صراحة نيوز:
2024-10-01@22:36:56 GMT

لمَن تُصفّق الجماهير أكثر؟!

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

لمَن تُصفّق الجماهير أكثر؟!

‏صراحة نيوز – ‏حسين الرواشدة

‏لماذا يحظى بعض اخواننا الفنانين والمطربين ،لاسيما إذا كانوا من خارج البلد ،بالحفاوة والاحترام ، أكثر مما يحظى العلماء والمثقفون، أساتذة الجامعات وكبار السياسيين والإعلاميين، وغيرهم من قادة الرأي والفكر والزعامات الاجتماعية الوطنية؟ بصراحة لم اجد أي إجابة مقنعة، قلت : اللهم لا حسد ، ربما يستحق هؤلاء ذلك، أو ربما يجدون جماهيرا من المعجبين ترفعهم فوق الأكتاف ،وتصفق لهم بحرارة، أو ربما تطوّعت بعض الجهات الرسمية لاستقبالهم ، وتوفير ما يلزم منه “مواكب”، تُشيّعهم بالترحاب والتكريم.

حاولت أن افهم اكثر ، هل الاحتفاء ينصرف نحو الفنون النظيفة ،بما تمثله من قيمة إنسانية ووجدانية، وبما تشكله من رافعة لقضايا الناس والوطن، ام انه ينصرف لأشخاص محددين اكتسبوا الشهرة ، حتى وإن افتقدو القيمة الفنية والاخلاقية؟ حين دقت بواقع الفنون وأصحابها في بلادنا ، أدركت -تماما – ان ما نفعله لا يتجاوز حدود “التسطيح ” لأولوياتنا ، نحن أهملنا الفنون الوطنية ، ونغطي على تقصيرنا بصور مغشوشة ومنتقاة ، نحن قدمنا هذ النماذج كملهمين لابنائنا ، فأصبحوا قدوات لهم، نحن طردنا صناع الثقافة والفكر والزعامات التي تمثلنا حقيقة ، ولم نُقدّر ،كما يجب ، شهداءنا وأبطالنا الحقيقيين ، واستبدلناهم بآخرين ، لان كثيرين منا يرون فيهم انفسهم ، ويتمنون لو كانوا مثلهم. يا خسارة!

‏حين تشوهت الذائقة العامة في مجتمعنا ،وتراجعت مساطرها و معاييرها ،حصل ذلك وأكثر منه، ارجو -فقط – أن نلوم انفسنا ، فنحن ،كمجتمعات ، مسؤولون عن اختياراتنا وانحيازاتنا واعجاباتنا ، نحن يمكن أن نصنع التفاهة، ونحن ،أيضا ، يمكن أن نطردها ،ونصنع بدلا عنها الجدية واحترام القيمة، وتقدير المؤثرين والملهمين الحقيقيين ، لا تستطيع الإدارات الرسمية ،مهما حاولت وفعلت ، أن تجبرنا على التصفيق لنجوم من كرتون ، او التدافع لشراء تذكرة بأسعار خيالية لمطرب عابر للسخافات ، فيما لا يتحرك الا القليل القليل منا لحضور ندوة ثقافية ، أو أشهار إنجاز علمي، او تكريم من أفنى عمره في خدمة البلد.

‏ما قد تصرّ الحكومات والإدارات أن تفعله ،بما لا يعجبنا، يمكن للمجتمعات ،متى امتلكت الوعي والإرادة، أن ترفضه وتبحث عن بدائل له ، صحيح هذا لا يعفى الرسميين من مسؤولياتهم، لكنه يضع المشكلة في الزاوية الحقيقية ،أقصد المجتمع ، نحن ، لا الآخرين ، من يقف على المدرجات بالآلاف لتشجيع الطرب واللعب ، ولا نتحرك للانتصار أو الدفاع عن مظلوم ، أو الاحتفاء بمبدع حقيقي، أو الانحياز لفنان قدم لنا زهرة حياته، ثم ادركه العوز ، فتحول إلى متسول للحصول على رغيف الخبز ، نحن الذين دخلنا اللعبة ، ثم قبلنا النتيجة ،وانصهرنا فيها ، وأصبحنا مجرد خادم لها، وإن كنا ننتقدها أحيانا ، او نرفضها بالعلن.

