
كما لفت إلى أن "العدوان على لبنان وغزة بأنه مدعوم أمريكيا وغربيا دون أي ضوابط"، مؤكدا أن "هذا العدوان كان يهدف إلى إنهاء المقاومة".
وشدد قاسم على أن هدف "طوفان الأقصى قد تحقق، حيث انهزم المشروع الإسرائيلي الذي سعى لتدمير المقاومة وحركة حماس"، وأكد أن "نصر غزة هو نصر للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة التي ساندت القضية، ولكل أحرار العالم الذين أيدوا ودعموا".
ويوم الجمعة الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، نيته عدم سحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف النار مع لبنان.
وجاء في بيان ديوان نتنياهو: "نظرا لعدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بالكامل – ستستمر عملية الانسحاب التدريجي إلى ما بعد 60 يوما".
وكان من المفترض أن يكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من لبنان يوم الأحد، مع انتهاء الستين يوما الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وفي إطار آخر، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصدر مقرب من حزب الله، اليوم الاثنين، بأن إسرائيل أسرت 7 من مقاتليه خلال الحرب التي دارت بين الطرفين.
وبحسب سكاي نيوز عربية، خاضت إسرائيل والحزب المدعوم من إيران نزاع
ا امتد أكثر من عام، بدأ في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وبعد أشهر من تبادل القصف عبر الحدود، وسّعت إسرائيل اعتبارا من سبتمبر، ضرباتها الجوية ضد معاقل للحزب في لبنان ونفذت عمليات برية في مناطق حدودية.
وقال المصدر، إن "سبعة مقاتلين من الحزب هم أسرى لدى إسرائيل"، اعتقلتهم خلال المواجهات التي استمرت الى حين سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر.
وأشار المصدر إلى أن إسرائيل اعتقلت أربعة أشخاص في قرى حدودية بجنوب لبنان الأحد، مع محاولة المئات الدخول الى هذه المناطق على رغم عدم انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، كان يفترض بالقوات الاسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 يناير، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في هذه المناطق. لكن الدولة العبرية أكدت أنها لن تنجز انسحابها في هذا الموعد.
ويوم الأحد، أعلن البيت الأبيض أنه تم تمديد "الاتفاق" حتى 18 فبراير، مشيرا الى أن "حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر 2023"، هو اليوم الذي شهد الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل وشكّل شرارة اندلاع الحرب في غزة.