‏إذا أردت أن تحكم على مجتمع ، اي مجتمع، انظر فقط لمن يتقدمون الصفوف ، دقق بقائمة “كبار البلد”، أسأل لمن تقام المهرجانات ومن يحظى فيها بالتكريم ، وإذا امكن أن تسير في جنازة عالم كبير، فلا تنسى أن تحصي إعداد المشيعين ، ستكتشف، كل مرةً ، أننا فعلنا بأنفسنا أسوأ مما فعلته بنا الإدارات الرسمية ، وأن التغيير ما لم يمر بأنفسنا ومجتمعاتنا فإنه لن ينزل علينا بالبراشوت ، ستكتشف ،أيضا، أن “التفاهة “احكمت علينا قبضتها، و إن “الفرجة” شكّلت صورة مجتمعنا ، و أفرزت منا أرخص ما فينا ، ستكتشف ،ثالثا ، أننا مازلنا نعاني من “الشيزوفرينيا” و النفاق الاجتماعي ، و أننا جلادون وضحايا معا ..

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن مال وأعمال اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن مال وأعمال اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

عودة: هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

وقال بعد قراءة الانجيل المقدس: "لا بد من التأكيد أن الوقت الآن هو وقت التفاف اللبنانيين حول دولتهم، وتسليمها أمر الدفاع عن لبنان، ووقت تحمل الجميع مسؤوليتهم، ووقت اجتماع النواب، دون قيد أو شرط، لانتخاب رئيس للبلاد يتسلم زمام الأمور ويرفع الصوت عاليا دفاعا عن لبنان، متوسلا الطرق الدبلوماسية لإيجاد الحل، ويطالب بوقف النار فورا. وهذا ما على الجميع السعي من أجل تحقيقه، دون تباطؤ".

وسأل: "هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟ هل يجوز عدم انتخاب رئيس لأسباب كيدية أو مصلحية والبلد يمر في أحرج الظروف، وهو بحاجة إلى من يصونه ويمثله ويدافع عن مصالحه ويحمي حقوقه وأبناءه وأرضه ومستقبله؟ مرة جديدة نخاطب ضمائر من في يدهم القرار كي يقوموا بواجبهم الوطني، متخلين عن كل أنانية ومصلحة وضغينة، عاملين فقط من أجل مصلحة لبنان وإنقاذه. إرحموا الأبرياء الذين يقتلون ويخسرون أحباءهم وأرزاقهم ويهجرون بالآلاف. بلدنا لا يحتمل الحرب في الظروف الصعبة التي يمر فيها فلا تتلكأوا ولا تربطوا مصيره بمصير أية جماعة أو دولة. إنه وقت تحمل المسؤولية بجدية واتخاذ القرارات الشجاعة التي تنقذ لبنان وشعبه".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نصلي ونعمل من أجل خلاص بلدنا وسلامة أبنائه وأرضه، وأن نحب الجميع، ونغفر لكل من أساء إلينا، وأن نحمله في صلاتنا، عل قلبه الحجري يعود ينبض بالرحمة والمحبة التي نأمل أن تسود المسكونة أجمع، فتلغي الحروب وتحل السلام". (الوكالة الوطنية للإعلام)

مقالات مشابهة

  • خالد عبدالفتاح يطلب الرحيل عن الأهلي
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • حلفاء الظل
  • بعد أحداث الشغب من الجماهير.. ديربي مدريد يُسجل 9 أرقام قياسية
  • انتصارات الجيش
  • تفسير حلم شراء ملابس جديدة في المنام.. دلالات مختلفة
  • عاجل.. توقف مباراة ريال مدريد وأتلتيكو بسبب شغب الجماهير
  • الجماهير المغربية بأوزباكستان فخورة بأسود الصالات بعد الخروج المشرف من ربع نهائي المونديال
  • عودة: هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